مسرحة المناهج مجال جديد تخترقه المخرجة الشابة فاطمة المرحوم في فعاليات إقصائيات المسرح المدرسي بشفشاون الدورة2.. دورة محمد النجم

المسرح نيوز ـ المغرب ـ شفشاون| عزيز ريان

ـ

 

 

المسرح المدرسي بالمغرب يسير بخطى متثاقلة

 

بطاقة تقنية للعرض:

تشخيص: سناء أكدي،نجوى أكدي،خديجة أكدي،هناء أكدي،نوال أكدي،هدى أكدي،أشرف أكدي

مسرحة وإخراج: فاطمة المرحوم

إنتاج نادي المسرح بمؤسسة مجموعة مدارس الفتح بجماعة بني صالح بإقليم شفشاون المغرب

 

بقاعة العروض بدار الشباب بمدينة شفشاون شارك نادي المسرح بمدرسة الفتح بجماعة بني صالح بشفشاون  في فعاليات الإقصائية للمهرجان المدرسي  بعرضه المسرحي: أحلامنا وهو عرض مسرحي دراماتورجيا وإخراج فاطمة المرحوم وتشخيص مجموعة من التلاميذ بالمؤسسة.

العرض يحكي قصة طفولية لفتاة إسمها أحلام والتي تشبعت بأحلام كثيرة برغم ظروفها القاسية في هذا العالم المؤلم. هي بائعة الكبريت التي تتجلى لنا بشكل جديد غير متجاوز ينهل من نصوص قرائية بالمقرر الدراسي للمخرجة الأستاذة. وهي مغامرة تأليفية جديدة تساعد على خلق نصوص جديدة غير مستهلكة تبدأ من البيئة الخاصة لكل طفل بعيدا عن بعض النصوص المستهلكة بالعالم الافتراضي.

الكتابة الدراماتوجية اعتمدت على الخيوط الحبكية البسيطة على قدر مستوى الصغار،والتسلسل  الحكائي الحداثي بالعرض والمعتمد على التنويع البصري والسمعي والبوحي لشخصيات العرض. بين الغناء والاعتماد على أغاني للفنانة هاجر الشركي. وبين حركات جسدية وتعبيرية حالمة ومتنوعة طبقها الصغار برغم صعوبات ما قبل العرض. فالممثلين قادمون من الوسط القروي حيث لم يسبق لهم أن لعبوا مسرحيا فوق ركح الخشبة. فمن حجرة الدراسة إلى خشبة فسيحة تعامل معها الصغار بشكل ذكي وذلك بسبب طول التداريب والعمل الدؤوب لصاحبة العرض. فلا مجال للتدرب بالقاعة خلال الزمن المدرسي ونظرا لبعد المسافة والإكراهات المادية. المخرجة الشابة  قدمت فرجة غنية تجمع بين الحركية وبين الموضوع الأساس وهو التشبث بالحلم وقيمته المعنوية والمادية في حياة كل الأجيال القادمة لمواجهة صعوبات الحياة والتغيرات العجيبة ضد الكائنات الصغيرة بيننا.

أحلام التي نظنها قد ماتت فنصاب بخيبة أمل سرعان ما تزول ونحن نرى عودتها من بين رفات الموت،قوية صلبة لكي تحلم. فلنحلم يا صغاري تصرخ فينا المسرحية بذكاء غير مبتذل وعقلاني. تصيح فينا: يا ليتني كنت عصفورا أحلق في السماء بحرية لا قيود تقيدني… اترتاح من قسوة البشر وظلمهم ومن جبروت طغيانهم.. يا ليتني كنت عصفور

الممثلين تميزوا بالانسجام والتعامل الذكي مع الخشبة وظروفها الجديدة بالنسبة إليهم: المساحة،الإنارة،الجمهور والصوت. وخصوصا تميز الطفلتين: في دور أحلام سناء أكدي وفي دور المشغل الشرير نجوى أكدي اللتان أبانتا على قدرات لعبية ومسرحية تستحق الصقل والعناية. وكما سبق فالصاعدة هدى أكدي في دور العصفور أبانت عن إمكانيات واضحة وتفاعلها مع دورها.

الديكور كان بسيطا ومعبرا يعتمد على أعمدة ضوئية في خلفية الخشبة تشير إلى أن العرض كله عبارة عن حلم علينا أن لا نستفيق منه كي نجابه كل صعابنا. الأعمدة التي لم يساعد تصميم الخشبة على التحكم فيهم وبالتالي بقائهم منارين. هذا التباث في الضوء شكل ترددا بصريا للمتفرج في تنويع رؤياه البصرية. لكن الضوء يشير إلى أن الحلم يبقى منارا دوما كي نعيش. وأن صغارنا عليهم التشبث بالنواجد بكل حلم يقترب منهم.

الملابس لم تصل إلى درجة الإتقان لكنها أشارت برمزية إلى أبعاد كل شخصية على حد،وخصوصا للبطلة أحلام وللشرير وللعصفورة التي قدمت لحظات تشخيصية مميزة برغم قصرها. وتمكنت بالوصول إلى بعد فني لشخصية العصفورة المحبوسة التي تعلم أحلام الطيران. وهي إشارة إلى قيمة حرية وتحرر الطفل لكي يكون أفضل.

الموسيقى المصاحبة ركزت على إيصال أجواء الحلم والتطور والتحرر مع أغاني مختارة بعناية لتحقيق هدفها السمعي الساحر.الأغنية الأولى تحت عنوان: صعب تأليف طارق الربح وغناء هاجر الشركي. والثانية: قبل أن تنام للشاعر العماني عبد الله الريامي وأداء هاجر الشركي. وهي أغاني أختيرت بعناية ولامست وجدان المتلقي في سيرورة الحكي داخل العرض.

العرض يشكل إضافة إلى عالم النصوص التعليمية الفنية التي تتحرر من الهدف الديداكتيكي لتصل غلى هدف أسمى فني يقارب بين متعة سمعي-بصري ومقاربة ميزونسية عالية لمحاربة ظواهر تعثرية وتلقينية بداخل المدرسة المغربية والعربية. هي مباردة تستحق التشجيع والتنقيح للرقي بالمدرسة والمتعلم. هي فسحة للأمل في الحياة والمسرح والتعليم والقادم. هي كما صرحت المخرجة التي سبق لها أن مثلت في الكثير من العروض وخاضت أول تجربة إخراجية لها بأن هدفها من العرض هو مزاوجة بين نماذج تعاني تعثرات تعليمية أستفادت وهي تشارك في هذا العرض وبين الإشتغال على المسرح كآلية هامة وعملية لتسهيل عملية التدريس بالعالم القروي بالمدينة.

على مستوى التنظيم وإهتمام الجهات المسؤولة فنرى تتاقلا في المستويات الفنية والإدارية برغم  ما تلوكه السلطات التعليمية من قيمة المسرح والفن للطفولة. فيصطدم بعض الأطر الذين يقومون بمجهودات شخصية فردية غالبا بعراقيل قد تبعدهم كليا عن الفعل الفني الهام. ولحد كتابة هذه السطور(ثلاث أيام بعد المسابقة) لم تستطع اللجنة أن تفرز الفائز بشكل يثير الكثير من التساؤلات التي قد تنحو إلى ملامح أخرى. اللجنة التي أخرت عمدا إعلانها لكي لا تثير(غضب) المشاركين بالرغم من أن شروط وآليات المسابقات معروفة منذ القديم في المجال . طبعا عرفت بعض الفرق المشاركة وهي تسعة مفارقات تطبيقية على مستوى التمكن من ولوج الخشبة سابقا وبعضها لم يتمكن من ذلك يتكون المنافسة غير متكافئة. لا نشكك إطلاقا في قيمة اللجنة وأعضائها الكرام ولكن هذا يجعلنا نطرح سؤالنا البريء: هل فعلا الوزارة تعترف بقيمة المسرح المدرسي وتسعى لتحقيق حلم الكثير بالبلد وهو إضافته كمادة إلى المقررات الدراسية كما فعلت الشقيقة الإمارات وقبلها مصر ؟

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock