مسرحية “الرقعة”للكاتب الجزائري محمد الكامل بن زيد

المسرح نيوز ـ القاهرة| نصوص

 

مسرحية|الرقعة

 

” لاشيء يجعلنا عظماء غير ألم عظيم “

                                                                             توفيق الحكيم      

 

الشخصيات :

 

الأول:

الثاني:

الثالث:

الرابع:

صوت نسائي:

 

الرؤيا:

(وسط  الركح ..يقف شخصان متقابلين شدت إليهما طاولة فوقها رقعة شطرنج ..أحدهما يبدو أكبر سنا من الآخر..وقوفهما ليس ثابتا ..قد يتحركان لكن بحذر شديد ..

خلفهما وضعت جداريات مختلفة الأحجام والألوان موزعة عبر كامل الركح ..في وسط كل جدارية وضعت لوحة رسم  تجسد حركة من حركات لعبة الشطرنج..

يسمع صوت الميقاتي يرتفع وينخفض.. سرعته تتزايد تارة وتتناقص تارة أخرى..

 

الأول: (محذرا) ألم تدرك بعد أن الوقت لم يعد في صالحنا ؟

الثاني: (ينظر إليه في حدة لكنه يكتفي بحك شعره دون أن يتفوه بكلمة )

الأول: (يتأمل رقعة الشطرنج في ازدراء) أضعنا من الوقت الكثير حتى كادت تتلاشى أحلامنا

الثاني: (تزداد حدة نظره صوب الأول وتزداد معها حركة حك شعره)

الأول: ألا تسمع ؟..الميقاتي يعلنها صراحة تك.. طاك..تك ..طاك..تك  (يقلد صوت الميقاتي في دقاته السريعة)

الثاني: (يحرك رأسه على إيقاع الميقاتي في دقاته البطيئة) 

الأول: (متذمرا) ما عدت احتمل صمتك الرهيب..سئمت منك ولم يعد لدي ما أقوله

الثاني : (صمت)

الأول: فعلا ..رهيب ..رهيب، وليس لدي ما أقوله

الثاني: (يطيل النظر في الشخص الأول ثم فيما حوله ثم يعيد بصره في الرقعة)

الأول: أطلت النظر في الملكوت وتخيفيني هذه النظرة

الثاني: (صمت)

الأول: أشياء كثيرة تخفيني في هذه الحياة ..من بينها نظرتك القاسية ..يا هذا ..ألا ترى معي أن السيف قطع دابرنا وأصبحنا كالتماثيل ما لها عنوان..؟

الثاني: (يتململ في مكانه لكنه يمسك بالرقعة حتى لا تقع البيادق)

الأول: لم تنس عاداتك مطلقا ..دائما ما تدعي وقت الحاجة الصم والبكم ..وهذا ما يقهرني

الثاني: (يرفع يده  في تردد كي يحرك بيدقا لكنه يتراجع)

الأول: هكذا أنت دائما تتظاهر بأنك أصم.. أبكم .. تبا ..تبا

الثاني: (يفرقع أصابعه بشدة وبدا كأنه برقت في ذهنه فكرة ما)

الأول: (مستهزئا) أخيرا ..

الثاني: (يغضب بشدة لأن كلمة “أخيرا” شتت ذهنه وأنسته ما كان ينوي فعله)

الثاني:(يتأمل مربع قطعة الوزير)  أيها الوزير افعل شيئا ..الثرثرة ستأخذنا إلى القبر

(في هذه الأثناء تتحرك الجدارية التي تحمل رسم بيدق الوزير خطوة نحو الفراغ )

الأول: الوزير..القبر (يبتسم في خبث) تفجر الجلمود ونطق كفرا ..

الثاني: أيها الوزير..استلهم كل ما أوتيت من الحنكة  في ردع  الثرثرة حتى لا نرد إلى أسفل السافلين

(الجدارية تهتز.. يرافق اهتزازها صوت غامض يردد كلمات غير مفهومة)   

الأول: (في ازدراء) أيها الوزير ..أيها الوزير ..أيها الوزير ..افعل ما تأمر فقد طال الأمد..

الثاني: لا ترمي أوراقك كاملة أيها الوزير ..حركة واحدة تكفي   

الأول: أنا أيضا لم أرجو منك إلا حركة واحدة ..هيا افعلها

الثاني: مد بصرك بعيدا واستكشف الأمكنة ..لا تترك القلعة ..يكفي ان تطلق حصانك

(في هذه الأثناء تتحرك في مكانها الجداريتان التي تحمل رسم كل من بيدق القلعة و بيدق الحصان )

الثاني: (ممسكا الرقعة حتى لا تقع) إيماني عميق وراسخ..

الأول: إيمانك ..إيمانك (يتنهد) لكن لا بد أن تفعل شيئا ..قبل أن يقهرني صمتك مرة أخرى

الثاني: (ينظر مليا إلى الأول ثم إلى الرقعة) أنت تدرك تماما أنها تلزمنا الصمت والنظر في الملكوت ..وأن ميقاتنا لا يرحم..

الأول : ميقاتنا ..ميقاتنا ..بل إن ميقاتك بسرعته البطيئة هو من سيجرنا إلى  …

الثاني: (مقاطعا في غضب) ولم لا تقل أن سرعة ميقاتك السريعة هي التي سنجر معها أذيال الخيبة

(سرعة الميقاتي تتغير بشكل مضطرب تأثر على حركة الأول والثاني الذين يسعيان جاهدين للحفاظ على الرقعة كي لا تقع ..)

الأول : لمَ أظن أن غضبك سيعميك ؟

الثاني: لمَ أظن أن العمى أصاب بصيرتك ؟   

الأول: من الأعمى أنا أم من ينتظر الوزير أن يخبره بحنكته في صناعة المكائد والدسائس

الثاني: (متعجبا)..مكائد.. دسائس

(الجدارية تهتز مرة أخرى.. يرافق اهتزازها صوت غامض يردد كلمات غير مفهومة)

الأول : نعم.. نعم.. مكائد ودسائس ..أليس هذا عمل الوزراء ؟

الثاني: لا أرى ما ترى يا هذا..

الأول: ربما ..لأنك خنعت له مثلما خنوع ملكك وملكتك

(في هذه الأثناء تتحرك الجداريتين التي تحمل رسم كل من بيدق الملك والملكة خطوة نحو الفراغ ..لكن في اتجاهين مختلفين .. الميقاتي يتوقف عن الدق لحظات ثم يعاود الدق)

الثاني: أ لأجل أن تصل إلى مبتغاك تجنح  إلى ما لا يحمد عقباه..؟

الأول : (بشيء من العصبية) ..أريد أن أرحل.. أريد أن أعيش..لا أريد أن أبقى حبيس هذه الرقعة اللعينة

الثاني: (يمسك بشدة الطاولة حتى لا تقع الرقعة ومن عليها).. أيها الأحمق ..انتبه ..انتبه

الأول: لست بأحمق..أنا حالم

الثاني: صدقا..بحثك عن التحليق خارج الرقعة أعماك البصيرة ..ستجعل حلمك سرابا

الأول: لكني  أسعى جاهدا أن نحلق عاليا وقد اعترفت ..الميقات لا يرحم

(سرعة الميقاتي تتغير بشكل مضطرب)

الثاني : أترى ذلك؟

الأول: الله على ما أقول شهيد

الثاني: وأين أنت من الله..

(سرعة الميقاتي تزداد اضطرابا ومعها جميع الجداريات تهتز )

الأول: (ينتفض لكنه يسعى جاهدا ألا تتحرك الرقعة ) ..ماذا؟!.. ماذا؟!..

الثاني :كلنا نعرف الله وقت ما نريد أن نعرفه..أما غير ذلك فلكل منا طريقه

الأول: (مقاطعا)..أكيد أنت تهذي..صمتك الطويل جعلك تبدو كالمجذوب الذي فقد بوصلته..

الثاني: أنا بشر مثلك تماما أقول الحقيقة حين أكذب..

الأول: لا بد أنك تمزح ..

الثاني: دهرا وأنت معي ولا زلت بعيدا كل البعد عن طريقي ..

الأول: (مقاطعا) لكني أقول الصدق..الصدق

الثاني: ممكن ..أنك تقول الصدق ..أما عن نفسي لن أحيد عن إيماني وأحاول ألا أكون بشرا مثلك ومثل أقرانك ..ألا ترى معي (يشير إلى الرقعة مرة أخرى) .. إنها تطلب منا أن نصبر وأن نتأمل

الأول: بشرا ..مثلي ..أقراني..عجب ما تقول ..أصبحت أخشى على نفسي منك

الثاني: بل أخشى على نفسك من نفسك

الأول: أقسم أنك مجذوب ..

(الجداريات تتحرك بشكل عشوائي كأنها ترقص رقصة المجاذيب تصدر في نفس الوقت أصواتا كأنها تقرأ طلاسما)

الثاني: حديثي ليس طلسما ..ولا هذيانا ..و أعي تماما ما أقوله

الأول: إلى متى أيها المتعالي ؟..

الثاني: في هذا الزمن الموبوء..تسأل الموءودة بأي ذنب قتلت ..

(الجدارية التي تحمل رسم البيدق الجندي تتحرك ببطء شديد مصدرة صوتا حزينا يئن )

الأول: ويسأل الغاوون أين سبيلكم؟ ..ألم يحن رحليكم عن هذه الأرض؟

(الجداريات تهتز بشدة ..نصفها يهتز كأنه يبدي موافقته على الرحيل ونصفها الآخر يهتز مبديا الرفض)

الثاني: أنا بالكاد أمسك نفسي حتى لا أقع في الحفير فكيف أغوي

الأول: ألا تسمع دقات الميقاتي ..إنها تغضبي وتجعلني متوترا وإني أخشى أن أفقد توازني فتقع الرقعة ومن عليها ..

الثاني: حاول أن تتحاشاه فالمهم أن تمسك الرقعة جيدا..فقد تسقطنا ثرثرتنا فيما لا نرجوه..

الأول: حتى أتحاشاه لا بد أن تفعل شيئا

الثاني: قلت لك امسك جيدا الرقعة ..فهي ملاذنا هذه الساعة

الأول : هذا كل ما تدركه من هذه الرقعة ..

الثاني: هذا كل ما أدركه من هذه الحياة

الأول: وهل سنبقى خالدين فيها بهذا الشكل ..بياض وسواد

الثاني: أترى ألوانا أخرى غيرها

الأول: دعنا نحلق عاليا وسترى العجب

الثاني : كلما ارتفع طائر كلما كان وقوعه أشد ألما

الأول: هكذا أنت..برودة أعصاب تلازمها برودة الحركة

الثاني: (يشير إلى الملك) ملكك اليوم يتوارى خلف بيادقه بشكل مريب ..أظنه …

(الجدارية التي تحمل رسم بيدق الملك تهتز.. يرافق اهتزازها صوت غامض يردد كلمات غير مفهومة)  

الأول: (في نرفزة مقاطعا) تقصد جبان

(جدارية بيدق الملك تهتز بشدة)

الثاني: لم أقل شيئا ..ولم أقصد

الاول: لكن لهجتك أبانت ما أردت البوح به

الثاني: هكذا أنت..تؤول الكلم عن موضعه

الأول: لم لا تقل أنه يبحث عن ملاذ خارج الرقعة

الثاني : (في استهزاء يضحك ) له أم للملكة أم لجنده

الأول: (مقاطعا) لا تكمل فلا أظنه يترك مملكته تصارع الحياة وحدها

(جدارية بيدق الملك تهتز أكثر  فأكثر ..)  

الثاني: قلتها وأكررها الآن وغدا.. إيماني يحثني على البقاء واقفا

الأول: بل قل معلق بين رقعة وميقات لا ندري متى يتوقف؟

(في هذه الأثناء يدخل شخص ثالث.. قدمه مبتورة يحمل في يديه ألة تصوير ..يتحرك بين الجداريات  متأملا الرسومات في حركة بطيئة ..تارة يبتسم وتارة يمتعض ..يحاول أن يقوم بالتقاط صور ..لكنه يصطدم باللافتات المعلقة التي كتب عليها عبارة “ممنوع التصوير”

الثالث : (في تذمر) رسومات جميلة جدا لكنها وضعت على جداريات بشعة (يبزق أرضا ثم يقترب من اللافتة المعلقة).. غير معقول قطعت كل هذه المسافات كي استمتع بالتقاط الصور وفي الأخير أحرم من ذلك .. هذا ظلم ..هذا إجحاف ..(يمسك قدمه المبتورة ويتحسسها متألما) هذه القدم اللعينة هي من ساقتني إلى هنا ..لديها رغبة موحشة في أن تنساق وراء الجداريات ..

الأول: أردتها مرة واحدة في العمر

الثاني: وما هي ؟

الثالث: أن استمتع بالفن الجميل دون شائبة ..

الأول: أن نحلق عاليا ..

الثاني: (ينظر إلى الأول نظرة إشفاق ثم إلى الرقعة ثم يتنهد متحسرا) ظنك أني لم أفعل شيئا من قبل..

الثالث: حاولت كثيرا أن أحيا بين عوالم جميلة بعد أن ضقت ذرعا بالغرف المظلمة ..

الأول: وأنا ضقت ذرعا بهذا المكان..في نفس الهيئة

الثاني: البدايات كانت وكانت

الثالث : بحثت طويلا عن ملاذ  أحس عبره أني لست بيدقا في رقعة حرب ، لم اختر مكانها ولا زمانها، يساق بين المربعات مثلما شاءوا .. أحس أني لست رقما في بطاقة  تقف بين طوابير طويلة عساها تلقى شفقة أو إحسانا..

الأول: (في اشفاق) لا تقل أنها كانت مسافات بعيدة

الثاني: بعيدة جدا

الثالث: (متحسرا حد البكاء) أردت أن أكون أنا ..ذلك الإنسان الحالم ..كلما سمعت عن شيء جميل يبهر النفس وجدتني أنساق دون هوادة خلفه.. لكن

الأول: لكن ..

الثاني: دائما أجدني أعود إلى نقطة الصفر..إلى هنا..

الأول : (مندهشا) ظننت أنك ..(يصمت قليلا) لكن

الثاني: لم أكذب عليك يوما ..إيماني العميق بأن حركة الدوران هي ذاتها ..جعلني أتحاشى ما تصبو إليه

الثالث: أردت أن أقاوم ..ألا انصاع إلى ما يربون إليه ..هم يريدون أن أخنع وأرسم لهم المشاهد القاتمة ..وأنا أردت أن أرسم الألوان الزاهية ..كانت حركاتهم مريبة وكانت حركتي واضحة وضوح الشمس ..(يتحرك بين الجدرايات كأنه يتوجس شيئا مريبا لعله يأتيه من وراءها..يتفقد الرسومات صارخا)..هذا حصان..هذا ..الملك..هذه الملكة..الحصن.. الجنود ..الوزير نعم الوزير..إنهم جميعها هنا..

الثاني: صدقني ..لست الأول والأخير من سعى إلى التحليق خارج الرقعة

الأول: كنت أدرك أني لست الأول ولن أكون الأخير لكني أردت أن أحاول ..

الثالث: سدوا أمامي جميع المنافذ وقالوا لي: أنت لست الأول والأخير..ولن تكون البطل ؟

الأول: ألا يحق لنا التحليق ؟

الثاني: ربما آن لك أن تجرب

الأول: وأنت معي ..أريدك معي

الثالث: لم يكن همي أن أكون بطلا ..فقط أردت أن أخرج من رقعتهم اللعينة ..حلقت طويلا فوق الأراضي المنخفضة والمرتفعة ..(يتحرك بين الجداريات يتأملها من جديد ثم يبزق على الأرض) للأسف جداريات جميلة جدا.. لكن من وضع ترتيبها إنسان فاشل ..لا يفقه في الفن شيء

الثاني: (في أسى) لا أخفي عنك ..في الآونة الأخيرة بدأت تساورني أحلام غريبة مزعجة

الأول: يا لطيف

الثالث: يا لطيف ..يا لطيف ..حقا صدق من قال إذا أوكل الأمر إلى غير أهله فانتظر الخراب

الأول: أنا أيضا ساورتني أحلام مزعجة ..أخشى أنها ذاتها ..

الثاني: لذا كان علي أن أبقى وألا أغامر

الأول : وأنا أردت الهروب منها ..أن أغامر

الثالث: (يتحسس الجداريات التي تهتز حين يلمسها) أرادوا مني أن أكون بيدقا .. ..وأردت أن أكون إنسانا ..أردت أن اختار الرقعة التي أعيشها ..

الأول: عساها محاولة أخيرة

الثالث: كل ما في هذا الجداريات كانت محاولتي الأخيرة..انت أحلامي لكنهم أفسدوها ..

الثاني: مستحيل فالأحلام المزعجة تحاصرني ..تقهرني

الثالث: (يحاول أن يتقيأ)..تبا لهم ..لقد جعلوا هذه الجداريات كأنها أحلام مزعجة ..غريبة ..تذكرني بالغرف المظلمة أثناء الحرب

الثاني: أصبحت لا أنام ..فكلما غفوت للحظة شعرت كأنني في حرب دامية

(تسمع جلبة عظيمة لحرب طاحنة تصدر من الجدرايات )

الأول: (يقشعر جسده من تصوره للحرب لكنه يتماسك حتى لا تقع الرقعة) لأجل هذا لم أنم منذ زمن

الثالث: (يقشعر جسده من تذكره للغرف المظلمة) لأجل هذا لم أنم منذ زمن

الثاني: حرب لعينة

الأول: قتلى ..دمار..خراب

الثالث: وهذه الرجل المبتورة ..

(يدخل شخص رابع يبدو أقل سنا من الجميع ..يحمل في يديه لوحة إلكترونية ويضع على عينيه نظرات رقمية ثلاثية الأبعاد ..يتحرك في المكان بسرعة فائقة .. كلما ضغط على شاشتها ..يسمع صوت اهتزاز  شديد كأن فضاء الركح يعرف رجة أرضية تأثر على الجدرايات والأشخاص الثلاثة الذين يسعون جاهدين للتماسك حتى لا يقعوا أرضا..

يسمع صوت نسائي من خلف الستار ..

الصوت النسائي:  أيها المعتوه كفاك لعبا..

الرابع: لكني لم أحلم بعد يا أمي ..وميقاتي بدأ الآن فقط

الصوت النسائي: أحلام الناس ليست لعبا ..

الرابع : ومن قال إنها لعبة ..

الأول: ظنوا أننا لعبا في أيدهم

الثاني: ألسنا بشر لهم أحلام من حقها أن …

الثالث:أن ترسم الجمال الرباني..

الرابع: هي مجرد لعبة افتراضية ..ومن برمجها  أكد لي أنه ليس من شيمه أن يلعب بأحلام الناس..أنا فقط وددت أن أستأنس بها قبل استيقظ صباح الغد

الصوت النسائي: أخشى أن تتيه في عوالمها فلا تقدر على الخروج منها

الرابع: هو حلم واحد وسأخرج منه منتصرا

الصوت النسائي: لا تخشى من هذا يا ولدي ..ستحلم كثيرا وطويلا ..لكني أخشى عليك من الأحلام المزعجة

الرابع: أنا لها يا أمي ..فمفاتيح اللعبة لي أنا فقط وليست لأحد

الصوت النسائي: احذر أن تقع أثناء حلمك ..فقد أكون بعيدة عنك

الرابع: لن أقع فإيماني عميق جدا جدا .. وخطواتي مرسومة بالأبيض والأسود

الأول: (يسقط أرضا ) اللعنة..

الثاني: (يسقط أرضا) ماذا حدث لنا ..هل زلزلت الأرض؟

الثالث:ما لهذه الأرض؟! ..ما لهذه الأرض؟!

(يسرع إلى الجداريات يحاول أن يمسكها حتى لا تقع لكنه يعجز عن ذلك ..ولا ينتبه إلى إحداهن وهي تقع فوقه فتسقطه أرضا )

الأول: لا أدري ..الأكيد أننا في الدرك الأسفل

الثاني: حقا ..أسمع عويلا وصراخ الجنود

الأول: والملك والملكة هل تسمعهما؟

الثاني: أنا أسمع ملكي وملكتي والجند جميعا..

الأول : والميقات ؟

الثاني: لا أسمعه ..لا أسمعه

الثالث: (يئن بشدة) حتى على هذه الأرض نجد أنفسنا منفيين في شقوقها..

(يسقط الجميع فيما يبقى الرابع يتجول بلعبته مبتسما بينهم)             

       -إظلام-

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock