نصوص

ننشر النص المسرحي   “Play Station ”  للكاتبة العراقية  د. ايمان الكبيسي


المسرح نيوز ـ القاهرة| نصوص 

ـ

 

 

                                           Play Station

                                                                               د. ايمان الكبيسي ـ العراق

الشخصيات

الاب: موظف في دائرة حكومية.

الام: معلمة.

مصطفى: طالب مجد وذكي، مخترع.

لينا: فتاة جميلة وطيبة.

برو: شخصية افتراضية مراوغة.

صوت فتاة،وفتى.

روبوت:  رجل الي  من تصميم مصطفى وتنفيذه.

    المشهد الاول

(غرفة الطفلين وكلاهما يمسك بجهاز الموبايل وهما يلعبان العاب قتالية، مع وجود الرجل الالي).

(صوت شخير)

مصطفى: يا لها من لعبة ممتعة.

لينا : نعم انا ايضا اشتركتُ في لعبةٍ قتاليةٍ مثيرة.

مصطفى: قتالية؟!!! كيف؟ وانتِ فتاة رقيقة لا يجوز محاربتها او ايذائها!!!

الروبوت: احسنت …انت محق.

لينا: كلُ صديقاتي شاركنْ فيها.

مصطفى: حسنًا… لكِ ما تريدين، امّا انّا سادخلُ الى الهجومِ (يتغير المنظر الى لعبة قتالية يكون كل من مصطفى ولينا مقاتليَّن فيها، دون معرفة احدهما بشخصية الاخر، مع اصوات طلاقات ونيران، ثوان  من اللعب بين الشخصيات).

الروبوت: (يصدر اصواتا بالحماسة للعب).

مصطفى: (يتكلم مع شريكه الافتراضي في اللعبة) تحركْ من هُنا، لالا ليسَ بهذا الاتجاه.

صوت :  يبدو انكَ (نّوب).

مصطفى: ماذا تقصد؟

برو: يقصد انكَ لا تعرفُ اصول اللعُبة.

مصطفى: ارجوك!!!

برو : دَعكَ مِنهُ (نُوك داون ). اعني قضيت عليه.

مصطفى: اها شكرا.

صوت فتاة: هَيِل اريد هَيِل.

برو: هاهاها ها قد سقطتْ اولُ فتاةٍ سنقضي عليها( ابِلع هيَد شوت).

الروبوت: هناك خطأ.

مصطفى: ماذا تعني بما قلتْ؟

برو: ( ابلع هيد شوت)  معناها ضربتُها براسِها.

الروبوت: خطأ.

مصطفى: لالالا انتظر انِها فتاةٌ لا يجوزُ ضربها.

برو: لا يوجدُ للعاطفةِ مكان، ان لم نتمكن منهم سَيقضوا علينا… اعطني سكار واستعملْ انتَ اس ان جي.

مصطفى: وما معنى هذا؟

برو: انِها اسلحةٌ…يا صغيري.

مصطفى: لا يمكنني ذلك يا صديقي، انِها فتاةْ…كما اني لستُ صغيراً…انا لستُ بطفلْ.

برو: انِها لعبةٌ …لعبة. اسمعني سأتصل بكَ لتوضيح الامور.(يخرج برو من اللعبة ويتصل بمصطفى مع تغير في المنظر الى المنظر السابق). الوووو هلوووو انا برو من المدينة الساحلية؟

مصطفى: هلوووو انا مصطفى من العاصمة.

برو : كم عمركْ؟

مصطفى: اربعُ عشرةَ سنة.

برو: جميلٌ جداً، نحن متقاربانِ في اعمارِنا.يبدو انكَ جديدٌ على هذهِ الالعاب؟

مصطفى: فعلاً لم يمضِ وقتٌ طويل على مزاولتي لها.

برو: عليكَ تَعلُم الكثير والحصول على كلِ انواعِ الاسلحةِ والالبسةِ.

مصطفى: كيف؟!

برو: انا ساعلمكَ كل تفاصيل اللعبة عليك فقط ان لاتخالف ارشاداتي.

مصطفى: وهل يمكنني ان اكون ليدر في اللعبة؟

برو : بالطبع… لكن هذا يتطلبُ تمريناً طويلاً واشياءً اخرى كثيرة.

مصطفى: اشياء اخرى؟!!!

برو: هذا يتطلبُ مالاً لشراءِ ما يلزمْ.

الروبوت: (يتحدث كما الالة) خطأ…انه مخطئ …انكَ مخطئ!!!

مصطفى: ساجمعُ من مصروفِي المال.

برو: ما تجمعه في شهر لا يكفي ليوم واحد في اللعب.

مصطفى: ما الحل؟ وانا لا املك نقوداً كافية !!!

برو: (بمراوغة) انتَ لا تملكُ… ممكن… لكنَ اهلكَ يملكون.

مصطفى: لمْ افهمْ!!!

برو: إسمعني جيداً يا صديقي… مَنّ المسؤول عنكَ وعن تربيتِك؟

مصطفى: والديّ طبعاً.

برو: اذنْ …من حقكَ على اهليِك انْ يوفروا لكَ الطعامَ والملبسَ والتعليمَ واللعبْ، تلك هي حقوقُ الاطفال.

مصطفى: قُلتْ لكَ اني لستُ بطفلِ.

برو: دعكَ من ذلك …انتَ شابٌ وسيم، انِها حقوقُ الانسانِ عموماً، وهذا واجبهم.

مصطفى: وهمْ كَذَلكَ يفعلون.

الروبوت: خطا …انك تغالط نفسكَ.

برو: لا لالا ليس بالضبِط…انّهم غافلين عن احتياجاتِك في اللعبِ، وانّ اخبرتَهُم بِها قد تُحرجَهُم.

مصطفى: صديقي الروبوت يؤيد كلامه، وما العملْ؟

الروبوت: لالالا  هناك سوء فهم …اسمعني جيدا (يقاطعه برو).

برو: ارى  ان تعالجَ الامور دونَ علمِهُما، كي لا يبدوان امامَ  نفسَيهِما وهما مقصران.

مصطفى: وضحْ ليّ اكثر.

برو: اسمعني جيداً، ان مصروفَ البيتِ مخصصٌ لكلِ ما يخصُ البيتِ، فأن اخذتَ شيئاً منِه لنْ يَشعُر بكَ احد، ولنْ تُشعر ابويكَ بتقصيِرهما.

مصطفى: انِهّا سرقة !!!!

برو: لا يا صديقي السرقةُ انّ تأخذَ ما ليسَ من حقِكَ، مصروفُ البيتِ من حقِكَ.

الروبوت: انا مصيبة  بل كارثة!!!

برو: فعلا كارثة ان يهملا حقك في اللعب.

الروبوت: ليس هذا ما اقصده…دعوني اوضح الامر(يقاطعه برو).

برو: لا تُتعب نفسكَ يا صديقي انّا ساوضحُ له المطلوب.

الروبوت: لالالا.

مصطفى: اني خائفٌ جداً.

برو: اذن عليكَ البقاءُ في مراحلِ اللعُبة الاولية.

الروبوت: هذا افضل.

برو: طبعا ذلك افضل للاطفال(بسخرية).

مصطفى: (يتحدث الى الروبوت) لالا ليس افضل، سأتبعُ توجيهاتِه.

برو: سأتصل بكَ مساءاً، كي نرسمَ خطةً محكمةً، امّا الآن فعليكَ معرفة مكان مصروفِ البيتِ ووقتَ انشغالِ اهلكَ.

مصطفى: سأذهب الآن … نتواصل مساءاً.

برو: سأعودُ إلى اللعبةِ لأواصلَ انتصارِنا على العدو.

(يترك مصطفى اللعبة)

الروبوت: انك مخطئ يا صديقي… اعدل عن قرارك.

مصطفى: انها تجربة جديدة عليّ خوضها.

الروبوت: ستودي بك الى التهلكة.

مصطفى: انت تبالغ في الامر.

الروبوت: مازلت صغيرا ولا تقدر عاقبة الامور.

مصطفى: (بغضب) انا لست صغيرا، افهم ذلك.

الروبوت: انك مخطئ.

مصطفى: ا نسيتَ انيّ انّا مَنْ صنعكَ ووضعَ في داخلكَ كلّ المعلومات.

الروبوت: (بحزن) لمْ انسَ،  لكنك صديقي وعليّ نُصحَك.

مصطفى: لنْ احتاجَ لِنصائِحكَ.

الروبوت: مُخطئ…مُخطئ …مُخطئ.

مصطفى: لولا طموحي في الاشتراكِ في المسابقةِ الدولية للعلوم، لشرعتُ بتفكيِكَ واستثمارِ اجزاءِكَ في شيءٍ مفيد.

الروبوت: لا لا لا ارجوك …لا تفعلْ ذلكَ ارجوك(يغادر مصطفى المسرح) نسيت ربطي بالكهرباء…ارجوك احتاج للشحن …مصطفى …ااااه اشعر بالتعب…

 

المشهد الثاني

المنظر (اجواء االلعبة، لينا وبرو داخل اللعبة).

لينا: هيلْ …اريدُ هيلْ.

برو: وأنّا على استعدادٍ لتقديمِ المساعدة.

لينا: احتاجُ شوت كن وسكار.

برو: نحن رهنَ اشارةِ الجميلاتِ.

لينا: شكراً لذوقِكَ.

برو: مساءُ الخير.

لينا: مساءُ النور.

برو: صوتِكِ جميلٌ جداً، هذا يعني انّ الوجهَ اجملْ.

لينا: شكراً لك.

برو: اكثر ما شدني اليكِ مهاراتك في اللعب واقناص الاعداء.

لينا: ما زلت اتعلم.

برو: ومتواضعة ايضا!!!!

لينا: ليس كثيرا.

برو: اودُ التعرفَ عليكِ اكثر، فأنّا احتاجُ لصداقةِ الانقياء.

لينا: انّا فتاةٌ من العاصمةِ، عمري ثلاث عشرة  سنة.

برو: في فريقِنا هذا الجمالُ كلهُ.

لينا:  شكراً لكَ.

برو: لكني لمْ اركِ في الفريقِ منْ قبلْ.

لينا: لمْ امارس الالعاب سابقاً. لكني الآن احبُها كثيراً لاشغلَ بِها اوقاتِ فراغي.

برو: إنّها العابٌ ممتعةٌ، لاسيما مع الجميلاتْ امثالكِ.

لينا: (بخجل) انتَ لطيفٌ جداً.

برو: سأعلِمكِ تفاصيلَ اللعُبة وثغراتِها التي مِنَ المُمكن استغلالِها للفوزِ وبسرعةٍ.

لينا: حقاً !!!! ممتنةٌ لكَ كثيراً.

برو: لا تحسبيه تطفلاً…هلْ ليّ بسؤالٍ؟

لينا: تفضل…انتظر يبدو اني اصبتُ بجراحِ.

برو: سانقذكِ …ما دمتِ معك لا تخشي من شيء.

لينا: تفضل …اظنك ارد السؤال عن شيء؟!!!

برو: نعم تذكرت!!! معَ منْ تعيشين؟

لينا: ابي وامي اخي الاكبر.

برو: هذا يعني انَ لكِ غرفة بمفردكِ؟

لينا: طبعاً.

برو: هل يُمكنني محادثتكِ مساءاً؟

لينا: ماذا …كلا لالا لايمكن.

برو: اعتذر …لم اقصِدْ شيئاً مسيئاً…اردتُ تعليمكِ اصولَ اللعُبة.

لينا: يمكنكَ تعليمي الآن.

برو: اعتذرُ يا صغيرتي… فأنّا سأغادرُ اللعُبة لانشغالي ببعضِ الاعمال.

لينا: انتَ تعملْ؟!!!

برو: لدي شركةٌ لبيعِ وشراءِ السيارات.

لينا: واااااو…أ لستَ طالباً؟

برو: انا في الجامعة….سأتصل بكِ مساءاً… إنْ رغبتِ بذلك.

لينا: حسناً سانتظرُ مكالمتِكَ.

برو: باااي.

   المشهد الثالث

(غرفة جلوس ، طاولة حاسوب للام)

الام: هل انتَ متاكد من المبلغِ؟

الاب: كما انّا متاكدٌ مِنْ انكِ امامي الآن.

الام: لمْ يحدُث هذا الامر مِن قبل !!!!

الاب: لا اريدُ انْ اطاوعَ شكوكي، لكنْ لا حلَ لديّ.

الام: مستحيل ابناؤنا بعيدونَ عن هذهِ التصرفات، اعتقدُ انكَ مُخطئ في عدّكَ للنقودِ.

الاب: ربما…  لكني سأتابعُ تصرفاتِهما واراقبَها…عليكِ الاهتمام بأولادنا فهم يمضوّن الليل كلهُ في اللعب.

الام: تُحملني المسؤولية وحدي، وانت السبب في كل ذلك!!!

الاب: بل اهمالكِ لهم هو السبب.

الام: انتَ.

الاب: ليسَ سواكِ من يُقصر.

(يدخل مصطفى صارخا مع تصاعد الشجار بينهما وهو يمسك بالموبايل لاعبا به)

مصطفى: كفاكما شجاراً مللنا مشاكلكما التي لا تنهي. (تخرج الام الى المسرح).

الام: انتبه ايها الصغير انكَ تصرخُ في وجهِ والديِك.

مصطفى: (بضجر) عذراً لكني اشعرُ بالمللِ.

الام: يمكنني اعدادُ وجبتِكَ المفضلة.

مصطفى: لا رغبةَ ليّ في الطعامِ.

الام: ا ترغبُ في الخروجِ معي للنزهةِ؟

مصطفى: اشعرُ بالتعبِ، سأرتاحُ في غرفتي.

الام: يا ولدي… امركما انتَ واختكَ لا يعجبني، نكادُ نعيش في بيتٍ واحدٍ ونحنُ غرباء.

مصطفى:  (وهو ينظر الى الموبايل، دون تركيز مع والدته) لا شيء يا امي لا شيء. (يرن هاتف مصطفى وهو يشعر بالارتباك).

مصطفى: اهلاً ..اهلاً صديقي.

الام: انا ذاهبة لرؤية جدتكَ واعودُ سريعاً لا تطيلا السهر.

مصطفى: اتصلتُ بكَ  قبل قليل للتحدثِ معك.

برو: انّا مشغول الآن سأحدثكَ لاحقاً.

 مصطفى: برو مشغول، وانّا في ورطة (يتحدث إلى نفسه) ما العمل ؟ ابي صارَ يتفقدُ محفظتِه قبل الخروجِ وعند العودة، وامي تُسجلُ المصروف في الدفتر. لمْ يعدْ بوسعي جلبُ المالَ، كيفَ العب دون مال!!ربما عليّ مغادرةِ اللعبة نهائياً…لا لا لا كيف اتركُها وهي سلوتي الوحيدة؟ (يعرض على الداتا شو مشهد قصير لمشاجرة بين الوالدين، وكأنه يستذكر المشاجرة).

الام: كيف تقوم بهذا العمل دون الرجوع اليّ؟

الاب: وهل عليّ الرجوع اليكِ في كل شيء؟ ما الضير في ان يمتلك اطفالي اجهزة ذكية.

الام: انتَ لا تعي خطورة ما تفعل؟

الاب: انتِ من لا تعي اهتمامات صغاركِ ورغباتِهم، كلُ ابناء اقاربِنا لهم ذات الاجهزة.

الام : الكلام لا يجدي نفعا معكَ .

الاب: فعلا لا جدوى.

مصطفى:  في وسطِ بيتٍ محترقٍ المدرسةُ تبعثُ معي  كتابِ انذارٍ الى ابي بسبب تدني المستوى الدراسي لدي. ماعساي ان افعل؟!!! لابدَ من مصدرٍ ثانٍ لاستحصالِ المال، لكن كيف؟ سأعاود الاتصال ببرو ثانيةً فعندهُ كل الحلول. (بينما يحاول الاتصال تدخل لينا وهي تحمل مرآة صغيرة وترقص وتغني متباهية بشكلها الجميل، فيرتبك ويترك الاتصال الهاتفي).

لينا: مصطفى ما بكَ؟ اراكَ شارداً قلقاً.

مصطفى: لا شيء سوى انّي مرهقٌ من الدراسةِ قليلاً.

لينا: اااااه الدراسة!!! لا اشعرُ برغبةٍ في اكمالِ واجباتي ولا حتى في الذهابِ الى المدرسة.

مصطفى: انا كذلكَ …لكن لا تُخبري والديّنا بذلك.

لينا: مصطفى هلْ انّا جميلةٌ حقاً!!!!

مصطفى: يال تفاهةِ الفتيات…(باستهزاء، وسخرية)جمالي، شعري، ثوبي، طلاء الاظافر، هي كلُ اهتمامكّنْ…تافهات.

لينا: (تقترب منه ممازحة) ارجوك قُلْ ليّ الحقيقة.

مصطفى: (يحاول ابعادها بدفعها فتسقط ارضا) أُغربي عن وجهي الآن لا وقتَ لسخافاتِ البنات.( يخرج من المسرح).

لينا: (وهي تبكي) لماذا يفعلُ ذلكَ اخي؟

لمْ يكنْ في يومٍ من الايام قاسياً عليّ هكذا(تعاود البكاء)

سأترك لهم البيت واغادر، فكلُ من فيهِ لا يُطاق.(تنظر في المرآة)

لا احد يقدرُ هذا الجمال سوى صديقي برو …سأتصل بهِ لِيُسمعُني اخرَ قصائدِهِ في سحري وجمالي( تتفقد المكان) جميل …لا احدَ في البيتِ (تتصل).

 لينا: الو

برو: الو…  الله …ما اجملَ صوتِكِ، انتظركِ بشوقٍ ولهفة.

لينا: انا كذلكَ اشتقتُ للتحدثِ اليّكَ.

برو: تعرفين!!! انيّ انُهي يومي وأنّا اتطلعُ الى وجهكِ في الصور، و ابدأ يوماً جديداً وانّا اطالعُ وجهكِ في الصور.

لينا: في كلامكَ سحرٌ لا يقاوم.

برو: جمالكِ لا يقاوم، لذا اطمحُ بصورةٍ جديدةٍ لفاتنتي.

لينا: حسناً …لكن ليسَ الآن …عند المساء.

برو: سإنتظر بشوق، امّا الآن فأنّي سأفّنشُ اللعُبة.

المشهد الثالث

( اجواء اللعبة ومصطفى يحدث برو، في غرفة مصطفى)

برو: علينا مضاعفةِ جهودِنا في التغلبِ على الفرقِ جميعاً.

مصطفى: انا افعلُ كلَ ما بوسعي، لكني لنْ اتمكنَ من كسبِ المالِ مجدداً.

برو: ماذا … ماذا قلتْ؟

مصطفى: بدأ والديّ يتنبهانِ لما يُؤخذ من المالِ، ولنْ استطيع فِعلَ ذلكَ  ثانيةً…انّها مغامرة.

الروبوت: (بصوت منخفض دلالة على هبوط الشحن لديه) انك ترتكب خطأ كبيرا.

برو: (يصمت قليلا) فعلاً مغامرة…يا صديقي أنا لا اُريد ايقاعَكَ في مشاكلٍ مع اهلكَ، اتركْ هذا الامر.

مصطفى: لكني بحاجةٍ الى المالِ والمالِ الكثير كي نواصلَ انتصاراتِنا.

الروبوت: انها هزيمة اخلاقية يا صديقي.

برو: لا لالا عليكَ ترك اللعُبة.

الروبوت: احسنت …عليه ترك اللعبة.

مصطفى: لا مستحيل لنْ اتركُها …فكرْ ليّ بطريقةٍ اُخرى للبقاءِ.

الروبوت: اسمع نصيحتي وغادر اللعبة، اشعر بالدوار …ارجوك صِلّني بالكهرباء.

مصطفى: (الى الروبوت) بدأت تزعجني… انتظر قليلا.

برو: اسمعْ يا صديقي هناكَ طريقةً افضل، واكثرُ اماناً.

مصطفى : شوقتني لها …اخبرني ماهيَ؟

برو: هناكَ فتاةٌ فاتنةٌ في فريقِنا…كأنها القمرُ!!!! يُمكنُك الاستمتاعُ بوقتِك معها.

مصطفى: لالا لا …لا اُريد!!!

برو: انتَ الآن شابٌ وسيم ولا بدَ لكَ من رفيقةٍ.

الروبوت: اياك …اياك وذلك الذنب.

مصطفى: انّها مغامرةٌ خطيرةٌ!!!!

برو: (بضجر) يبدو انكَ مازلتَ طفلاً …(بلا مبالاة) انسى الموضوع…هذا الامرُ يحتاج الى شابٍ ناضج.

مصطفى: (بعصبية) كلا انا لستُ بطفلِ، لستُ طفلِ.

برو: بلْ طفلْ!!! انتَ تخشى كلَ شيء، وهذه سماتُ الطفل، امّا الرجال فيقدمونَ على العملِ دونَ تردد.

مصطفى: صدقني لنْ اتردد …وسأفعل ما تريدُ، لكن ما فائدةُ تواصلي معها؟ كيف سأحصل على المال للعب؟

برو: اسمعني جيداً، سأخفف عليكَ مهامكَ…دعْ امرَ صحبةِ الفتاةِ عليّ، فقطْ عليكَ انّ تقومَ بتهديدِها وابتزازِها بِما ابعثهُ لكَ من صورٍ لها كي تجلبَ لنا المال دون تعبٍ او جهدٍ منا.

مصطفى: امرٌ سهل، كما انّه يحميني من شكوكِ والديّ.

برو: اجمعْ الصور التي سأبعثها لكَ تباعاً وسنتفقُ على وقتٍ للشروعِ بالعمليةِ، وهذه  اول الصور.(تظهر صورة لينا على خلفية المسرح)

مصطفى: (بعصبية) انس الامر …ولا تتصل بها ثانية…افهمت!

برو: اتعرفها؟!!!

مصطفى: ( مرتبكا خائفاً) اااااه انها لينا… اختي لينا.

برو: هاهاهاهاها اختك؟! لم تخبرني بأن لك اخت بهذا الجمال.

مصطفى: اسكت …اسكت…ولا تتصل بي او بأختي ثانية.

برو: انت من يسكت ويسمعني، ان لم تنفذ كل ما يطلب منك سأنشر صورها وكلامها معي… عليك ارسال المبلغ الذي طلبته منك يوم امس وبسرعة والا والا(يبدأ بالضحك)

مصطفى:يال وقاحتك …اغرب عن وجهي هيا اغرب.

برو: سأنتظر الى الغد صباحا.

مصطفى: من اين ساجلب له النقود؟ يا الهي  ماذا افعل؟ (تقع عيناه على الروبوت) نعم ليس لي سوى هذا الحل، سابيع حلمي، لانقذ نفسي واختي…(بحزن) عذرا ابي، امي، مدرسي، مدينتي…ساتنازل عن حلمي وحلمكم، لقد اخطأت وعليّ دفع ثمن اخطائي…سامحوني، رغم اني لن اسامح نفسي.

الروبوت: ارجوك انتظر …فكر في حل اخر، ان قررت بيعي فقد يستغلني الاخرون في اعمال الشر بتحديث معلوماتي وتغيرها، قد يمسحون كل قيم الخير والحب من ذاكرتي، يحذفون الصدق والتعاون والرحمة…ارجوك …لا تفعل ذلك، اصدقاؤك، واهلك بحاجة لذكائك وموهبتك…لابد من حلٍ اخر.

مصطفى: لا حل لدي سوى التنازل عنك يا صديقي فعذرا، ينبغي ملئ بطاريتك وشحنها قبل البيع.

الروبوت: لن اسمح لك بذلك سوف اعطل اجهزتي وانهي حياتي معك افضل من اكون اداة بيد شرير او عابث.(صوت انفجار ودخان يملئ المكان).

(يضاء المسرح يظهر الاب فزعا ، بينما يحاول مصطفى التحدث اليه، مع تغيير المنظر الى غرفة الجلوس).

الاب: (فزعا )كيف حالك …هل انت بخير.

مصطفى: بابا انا بخير.

الاب: اين اختك؟

مصطفى: تكمل واجبها البيتي.

مصطفى: لقد رشحتني ادارة المدرسة تمثيلها في المسابقة العلمية القطرية لعلوم العلوم والحاسوب، لتقديم مشروع الروبوت الخاص بي، وهم ينتظرون موافقتك على مشاركتي.

الاب: (مستغربا) الروبوت؟!!!! لكنه تحطم وانفجر.

مصطفى: هاهاها لا لا انه احتراق بسيط لوصلة الكهرباء الخاصة به، وقد اصلحتها.

الاب: وهل ستبيعه حقا؟!!!

مصطفى: (باستغراب) ابيعه!!!! انه مشروعي …انه حلمي ياابي !!! كيف يباع الحلم؟

الاب: يبدو  انه الحلم !!! لا بل كابوس ااااه  كنتُ في كابوسٍ مزعج.

مصطفى: بابا …هل ستوافق على مشاركتي؟

الاب: انا موافقٌ ، ومشجعٌ، وداعم لمشروعِكَ وحلمِكَ مادامَ في صالح اهلك واصدقائِك.

.

(النهاية)

 

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock