د. سيد علي إسماعيل يكتب: عبد الله عبد الرسول الأب الروحي لمسرح الشباب في الكويت

المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات

ـ
د. سيد علي إسماعيل

 

الفنان: عبدالله عبدالرسول

ربما يعتقد كل من سيقرأ عنوان هذه المقالة أنني أُجامل الأستاذ عبد الله عبد الرسول، وأخلع عليه صفة أو لقباً لا يستحقه، كونه أحد المهتمين بمسرح الشباب ومن قام بتأسيسه مع آخرين!! فلماذا أخصه هو دون غيره بلقب «الأب الروحي»؟! ومن يظن ذلك لا ألومه مطلقاً، ولو قام أحد غيري بخلع هذا اللقب عليه قبل عدة أشهر من الآن، ربما هاجمته وخالفته الرأي!! فماذا حدث الآن .. كي أتبنى هذا اللقب وأضعه عنواناً لمقالتي هذه؟

السر يكمن في التوثيق المسرحي الكويتي!! فمنذ عدة أشهر أخبرني الأستاذ عبد الستار ناجي أن مقالاته المنشورة في الصحف الكويتية قبل الغزو ضاعت من الأرشيف بسبب الغزو!! وكذلك سألت الأستاذ مفرح الشمري عن الأرشيف قبل الغزو، ووعدني خيراً، وبعد أيام أعطاني ثلاث ورقات بثلاث مقالات مسرحية هي الموجودة من الأرشيف المسرحي المفقود!! هنا أيقنت أهمية ما لدي من صور مئات المقالات المسرحية المنشورة في الصحف الكويتية والخليجية أيضاً .. وبدأت منذ شهور في تصنيفها ووضع عناوين لها، لعلني أقوم – يوماً ما – بكتابة مجموعة كتب توثيقية عن الحركة المسرحية في الكويت قبل الغزو، لأحافظ على مكانة الكويت المسرحية بوصفها «ذاكرة المسرح الخليجي» ناهيك عن ريادتها له!!
وأثناء تصنيف ما يقارب من 20% فقط مما لدي من مقالات وبمفلتات وبرامج مسرحية، لاحظت تكرار اسم «عبد الله عبد الرسول» في أغلب عروض مسرح الشباب!!

ومن خلال هذه النسبة الضئيلة «20%» من تصنيف ما لدي من صور مقالات صحافية، وجدت أن الأستاذ عبد الله عبد الرسول أسس مسرح الشباب عام 1981 مع مجموعة من الفنانين، هم: حسين المفيدي، طارق العلي، محمد الحداد، عادل عيسى، أمير رجب، عبد العزيز المسلم، نادر الحساوي. وأول مسرحية له – إعداداً وإخراجاً – كانت «قاضي المحكمة» عام 1982 من تأليف توفيق الحكيم! وهذه المسرحية قُدمت مرة أخرى باسم «محكمة العدل» وأخرجها عامر عبد الكريم من إعداد رحاب المهندي، وكان عبد الله عبد الرسول مساعد المخرج، وقدمت بمناسبة أسبوع الرميثية وسلوى من قبل جمعية الرميثية وسلوى التعاونية، وقام بتمثيلها: محمود شهاب، عبد الناصر درويش، عباس فهد، عادل اليحيى، وليد السعدون، حسن عبد الأمير، محمد عبد الأمير، محمد سعيد، رائد صالح، خالد عبد الرسول، عبد الأمير رجب.

وانطلق «عبد الله عبد الرسول» مؤلفاً ومخرجاً لفرقة مسرح الشباب، فقدم لها في نوفمبر 1983 مسرحية «الجوهرة»، وفي أغسطس 1984 مسرحية «حامض على بوزه»، وفي أغسطس 1985 قدم مسرحية «بسام في وادي السمك» بوصفه مؤلفها، تاركاً الإخراج لحسين جمعة – وللأسف هناك بمفلتات وبرامج أخطأت وقالت إن المخرج هو حسين المسلم – وهذه المسرحية كوميدية استعراضية للأطفال عرضت على مسرح الشامية، وقام بتمثيلها: حسين المفيدي، مروان أبو ذياب، سعود البناي، محمد عبد الأمير، عادل عيسى، حسن عبد الأمير، فتحي القطان، طارق العلي، محمد شعيب، بلال الشامي، سعد شعيب.

وبسبب نجاح حسين جمعة في العرض السابق، كان العرض التالي من إخراجه أيضاً، وهو مسرحية «عيال الديرة» من تأليف عبد الله عبد الرسول، وتم تقديمها في مايو 1986 على مسرح الشامية من خلال المسرح الحر لمؤسسة سندس للإنتاج والتوزيع الفني، بوصفها باكورة إنتاج المؤسسة للأطفال!! وفي أغسطس 1986 يؤلف عبد الله مسرحية «غريب وعجيب» ويخرجها «عبد الناصر الزاير» في أول تجربة إخراج له في الكويت بعد تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية، وقام بتمثيلها: الفتاة سعاد عبد الله، كوثر الدخيل، حسين المفيدي، محمد شعيب، صالح البادي، نادر عبد الله فرحان الظفيري، طارق حمود، عبد العزيز المسلم، عادل عيسى.

وفي سبتمبر 1987 يشارك عبد الله في الحفل الختامي لأنشطة مراكز الشباب وحدائق الأطفال الذي قُدم على مسرح الدسمة تحت رعاية معالي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح وزير الشئون الاجتماعية والعمل، وفي هذا الاحتفال شارك عبد الله عبد الرسول بتأليف وإخراج اللوحة التمثيلية «القمة الإسلامية»، وكتب أغنية «كان لقاء الأحبة»، وبعد عدة أشهر نجده يقوم بتأليف وإخراج مسرحية «موطني»، التي قدمت في فبراير 1988.

وفي عام 1989 يقوم عبد الله بإخراج مسرحية «سهرة مجانين» تأليف يوسف إدريس وإعداد فرحان هادي، حيث إنها أول تجربة تقدمها الفرقة على مسرح كيفان بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، وقام بتمثيلها: عادل عيسى، عبد الأمير رجب، باقر عبد الله، سعاد العيبان، عبد الله المسفر، فاضل الفهد، عبد الله الولهان. وفي مارس عام 1990 أعدّ وأخرج مسرحية «ممنوع الضحك ممنوع البكاء» تأليف السيد حافظ، وشارك بها في المهرجان المسرحي المحلي الثاني، ومثلها: عادل عيسى، أمير رجب، ياسر العماري، بثينة عفيف، فاطمة عفيف، يوسف الخلف، فاضل الفهد، عباس مراد، عبد الله ياسين، هيثم العبد الله. وقبل الغزو بأيام قدم مسرحية «القفص» من إعداده وإخراجه ومن تأليف فرحان هادي.

بعد الغزو تفرغ عبد الله عبد الرسول للإخراج المسرحي لعروض مسرح الشباب، فنجده يخرج مسرحية «غرفة بلا نوافذ» في إبريل 1992 من تأليف د.يوسف عز الدين. ومسرحية «الحادث» في أكتوبر 1994 من تأليف محمود دياب، ومسرحية «الموعد» في نوفمبر 1995 من تأليف بدر محارب، ومسرحية «المشاجرة الأخيرة» في أكتوبر 1996 من تأليف إنعام سعود، وفي إبريل 1999 كتب المعالجة الأدبية لمسرحية «الثقوب» من إخراج صالح إبراهيم. وآخر مسرحياته – في القرن العشرين – كانت في مارس 1999، عندما قام بالتكويت والمعالجة الأدبية والإخراج لمسرحية «عشاق الأرض»، من تمثيل: خالد البريكي، عبد الله الخميس، محمد المطوع، شهاب الجوهر، عدنان الموسوي، ميثم الشخص، أسامة مصطفى، يعقوب الصليلي، حسين إبراهيم سلطان!

هذا هو مجهود «عبد الله عبد الرسول» بالنسبة لمسرح الشباب في أواخر القرن العشرين «فقط»!! فما بالنا بمجهوده منذ عام 2000 إلى 2023!! أي طوال 23 سنة!! ولو جمعنا جهوده طوال هذه السنوات منذ 1981 إلى 2023 .. سنجد أنفسنا أمام «42» سنة من عطائه تجاه «مسرح الشباب»!! فيا تُرى … هل هناك من يشك «الآن» في أحقيته بلقب «الأب الروحي لمسرح الشباب في الكويت»!!!

المصدر: (العدد الأول من نشرة مهرجان أيام المسرح للشباب بالكويت – الدورة 14 – 2023)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock