الناقد الجزائري علاوة وهبة يكتب: تولستوي بين العدمية والرقابة

المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات

ـ

علاوة وهبي

 

الكونت نيكولايفيتش ليون تولستوي من عمالقة الادب الروسي نال شهرة كبيرة برواية الحرب والسلام وكذا انا كريننا وغيرها من الاعمال الروائية .وكثيرا بل دوما يتحدث عنه كروائ دون المسرحي في حين انه كاتب مسرحي كذلك وكان من اهم المنافسين لتشيخوف في مسرح الفن ولكنه كذلك من المعجبين به .

 

كتب تولستوي مجموعة كليرة من النصوص المسرحية بلغ عدد صفحاتها عند نشرها في اعماله الماملة ما يفوق الثمانمئة صفحة. كان تولستوي خلال شبابه مداوما علي مشاهدة العروض المسرحية في مسرح كزان بسانت بطرسبوغ وهو طالب في الجامعة كما كان يذهب الي مسرح البولشوي ومسارح اخري وذات مرة حضر عرض فوست لجيتيه كان ذلك سنة1865 ولكنه خرج قبل نهاية الفصل الاول قائلا(لا شيئ تغير منذ خمسة عشرة سنة) وقد كتب ذلك في مذكراته ولا شك انه كان يقصد اداء الممثلين وكذا الموسيقي .كما لاحظ دارسوه فيما بعد كما يقصد زينة الاوبرا وفي الخمسينات من القرن التاسع عسر يشاهد تولستوي احسن العروض في حياته وذلك في مسرح(مالي) الشعبي مع الممثل ميخائيل شتسبكين الذي يعد النقاد ابو الواقعية في المسرح الروسي وكتب في مذكراته بعدها (في المسرح مأساة ان يكون تفكيرك جيدد وزائد ) وبعدها بسنتين كتب مجدد عن ذلك واصفا المفتش شتسبيكين بالجيد..

 

تولستوي كانت له اراء متناقضة احيانا .وفي سنوات 1860/1880 خلال كتابته لروايته الشهيرة الحرب والسلام وكذا انا كرنينا و والتمرد كف عن الذهاب للمسرح وفي هذه الفترة يحصل علي ترخيص باخراج احد نصوصه وهو(ثمار العلم) وقد اخرجها ستانيسلافسكي لصالح جمعية الفن والادب (قوة الظلام) من اهم الاعمال المسرحية لتولستوي قوة الظلام التي جلبت له بعض المشاكل .ولكنها حظيت بالنجاح حين تم عرضها كتب تولستوي هذا العمل سنة1886 وتتحدث المسرحية عن قضية جنائية كان احد اصدقائه قد رواها له وتعد عملا تهذيبيا وعمل اخلاقي ولمنها اثرت ضجة كبيرة وكان تولسوي قد ادخل بعض التعديلات علي القصة الحقيقية وهي قيام احد الفلاحين بالاعتداء علي ابنة زوجته وعندنا انجبت منه قام بقتل المولود ودفنه في فناء البيت. تعد هذه المسرحية من المسرحيات السوداوية وحتي المرعبة .

 

الرقابة لم ترص للمسرحية بالعرض واعتبرتها من الاعمال الوقحة وان المسرح لا يستسيغها ولا يطيقها. لكن احد حجاب الامبراطور تمكن من قراءته للامبراطور بحضور كبار رحال الدولة في القصر الملكي وتركت انكباعا جيدا مما جعل الامبراطور(هذه مسرحية رائعة)واصدر الامر بتمثيلها في المسرح الامبراطوري في بطرسبوغ الا ان احد المستشارين للامبرطور اوغل صدره ضد المسرخية وصد تولستوي واصفا اياه بالعدمي وان السماح بعرضها سوف يزيد من انصار تولستوي وعدميته مما حعل الامبراطور يتراحع ةيصدر امرا جديدا بتوقيفها رغم ان كل شيى كان قد جهز للعرض وقال الامبراطور عنها(المسرحية مسرفة في الواقعية وموضوعها مرعب ومن النهم ان يوضع حد للفضيحة التي اثارها تولستوي العدمي الملحد)..

 

بعد المنع الذي تعرضت له في رةسيا تنت ترجمتها الي اللغة الفرنسية سنة1887 ليقوم اندريه انطوان صاحب المسرح بتمثيلها في مونبارناس ونالت نجاحا كبيرا الا انه وكما تذكر بعض الدراسات قد سبق ذلك جدل كبير بين كتاب فرنسيين حولها واعتبرها كل من ظونا الابن وساردو وايميل اوجيه من الاعمال المرعبة ولا تصلح سوي للقراءة إلا انه في مقابل هؤلاء هناك من الكتاب من دافع عنها وعن كاتبها تولستوي ومنهم ايميل زولا وهو صديق لتولستوي ودي فوغيه. المسرحية لم يسمح بتمثيلها في روسيا الا سنة1895 بعد وفاة الامبراطور الاسكندر الثالث وقد ادهشت تولستوي بما اخرزت من النجاح الذي لم يمن يتوقعه مماجعله يكتبفي مذكراته(لو كنت اعلم انها ستعجب الناس منت بذلت حهدا اكبر في كتابتها وبصورة افضل). وقالةعنها بعض النقاد لغة المسرحية لغة شعبية ومناسبة وقد احسن تولستوي استخدامها وبها عبارات لذيذة ومشاهد قوية وراح البعض يقارنها بالملك لير لويليام شكسبير .لكن تولستوي لم يتمكن من نزع التاج من علي رأس شكسبير كما كان يطمح.

 

سنة1897كان الممثل والمخرج الفرنسي الذي كان له شرف تقديم (قوة الظلام) ليطلق سراحا وتجوب بعده مدن العالم اذ تم عرضها في انحلترا والمانيا وغيرهما من تلمدن الاروبية واشاد بها النقادةفي كل مرة لتدخل بعده ريبيرتوار المسرح الروسي .كان اندريه انطوان اذن في زيارة الي موسكو م ع فرقته المسرحية وارا زيارة تولستوي فكتب اليه طالبا منه السماح له بالزيارة غير ان تولستوي كان ايامها خارج موسكوولم يرد علي رسالة انطوان. كتب انطوان(ان خوفي من ازعاجك جعلني أأجل الي اليوم رغبة كانت تشدني وانا اصل الي موسكو .

 

لقد كنت اعد نفسي دائما بأنني لو جئت الي موسكو ان يكون لي شرف تحيتك وان اعبر لك عن مدي اعجابي واصدقائ )ثم يختم رسالته(اليوم الجمعة سأغادر موسكو وانا احمل اسي عدم تمكني من الاقتراب من مؤلف قوة الظلام التي كانت واحدة من اهم نجاحات مسرحي الحر) تذكر بعض الكتابات ان قوة الظلام وفي عرضها التاسع في المسرح الملكي (مالي)

 

سنة1892 تقدم رجل من شباك التذاكر لشراء تذكرتين لحزات قبل بظاية العرض وحين عرف انهم يقدمون العرض في قاعة ممتلئة تقدم من الحارس في مدخل الممثلين وترجاه ان ان يبلغ الممثلة النجمة غليكريا فيدوتوفا والتي كانت تودؤدي دورزفيزدنتسيفا. بان كات المسرحية وابنه يبرغبان في مشاهدتها مماواحدث هرجاوفي الكواليس واضطرت الادارة ان تخصص له اللوج الاداري .اته الضيف غير المنتظر والناقد الاشد عنفا هذا كانوا يصفون تولستوي. تولستوي اعجب بالعرض وكان هو نفسه الذي قرا النص امام الممثلين وعن ذلك تقول المثلة فارفا راريجوفا التي لعبت دور كولينا(كان تولستوي يقرأ بتأثر الامر الذي جعل السخصيات تبدو امامنا من الملمات الاولي بدت حية وقد اثار المشهد بين انيوتكا وميتربيتش تاثير كبيرا كنا امامه مذهولين ومتأثرين بقراءته*. هكذا كانت رحلة قوة الزلام من الترخيص الي المنع ثم الترخيص بالعرض ثانيا والنجاح بعد موت الامبراكور الاسكند الثالث وحقق تولستوي حلمه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock