حصريا.. الكاتب السوري أحمد اسماعيل اسماعيل يكتب: سلسلة “مملكة المسرح”.. (15) ـ مسرح العرائس رفيقتنا التي صنعناها!

المسرح نيوز ـ القاهرة| مسرح طفل

ـ

أحمد اسماعيل اسماعيل

كاتب مسرحي من سوريا

 

مسرح العرائس

رفيقتنا التي صنعناها

 

 

الدمية ليست من لحم ودم.

ورغم ذلك كنا نحاورها صغاراً.

ونذهب، نحن الأكبرَ سناً، إلى المسرح لمشاهدتها وسماع حواراتها بجدية ومتعة.

هذه العلاقة التي تربط الإنسان بالدمية قديمة جداً، تعود إلى أقدم العصور ومختلف الحضارات.

فقد عثر المنقبون على أنواع مختلفة منها في مواقع أثرية ومقابر قديمة.

ويعود استخدام الإنسان للدمى في العروض الفنية إلى ما يقرب من أربعة وعشرين قرناً خلت، وقد كانت بداية ذلك في الهند والصين، ومن ثم في مصر واليونان، وفي القرن الثاني عَشَرَ وَجَدَتِ الكنيسة في هذا الفن وسيلة فُضلى لرواية سير القديسين والأنبياء، ولم يتطور هذا الفن إلى دمى متحركة وناطقة إلا بعد بروزه من الكنيسة، وتقديمه في المهرجانات الشعبية المقامة في  الشوارع والساحات العامة.

في نهاية القرن السادسَ عَشَرَ أنشئ مسرح العرائس الأولُ في باريس ولندن، ثم في إيطاليا، فلقي ما يستحقه من اهتمام الجمهور والملوك والمبدعين الكبار أمثال: الكاتب الإيطالي غولدوني والشاعر والمسرحي الألماني غوته، والموسيقي موزارات.

وللعرائس أو الدمى في المسرح أنواع:

1-العرائس القفازية: عرائس تلبس باليد مثل القفاز، وتتألف من رأس ويدين وثوب، يدخل اللاعب السبابة في الرأس، والإبهام والوسطى في اليدين ثم يحركها لاعب لا يظهر لجمهور المشاهدين.

2-عرائس الماريونيت: دمى تتحرك بوساطة الخيوط، كل مفصل من الدمية مربوط بخيط خاص ومستقل، ويقوم اللاعب بتحريكها من الأعلى، وقد اكتسب هذا النوع اسمه من الدمية التي كانت تمثل السيدة مريم والدة السيد المسيح، وتعني بالإيطالية: ماري الصغيرة، او مريم الصغيرة.

3-العرائس ذات العصا: وللدمية في هذا النوع المصنوع من القماش والمحشو باللباد أو بمادة مشابهة، مقبض يمسكه اللاعب في داخل الدمية، والأيدي متصلة بسلك مربوط في كتف الدمية.

4-الدمية العملاقة أو الكاملة: وهي التي يلبسها الممثل ويتحرك وهو في داخلها، ومن خلال حركاته تتحرك الدمية.

إضافة إلى أنواع أخرى من الدمى التي يمكن صنعها من خامات الطبيعة أو من موادَّ بسيطة، مثل الجلد أو القماش أو الكرتون. لتمثل هيئة إنسان أو أي كائن حي أو غير حي، مثل: دمى الأصبع ودمى الطاولة ودمى خيال الظل.. ولكل نوع من هذه الأنواع منصة أو معمار مسرحي خاص به، ثابت أو متحرك، مجهز بالديكور والإضاءة والأزياء المناسبة، وبما يناسب طول وحجم الدمية وطريقة استخدامها.

أما النص في مسرح العرائس فله خصوصيته المتمثلة في قصر زمن النص، وعدم إطالة الحوارات وتوفر الحكاية المشوقة التي يكثر فيها الفعل والحركة والجري.

ولكي تواصل الدمية العرض في حيوية وليونة، لابد للاعب الذي يحركها بيده أو بوساطة الخيوط، وينطق بدلاً عنها، لابدَّ له من تدريب أعضاء جسده كلَّها، وخاصة الكفين والساعدين والرجلين والصوت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock