مقالات ودراسات

الناقد الجزائري علاوة وهبي يكتب: قلعه جي..والأشرار!


المسرح نيوز ـ الجزائر| علاوة وهبي

ـ

النص المسرحي الجديد للكاتب عبد الفتاح رواس قلعه جي. جاء مختلفا في مساره العام عن نصوصه السالفة شكلا .وكذلك مضمونا .اذ في هذا النص الجديد يجنح الاستاذ عبد الفتاح الي تناول موضوع الشر في العالم منذ القدم وحتي العصر الحديث وجاء النص بعنوان (انطولوجيا الشر.. ثم عنوان ثاني هو الحب لا يعرف الاسماء).

 

ولان النص هو انطولوجيا .والانطولوجيا هي تجميع لمادة في نوع واحد او تجميع لاسماء لها نفس نوع الاهتمام لجأ الاستاذ قلعه جي الي جمع الاشخاص الذين اشتهروا باعمال الشر والتدمير والتخريب في العالم منذ غابر العصور بل منذ منشأ الانسانية.الاول اي منذ جريمة قابيل في حق اخيه هابيل. وهي بداية بسط الشر نفسه في العالم ويستحضر قلعه جي الي جانب اول مجرم في التاريخ اسماء مجرمين اخرين في حق الانساية .مثل الرئيس الامريكي هاري ترومان الذي كان الامر بالقاء القنبلة النووية علي هيروشيما ونكزاكي وهي الجريمة التي خلفت عشرات الالاف من القتلي والمشوهين وما زالت اثارها الي اليوم .ثم ادولف هيتلر مصاص الدماء الذي كان وراء اندلاع الحرب العالمية الثانية ومبيد الشعوب ومقيم افران الحرق لبني ادم .

 

الي جانب ذلك يستحضر كذلك نيرون صاحب النزوات الجنونية والامبراطور الذي احرق روما وارتكب اشنع الجرائم في حق شعبه وشعوب اخري .وكذلك الامبراطور كاليغولا الذي ادعي الالوهية وتزوج اخته وسفك الدماء ارضاء لنزواته .وهولاكو الذي دمر المدن واحرق الكتب وخرب وقتل .ويستدعي رواس كذلك الملك الضحاك ليدلل ان بعض الملوك او الحكام بشكل عام ليس لهم من الحكم سوي الاسم لانهم لعبة في يد الاخر الخفي اما عزازيل ابليس الذي يستدعيه قلعه جي فلانه سيد الاغواء والتضليل الذي يجر اتباعه الي ارتكاب المناكر . ورغم ان عزازيل عند بعض الكتاب ليس رجل ولكنها امراة اي انها زوجة ابليس كما عند الكاتب يوسف زيدان الذي جعل اسمها عنوانا لاحدي رواياته( عزازيل) فان قلعه جي يجعله مذكرا. الي جانب هذه الشخصيات نجد قاضي لا نعرف ماذا يمثل سوي انه موجود لمحاكمة كل الطغاة الذين عرفهم التاريخ وادخالهم جهنم عقابا او جزاء ما اقترفوه في حق الانسانية.

 

ثم ثلاث شخصيات من العصر هم الرجل الذي يسميه ادم علي اسم ابو البشرية وامراة ايفا علي اسم عاشقة هيتلر وفتاة يسميها ولادة علي اسم ابنة المستكفي .ويعطيها من صفاتها الحب .اما ايفا فهي فنانة رسامة واما ادم فهو عالم . وتجري احداث هذه المسرحية في ملجأ مكانه غير محدد ولكنه ملجا تحت الارض ومحصن بشكل جيد فجدرانه مغطاة بواقيات .وهو ملجا مجهز بكل الوسائل التكنولوجيا والعلمية وبشاشة كبيرة تمكن ادم من متابعة ما يحدث في الخارج .

 

النص في عمومه دعوة الي الحب .ودعوة الي ميلاد انسانية وانسان جديد علي انقاض زوال الانسان الحالي الذي لا يعرف سوي القتل والدمار. اما النسان الجديد الذي سياتي فهو يختلف عن الا نسان الحالي انسان محب عاشق وهو الذي تعشقه لادة وتتطلع الي ميلاد جديد للانسانية من صلبها هي وصلب عشيقها الانسان الجديد. في هذا العمل يبدو كأن الاستاذ قلعه جي يتنبا بزوال الانسان الحالي حالما بوجود انسان آخر يكون مبدأه ودينه الحب لذلك جمع كل هذه الشخصيات التي كانت السبب في الماسي الانسانية علي امتداد التاريخ واقام محاكمتها ليرسل بها الي الجحيم مع التطلع والحلم بانسان جديد في عالم جديد لا قتل فيه ولا تدمير ولا تخريب ولكنه عالم يسوده الحب والحب فقط. نبوءة مرعبة بنهاية العالم ونبوءة مبهجة من جهة اخري بميلاد علام جديد مسالم يحكمه الحب .


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock