المسرح نيوز يعيد نشر حوار الكاتبة صفاء البيلي مع فارس المسرح المصري محمود يس.. وحديث شجي عن حال المسرح والسينما!

المسرح نيوز ـ القاهرة| حاورته الكاتبة صفاء البيلي

ـ

 

 

  • أعتز بمشاركتي في عرض “ورد الجناين”.
  • أتمنى العودة للمسرح قريبا.
  • ساهمت في تأسيس فرقة للمسرح المتجول مع أصدقائي.
  • أول تجاربي على المسرح كانت مع سمير العصفوري.
  • قدمت 13 فيلما لإحسان عبد القدوس والخيط الرفيع قدمني للناس.
  • قابلت شهيرة أمام الكاميرا وتزوجنا.
  • السينما ميتة.
  • أقول للمعلنين ارفعوا أيديكم عن الدراما.
  • لا أعرف مصير جدو حبيبي!
  • لم اترشح  للبرلمان فلست بحاجة إليه

 

(أجريت هذا الحوار   مع الفنان القدير محمود يس منذ أكثر من عشر سنوات .. ونشرته في جريدة الوطني اليوم التي كنت أعمل بها.. وأعيد نشرهوم  الي ها هنا في الموقع  بدون حذف كلمة واحدة  من كلام فناننا العظيم لا لشيء سوى لغنى الحوار وجمال ودقة إجاباته  وتعبيرها عن واقعنا الحالي فكأن حواره استشرافا للمستقبل الآن.. متمنية لفناننا القدير الصحة والعافية والسلامة وطول العمر)

هو..فارس من فرسان السينما والمسرح المصري، صوته الرخيم سهم يمتد لينفذ إلى قلوب مشاهديه، يخترق أرواحهم بلطف ورقة ليسكن فيها، فهو المثقف المحب والفارس النبيل والأب الحكيم، لا يُشق له غبار على خشبة المسرح، يعشق إحسان عبد القدوس ويدين بالولاء لأساتذته الذين اكتشفوه ويؤمن أان السينما للشباب ويحزن حينما يتناسى البعض أنه رجل مسرح في المقام الأول  حيث إن آخر ما شارك فيه مسحيا  عرض ” ورد الجناين”.. وتم تكريمه عبر المركز القومي للمسرح وإصدار كتاب تذكاري يشتمل رحلة حياته الغنية والآسرة.. إنه الفنان القدير محمود يس النجم المتألق وأحد أعمدة الفن المصري في العصر الحديث.. وقد جلست جلسة طويلة معه محاولة  تحريك بحيرة ذاكرته وذكرياته الثرية والعميقة.. ترى ..ماذا قال؟

 

ـ بدايتك المسرحية كانت وليدة الصدفة أليس كذلك؟

* كنت أسكن في مدينة بور سعيد، وهي مدينة عاشقة للفن وبخاصة المسرح الذي عرفتُ عنه الكثير في بداياتي عن طريق مكتبة أخي، فقد كنت الموكل بشراء الجديد من الكتب، وكان لدى أخي سلاسل قيمة تحتوي على الكثير من أعلام الفكر والثقافة والأدب وكان أحد أهم هذه الكتب للروائي العالمي العظيم” تشيكوف” الذي أعتبره من عظماء القصة والرواية والمسرح في العالم.

 

ـ الخطوات الأولى على المسرح.. هل تتذكرها؟

* منذ كنا صغارا أنا وأصدقائي تولدت في قلوبنا الرغبة بل عشق التمثيل وبخاصة المسرح، وكنا نرتاد أماكن لم يكن يرتدها من هم في أعمارنا مثل نادي المسرح، فقد كنا حينما نمرمن جانبه نشعر برهبة شديدة وقد كان رواد هذا النادي عاشقين للمسرح، وذات يوم.. سألني أحدهم: هل قرأت مجنون ليليلأمير الشعراء؟ فقلت: نعم، فقال: هل قرأت  قمبيز؟ قلت: لا.. وماذا تعني قمبيز؟ ولم أكن أعرف وقتها أنها وغيرها من أعمال شوقي المسرحية التي أسست للمسرح الشعري، وهذا دليل كبير على ثقافة هؤلاء الناس في ذلك الوقت، وهنا التفت إلى هذا الكنز الكبيرالذي كان بين يديَّ في البيت ولم أكن قد التفت إليه بعد.. ثم أسرعت إلى مكتبة أخي والتي تحوي بدائع المسرح العالمي علاوة على الكثير من القصص والروايات والأشعار.

 

ـ متى كان أول صعود لك على خشبة المسرح.. وماذا عن أول بطولة؟

* لقد كنا نمثل بالفعل فيما يُسمى بنادي العمال الذي كنا نعتبر متفرجيه من خاصة أهلنا، وأحبائنا، فكنا نمثل أمامهم دون خوف أو رهبة، لكننا تعلمنا منهم كيفية التمثيل، فأتقنا أدوارنا، فلكِ أن تتخيلي كيف كانوا عاشقين لأعمال الكساربل ويحفظون حواراتها عن ظهر قلب، وغيروا وجهة نظرنا بعد أن كنا نقرأ المسرح المترجم فقط فتوجهنا للمسرح المصري بشعبيته وفطرته الرائعة التي تتمثل في الألحان والكلمات للكسار والريحاني، ثم بدأنا نكتب نصوصنا المسرحية بأنفسنا، ثم قدمت أول تجربة لي وكانت بعنوان ” جزاء خائن الوطن” وكان المؤلف والمخرج هو الفنان الكبير سمير العصفوري الذي كان يكبرنا بقليل.

أما عن أول بطولة.. (يضحك) فالغريبة أنهم كانوا يعطونني أدوار البطولة منذ البداية، وكنت وزملائي نعتمد على التعلم وجمع الخبرات ولم يقتصر جهدنا على التمثيل فقط بل أسسنا فرقة للمسرح المتجول.

 

ـ أنت تتكلم بصيغة الجمع .. فمن كان معك في مرحلة البدايات؟

* كثيرون فمثلا.. المخرج الكبيرالسيد طليب قدم الكثير من العروض العربية والعالمية على مسرح الطليعة  مجاورا الفنان سمير العصفوري حيث كنت في المسرح القومي وقتها كما لا أنسى المخرج الكبيرعباس أحمد الذي يعتبر أول من تجول في مدن وأقاليم  ونجوع مصرونشر فن المسرح فيها وهو رائد من رواد الثقافة الجماهيرية وهو فنان عظيم من جيل الرواد الأول.

 

ـ كان أداؤك الصوتي مميزا في العرض التوثيقي لثورة 25 يناير” ورد الجناين” وأعطاه جلالا ورهبة وقدسية .. أتساءل: لماذا لم تقم بأداء دورك “لايف” على خشبة المسرح؟

ـ قمت بالأداء الصوتي لدور الراوي تعليقا على الأحداث فيما يخص القصص الحقيقية للشهداء منذ لحظة مشاركتهم وحتى استشهادهم.. والحقيقة لم يكن هذا اختياري بل اختيار المخرج وقد سررت لاشتراكي في هذا العمل الجاد المحترم  الذي يعبر عن ثورة 25 ينايرتقديرا لتلك العبقرية التي استطاعت إسقاط نظام قادر مثل نظام مجحف، الأمر الذي يجعلنا نتفاءل ونطمئن على غدنا في هذا البلد العظيم، تلك الثورة التي نجحت باقتدارفى تحقيق أهم أهدافها وهى إسقاط النظام الفاسد بكل رجاله، وسعيد أكثر لعملي مع مجموعة متميزة من زملائي فناني المسرح الكبار”جمال اسماعيل ومحمود مسعود” علاوة على شباب المسرح الذين ينتظرهم مستقبل رائع..

 

ـ على خشبة سيد مسارح مصر.. القومي.. قدمت زيارة السيدة العجوز مع الفنانة شويكار كما قدمت في بداياتك “ليلى والمجنون ومأساة الحلاج” لصلاح عبد الصبور..فمتى تقدم عملا بحجم تلك الأعمال الراسخة؟

ـ  صدقيني..أحزن جدا حينما ينسى البعض أنني ممثل مسرحي في الأصل وقدمت أكثر من 25مسرحية على خشبة المسرح القومي منها: “الحلم” تأليف محمد سالم وإخراج عبد الرحيم الزرقاني، بعدها توالت المسرحيات التي قمت فيها بدور البطولة مثل:”وطني عكا”، “عودة الغائب”، “واقدساه”، “سليمان الحلبي”، “الخديوي”، “الزير سالم”، “ليلة مصرع جيفارا”،”ليلى والمجنون”.. علاوة على إنني كنت مديرا للمسرح القومي.. وعموما، حينما أجد عملا بحجم هذه الأعمال ..سأعود لخشبة المسرح ولن أتردد.

ـ نأتي لمرحلة السينما.. ألاحظ أن أهم الكتاب الذين قدمت أعمالهم هو الراحل إحسان عبد القدوس؟

ـ بالفعل قدمت لإحسان وحده حوالي 13 فيلما.

 

ـ أعتقد أن فيلم “الخيط الرفيع لم يكن نقلة في حياتك فقط بل في حياة السينما المصرية؟

ـ فعلا فقد كانت قصة الفيلم تغوص في مشاكل المجتمع، وقد أصرت السيدة فاتن حمامة على تقديم الحوار كما كتبه إحسان خاصة حينما أرادت أن يعترف بعلاقته بها أمام المجتمع فقال لها: أنا مش نبي!!

ـ العذاب فوق شفاه تبتسم كانت فيه قمة الخيانة وفي الخيط الرفيع كان النكران خيانة.. ما رأيك في الخيانة؟

ـ الخائن مخلوق فاقد الإنسانية.

 

ـ ألست معي أن إحسان يبرر خطايا شخصياته؟

ـ هو يرى أنهم ضحايا.

 

ـ وماذا عن فيلم: نحن لا نزرع الشوك؟

ـ رشحني له الكبير كمال حسين مع العظيمة شادية وكان نقلة كبيرة في حياتي الفنية، وبعده قدمت أفلاما تعتبر علامة في مشواري الفني.

 

ـ إذن انفتحت أبواب الشهرة لك في هذه الفترة فكيف انفتح لك قلب شهيرة؟

تعرفت على شهيرة في المعهد وكانت في سنة أولى بالمعهد وكنت قد بدأت العمل بالفعل.

 

ـ التنوع في أدائك بين الدون جوان المحب والرجل الارستقراطي والمريض نفسيا ثم في مراحل بعد ذلك المدرس والأب ثم الرجل الصعيدي في الجزيرة.. كيف استطعت أداء ذلك التنوع؟

ـ السينما فن شاب لا يمشي إلا في ركاب الشباب فمن يستطيع السباحة معهم في نهر الإبداع.. فليفعل.

 

ـ لكن الدور خمسة مشاهد فقط؟

ـ لكنه مؤثر وكنت معجبا به وسعدت في البداية حين طلب مني شريف عرفة القيام بالدور وجاءت موافقتي لأنه مخرج واع وأنا معجب به.

 

ـ وماذا عن حال السينما الآن؟

ـ ” مفيش سينما في مصر الوقتي” السينما حالها في غاية التردي والانحطاط، لم يعد لدينا ما نستطيع عمله لإنقاذها فالسينما لم تعد في يد مؤسسات الدولة، بل أصبحت دون مسئول عنها.

 

ـ أين ترى الخلل؟

ـ الخلل ليس في صناع السينما فلدينا أفضل التقنيين ولكن نحن بحاجة لمؤسسة قوية، ما يضعف السينما والفن عموما غياب المؤسسات القوية الذي ينتشلها من الضياع فقد كنا منذ فترة ننتج 130فيلم في العام أما الآن فلا تجدي أكثر من 6أو 7 أفلام في الموسم وهذا شيء مزري ومحبط.

 

ـ جدو حبيبي ..ما مصيره؟

ـ هذا أحدث أفلامي السينمائية وأعتز فيه بدوري.. كما كان من المفترض أن يتم عرضه بعد عيد الفطر لكنني لا أدري سبب تأخر ذلك؟

 

ـ  نذهب للدراما.. ما رأيك في تحكم الإعلانات في قنوات وأوقات عرض المسلسلات؟

ـ شيء فظيع جدا .. وأريد أن أوجه كلمة لشركات الإعلان من خلال “المصريون” فأقول لهم: أرجوكم ارفعوا أيديكم عن الدراما فلم يعد لدينا منفذ بعد أن أغلقت السينما أبوابها.

 

ـ هل الوضع سيء ومخجل لهذه الدرجة؟

ـ أكثر مما تتخيلين فكل الأماكن المنوط بها الإشراف على إنتاج السينما والدراما تعاني من تراجع في معدلات التشغيل مثل مدينة الإنتاج ومشروع دعم المسلسلات كلها تعاني من حالة الإعياء والضعف والركاكة.

ـ قيل أنك ستترشح للبرلمان في مسقط رأسك “بورسعيد”؟

ـ الفنان لديه نوافذه التي يطل منها، فمن لديه مثلي سينما وتليفزيون ومسرح لا يحتاج للبرلمان ولا غيره.

 

ـ على خشبة سيد مسارح مصر.. القومي.. قدمت زيارة السيدة العجوز مع الفنانة شويكار كما قدمت في بداياتك “ليلى والمجنون ومأساة الحلاج” لصلاح عبد الصبور..فمتى تقدم عملا بحجم تلك الأعمال الراسخة؟

ـ  صدقيني..أحزن جدا حينما ينسى البعض أنني ممثل مسرحي في الأصل وقدمت أكثر من 25مسرحية على خشبة المسرح القومي منها: “الحلم” تأليف محمد سالم وإخراج عبد الرحيم الزرقاني، بعدها توالت المسرحيات التي قمت فيها بدور البطولة مثل:”وطني عكا”، “عودة الغائب”، “واقدساه”، “سليمان الحلبي”، “الخديوي”، “الزير سالم”، “ليلة مصرع جيفارا”،”ليلى والمجنون”.. علاوة على إنني كنت مديرا للمسرح القومي.. وعموما، حينما أجد عملا بحجم هذه الأعمال ..سأعود لخشبة المسرح ولن أتردد.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock