مسرح طفل

“المؤلف الصغير ” مسرحية قصيرة للأطفال للكاتب العراقي: حامد شهاب الجيزناوي


المسرح نيوز ـ القاهرة| مسرح طفل

ـ

 

مسرحية

المؤلف الصغير

مسرحية قصيرة للاطفال

 

( المسرح عبارة عن هضبة جميلة يغطيها عشب الربيع وهناك شجيرات

وزهور. يدخل المؤلف الصغير وهو يحمل اوراقا وقلما يتجول في المكان

ثم يتوقف وهو يفكر. ينتبه الى الجمهور ثم يخاطبه ) .

المؤلف : مرحبا.. انا صديقكم المؤلف الصغير. في الحقيقة انا في حيرة

من امري .. منذ فترة وانا احاول ان اكتب مسرحية مستثمرا

احدى حكايات جدتي غير اني لست مقتنعا ( يسكت وهو حائر.

يحدث لغط بين الجمهور ينتبه اليه ) حسنا … حسنا لا تستعجلوا

سنشاهد ابطال المسرحية وهم يتصارعون . ( يخرج ) .

(  يدخل فارسان على صهوتي جواديهما متشابهان

في ملابسهما وهيئتهما وكل واحد منهما يحمل بندقية ) .

الاول : لقد تعبنا . سرنا مسافة طويلة .

الثاني : حسنا علينا ان نستريح ونريح جوادينا ( يترجلان وهما يتفحصان

المكان ثم يضعان امتعتهما على الارض ) .

الاول : ( وهو ينظر الى الافق الجميل ) انظر كم هو جميل . انه بلون

الذهب.

الثاني : فعلا انه رائع وكانه تل من ذهب .

الاول : ( ينتبه ثم يتحدث مع نفسه ) ذهب .. ( الى ابن عمه ) لو كان

ذهبا لما اعطيتك مثقالا واحدا منه .

الثاني : ( وهو غير مصدق ) ماذا ؟

الاول : مثلما سمعت .

الثاني : ولكن انا ابن عمك ورفيق دربك .

الاول : حتى ولو كنت اخي .

الثاني : في حكمك هذا ستكون عديم الانصاف .

الاول : ( مراوغا ) انا .. انا الذي تخيلته ذهبا وهو من حقي .

الثاني : نحن ابناء عم واصدقاء وقد اكتشفناه معا وعلى هذا الاساس نحن

شريكان .

الاول : انك احمق . الفكرة فكرتي وتل الذهب لي .عليك ان تقتنع بذلك.

الثاني : ولكن هذا ظلم يا صاحبي .

الاول : تتهمني بالظلم ؟

الثاني : اجل في حكمك هذا ستكون ظالما وعليك ان تقتسم تل الذهب معي .

( الاول يسحب بندقيته ويصوبها على ابن عمه ) . لن اتحرك مترا

واحدا قبل ان اخذ حصتي وعليك ان تقتسم تل الذهب معي والا ..

الاول : ( يضحك ساخرا ) اذهب .. اقول لك اذهب والا قتلتك .

الثاني : وهل تحسب نفسك الرجل الوحيد ( يشهر بندقيته .. الاول يسبقه

ويطلق النار عليه ويرديه قتيلا ) .

الاول : ابن عمي .. ابن عمي يا ويلي يا ويلي ماذا فعلت .

( يدخل المؤلف وهو غير راض ٍ )

المؤلف : (مخاطبا الجمهور)  هذا جنون .. هذا الجنون بعينه اليس كذلك

( يغادر الممثلان المسرح مع جواديهما اثناء حديث المؤلف ) لقد

اختلفا على كومة من التراب ايعقل هذا.. صنعا من تل التراب تلا

من ذهب واختلفا عليه وقتل احدهما الاخر ايعقل ان

يكون هذا حلا لمثل هذه المشكلة التي صنعتها خيالات مريضة

ومتعصبة ومتخلفة ؟ .. لا اعتقد ان هذا الحل يرضيكم او يرضيني

من الافضل ان ابحث عن حلٍ اخر ( يمشي في المسرح وهو يفكر

وغير راض ) ماذا افعل علي صياغة المسرحية من جديد .

 

المشهد الثاني

( يدخل فارسان الى المسرح احدهما امير والاخر تابعه نعرف ذلك من خلال

ملابسهما. يدخلان على صهوتي جواديهما الامير في المقدمة يتبعه التابع .

لا تغيير في الديكور)

الامير: لقد سرنا مسافة طويلة هذا اليوم وعلينا ان نرتاح قليلا في هذا المكان .

التابع : امرك سيدي .

( الامير يترجل وكذلك التابع )

الامير : انه مكان بهيج في تلاله ومراعيه ومياهه .

التابع : فعلا يا سيدي ( يتابعان استطلاع المكان ) انظر يا سيدي الى تلك

التلال تبدو مثل كومة من الذهب .. يا للروعة .. يا للجمال

( الامير ينتبه ) كم اتمنى ان امتلك تلا من الذهب .

( الامير ينهض وهو في حالة هياج )

الامير : وهل تعتقد ايها التابع الحقير لو كانت تلك التلال ذهبا

اعطيك شيئا منها .

التابع : اني اتمنى .

الامير : انك تحلم ايها المعتوه .. ستكون ملكي مثل الاشياء الاخرى ..

انك لست اكثر من تابع حقير وعليك ان تدرك ذلك .

التابع : ولكننا رفاق درب يا سيدي وهذه التلال في البراري.

الامير : حتى لو كانت في اقصى الارض .. هي ملك لي وحدي .

التابع : ارجو ان تكون لي فيها حصة انا  شاهدتها اولا .

الامير : انك تتجاسر على مولاك ايها الحقير .

التابع : ( يذل نفسه ) سابقى في خدمتك طوال حياتي ولن انسى لك

هذا الجميل .

الامير : لا تتعب نفسك لن اعطيك منها مثقالا واحدا .

التابع : يا سيدي انا ايضا لدي زوجة واطفال وبيت .. وهذه التلال

وجدناها معا .

الامير : انا الذي اصرف عليك وعلى بيتك وليس لك اكثر من هذا .

التابع : انا اخدمك منذ زمن بعيد وامين سرك وتابعك …

الامير : ( وهو في حالة هياج ) هذا ذهب يا مجنون .. ذهب ولن

افرط به ( ينهض الامير وهو يحمل سوطا ويتقدم نحو التابع )

ولكن قل لي ما حاجتك انت للذهب ايها الخادم الحقير وكيف

تجرؤ على البوح بمثل هذا الحديث .

التابع : لان هذا من حقي كما اعتقد يا سيدي .. لقد وجدنا الذهب معا

( متملقا ) كما انني اطمع بانصافك .

الامير : تطمع بانصافي ؟ ..  هذا هو انصافي .. ( يرفع السوط ويضربه )

خذ هذا هو انصافي ايها الاحمق .

التابع : ( متالما ) ارجوك يا سيدي .. لا يا سيدي .. اتوسل اليك يا سيدي ..

هذا مؤلم يا سيدي . ( الامير مستمر في ضربه ) الرحمة يا سيدي

الرحمة .

الامير : هذا قليل في حقك انك تستحق قطع رقبتك ( يضربه مرة اخرى ) .

التابع : التوبة يا سيدي التوبة .. خذ الذهب كله ( يبكي ) التوبة ..

الامير : ( يتوقف عن ضرب تابعه ) اني احذرك من ان تفكر هكذا ايها

الطماع الجشع .

التابع : اتوسل اليك لقد تبت يا مولاي .

الامير : ( وهو يبتعد قليلا ) هيا ايها الاحمق علينا ان نغادر المكان قبل

ان تجن و تضطرني الى قتلك .

التابع : امرك يا مولاي ( يسرع نحو جواد الامير ويمسكه بينما الأمير

يركب الجواد ثم يلملم  حاجياتهما ويمتطي جواده و يغادران

المكان في هذه الاثناء يدخل المؤلف وهو غير مقتنع ) .

 

المشهد الثالث

المؤلف : هذا اخفاق اخر . نهاية غير سعيدة على ما اعتقد اليس كذلك ؟

والا كيف يمكن ان نفسر هذا الموقف الجشع من الامير .. تل

كبير من الذهب ونفسه لم تطاوعه على اعطاء مثقال واحد

لتابعه الذي يخدمه . هذا ليس انصافا ولا مقبولا ولا يمكن ان

تكون نهاية موفقة ( يشير الى الجمهور ) الستم معي

في ذلك ؟.حسنا حسنا لنجرب حلا اخر ولنفكر معا ونعطي

الفرصة الاخيرة لشخصيات المسرحية .. حسنا لنشاهد ( يخرج ) .

( يدخل الفارسان وهما يرتديان ملابس متشابهة وقد اعياهما التعب . يتوقفان )

الاول : هذا مكان جميل وهواء عليل وعشب وزهور تغطي الوديان لناخذ

قسطا من الراحة . ( يترجلان ويستطلعان المكان .الاول يدقق النظر

والثاني يستلقي على الارض ) . انظر يا صاحبي كم هي جميلة تلك

التلال ( ينتبه الثاني و ينظر ) .. انظر الى ذلك التل انه يشبه تلا

من الذهب .

الثاني : انه ذهب فعلا .. كم هو جميل ان يمتلك الانسان تلا من ذهب .

الاول : ( ضاحكا ) وهل سيكون لاحدنا ام لكلينا ؟

الثاني : لا يهم .. المهم ماذا سنفعل بكل ذاك الذهب .

الاول : صدقت .. انا اقترح ان نستغل هذا الذهب لحراثة الارض

وزراعتها .

الثاني : وانا اقترح ان نبني مصانع وملاعب ..

الاول : ونشق ترعا وسواقياً لنوصل المياه الى الاراضي العطشى .

الثاني : ونزرع الارض كيلا يجوع الانسان .

الاول : وننتج للاطفال حليبا وملابس ولعبا .

الثاني : ونبني دورا سكنية ونعطيها لكل من ليس له دار .

الاول : ومدارس يتعلم فيها اخوتنا الصغار ومشافي للمرضى .

الثاني : ونردم الحفر ونعبد الشوارع ونبني متنزهات ورياض اطفال

( يصمتان ) .. اننا نحلم .

الاول : نحلم ؟

الثاني : اجل نحلم .

الاول : وانا اعتقد اننا نحلم احلاما يمكن تحقيقها .

الثاني : كيف ؟

الاول : ان هذه الارض هي الذهب لو احسنا استغلالها .. واتفقنا فيما

بيننا على جني فوائدها عندها ستكون هذه الارض ذهبا حقيقيا

بايدي الجميع .

الثاني : على ان يحب احدنا الاخر … وان يساعد احدنا الاخر .

الاول : نعم ان هذه الارض تتسع للجميع .

الثاني : حسنا يدا بيد لنحول ارضنا .

الاول : الى جنة نعيش فيها سعداء .

الثاني : ( وهو يدور على المسرح ) ومن حولنا الذهب .

( يدخل المؤلف فرحا وهو يصفق ويقف بينهما ) .

المؤلف : اعتقد ان هذه هي النهاية الاجمل وساكتبها .. اليس كذلك ؟

النهاية

حامد شهاب الجيزناوي

العراق \ ديالى

 

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock