مقالات ودراسات

قراءة نقدية في مجموعة الكاتب عمار سيف “حكايات بطعم الأحلام” للناقد عقيل هاشم

"حكايات بطعم الاحلام" نصوص مسرحية للاطفال


المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات

ـ

عقيل هاشم

 

“حكايات بطعم الاحلام”
نصوص مسرحية للاطفال
أنسنة النصوص الغرائبية
للكاتب عمار سيف
قراءة :عقيل هاشم الزبيدي
………………………………..

النصوص في المجموعة “حكايات بطعم الاحلام” للكاتب عمار سيف والتي يتجّه إليها هذا المقال، يجمعها قاسم مشترك واحد، أو مزايا مشتركة واحدة، فهي تنتمي فنياً إلى نمط النص الطفولي المتخيل ، ذات الاحداث الرمزية المبسطة والتي يحرص كاتبها على أن يكون النص بسيطاً يقود إلى دلالة محدّدة، كما يحرص على التركيز، والاقتصاد في استخدام الألفاظ، ويستبعد كل وصف لا يقدم شيئاً لطريقة عرض الحدث ولا يضيف شيئاً إلى الدلالة، وتطرق غرضها مباشرة، الميزة الثانية هي لجوء هذه النصوص إلى الأنسنة)، يعني أن أبطالها من الحيوانات والنباتات والجماد، مما يجعلها قريبة من مدارك المتلقي الصغير يعني أن الأبطال قد ارتبطوا بالطبيعة ـ

نصوص المجموعة :

(الفتى والصورة-الصبي الطائر-كوميديا الارنب والشتاء –عندما يغني الكلب –حلم الامير – عفريت في زجاجة)
في هذه النصوص – الفكرة، والحادثة، والشخصية، والحوار، تمثل قسمات مشتركة بينهما، إلاّ أن ما يفرّق بينهما هو: الكيفية التي يُبنى على أساسها هذا الجنس فهو الذي يعزّز نجاح العمل الأدبي وهويته أيضاً.

 

وما يميّز الكتابة للأطفال هو توفّر ثلاث عناصر أساسية هي (الوضوح والقوة والجمال) فوضوح الأسلوب يعني أن يكون بمقدور الأطفال استيعاب الألفاظ والتراكيب، وفهم الفكرة، وهذا لا يتيّسر مالم يكن النسيج اللفظي بسيطاً وشفافاً وخالياً من الزخرفات، أما العنصر الثاني فهو قوة الأسلوب، ويتمثل في إيقاظ حواس الطفل وإثارته وجذبه كي يندمج وينفعل بالنص، عن طريق نقل انفعالات الكاتب في ثنايا عمله ، وتكوين الصور الحسية والذهنية، أما العنصر الثالث فهو جمال الأسلوب الذي هو عنصر جمالي يسري في توافق نغمي واستواء موسيقي مع العنصري السابقين..

 

هنا اقول ان كتابة نصوص للصغار والتي نشاهدها مسحورين، مشدودين، نجهل مدى تأثيرها فينا، إلاّ أنها بقيت راسبة في اللاوعي.ويعود علم النفس، ليحلل طبيعة إعجاب الأطفال بها، وانشدادهم إليها، إلى أنها لونٌ من ألوان اللعب الإيهامي الذي يحتاج إليه الصغار وتشبّعه بعنصر الخيال. إضافة إلى كونها لون من اللعب الإيهامي، فهي تشبه الحلم بالنسبة إلى الصغار، ففيها مجال رحب لإعادة التوازن في حياتهم، يعني أن الأطفال من خلال اندماجهم مع ألاحداث ، يستطيعون أن يكتشفوا أنفسهم، ومن خلال الحلم يدفعون حدود عالمهم المحدود إلى الخلف، وينطلقون إلى عالم آخر، عالم الحلم والخيال.
وهنا اقول ان الكاتب لجا إلى المحيط، وهو مكان واسع، وتفاعلي لمعيشة الاطفال وملموسة وقابلة للتصديق قد خلقت لنا وسائل هادفة ونبيلة، للوصول إلى أهداف نبيلة..

يعني أن النصوص قد خلقت لنا قيماً جديدة، قيم معرفية مثل الاعتماد على النفس، والشجاعة في اجتياز الأماكن الشاسعة، وتقليد الأصوات كأصوات الطيور، والألوان، وأنواع الطيور، وألوانها، والأسماك وأنواعه
(الأنسنة) هدف سامي نؤشره هنا فقد استطاع الكاتب أن يرسم للأطفال دورا مهما كمقاربة للنصوص الكبار ، فنجد الطيور تتحاور، وتتألم، وتفرح، وتحزن، وتقلق، وتتخاصم، يعني رسم عالم يُثري خيال الطفل و يوسّع من أفقه الثقافي والمعرفي.يعني أن هذه النصوص قد نجحت في تحقيق حلم الأطفال في الوصول إلى الأهداف النبيلة، بالاعتماد على وسائل مشروعة، ونبيلة أيضاً..

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
لا يتوفر وصف للصورة.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock