“فم الحوت” مسرحية  للأطفال تأليف: الكاتب العراقي عبدالله جدعان

المسرح نيوز ـ القاهرة| مسرح طفل

ـ

مسرحية  للأطفال [ فم الحوت ] 

 تأليف : عبدالله جدعان

الشخصيات:

بشار

سلام

الطير

عزيز

المارد

المنظر: مكب للنفايات.

بشار[ يحمل كيس فيه عدد قليل من علب العصير الفارغة وهو يبحث عن اخرى داخل مكب

النفايات، يشعر بالنعاس ثم يتثاءب ]

سلام [ هو الآخر يبحث عن قطع من الكارتون او علب معدنية في مكب للنفايات ويجلس

ويتوسد الكيس ويغط في نوم عميق ]

بشار [ هو الآخر يغط في نوم عميق]

ــ تتغير الإضاءة ــ

(( مشهد حلم سلام ))

سلام [ يحمل طائر داخل قفص، ويسمع صوت  سيارة مسرعة كادت ان تدهسه ويسمع صوت

كابحها ، فيسقط على الارض، يتدحرج القفص من يده والذي وبداخله طائر ليستقر

بالقرب من بشار ، ويخرج الطير من القفص،  ثم يتلاشى صوت السيارة بعيداً ]

بشار [يستفيق من النوم على اثر تغريد الطائر وينهض ويقترب منه  ]

الطير [ خائف بعض الشيء] ماذا تريد مني؟

بشار: لا تخف ايها الطير

الطير: من انت؟

بشار: انا؟

الطير : نعم انت؟

بشار[ باستغراب وذهول يكلم نفسه] يا الهي؟! طير يتكلم؟!

الطير[ بانزعاج] لم تجب على سؤال.. ما اسمك؟

بشار: أسمي  بشار.

عزيز[ يدخل في هذه الاثناء وهو يحمل على ظهره قطعة من القماش وما ان يقع بصره على

الطير حتي يعجب به ] يا الله؟! يا له من طائر جميل [ يصفق بيديه]

الطير[ ما ان يسمع  عزيز يصفق بيديه حتى يقوم بالرقص والغناء] :

زق.. زق.. زاق

ارقص زقزق .. زاق

اغني بالشارع وكل زقاق

هيا نفرح نغني في الآفاق

عزيز [ بذهول واعجاب غير مصدق ] يا الهي ؟!حينما  صفقت بيدي اخذ الطير

يرقص ويغني؟!

بشار[ بإعجاب ] ربما بداخله روح جان!!

عزيز: غنائه ورقصه يبعث فينا الحيوية والفرح

سلام[ يستفيق من النوم]

الطائر[ يقترب من عزيز] من  أنت؟

عزيز: انا اسمي عزيز.

الطائر: لماذا انت حزين هكذا؟

عزيز: نعيش في فوضى، وحينما افكر بالغد  يملأ قلبي الفزع!

الطائر: لماذا؟

بشار :  لأن الفرح مات في قلوب الصغار  ! وماتت الإنسانية في قلوب الكبار!!

الطائر :  لكن احلام الصغار لا يمكن أن تتحقق إلا بتعاون الكبار ؟

عزيز: ما بالنا بالكبار ايها الطائر؟.. هم يعيشون لأنفسهم ولا يفكرون بغيرهم!!

الطائر: كيف؟

عزيز: كما ترى حياتنا اصبحت في الشوارع  وبين مكبات النفايات

الطائر: لماذا؟

بشار: من اجل ان عيش انا واخوتي وامي يجب ان أبحث عن  علب العصائر المعدنية الفارغة

او قطع من الكارتون لبيعها  ومن ثم تدويرها .

عزيز: وهناك الكثير مثلنا، اما ان يبيع المناديل الورقية او العلكة او  غسل زجاج السيارات

الطائر: ما السبب؟

عزيز:  نشئنا في فم الحرب

بشار: اصبحنا جيل مشرد ! لم نعرف معنى الحياة التي يتمتع بها الاطفال.

سلام: ولا نعرف غير النهوض من الصباح الباكر من البيت ومن ثم نعود اليه في الليل.

الطائر :  ما اصفى قلوبكم التي شوهها شظف العيش!

عزيز: اجل ايها الطائر الجميل . بفقدان الاب او الأخ الأكبر اصبحنا نعمل بالشارع.

الطائر[ يقترب من عزيز ويساله] ما هذه قطعة القماش التي على كتفك ؟

عزيز: اغسل بها زجاج السيارات مقابل ما يتكرم به سائق السيارة!

الطير [عزيز ] كأنك تستجدي.. الا تستطيع ان تجد لك عملا آخر؟

عزيز: لا اجيد أي عمل

الطير[ بحزن ]  يحزن القلب لكم .مؤكد  تركتم المدرسة والتعليم؟

بشار[ بأسى كبير] نعم، وحينما اخرج الى الشارع في الصباح انظر الى زملائي وهم

يحملون حقائبهم المدرسية متجهين الى المدرسة[يبكي].

الطائر : قص عليّ حكايتك؟

بشار: اثناء هروبنا من جحيم الحرب سقط صاروخ غبي على بيتنا وفقدت ابي واختي سلمى

الطائر[ بانزعاج مع عزيز] وانت ما هي حكايتك؟

عزيز [ كأنه يتذكر بحزن] ابي هو الآخر غادرنا حينما كان يحاول البحث عن جثث  جيراننا

الذي سقط عليهم صاروخ.

الطائر[ يقترب من بشار ويتفحص ما بداخل الكيس] ماذا  بداخل هذا الكيس ؟

بشار : كما قلت لك قبل  قليل اجمع  علب العصائر المعدنية الفارغة لغرض بيعها

بالسوق لأشتري بثمنها طعام لأخوتي الصغار!

عزيز: امنياتنا اصبحت طيفا من الخيال!

سلام: من يساعدنا للخلاص من هذا العيش المُر؟

الطائر :  لم اشاهد اطفالاً يعانون مثلما انتم تعانون

بشار: نبتلع الإهانة من اجل لقمة العيش .

الطائر: عالمكم ماتت فيه الانسانية والحُب[ كأنه يتذكر] كان ابي يحكي لنا عن الانسان

والاطفال ،كيف كان يهتم بالطيور ويحافظ عليها! اما الآن الاطفال يلقون علينا

الحجارة ونحن فوق الاشجار او  اسلاك الكهرباء

عزيز: ليس نحن السبب

الطائر[ بانزعاج] كيف تقول هذا الكلام؟

عزيز: الطيور غادرت سماء مدينتي بسبب البارود والصواريخ

الطائر: وغادركم الربيع أيضاً ؟ فهو الذي ينشر الفرح ويعطر الاجواء!!

سلام:  كيف لنا ان نصنع الربيع؟

الطائر : عندما يحب ويساعد احدكم الآخر، وعند عودتكم الى مدارسكم!

فسرطان الامية  خطير [ يغني ويشاركه الرقص الثلاثة]:

دن  . . دن . . دان

ما أجمل فعل الانسان

يهدر كنبعِ    حنان

عش احلامك بالألوان

لا تستسلم  أبداً  للأحزان

بشار[ يبدو عليه الفرح وهو ممسك بالطير] اشكرك. لقد ادخلت الفرح والسرور الى قلوبنا

عزيز [ مع الطير] نبض الحياة وروح الحب فيك ايها الطير

الطير: حينما اغني وارقص اشعر بأنني  انثر الفرح لمن حولي.. لا تنسوا نصيحتي

سلام[ يضع الطائر في داخل القفص]

عزيز + بشار[ بصوت واحد] : ان يحب ويساعد احدنا الآخر، وان نعود  الى مدارسنا!!

بشار[ برجاء مع سلام ] ما دمنا سنبدأ يوم جديد لم لا تطلق الطير ليعيش حراً سعيداً؟

سلام [ يتحدث مع الطائر ] سأطلق سراحك يا صديقي ولتعش حراً

[ يفتح باب القفص ويخرج الطير منه ثم يرميه للأعلى ]

{ تتغير الاضاءة ــ نهاية الحُلم  الأول}

بشار [ يستفيق من الحلم على صوت سلام ] ما بك يا سلام؟

سلام [ يستفيق على صوت بشار] ما بك يا بشار؟

سلام [ كأنه يتذكر ]  حلمت بأنني فقدت اهلي واصبحت وحيداً .. تعيساً، لكن  تغريد الطائر

الذي قد نجا هو الاخر من الموت  فأصبح رفيقي لأنه يحمل رائحة أهلي .

بشار: وماذا فعلت؟

سلام: لا ملاذ لي غير الشارع لأبحث عن مكان يأويني بعد ان اصبحت بلا مأوى ولا طعام ولا

شراب ، لكنني تذكرت  الله عز وجل في كتابة الكريم: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى}.

بشار: صدق الله العظيم

سلام: وانت ما كان حلمك يا بشار؟

بشار[ كانه يتذكر ويقول] انا…. انا حلمت؟!

ــ تتغير الإضاءة ــ

(( حلم بشار ))

المنظر: مكب للنفايات

بشار[ يبحث بين النفايات عن العلب المعدنية الفارغة وفي هذه الأثناء يعثر على صندوق

خشبي قديم فيه زخارف عربية جميلة فيلتقطه في الحال ] الله!!كم هو جميل هذا

الصندوق؟[ بتمني]  ربما هو صندوق تحقيق الأمنيات؟!! [ يفتح الصندوق ويخرج

منه دخان كثيف ويسمع قهقهات قوية ليظهر من داخله المارد]

المارد: شبيك لبيك عبدك بين يديك

بشار [ ينهض فزعا مرتبكا] ممـمـ…. من أنت؟

المارد: انا عبدك المطيع تعبان

بشار [ بين فرح ممزوج بخوف كبير]  مارد؟!! أسمه تعبان؟.. ويقول لي انا عبدك؟!

المارد[ يقطع تفكير بشار] هيا قل ماذا تريد؟

بشار: هل بإمكانك تحقيق امنياتي يا سيدي؟

المارد: بل انت السيد وانا عبدك. هيا قل؟

بشار : امنياتي بسيطة

المارد: لقد اطلت الكلام. هيا قل ما هي امنيتك الأولى؟

بشار: اتمنى ان احصل على آلة الزمن؟

المارد: وماذا ستفعل بها؟

بشار: ان تعيد الزمن الى الوراء لأغير مجرى تاريخ حياتي

المارد: لماذا تريد الرجوع الى الماضي فالمستقبل هو الأمل

بشار: لأنهم سرقوا المستقبل

المارد: لا افهم ما تقول..  وما هي امنيتك الثانية؟

بشار: ان الغي الحروب من عالمنا العربي

المارد: اية حروب؟ انا كنت محبوسا داخل الصندوق ما يقارب ثلاثمائة سنة، احكي

بشار:  ماذا احكي لك عم

المارد:  ماذا خلفت الحروب؟

بشار: أكثر من مليار طفل  يعيشون في بلدان تشهد حروب فنحن أكبر الخاسرين منها

ابتداء من غياب الخدمات الصحية وسوء التغذية، وتركنا الدراسة  بعد تعرضهن

للقصف ، فزيادة على تدمير المدارس والتراجع الحاد في عدد المعلمين.

المارد[ بذهول ]  كل هذا حدث لكم؟

بشار : بل واكثر، لذا اتمنى ان انقذ الاطفال من التشرد والضياع وان لا ارى يتيم محروم

من والديه

المارد: ما اسمعه منك هو مؤلم جداً.

بشار:  اتمنى ان اشاهد الاطفال في الدول العربية كيف يتلقون التعليم الالكتروني؟

المارد: ماذا تقصد؟ بالتعليم الإلكتروني ؟

بشار: انه نظام تفاعلي للتعليم يقدم للمتعلم باستخدام تكنولوجيات الاتصال والمعلومات، عبر

الوب والتعلم بالحاسوب وغرف التدريس الافتراضية . ويتم تقديم محتوى الدروس عبر

الإنترنت والأشرطة السمعية والفيديو والأقراص المدمجة.

المارد: وما أهمية التعليم الإلكتروني؟

بشار: تكمن الاهمية  في حل مشكلة الانفجار المعرفي وتوسيع فرص القبول في التعليم

والتمكين في التدريب و التعليم وكسر الحواجز النفسية بين المعلم والمتعلم

المارد: حسنا.. هيا اغمض عينيك؟

بشار [ باستغراب] لماذا؟

المارد: سنذهب برحلة في الصندوق الطائر الى بعض البلدان العربية التي تهتم بهذا التعليم

ـ اظلام ـ

[ المارد وبشار داخل الصندوق الطائر وقد هبطا على الارض ومن ورائهما تظهر  شاشة تلفازية تبث مقاطع فديوية عن اطفال يمارسون التعليم الالكتروني في بعض الدول  العربية  مثل  مصر والاردن والبحرين ودولة الامارات، وبشار ينظر الى تلك الصور باندهاش وفرح].

ــ اضاءة ــ

[ المارد وبشار لازالا بداخل الصندوق]

المارد: هل انتهينا ؟

بشار: لا.. بل اريد ان اشاهد التعليم الالكتروني للأطفال في دول العالم

المارد: لك ذلك.. هيا اغمض عينيك       ــ اظلام ــ

[ بشار ينظر الى شاشة تلفازية تبث لقطات فديوية لأطفال يمارسون التعليم الالكتروني في امريكا والصين واستراليا وماليزيا ودولا اخرى متقدمة بهذا التعليم، بشار وهو مندهشا يصيح

بصوت عال] : الله! هنيئا لكم يا اطفال.

ــ اضاءة ــ

المارد: وهل لك  امنية اخرى؟

بشار: اريد ان اصبح رسول سلام لكل الاطفال المشردين واوزع لكل واحد منهم لعبة أو امنية

المارد: شبيك لبيك[ يجلب  آنية مليئة بالدمى  وامنيات مكتوبة على قصاصات ورقية ويعطيها

لبشار] خذ يا سيدي؟

بشار[ بفرح كبير يأخذ الآنية ويقوم بإعطاء دمية لسلام ولعزيز] خذ يا سلام؟ وانت يا عزيز؟

[ ثم يقوم بقراءة الامنية الاولى] ان يتعافى كل الاطفال من مرض الثلاسيميا

سلام +عزيز [ يأخذون قصاصات ورقية ويقرأ كل واحد منهم امنية]

سلام: بالأمل ننتصر على اليأس

عزيز: بالتفاؤل ننتصر على التشاؤم

المارد[ كانه يهم لمغادرة المكان] قبل ان اذهب  لا ادري  نحن في ارض؟

بشار:  ارض ممتدة من المحيط الأطلسي حتى الخليج العربي ، ومن بحر العرب جنوبا حتى

تركيا والبحر الأبيض المتوسط شمالاً، ظلت تخوض صراعات وحروبا بشكل مستمر

عبر التاريخ حتى يومنا هذا وكأن الحرب فيها بلا نهاية!

المارد: هيا لنقوم برحلة بالصندوق الطائر قبل ان اغادرك؟

[ المارد داخل الصندوق والى جانبه بشار وهم في الفضاء، والمارد ينظر للأسفل بشكل مبالغ

ثم يضحك متسائلاً] ما بال هؤلاء الاطفال يركضون وراء تلك العربات الملونة؟

بشار: هذه اسمها سيارات وليست عربات.

المارد: أين الحصان التي يجرها؟

بشار: انها تعمل بالوقود!

المارد : وقودها النار والحطب؟

بشار: لا.  اسمه البنزين!

المارد :البنزين؟!!لم اسمع بهذا الاسم من قبل!!ما لونه؟ ما طعمه؟

بشار: لونه أسود . رائحته كريهة . وبسببه قامت حروب !واستعمرت بلدان!

المارد: لماذا يركضون هؤلاء الصغار خلف العربات؟

بشار: ستسمع  من هؤلاء الاطفال حكاياتهم ولماذا يركضون وراء السيارات.

المارد: لقد شوقتني بأن نهبط  بالقرب من هؤلاء الأطفال؟

بشار: حسناً.. هيا ؟

{ الصندوق الطائر يهبط على الارض ويترجل منه المارد ثم بشار}

عزيز[ يحمل علب مناديل ورقية ويركض الى مكان المنطاد وينادي]مناديل ..من يشتري

مناديل؟

سلام [ يحمل كيس بلاستيكي شفاف تظهر من خلاله عدد من القناني المعدنية الفارغة ويبحث

في الشارع هنا وهناك]

المارد[ يصغي بدقة لكلام عزيز وسلام  ويسال بشار] ما ذا يقولون؟ وماذا يفعلون؟

بشار: لا تهتم لما يقولون .

المارد: ما هو عملهم؟

سلام: يعملون في الشوارع من اجل الطعام!

المارد: هم صغار .. لماذا يعملون؟ فالعمل للكبار

عزيز: لأن  الإنسانية  ماتت في قلوب الكبار!!

المارد: لكن احلام الصغار لا يمكن أن تتحقق إلا بتعاون الكبار؟

بشار: ما بالنا بالكبار فهم يعيشون لأنفسهم ولا يفكرون بغيرهم!!

عزيز: كأنه كتب الشقاء علينا واصبح لا مفر منه!

سلام: لأننا نشئنا في فم الحرب! متى تهب علينا نسمة سلام يا ربي؟.. متى؟

بشار: نحن جيل مطارد! مشرد! لم نعرف معنى اللعب الذي يتمتع به الاطفال في

صغرهم ؟ولا اعرف غير النهوض من الصباح الباكر لجمع العلب في الشوارع

ومن ثم اعود اليه بالليل  لأشتري  طعاماً لأمي وأخواتي!

عزيز: متى نتخلص من اثقال  الحياة وتبتسم لنا الايام؟.. فأيامنا تقطر حزناً!!

المارد: يا لكم من اطفال معذبين! ما اصفى قلوبكم التي شوهها شظف العيش!

سلام: امنياتنا اصبحت طيفا من الخيال!

بشار: من يساعدنا للخلاص من هذا العيش المُر؟

المارد: شاهدت مدن وجزر وصحاري وعبرت بحاراً وجبالاً وسهولاً ووديان كثيرة!

لكنني لم اجد اطفالاً يعانون مثلما انتم تعانون في هذه الديار؟!

عزيز : نبتلع الإهانة ونسكت من اجل لقمة العيش .

المارد: لماذا تعملون بالشارع ومكب النفايات؟

بشار:  لأننا لا نجيد أي عمل آخر.

المارد : يجب ان لا تدخلوا فم الحوت؟؟

الجميع[باستغراب وصوت واحد] فم الحوت؟

سلام: ماذا تقصد ايها العم المارد؟

المارد: فم الحوت.. هو اكبر النجوم لمعاناً! ولونه يميل الى الزرقة وظهوره يعلن

بداية الخريف! يعني تساقط اوراق الشجر وذبول الورود! لذا عليكم ان

تكونوا كالربيع الذي ينشر الفرح ويعطر الاجواء!!

سلام: كيف لنا ان نصنع الربيع؟

المارد: بالحب والتسامح والتعاون

بشار:  اتمنى ان يذهب الفساد ويصبح  بلداننا نظيف

المارد: ومن لوثها؟

بشار: الكبار، فقد اصبحت قلوبهم كالحجارة لا تلين تجاهنا المشردين، بينما يضحكون

ويلعبون مع قاتلي امنياتنا!

سلام: لدينا امنية اخيرة

المارد: ما هي؟

سلام: آه لو تستطيع ان تنتزع  حقوقنا من العقول التي حرمتنا منها؟

المارد: هذه بالذات لا استطيع تحقيقها!

سلام: لماذا؟

المارد: لأن ذلك يعتمد على النفس البشرية الايجابية، لكن هناك عدد  نفوسهم سلبية

يفوقون قدرتي بالتغيير، للأسف اعتذر منك، لا استطع تحقيق امنيتك الأخيرة

المارد [ يهم للمغادرة]

بشار [ بألم ينادي ] توقف؟ ارجوك لا تذهب؟ فتلك امنية جميع الأطفال المشردين؟

المارد[ حزيناً يغادر مسرعاً ] لا استطيع.. لا استطيع.                           ـــ نهاية الحلم ــ

ــ اضاءة عامة ــ

بشار [ ينادي]  لا تذهب ؟ ارجوك ؟اين ذهب المارد؟

سلام [ يوقظ بشار]  ما بك ..هل انت مريض؟

بشار: اين ذهب المارد؟

سلام[ يضحك ساخراً] أي مارد.. على ما يبدو كنت تحلم، صحيح؟

بشار: كنت احلم بأنني عثرت على صندوق الامنيات وظهر من داخله مارد وتكلمنا معه كثيرا

حول بعضا من امنياتنا

سلام : لازلت اتذكر كلام الاستاذ محسن حينما يقول: الامنيات تتحقق بالعمل الجاد لا بالأحلام.

لا تنس من يؤمن بالحلول السريعة لن يتذوق جمال المحاولة!

بشار: حتى الامنيات ممنوع ان نحلم بها؟

سلام: لا. لكن رغبتك بالمارد الخيالي ان يحققها، ما هي الا ضعف منا. فالأمنيات تتحقق

بالعمل الجاد، فلو امتلك كل واحد منا مصباح سحري لفقدت الحياة بهجتها واصبح

كل واحد منا  اتكالي  وكسول

بشار [ بانزعاج] اسكت. اصبحت تعطيني النصح

سلام:  لا تزعل يا صديقي.. ما قصدته الا نعيش في الأحلام والأمنيات

بشار: ماذا تقصد؟

سلام:  علينا ان نغير حياتنا نحو الافضل.. ان نجد عمل فيه متعة.. نعود الى مدراسنا

بشار: يا لها من افكار جميلة.. لكن كيف؟ [ كأنه تذكر ]  صحيح .. لقد تذكرت  قاله لي المارد

سلام: ماذا قال لك؟

بشار: فم الحوت.. هو اكبر النجوم لمعاناً وظهوره يعلن بداية الخريف! يعني تساقط اوراق

الشجر وذبول الورود! لذا علينا ان نكون كالربيع الذي ينشر الفرح ويعطر الاجواء

سلام[ يفكر ويردد الجملة مع نفسه] فم الحوت؟ تساقط الاوراق؟ نعمل كالربيع؟!

عزيز[ يدخل في ملابس نظيفة وهو في غاية الفرح] كيف احوالكم؟

بشار: كما ترى

سلام[ يحدق بالنظر الى الملابس التي قد ارتداها عزيز فيسأله] ماذا حصل؟.. تركت غسل

زجاج السيارات؟

عزيز[ بتباهي] نعم.. وسأعود الى المدرسة عن قريب

بشار+ سلام[ بصوت واحد وبلهفة] كيف؟ هيا احكِ لنا؟

عزيز: بينما كنت اغسل زجاج سيارة رجل في الشارع فقال لي: لماذا لا تجد لك عملا آخر؟

فقلت له : كم اتمنى ذلك يا عم، وعرفت بأنه موظف في دائرة الرعاية الاجتماعية

وقال سأساعدك على ان تتقاضى  راتب شهري لك كي تساعدك امك واخوتك

بشار: وانا؟

سلام: يا لك من اناني لم تفكر إلا في نفسك

عزيز: على مهلكم.. على مهلكم.. قلت للأستاذ عبدالوهاب بأن لي صديقين يعملان في الشارع

بشار: ما كان جوابه؟

سلام: هل وافق ان يساعدنا؟

عزيز: نعم ..وهناك مفاجأة اخرى لي ولكم!!

بشار+ سلام[ بلهفة وصوت واحد]: ما هي؟

عزيز:  سيتكفل الاستاذ عبدالوهاب بإعادتنا  الى المدرسة

سلام: حمدا لله لقد تخلصنا من فم الحوت

بشار: فعل الخير لا ينقطع ابداً.. وهذا هو الربيع الذي قال عنه المارد

عزيز: أي مارد؟

سلام: هذه قصة طويلة سيحيكها لك بشار ونحن نذهب للقاء الاستاذ عبدالوهاب

عزيز[ مع بشار] هيا احك لي؟

{ الثلاثة ممسكين ببعضهم البعض في غاية الفرح يخرجون من المسرح}

((  النهـــــــــــــــــــــــــايـــــــــــــــــــــة ))

 

 

 

 

       

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock