مقالات ودراسات

الناقد والمترجم الجزائري علاوة وهبي يكتب: جول فيرن.. بين الرواية والمسرح


المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات

ـ

بقلم: علاوة وهبي

ناقد ومترجم من الجزائر

ـ

 

 

 جول فيرن كاتب فرنسي روائ وشاعر ومسرحي كذلك لكنه اشتهر اكثر بكتابة الرواية واغلب رواياته من الخيال العلمي الي حد عده بعض النقاد الاب الروحي لهذا النوع من الكتابات الروائية . ولد جول فيرن بمدينة نانت الفرنسية سنة1828 وتوفي سنة1905 .كتب فيرن العديد من الروايات .نذكر منها عشرون فرسخ تحت الارض. وحول العالم في ثمانين يوما. ورحلة الي مركز الارض. والجزيرة الغامضة. .ومن الارض الي القمر.
إلا أنه ومثل بقية كتاب عصره لم يكتف بكتابة الرواية العلمية فقط بل جرب الكتابة في انواع اخري وله فيها انتاجات عديدة مثل تلشعر والمسرح .ويبدو ان الكتاب الفرنسيين في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين الذي يعد ااعصر الذي عرف ازدهارا كبيرا في الجمال الادبي وعرف ظهور ايماء كببرة كانت تتنافس فيما بينها في الكتابة في مختلف الانواع من رواية الي الشعر فالمسرح الذي عرف هو الاخر ازدهار كبيرا .وربما هو الامر الذي دفع بكتاب هذا العصر الي التناافس فيما بينهم والكتابة في مختلف المجالات لاثبات قدرتهم مما جعل النقاد يصفون هذا العصر الفرنسي بعصر الانوار وتسمية العاصمة الفرنسية بعاصمة الانوار ومدينة الفنون والجنون علي حسب قول الدكتور لويس عوض. وجول فيرن كان يريد هو الاخر اثبات قدرته في الكتابة للمسرح علي غرار البقية .فكتب العديد من النصوص المسرحية .و التي هي في اغلبها مسرحة لنصوصه الروائية وكان يقوم بذلك اما بمفرده او بالاشتراك مع كتاب اخرين .
ومن اهم اعماله المسرحية الماخوذة من روايات له سبق نشرها نذكر. 1.الاسكندر1847 2.عبد الله فودفيل1849 3.قصر كالينونيا 1852 4.أحد عشر يوما من الحصار1856 كوميديا في ثلاثة فصول 5.رحلة المستحيل1882 6.ميشال ستروغوف1880 وهي اشهر اعماله المسرحية علي الاطلاق . وماخوذة من رايته بنفس العنوان والتي صدرت من قبل سنة1876 وقد قام فيرن نفسه بمسرحتها بالاشتراك مع ادولف دينيري وقال عنها الناقد الروسي دافيدوف.(لم يكتب جول فيرن افضل من هذه وفي الواقع فانها تعتبر احدي اكثر الحكايات اثارة علي الاطلاق) هذه الرواية والمسرحية المعدة عنها لا تعد من اعماله في مجال الخيال العلمي ولكنها تستخدم الظوار العلمية كجزء من الحبكة وتتحدث عن ثورة التتار في سبيريا الروسية ضد القيصر بقيادة الامير فيوفار .ولكن ثورته يتم القضاء عليها ووضع حد لحياته بفضل شجاعة ميشال ستروغوف الجندي الذي يرسله القصير وقيادة الحيش الروسي الي حاكم سيبيريا حاملا رسالة بخصوص الامدادات ولكنه يقع اسيرا في يد الخائن اوغاريف وتسمل عيناه ليطلق سراحه بعد ذلك .
إلا أنه لم يفقد بصره بمعجزة ويتمكن من ايصال رسالة القيصر الي تلامير فيوفار وكشف اوغاريف الذي تنكر وادعي امام فيوفار انه ستروغوف وكان يهدف الي الي قتل الامير وفتح ابواب المدينة امام الزحف التتاري والانتقام من السكان .
عرضت المسرحية لاول مرة علي ركح مسرح شاتوليه سنة1880 وقد وجدت استقبالا حسنا من لدن النقاد والجمهور . هذه الرواية المسرحية تم انتاجها كذلك في مسلسل تليفزيوني اشتركت في انتاجه اربعة دول هي بلجيكا.المجر.سويسرا.المانيا أنتجها كلود ديزبني ومدة كل حلقة هي 90دقيقة واخرجهاجان بيير ديكورت وتم عرضها في موسم1975\ 1976\ ولقي المسلسل كذلك نجاحاكبيرا وخلف اصداء جيدة وعده البعض من افضل انتاجات التلفزة لذلك الموسم. جول فيرن كاتب الخيال العلمي كان اذن مثل اقرانه من كتاب عصر الانوار في فرنسا مقتحما لمختلف مجالات الكتابة الادبية بحيثوان اغلب كتاب هذا العصر في فرنسا لم يترددوا في الكتابة للمسرح ولو بمسرحة اعمال سرردية لهم سبق لها النشر .
كل ذلك دفع بالحركة في فرنسا الي الافضل وجعل من العاصمة الفرنسية باريس عاصمة مسرح عالميا ودفع بالكثير من الكتاب من مختلف الدول الاروبية بالحج اليها.وكان جول فيرن واحد من اقطاب عصر الانوار هذا في فرنسا بما كتبه في الرواية والشعر والمسرح الذي زاوج لين الخيال العلمي والواقع .او باستخدام الظوار العلمية كجزء من الحبكة المسرحية مما يميز مسرحيات فيرن عن مسرحيات الاخرين.ويمنحه ريادة في الخيال العلمي.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock