الناقد الجزائري الكبير “علاوة وهبي” يكتب: اغتيال علولة . اغتيال مشروع!

المسرح نيوز ـ الجزائر| علاوة وهبي

ـ

كان علولة (١٩٣٩..١٩٩٤) المولود بمدينة الغزوات ولاية تلمسان والذي درس الفنون الدرامية بفرنسا من الأسماء البارزة والفعالة في الحركة المسرحية في الجزائر وصاحب مشروع فني مسرحي لم يكتب له الاكتمال باغتيال صاحبه علي يد ظلاميين ارهابيين سنوات الدم في الجزائر.

عبد القادر علولة الذي انضم الي المسرح الوطني عند تأسيسه وكان من الذين ساهموا بشكل كبير في ترسيخ أسسه.
كانت له عدة أعمال في الإخراج مع المسرح الوطني قبل أن يتجه الي الكتابة المسرحية إذ اخرج لحساب المسرح الوطني النقود الذهبية عن نص صيني وكذلك السلطان الجزائر لتوفيق الحكيم وأعمال اخري كثيرة بعدها كان انفصال علولة عن المسرح الوطني لفترة ثم العودة والعمل في مسرح وهران ومعه قدم في السبعينيات من القرن الماضي مسرحية الخبزة والتي كانت إعلانا عن ميلاد علولة الكاتب الي جانب علولة المخرج ثم مسرحية العاب والتي تعرضت للمنع بعد العروض الأولي أبعاد إنتاجها سنة ١٩٨٥ من طرف المسرح الوطني الذي شارك بها في مهرجان المسرح المحترف تلك السنة وقد عمل علولة في تجارب عديدة كمقتبس وممثل ومخرج وخاصة في مذكرات احمق للوصول والتي جاب بها مدن مختلفة ونالت حظوة كبيرة بين المسرحيين والنقاد .

 

وعندما عاد علولة الي مسارح الدولة مجددا ومع مسرح وهران الجهوي بالذات كانت له تجارب اخري مختلفة عن تجاربه الأولي وقد أسس اول تعاونية مسرحية في الجزائر ويعد بذلك من الرواد في هذا الجانب.

علولة اخذ اتجاها آخر في مساره المسرحي بدءا من مسرحية المائدة والمنتج أسوان عرضه لهذين العاملين خارج إطار العلبة الإيطالية جعله يقف علي شكل آخر من المسرح غير الذي تعود عليه في أعماله السابقة ففي هاتين التجربتين وقف علي ما يسمي بمسرح الحلقة وهو شكل من أشكال الاحتفال الشعبي في الأسواق الشعبية وشكل من أشكال الحكي يعتمد فيه بالدرجة الأولي علي الراوي ثم الاستماع وعلي الشكل السردي أكثر من الحركي إذ تكون فيه متعة الإذن قبل العين وهو شكل شعبي له جذوره الضاربة في العمق.

فاتجه علولة بعدها الي هذا النوع وكتب فيه ما اصبح يعرف بالثلاثة المسرحية في مشروعه المسرحي الكبير بدأه.بالأقوال ثمالاجواد واخره اللثام وفي هذه الأعمال لم تعد والسينوغرافيا مهمة ولا الحركة بل الاعتماد بالدرجة الأولي علي الكلمة فهي الأساس في الحلقة وأساس الحكاية والمتاجر هنا يستمع أكثر مما يهتم بمشاهدة ما يجري .

وكان للشعر العامي .الشعبي الدور الكبير في هذه وأعمال كما الاهتمام بالكلمة وشعبيتها أكثر من الاهتمام بالحركة فوق الركح. تجارب عديدة ومشروع مسرحي كبير وطموح كان علولة يشتغل عليه وكان ذلك يحتاج منه الي فترة توقف لإعادة النظر فيما أنجز منه قبل المضي فيه بهدف دراسة ما فيه من سلبيات وكذا الإيجابيات فكان أن اخرج أربكان خادم السردين والتي اعتبرها كالعادة النظر فيما أنجزه وما يأمل فيه مستقبلا .

وقد حدثني شخصيا بذلك خلال لقاء لنا في مدينة سكيكدة علي هامش عرض أربكان وايام سكيكدة المسرحية وجرنا الحديث الي الأشياء اخري ومشاريع اخري كان الراحل ينوي إنجازها ولكن الإرهاب الوهمي لم يمهله لتحقيق طموحه في إيجاد شكل مسرحي له إصابته ولا يتخذ المسرح الغربي شكرا له مسرح يمكن تقديم عروضه في الساحات وفي حلقة وخارج إطار العلبة الإيطالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock