مقالات ودراسات

الناقد المغربي عبد اللطيف فردوس.. وقراءة نقدية للعرض المغربي: “شا طا را”


المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات

ـ

عبد اللطيف فردوس

قدم أول أمس ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي – الدورة 13. الدار البيضاء. المغرب، قراءة نقدية للمسرحي المغربي (عبد اللطيف فردوس) في عرض “شاطارا” لفرقة تيفسوين للمسرح الامازيغي بالحسيمة، الذي يتنافس على جائزة الشيخ الدكتور محمد بن سلطان القاسمي في نسختها العاشرة

فضلت أن استشهد واستنير في هذه الورقة بنقاد ومسرحيين مغاربة، منهم الدكتور عبد الواحد بن ياسر،  الدكتور عبد الكريم برشيد، الدكنور سعيد كريمي، الدكتور أحمد بلخيري، الدكتور خالد امين، الدكتور فهد الكغاط ، والمسرحي المرحوم محمد مسكين،  لأنهم حين يكتبون عن المسرح المغربي تكون قراءاتهم  مرتبطة بخصوصيات الحياة والمجتمع المغربي. كما اعتمدت على مشروع كتاب لي سيصدر قريبا عن دار النشر “مؤسسة أفاق للدراسات والنشر” يتناول تجربتي المخرجين محمد الحر وأمين ناسور.

شاطارا، كما يقدمها المؤلف في النص ، “ثلاث نسوة بئيسات يائسات… اختار لهن القدر مسارات مختلفة ومصيرا مشتركا… شاني، ثلاثينية من جنوب الصحراء … من أم إيفوارية وأب فرنسي لا تعرفه. تاليا، شامية، عشرينية من شمال شرق سوريا… ضحية العشائرية والحرب … ربيعة ، الوحيدة التي استطعنا اقتفاء أثرها من جماعة بيريكولا وparkigh …. هي إذن حكاية واحدة بتفاصيل متعددة لا متناهية… حكاية تيه عابر للزمان والمكان… بحث

مطرد عن اللاشيء … اللامعنى و اللاوجود. هنا الآن… في فضاء بدون ملامح واضحة …وحيث يفقد الزمان ضرورته… تبدأ رحلة البوح والكشف … رحلة البحث عن ذواتهن في ذاكرة مثقلة بالمآسي”.  شاني، ثانيا، ربيعة،  لم يكن مسارهن قدرا مقدرا، بل كن ضحايا لنظام عالمي رغم اقنعته وعمليات التجميل يبقى تظاما عسكريا مبنيا على ثنائية القوي والضعيف، التي هي في حقيقتها ثنائية العبد والسيد ” اختيار اسم مارك -le commandant- la caserne- – la tenue militaire” .

غمزة ذكية من غمزات المؤلف، للإحالة على المتحكم في هذا النظام العالمي الجديد، الذي رسم حدودا  وأغلق إحكامها على الأخر في الوقت الذي شرع فيه مداخل  هذا الاخر على مصارعها ليجتازه ويتجاوزها أنى  وحيثما شاء، باقنعة اصبحت مفضوحة ليدمر الإنسان والأوطان.، Fayoula victime de l’exploitation sexuelle par l’homme défendant la paix et la liberté. شاني قررت أن تكمل رحلتها بائسة يائسة، لتهديها ل”مارك” … فقط لتضع أمانة بين يديه، وتوصيه خيرا بما تحمله من جراح إفريقية لم ولا ولن تندمل.                                    تانيا صارت تُدرك جيداً معنى فقدان الوطن. خلقت وفي قلبها حب دفين للأرض التي تنتمي إليها، حتى لو جار فيها المتسلطون، كان خروجا من ذاتها المثخنة بالمآسي ودخولا لعوالم الاستغلال والابتزاز والاستعباد دخلت دوامة الهروب من نفسها.                                              ربيعة حكاية هروب مستمر من ماضٍ يطاردها بلا هوادة. كنت غادي نتولد في بلاصتو.

نص المؤلف  سردي حمال بشفافيات البوح.

“شاطارا” أحالني العنوان على سؤال في اللسان المغربي الدارج “اش طارا ” بمعنى  ماذا وقع. منذ ان طرحت هذا السؤال على نفسي  وإنا بصدد إعداد هذه الورقة، أبحرت  على سطح موجة التساؤل دون أن اتجرا على الغوص في أعماق البحر،  لان خشبة هذا الحدث وغلافه الزمني لا يسمحان بذلك. “شاطارا” فعلا موجة، موجة امين ناسور التي لا تحمل الزبد الذي يذهب هباء، ولكنها الموجة المتجددة التي تقدس قوانين المد والجزر، الموجة القوية المحركة المفتتة لرمال الجامد والمألوف. قراءتي هاته، بوح مني إليكم ومعكم، لتكون بفضل تفاعلكم في هذه الجلسة وكتاباتكم النقدية بعدها، إضافة نوعية، بالتشريح والتلقيح والتلقيم،

ليبقى المسرح دائما في طريقه نحو الأجود والأصلح. كل عرض بالنسبة إلي يمثل جميع المسرحيين، مادام المسرح فضاؤنا ومصدر الأوكسجين الذي نستنشقه وبه نحيا. وفي هذا الصدد استحضر معكم كلمات أغنية لمسرحية حمار الليل في الحلقة لورشة الابداع دراما بمراكش، عن نص للمبدع  الدكتور عبد الكريم برشيد ” الى كان المسرح جريمتنا مرحبا بالحكم نبغيوه مؤبدا فوق الخشبة” – اذا كان عشق المسرح جريمتنا مرحبا بالحكم، وليكن بالمؤبد فوق الخشبة-

عرض “شاطارا” يضعني مرة أخرى إمام بصمة آمين ناسور الإخراجية، فهو وكما عودنا، لا يقوم فقط بإخراج مسرحية بل  يبصمها بطابعه الإخراجي المتميز. في “شاطارا” يؤكد تجربته الفنية والحياتية العميقة المبنية على ركائز وأساسات متجذرة،  تجربة رغم طولها، لم تقتل الطفل فيه. طفل البراءة المكتشف التواق إلى المغامرة، الطفل المتطلع دوما الى تفتيت لعبته الجديدة ليفهم ميكانيزماتها . ” تيجيني السي أمين  بحال الدري الصعير ملي  تنعطيوه شي لعبة جديدة، تيفرتتها النهار الاول باش بعارف من اش مصاوبة وكيف تتخدم”. هكذا يتعامل ناسور مع إبداعاته، يفتتها ليفهمها وليعيد بناءها منطلقا  من قناعاته الفكرية والجمالية، ومستحضرا مدرسة الطيب الصديقي و من مكتسباته المعرفية والمهارية وتكوينه الاكاديمي في المعهد العالي للفن الدرامي والتنشيط الثقافي، ومن الجمعية المغربية لتربية الشبيبةAMEJ،  ومن دروب وإحياء الدار البيضاء.ومن بحثه واجتهاده المتواصل.

نص المؤلف السيد سعيد أبرنوص الذي قراته ونص العرض المسرحي الذي شاهدناه، فكرة واضحة تم طرحها بنفس ملحمي. بناء درامي منسجم رغم انه تضمن أشكال البناء الكلاسيكي بحكاية تقليدية. نص متجانس رغم جمعه لإشكال بنائية مختلفة. تلاءمت حكاياته الجاهزة مع الشكل الفني سواء الذي اختاره الكاتب أوالمخرج. حوار مترابط، بعيد عن الإسفاف اللغوي واللعب بالكلمات، الذي عادة  ما يتسبب في مشكل إيقاع النص. نحن في هذا النص أمام حوار وظيفي يعكس أحداثا او صورا قابلة لنقلها إلى الخشبة. شخصيات المسرحية سواء كما قراتها في النص او تابعتها في العرض تتشكل عبر قوس عاطفي يخترق الحكي ويؤطره، متغيرة وليست تابثة، دوافعها تتصاعد بمنطق ينسجم مع منطق النص، ولا تتعارض مع منطق الواقع. شخصيات تجسد المعاني الإنسانية في حياة نصية بحقائقها وتمتلاثها، بعيدا عن التسديج والتسطيح. شخصيات شاطارا استحضرت عندي ما قاله المرحوم محمد مسكين صاحب تيار مسرح النفي والشهادة ” إن الشخصية المسرحية هي شخصية إنسانية،  ولكن بعد ان تم عزلها ونقلها من الواقع إلى المسرح ، إن هذه النقلة كفيلة بان تحدث كثيرا من التغيرات والإضافات بالنسبة لشخصية تصبح دالا ومدلولا ، تصبح رمزا ومعنى. تتحرك في الواقع ضمن حدود مرسومة فرضتها أعراف وتقاليد المجتمع، وكل انحراف وانعراج يحدثه الإنسان في المجتمع يعتبر شاذا ،

وكثيرون هم من نعتوا بالزندقة والكفر والعصيان للذين مارسوا هذا الإنعراج . ورغم ما يعانيه المسرح من لعنات من قبل اعدائه ، إلا ان الشخصية في المسرح تمارس حريتها ، تتمرد على الواقع وتثور عليه ، تقول ما لم يسمح المجتمع بقوله ، لذلك فالمسرح هو المتنفس لشخصية و النور الذي يضيء سوادها ، كما ان انتقال الشخصية من الواقع للمسرح هو انتقال الكم إلى النوع و الجودة ، انتقال من غير الدال إلى الدال ، تمكن هاته النقلة المبدع من نحث الشخصية من الداخل وتفجير حدودها، حيث يشحنها برموز وإشارات إيحائية…”

وهذا في اعتقادي ما لامسته في شاطارا، حيث استطاع المؤلف وكذلك المخرج بفضل ملكة الالهام لديه، ان يضعنا امام شخصيات حية خلقاها وجعلاها تملي عليهما سلوكاتها وليس العكس، بفضل تمكنهما من معرفة انتربولوجية اجتماعية في تربتها المغربية رسما شخصيات تحمل التعقيد الانساني الذي وصفه دوتويفسكي بسر الانسان. استطاع السيد ايرنوص ان يقول لنا من خلال النص وامين ناسور من خلال العرض انها الحياة وليست الحياة، حياة حقيقية ولكنها ليس حياة  في حقيقتها، كما استطاع ان يحل معادلة الحقيقة وكذب الفن. معادلة اللغة النثرية والشعرية. استطاعا إن يجعلني كقارئ للنص ومتلقي في العرض أعيش حالة الاستلاب المنومة وفي نفس الوقت مستبصرا ومشاركا في السرد.

من خلال مقارنة النص المكتوب بنص العرض، خلصت الى ان لكتابة الدرامية  للمخرج اشتغلت على اعادة ترتيب تدخلات الشخصيات كما جاءت هذه الكتابة على شكل طروس” palimpsetes  او”الرقوق المسموحة” نقل بها النص المكتوب الى نص العرض، كتابة اعتمدت المحو والاستنساخ، كتابة موازية حسب توصيف الدكتور عبد الواحد بنياسر او كما يسميها البعض كتابة على الكتابة. ناسور كهادته تعامل مع نص المؤلف، على أساس انه  كتابة أولية قابلة للتعديل بالحذف أو التنقيح وكذلك بالانزياح سواء منه الدلالي او التركيبي وبالإضافة  ” مجموعة من القصائد الشعرية “.،  بحث الكاتب الدرامي عن التيمة الرئيسية وابدع في خلق روابط لها مع جميع مفردات العرض، لينتج للمتلقي قصيدة  تطرب وتفيد، تخلخل المألوف والجاهز وتنبذ ” الكليشيات”

عرض مسرحي جمع دراماتورجيا ما بين الشعرية الإنشائية والفرجوية والغائية البراغماتية “توظيف الموسيقى” لإيجاد أفضل الحلول المتوافقة مع انتظارات وتطلعات المتلقي، ققدم لنا مسرحية توليفية بصرية مفتوحة مساهمة في بناء دراماتورجيا المتفرج.  عرض لا يتبنى بنية نصية ادبية محضة، بل  يتطور في بنيته من حيث هو  عرض وشكل فرجوي لفظي وغير لفظي، مختلط بأدوات وسائطية وكوريكرافيا وموسيقى وغناء وارتجال، بمنهجية تسمح بتوجيه المتلقي نحو أسئلته وتساؤلاته وبتوجيه ما يراه ويسمعه الى قراءات وتأويلات مفتوحة.

عرف المخرج  في هذا العرض، وكما في عروضه السابقة، كيف يواجه سطوة “الممثل المخرج”، التي أصبحت ظاهرة المسرح المعاصر، دون أن يعود بجوقته المشتغلة معه إلى زمن المخرج المتسلط الأحادي التصور  والانفرادي في منهجية الاشتغال. في ادارته للممثلاث وفر ظروفا ملائمة لهن لإخراج  ما يكتنزونه بدواخلهم، بحرفية عالية ظهرت في ادائهن على الخشبة. حول الممثلات فوق الخشبة من مجرد دال الى علامة..

حضور الممتلاث الثلاث كان قويا ساهم في مسرحة المنطوق بتمتلاثه للعالم وللموروث الإنساني،ترجمن على خشبة المسرح ما يعرف بالممثل الدراماتورج المتحرك ، أداؤهن أقحمنا في عالم العنف الأعمى. استطاعت مونيا لمكمل وقدس جندل وشيماء العلوي حل معادلة طرقها الاول”انا داخل شخصيتي” أو ” شخصيتي تدخل في” وطرفها الثاني الممثل الذي  الذي يتحكم في شخصيته ، لعبن بذكائهن وليس بعاطفتهن، وهذا هو الفرق في الأداء بين  الهواية والاحتراف، وهو ما توفقت فيه الفنانات المبدعات، إنهن حقا فنانات وليس مجرد ممثلات.

سينوغرافيا ساعد الشكلان الهندسيان اللذان اختارهما المبدع طارق الربح على انتقال الشحنة الداخلية للفنانات الثلاثة إلى الخارج ليتأثر بها المتلقي ويدرك  دلالتهما الوجدانية بشكل حدسي، شكلان يحبلان على الدلالات الرمزية والتعبيرية للرموز والإشكال الهندسية فى الفن الإفريقي التي تعتبر بمثابة قاموس من العلامات الموحية المنتمية إلى عالم السحر أو المستقلة المقصودة لذاتها . ذلك ان الشكل السداسي المتساوي الإضلاع الذي استعمله في الخلفية يرمز إلى الشخصية الصلبة و العنيدة ، الشخصية المستقلة في وجودها والقوية في قابليتها للبقاء، وهذا ما عكسته شخصيات شاني ويارا وربيعة رغم نكبتهن. نقط التقاء خطوط الشكل الهندسي تمثل اللدغة التي تزيد من قوة الاختراق، وهذا ما تعرضت له الشخصيات الثلاثة، كما تشكل الخطوط  حصنا محصنا ورمزا للفكرة الصعبة. وللإشارة فان الشكل الهندسي المعروف بالمعين القريب من الشكل الذي اختاره السنوغراف ظهر لأول مرة بمصر الى جانب الإشكال الهندسية الاخرى في العصر الحجري الحديث، وترمز أجزاؤه الى الخصوبة والحقول المزروعة والى الأجداد والعائلة حسب عالم الآثار الروسي بوريس ريباكوف. شكلت الاسطوانات محركا رئيسيا ومعينا بصريا دالا فكان الحصار والإنعتاق، الحدود والرحلة، العزلة والاتصال. كانت السينوغرافيا نسقية ناطقة،  بل صادحة متمكنة من لغة الايصال والتواصل. تشد الى العرض وتغني لغته دون بهرجة أو ابهار. سينوغرافيا بجميع مكوناتها حققت الغرض الرئيسي للسينوغرافيا داخل عرض مسرحي ، حيث خلقت فضاءاته ومددتها وبسطت رموزها. من بين مرتكزات الإبداع السينوغرافي في “شاطار” إضاءة لاهبة ملتهبة، تستر وتكشف، تفضح وتعري . إضاءة وصفية دالة بالوانها الدافئة والباردة،  وبتأثير حزماتها ” بأنواعها المخروطية الثلاثة: المتباعدة ،المتقاربة ،المتوازية، وهو ما نعبر عنه في لغة المسرح بالإضاءة العازلة أو الكاشفة او الجانبية او Atmospher-AMBIANCE.                   استعمال الميكروفون حول  الموجات الصوتية إلى طاقة كهربائية أحدثت قطيعة مع التمثيل الطبيعي والاندماج .

إن أي عمل فني لا يمكن أن يكون معزولا عن منظومته، فهي التي تموضعه في نسق أو سياق معين، وتسمح بالمساءلة عن شروط إنجازه. وبالتالي فإن عدم ربط أي تحليل أو نقد لأي عمل فني بمساءلة منظومته الفكرية والجمالية التي تولده، ومساءلة مسار العملية الإبداعية التي تؤثر على الفنان نفسه وعلى هويته، يبقى قاصرا.حسب كاستون فيرنانديز كاريرا Gaston Fernández Carrera. Ecrivain et essayiste d’origine péruvienne

. استدعى أمين في شاطارا  قوى اللاوعي “الالهام” والوعي “التعديلات” موظفا أدوات جمالية تنقد مباهج الوجود وتمنح القدرة على تحمل فائض واقع لا يطاق. ليجعل المتلقي يعيش الواقع مع الوعي بقساوته. من بصمة ناسور الإخراجية إبداع يقطع مع المعتاد ، يشاركنا الجميل في استمرارية أعماله ، يدهشنا ، ويمجد فكرة الالتزام التي عاشها واكتسبها.

ان الشعور الجمالي عند ناسور يخلقه من الألوان والأصوات ومن السرد ومن  الإحساس بالجمال  والإيمان به. شعور محشو بالدهشة والإعجاب والتعجب. شعور انساني بشكل عميق يتطور في ظل ظروف شخصية وثقافية وتاريخية واجتماعية خاصة به.

إذا كان الشامان حسب الانتريولوجي الكندي جيرمي تاربي Jeremy Narby يتواصلون من خلال اللغة الكونية الوحيدة الموجودة لدى جميع الكائنات الحية اي لغة الحمض النووي ADN الذي يحتوي المعرفة الوراثية لكل كائن حي. فانا اعتبر ان كل فنان يحمل جينة وراثية فنية تعطي فنه البعد الإنساني المشترك. هذه الجينة المفترضة يحملها المسرحيون وهي التي مكنتهم وتمكنهم من مخاطبة نظرائهم في مختلف البقاع. امين فنان ما بعد الشامان.

تقول ان اوبرسفيلد في احد استجواباتها مع لويس فيجان حول كتابها مدرسة المتفرج (لقراءة عرض مسرحي يتوجب تشخيص العلامات وتوظيفها في نظام، ويبقى الاصعب هو العثور على الشفرة الخاصة به. لان قوة اي عرض تكمن في قدرته على خلق شفرته الخاصة…الدلالة العامة لأي عرض تتوضح من خلال العلامات مع الإشارة الى اننا لا نتعامل مع العلامة بشكل معزول إطلاقا، بل نسعى دائما الى تفكيك مجموع علامات متميزة لإعادة التركيب)

أتمنى إن أكون قد حاولت في فك رموز شفرة هذا العرض او على الاقل قمت برصد علاماته..

اختم ورقتي برسالة دعوة اريان منوشكين  الى الجمال والحب، وهي صالحة لكل زمان ولكل المسرحيين. “ايها المسرح انجدني، اريدك ان تقاوم ما في داخلي من طغيان وقسوة، واسمح للجمال ان يقتحم طغيان البشاعة، وأطلق كل قوة الحب لانتشالي من جحيم الحقد الذي يحاصرني”.                                                                 وأنا أقول:

هذه أيادينا تخرج اليكم عبر الجدار                                 بين القلب  والقلب مسافة واحدة وهي القلب

عندما يصبح العالم صغيرا كالزنزانة                                عندما يصبح العالم كبيرا كالعالم                      يا ايها الشرفاء استبدلوا البكاء بالقصائد                        حين تموت  الشجرة لا تموت الارض

لا تخفوا وجوهكم باياديكم                                           ان للحب لون واحد هو لونكم.

شكرا لكل من منحنا فرصة اللقاء، شكرا للهيئة العربية للمسرح على الدورة 13 بالمغرب . شكرا وزارة الشباب والثقافة. شكرا لكم أخواتي إخواني.

  • المراجع:  

* الدراماتورجيا ومابعد الدراماتورجيا. باتريس بافيس. ترجمة وتقديم سعيد كريمي وخالد امين.

* ادغار موران في الجماليات. ترجمة يوسف تيبس.

* المسرح ووعود الحرية. شذرات ووعود الحرية.

* ثقافة العالمية . الجماليات والفن مارس ابريل 2014

* قراءات في المسرح. احمد بلخير

Lire le theatre. Anne Ubersfeld*

*تدوين الفرجة المسرحية. الدكتور فهد الكغاط


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock