مسابقات ومهرجانات

د. محمد الوادي يكتب: فنيش وسعد الله عبد المجيد نقطتا تحول في المسرح المغربي


المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات

ـ

إعلام الهيئة العربية للمسرح

 

د. محمد الوادي الذي سير بشكل جميل الجلسة الأولى من اليوم الثاني من المؤتمر الفكري (التجارب المسرحية المغربية – الامتداد والتجديد) كتب ما يلي عن صاحبي التجربتين محل المساءلة في تلك الجلسة عبد المجيد فنيش وسعد الله عبد المجيد.

1

عبد المجيد فنيش ملامح التفرد والتعدد

كيف يمكن أن نقدم فناناً متعدداً من طينة وحجم عبد المجيد فنيش؟

يقال العارف لا يعرف، وكل ما يمكن أن يقال في حق هذا الهرم الثقافي والفني والإنساني هو مجرد محاولة الاقتراب من انشغالاته العديدة والمتبانية. فالرجل، وعلى مدى ما يقارب نصف قرن، راكم تجربة نموذجية نتساءل عن مدى استفاذتنا منها. وأنا أنبش في تفاصيل سيرة المبدع والصديق عبد المجيد فنيش، الثقافية والفنية، وقفت على فيض من العطاء، وسيل من الانجازات، وكأنني بهذا المبدع، الذي يشتغل في منأى عن الأضواء والضجيج، قد استثمر كل خبرته وحنكته ليقبض أولا على الزمن الذي غالبا ما يفلت منا فقبض عليه وطوعه، ثم أنه وكما رسام أعطانا لوحة وضف فيها كل الألوان والظلال والأبعاد والرموز ليس من أجل إبهارنا، ولكن ليقول لنا فنيا أن الإبداع لا حود ولا جنسية له.

حين نتأمل ونقرأ ملامح عبد المجيد فنيش سيميائيا ندرك، على الفور، أن صاحب هذا الوجه المشع بياضا قادم من أندلس ابن زيدون، والإمام القرطبي، وابن زهر، وابن حزم، والشريف الإدريسي، وعباس بن فرناس، وابن رشد، وابن ميمون،…والقائمة تطول.  هذا الموريسكي الجذور يحمل جينات الحمولة الثقافية الأندلسية. وعلى ضوء هذا الإرث، وما اكتسبه الرجل من اطلاعه الواسع على الدخائر النفيسة التي تزخر بها الثقافة المغربية بكل تنوعها وروافدها التاريخية والدينية والحضارية، وما تمكن من تحصيله بالدراسة والممارسة، كيف يمكن أن نعدد مناقب الرجل وهو الذي اجتمع فيه ما تفرق في غيره؟ فهو الإعلامي، خريج المعهد العالي للصحافة بالرباط وهو المدرس، وهو الباحث في الثقافة الشعبية وخاصة فن الملحون الذي نفض الغبار على العديد من جوانبه، وهو المسرحي الذي اكتوى بجمر أبي الفنون وخبر كل حقوله ( ممثل – معد دراماتورجي – مؤلف – مخرج – ناقد – باحث ودارس – مدير فرقة… فقد ألم بكل مكونات العملية الإنتاجية المسرحية، وبناءا عليه يمكن أن نقول، من غير تردد،

عبد المجيد فنيش فقيه مسرح ( أي العالم المتمكن من صنعته). فقد انحاز مبكرا إلى قضايا المسرح والمسرحيين ودافع بشراشة من أجل أن يكون لفن الفرجة المكانة التي يستحقها داخل النسيج الثقافي، وفي صلب السياسة الثقافية في المغرب. جايل واشتغل عبد المجيد فنيش مع كبار رجالات المسرح بالمغرب، كيف لا وهو واحد من هؤلاء الكبار، وشكل مع عبد الكريم برشيد ثائي (مؤلف – مخرج) حتى وصف بمخرج الاحتفالة. كما اشتغل على نصوصه التي أعدها وألفها، وانفتح على مؤلفين آخرين، وكان ولا يزال أبرز مخرج مسرحي الذي وظف فن الملحون في أعماله الدرامية

قدم أعماله المسرحية في جل المدن المغربية وأيضا في الخارج (تونس- الجزائر- ليبيا- فلسطين- فرنسا- أمريكا- البرتغال- المانيا- بلجيكا- مصر)

عضو لجن تحكيم ومسابقات في مهرجانات عديدة داخل المغرب وخارجه

عضو لجنة موسوعة الملحون بأكاديمية المملكة المغربية

مقرر اللجنة الثالثة للمناظرة الوطنية للإعلام 1993

عضو لجنة دعم الأغنية بوزارة الثقافة 2013

الكاتب العام لجمعية أبي رقراق. – عضو اتحاد كتاب المغرب

عضو المكتب الوطني للنقابة المغربية لمحترفي المسرح

من أعماله المصورة للقناتين الأولى والثانية: خصام الباهيات- الحسين السلاوي ديما معانا- ديجور الديجور- كوكطيل شهرزاد- الرشوة نشوة.

في خضم اشتغاله على الموروثات تميز بحس نقدي، بحكم أنه من جيل المسرحيين الذين حاولو الجمع ما بين الفكر الإيديولوجي والإبداع. ورغم مخزونه التراثي فقد عاش في احضان الفكر اليساري الماركسي مستفيدا مقولاته الجدلية، وهو بذلك يكون المحافظ المتنور في الآن نفسه.

2

سعد الله عبد المجيد

ابن مدينة الدار البيضاء بامتياز. وهو يدبج خطواته الطفولية المكتظة بالشغب وينسج، بالكاد، المفردات والعبارات وأبجديات القراءة، فتح عينيه الصغيرتين المدورتين البراقتين على القصص المصورة المبهرة آنذاك، والتي كانت بمثابة شاشات تغذي العين والذاكرة وتنمي الخيال. هكذا تشكلت المرئيات في عين الطفل عبد المجيد وشكلت عالمه الخيالي.

عشق الصورة وما تحيل عليه سينقله إلى عشق الفرجات بكل ألوانها وأشكالها والتي كان مرتعها ساحات وفضاءات مدينة الدارالبيضاء بكل حمولاتها التاريخية والتراثية، وبكل خصوصياتها. هذه النقلة من القصص المصورة إلى الفرجات الشعبية وما انطوت عليه من فكاهة وموعظة ومحكيات هي المعبر الحقيقي للمسرح ودهشته. تعرف على مسرح الناس وعلى عميده الطيب الصديقي، وانفتح على أسماء وتجارب أخرى، مغربيا وعربيا ودوليا. ولأن مسرح الهواة في المغرب كان هو المدرسة التي تتلمذ فيها جل المسرحيين المغاربة فكان لزاما على سعد الله عبد المجيد أن يعتكف في محرابها ويتزود من معينها ليصبح واحدا من الفاعلين المؤثرين فيها تقنيا وتشخيصا وتأليفا وإخراجا ودراسة وتنظيرا.

* خريج المعهد البلدي بالدار البيضاء. * تابع دراسته بمعهد لاكاف بباريس. * تعامل سعد الله عبد المجيد مع العديد من المخرجين: البدوي- عاجل- باسكيط- الحسوني- جواد العلمي أنتج وشارك في إنتاج العديد من الأعمال: – خلي بالك من مدام – حدو قدو – كريان سنطرال – بوتليس – بارد وسخون ياهوى – مولات السر – عاشوراء – البرشمان – زهرة بنت البرنوصي وأعتقد أن (زهرة بنت البرنوصي) كتجربة في مسار عبد المجيد سعد الله المسرحي شكلت نقطة تحول، ومرحة هامة، ونقلة نوعية. خلفت المسرحية، في وقتها، الحدث المسرحي لبعدها السياسي والديني والجنسي والثقافي، فقد عرضت 380 مرة، ومنعت 20 مرة. وقد وجدت طريقها إلى التلفزيون ( القناة الثانية).


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock