مقالات ودراسات

د. علي خليفة يكتب: مسرحية “شتات الذاكرة”.. لناصر العزبي


المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات

ـ

د. علي خليفة

 

ـ

ذكر ناصر العزبي أنه استوحى أحداث هذه المسرحية والطقوس التي تجري فيها من العالم القصصي للكاتب محسن يونس، وهذا الأمر يحمد له في ذكره لما يعتقده من مؤثرات أثرت عليه عند تأليفه هذه المسرحية، وإن كنت لا أرى أن يذكر المؤلف للعمل الإبداعي الذي أبدعه المؤثرات التي أثرت فيه إلا إن كان يقوم بعملية إعادة صياغة لعمل قديم في عمل أدبي جديد يتم إبداعه؛ لأنه من الطبيعي أن يتأثر أي مبدع بمؤثرات مختلفة – قد يكون واعيا لها وقد لا يكون مدركا إياها – خلال إبداعه، وهذا التأثر لا يعد عيبا إلا إن كان نقلا كاملا أو شبه كامل، وكما قيل فليس الأسد إلا مجموعة خراف.
أما عن مسرحية شتات الذاكرة لناصر العزبي، فإنها مسرحية قصيرة، ويمزج فيها المؤلف بين أحداث حدثت في الماضي، وأحداث تحدث في الحاضر، ويركز فيها على شخصيتين هما آدم ووهيبة اللذين عشق أحدهما الآخر منذ طفولتهما، وكانا ينتهزان اي فرصة يلتقيان فيها ليأنس أحدهما بالآخر فيها، وكانا في طفولتهما محاصرين ببعض الأقارب الذين كانوا يعبرون عن استيائهم من وجودهما معا خلال طفولتهما.
ويتذكر آدم بعض لقاءات له مع وهيبة وأحلام طفولتهما وصباهما وشبابهما المبكر، ويتذكر على وجه الخصوص أحلامه معها في أن يتزوجا، ويعيشا في بيت واحد، وينجبا كثيرا من الأولاد الذين سيواصلون عمل أبيهم في الصيد، ويتزوجون، ويعيشون مع زوجاتهم وأولادهم معه في بيته الذي سيشتريه ويكون كبيرا.
وتساعد الظروف هذين العاشقين، فيتزوج آدم وهيبة بأمر من والد آدم، ويهنأ العاشقان بهذا الزواج في بداية زواجهما، ولكن آدم يكتشف عقمه، ويخبر والده بذلك، ويشعر آدم بانهيار أحلامه، ويمرض، ويموت.
ويرغب والد آدم في أن يسيطر على حرية وهيبة بعد موت زوجها آدم، كما سيطر على آدم في حياته، وتتمرد عليه وهيبة، وتطلق صيحتها المدوية أمامه في تمسكها بالحياة، والعيش دون قيود.
وأرى أن هذه المسرحية القصيرة قد تعرضت لثلاثة موضوعات، ولم يكن هناك مزج قوي فيها بينها؛ والموضوع الأول عن عشق كل من آدم ووهيبة أحدهما للآخر، وما كانا يجدانه من معوقات خلال عشقهما في مراحل عمرهما المختلفة، ومن الغريب أنه يتم الزواج بينهما بما يشبه الصدفة؛ لرغبة والد آدم في أن يزوجه منها.
والقضية الثانية في هذه المسرحية عن انهيار أحلام آدم – على وجه الخصوص – حين اكتشف أنه عقيم، وأنه لن ينجب ذرية كبيرة كما حلم مع وهيبة وتمنيا.
والموضوع الثالث في هذه المسرحية عن رغبة وهيبة في أن تتحرر من القيود التي فرضها والد آدم على آدم في حياته، ويريد أن يكبلها بها بعد موته، ونراها تصرخ في وجهه رافضة أن تقيد حريتها وتدفن نفسها في تلك القيود بعد موت زوجها آدم.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock