حوارات

المسرحي الأردني إياد الريمونى فى حوار خاص لـ “المسرح نيوز”:دخلت عالم المسرح من بوابة التمثيل، ولا أشارك فى المهرجانات من أجل الجوائز، والجمهور المصرى ذواق

أقول للجيل الجديد: طريق المسرح صعب، لكنه ليس مستحيلاً


المسرح نيوز ـ القاهرة| حوارات

ـ

حاوره: كمال سلطان

 

ً

ممثل وكاتب ومخرج أردنى .. درس القانون وحصل على درجة الدكتوراة فى علم الجريمة، كما درس المسرح دراسة أكاديمية ثم حصل على عضوية نقابة الفنانين الأردنيين، وكانت بدايته من خلال ورشة فنية مع المخرج حكيم حرب الذى يدين له بالكثير، ومن خلال هذه الورشة ضمه إلى فرقته الخاصة وقدم معه العديد من العروض المسرحية التى شارك بها فى مهرجان الأردن المسرحى .

ويعد الريمونى واحدا من علامات المسرح الأردنى والعربى حالياً فقد قدم العديد من العروض المسرحية نال عتها الكثير من الجوائز الدولية ككاتب ومخرج وممثل ومن أشهر تلك الأعمال “هذيانات شكسبير”، “تراتيل ثورة النساء”، “ليلة الأنحوتة”، “طيور الأبابيل”، “قطار الباقورة” وغيرها .

حول مشاركته الأخيرة فى فعاليات مهرجان آفاق مسرحية فى دورته الثامنة، وحول بدايته الفنية، والصعوبات التى واجهها وأهم أعماله وأبرز الجوائز التى حصل عليها كان لنا معه هذا الحوار ..

إلى نص الحوار:

– شاركت مؤخراً فى الدورة الثامنة من مهرجان “أفاق مسرحية” بعرض المونودراما “ديك” .. فكيف جاءت مشاركتك؟

= سعيد جدا بالمشاركة فى مهرجان أفاق، والمشاركة جاءت قبل شهرين تقريباً، عندما كنت أشارك فى مهرجان القاهرة للمونودراما، وسمعت عن مهرجان أفاق وتقدمت بالعرض للمشاركة فى فعالياته، وتم قبوله عن طريق لجنة المشاهدة، ومن حسن حظى تم تقديم العرض فى افتتاح المهرجان .

– ما هى الفكرة الرئيسية التى يدور حولها العرض، وكيف جاءتك لأول مرة؟

= شرارة هذا العرض بدأت من خلال مشاهدتى للقاء تلفزيونى، كان مع مواطن سورى يناجى من قسوة الحرب ومن ضنك الحياة، ومن شدة خوفه على أولاده، وقال جملة أثرت فىّ كثيراً عندما قال يارب أين تذهب.. هل نسكن تحت المقابر، من هنا نشأت فكرة العرض، فكانت هذه المسرحى التى تعبر بشكل كبير عن معاناة هذا المواطن العربى، فى ظل نتائج الحروب والثورات، التى أعتقد أننا لم نجنى منها شيئاً كعرب، فالشعوب لم تستفد شيئاً من هذه الثورات نهائياً، خاصة التجربة السورية تم تشريد وقتل مئات الألوف، ولم نرى أى بشائر، فقط قتل أبرياء، من نساء وأطفال ورجال، فهذا العرض هو إسقاط على التجربة السورية تحديداً .

– كيف وجدت استقبال الجمهور المصرى؟ وهل وصلت رسالة العرض إليه؟

= كان استقبال الجمهور المصرى رائعاً كعادته، وتلقيت الجائزة بعد العرض من خلال محبتهم واشادتهم بالعرض، وهذا الأمر ليس جديدا على فى كل معروضة التى عرضتها على خشبات المسارح بمصر اتلقى دائما هذا الحب الذى يدل على كرم المصريين وحسن ضيافتهم، وحسن استقبالهم الأشقاء العرب، وأعتقد أن رسالة العرض وصلت إلى الجماهير إلى حد كبير، بدليل أن عدد كبير من الناس الذين شاهدوه فى مهرجان المونودراما حضروا على مشاهدته فى مهرجان أفاق، فعلى الرغم من تقديم الرسائل بشكل رمزى الا أن الجمهور استوعبها جيداً .

– تحرص دائماً على المشاركة فى المهرجانات الدولية، فهل تكون الجائزة هدفك الأول أم الانفتاح على جمهور جديد؟

= لا أضع الجائزة هدفاً لى على الاطلاق، فقد شاركت فى العديد من المهرجانات ولم أحصل على جوائز، فأنا أقدم عروض للجمهور الأردني على سبيل المثال، لكننى أسعى لعرض أعمالى على جمهور جديد ولدى شغف شديد جدا فى الانفتاح على التجارب العربية، فأنا حريص جدا على عرض تجارية فى مصر، لأن انطلاقة أى فنان تكون فى مصر بشكل رئيسي، وهذا ما حدث معى تماماً، فما قبل عروضي بمصر كنت شيئاً وما بعد عروضي بمصر شيئ آخر، فالنقاد هنا يفسرون العرض المسرحى بأسلوب مفصل جداً، ويوجد هنا اصدارات متخصصة فى المسرح، وهذا الشيئ مفقود فى الدول العربية إلى حد ما، وأعطى هذا السبب بأن مصر بها معاهد وجامعات تمنح درجات علمية فى النقد المسرحى، فى الدول العربية يكون التركيز على التمثيل والإخراج، ولا يوجد مساحة لدراسة النقد، ولذلك يكون الاعتماد فى الصحف العربية على نقاد مصريون، أو يتم إيفاد دارسين عرب بمصر، ولكننى أؤكد أن الناقد المصرى متخصص ودارس للنقد، إضافة إلى خبراته التى يكتسبها من جيل الرواد، إضافة إلى تجربته الشخصية مع تكرار مشاهدته العروض والمدارس المختلفة .

– تحرص أيضاً على مشاهدة جميع العروض وتشجيع الشباب، فما سر حرصك على ذلك؟

= فى اعتقادي أن المسرحى يموت وهو مازال يتعلم، والمخرج الذى تكون تجربته مرتكزة على الخيال والمتعة والدهشة التى هى عناصر أى عرض مسرحى فهو فى حالة تعلم دائم، حتى من تجارب الشباب فكل عشر سنوات يظهر جيل جديد، فإذا ما المخرج ثلاثينى مثلاً، فيمكنه تعلم شيئ جديد من مخرج فى العشرينات، فبينهما جيل كامل، لذا فأنا حريص جداً على متابعة كل الأجيال الجديدة حتى المسرح المدرسى، سواء فى الأردن أو فى الدول العربية، أتابع تجارب الشباب وتجارب كبار المخرجين العرب .

– لو عدنا إلى الوراء قليلاً وسألتك عن دخولك إلى عالم المسرح، وهل جاء من بوابة الكتابة أم الإخراج أم التمثيل؟

= البداية كانت من خلال بوابة التمثيل، عندما شاركت مع أستاذى صاحب الفضل الأول علىّ بعد الله طبعاً الفنان حكيم حرب، والذى تتلمذ على يد د. عبد الرحمن عروس رحمه الله وهو قدوة حسنة للأستاذ حكيم ودائما يحدثنا عنه ويتغنى به، ومن شدة عشقه لأستاذه أصبحنا نحن عاشقين أستاذنا حكيم حرب، فمن تعلم الجنون علمه، ود. عرنوس كان رائداً فى الجنون المسرحى، وهو مؤسس تجربة مسرح اليرموك، ورواد المسرح الأردنية هم تلامذة د. عرنوس رحمه الله، فكانت أولى تجاربه مع الفنان حكيم حرب كممثل وكنت آنذاك طالباً والماجستير فى علم الانحراف والجريمة، ونصحنى حينها بدراسة المسرح، فدرست الإخراج والتمثيل بالجامعة الأردنية، وعندما درست المسرح ومع تعدد قراءاتى انفتح فكرى على الكتابة المسرحية، ثم انفتح على الإخراج، ولكننى لم أكن أرى نفسى فى البداية سوى ممثل فقط، ولكن مع الدراسة عشقت الإخراج والكتابة جداً .

– وما هى أبرز المحطات التى تعتز بها فى مشوارك المسرحى؟

= أعتز لأولى تجارية الإخراجية “هذيانات شكسبير” فقد كان هذا العرض مشروع تخرجى، ثم “ليلة الأنحوتة”، الذى نلت عنه أفضل نص من مهرجان الإسكندرية المسرحى، وعرض “قطار الباقورة”، والتى حصلت عنها على ٦ جوائز بمصر، “ديك” حصلت عنه أيضا على مجموعة من الجوائز، هذا على مستوى الإخراج.. على مستوى التمثيل هناك مسرحية “النافذة” إخراج أستاذى د. مجد القصص، وجسدت خلالها ٦ شخصيات مختلفة .

– إذا طلبت منك توجيه رسالة لشباب المسرحيين .. فماذا تقول؟

= أقول لهم طريق المسرح صعب لكنه ليس مستحيلاً ولكنه يحتاج إلى الصبر، فأنت لن تحقق النجاح فى يوم وليلة، فيجب عليهم المكافحة فى سبيل هذا الطموح وهذا العشق، وتجربته الشخصية خير دليل، فقد صبرت طويلاً وواجهات تحديات وصعوبات، لكننى فى النهاية حصدت حصاد مثمر جداً من خلال تجارية التى أعتز بها كثيراً .


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock