ننشر “سندباد في جزيرة الأنغام “للكاتب السوري الكبير “عبد الفتاح رواس قلعه جي” مسرحية للأطفال

المسرح نيوز ـ القاهرة| مسرح طفل

ـ

 

  مسرحية للأطفال

 

 

 

 

 

الشخصيات

 

 

       

            1      سندباد

   2  –       شيتا

           3   –      الملكة

   4  –       الوزير

   5  –        خيزران

   6 –        بوران

   7 –       شرشور

   8 –        قرقر

    9-        رجل 1

   10-       رجل 2

 

 

 

 

 

 

 

المشهد الأول

 

(يدخل الممثلون من بين جمهور الأطفال وهم يحملون بأيديهم ويلوحون بما يلفت نظر الأطفال من ألعاب تصدر أصواتا ، وغيرها. يرقصون ويصفقون ويغنون أغنية الافتتاح ويداعبون خلال توجههم إلى الخشبة بعض الأطفال)

المجموعة:                       أهلا وسهلا يا أطفال         أهلاً أهلاً

شرّفتمونا يا أحبـاب           أهلاً أهلاً

لدينا أحلى حكايات                 مطرَّزة بالغنِّيـاتْ

بيضا وحمرا يا سلام                  حكاياتْ ملوناتْ

أهــلاً أهــلاً

قصصْ حلوةْ مُفيدة            تجعـل الدنيا سعيدة

فيها أحداثْ وأحلام           واليوم حكايةْ جديدة

أهــلاً  أهــلاً

ستي قالت لجــدي               عندي حكاية للأحفاد

وأحلى حكاية يا سلام          حكاية ع السندبـاد

سندباد ..  سندباد

سندباد

(يخرج الممثلون وهم يلوحون للأطفال . إظلام)

 

 

 

المشهد الثاني

 

( تدخل الجدة وهي تستند برفق إلى عكاز بيدها. وتحمل في اليد الأخرى صدرية مدرسية ولفافة خيطان، تفرد كم الصدارة فيرى مفتوقا، تغرز الإبرة في الصدرية وترميها على كتفها وتلتفت نحو الصالة).

الجدة       :       مرحبا يا أولاد. لماذا لا تسلمون علي؟ مرحبا.

الأولاد      :       ( من الصالة ) مرحبا.

الجدة       :       أنا الجدة ، أنا التي أغني لكم حتى تناموا، وأحكي لكم الحكايات.

هل تحبون الحكايات؟  ( إةةةة  جابات من الصالة ) يبدو أن بعضكم لا يريد حكاية.

إه .. سأذهب وأعود لخياطة صدرية حفيدي وتبقون بلا حكاية.

(تتناول الصدرية والإبرة وهي تشد الخيط ) حفيدي دائما يلعب ويمزق صدريته (تسمع لغط الأطفال) إذا كنتم تريدون حكاية فقولوا بصوت واحد : احكي لنا يا جدتي.

الأولاد      :       احكي لنا يا جدتي.

الجدة       :       أنا سمعي ثقيل. ارفعوا أصواتكم.

الأولاد      :       (بصوت عال) احكي لنا يا جدتي.

الجدة       :       الآن سمعت ، وسأحكي لكم حكاية السندباد البحري. ( تضع

الصدرية على كتفها وتتقدم قليلا إلى الأمام) كان يا ما كان، في قديم الزمان رجل يحب السفر والتجارة وركوب البحر اسمه السندباد، وكان يعيش في مدينة اسمها دار السلام. وذات يوم ودَّع أهله وسافر إلى مدينة البصرة. هل تعلمون أين تقع مدينة البصرة؟ (إجابات) تقع مدينة البصرة على شاطئ الخليج العربي. ومن هناك حمل تجارته في سفينة كبيرة وسار في البحر والريح طيبة ، والبحر هادئ. (منظر خلفي للبحر والسفينة الشراعية) وفجأة يا أولاد غامت السماء وهبت العاصفة وهاج البحر وماج وتحطمت السفينة على شاطئ جزيرة الأنغام.

( صوت البحر والعاصفة وتحطم السفينة، التماعات ضوئية ، تنسحب الجدة)

صوت الجدة:      ياه .. اسمعوا صوت البحر الهائج، وتحطم السفينة، ولكن ، الحمد لله، لقد نجا السندباد.

 

 

 

( يخف بالتدريج صوت الموسيقى الصاخبة والعواصف والبحر الهائج، يتحول إلى موسيقى لطيفة، أضواء خفيفة تدل على الفجر)

سندباد:  ( ملقى على الشاطئ في الجزيرة ) يرفع رأسه قليلاً وبقعة ضوء  على السندباد)

أوه.. لقد طلع الفجر وهدأت العاصفة. لكن وا أسفاه .. تحطمت سفينتي على الصخور .. ( يتطلع حوله ) أين أنا … أين أنا ( يعود إلى النوم تعبا )

 

اظــــــلام

.

                                   

 

المشهد الثالث

 

(تشرق الشمس ويرتفع النور في المسرح فنرى جانباً من جزيرة الأنغام. أشجار موزعة. دالية عنب. بئر ماء جافة وبجانبها مصطبة . في الخلف جدار بيت طيني و فيه باب. جدار آخر في الطرف المقابل. ينهض السندباد حاملا كيسا على ظهره ويتجول في المكان)

سندباد         : أين أنا .. كانت ليلة قاسية ، و سفينتي تحطمت على الشاطئ ، ولكن ها قد أشرقت الشمس وصحا الجو، الحمد لله على النجاة .ما أجمل هذه الجزيرة. هذه غابة خضراء، أشجار وزهور ودالية عنب . ولكنني لا أسمع زقزقة العصافير ولا شدو البلابل، ترى أين هاجرت الطيور؟ سأقطف عنقودا من العنب ( يمد يده إلى الدالية فتصدر موسيقى منها) أوه ما هذا؟ (يكرر ذلك مع عناقيد أخرى فتصدر موسيقات متباينة حلوة وجذابة) عجيب ! ما قصتك يا دالية؟

صوت الدالية: ( أداء إيقاعي منغم) أنا الدالية .أنا الدالية، عنبي حلو ولذيذ،  يصنع منه العصير و الدبس المغذي و المفيد و أنا  أعزف وأغني. ولكني حزينة لأن البلابل والعصافير هجرتني ولم تعد تنقر من حباتي.

سندباد     :       ها.. فهمت.. سأرى الشجرة ( يلمس أغصان الشجرة ويهزها فتصدر عنها موسيقى جميلة ) وأنت أيضا تعزفين وتغنين؟ أرجو ألاّ تكوني حزينة أيضا.

صوت الشجرة:    ( أداء إيقاعي منغم) أنا الشجرة، من ثماري يأكل الإنسان، وفي ظلي يستريح الناس  وأنا أعزف وأغني، ولكني حزينة لأن الطيور لم تعد تبني أعشاشها على أغصاني.

سندباد     :       أمر هذه الجزيرة عجيب، سأمر على الزهور ( يلامس بعض الزهور فتصدر عنها موسيقى ناعمة) وأنت أيضا تعزفين وتغنين يا زهور؟

صوت الزهور :     ( أداء إيقاعي منغم) أنا الزهور، ذات ألوان وأشكال، رائحتي حلوة، مني تصنع العطور و أنا رمز المحبة و الجمال ، يهديني الناس إلى أحبائهم  وأنا أعزف وأغني ، ولكني حزينة لأن النحلات رحلت ولم تعد تمتص رحيقي لتصنع للإنسان عسلا لذيذاً.

سندباد        :    ما سر هذه الجزيرة، كل ما فيها حزين لأن الطيور هاجرت منها. ترى لماذا هجرتها الطيور؟ ( يرى بئر الماء ) أوه هذه بئر ماء وأنا عطشان (يدلي الدلو في البئر ويخرجه فارغا) لا يوجد ماء في البئر. عجيب .. كل الآبار والينابيع جافة في هذه الجزيرة ( يخرج قربة ماء صغيرة من وسطه ويهم بالشرب) هذه قربة ماء سحرية لا ينضب منها الماء أبدا (يسمع صوت حيوان، ثم يدخل قرد عطش متعب) هل أنت مريض أم عطشان ( يشير بحركات معينة إلى قربة الماء) أوه أنت عطشان ( القرد يخطف القربة ويدنيها من فمه) لا.. لا تضع فمك على القربةأنين حيوانأأ      . اشرب هكذا زرنقة (يأخذها السندباد منه ويشرب زرنقة. القرد يشير إلى أنه لا يعرف) حسن إذن تشرب بهذه الطاسة ( يتناول طاسة من جانب البئر ويصب له الماء فيها فيشرب).

القرد           :    ( يصدر أصواتا ويشير كي يصب له ثانية)

سندباد        :    اشرب (يصب له) هذه قربة سحرية مهما شربت لا ينقص فيها الماء.

القرد           :    ( يشرب ثم يرمي بالطاسة ويبدأ بالرقص والصياح فرحا).

سندباد        :    أنت تجيد الرقص، أنا اسمي سندباد. هيا أسمعني . ماهو اسمي؟

شيتا           :   سن‍ـ .. سنـ  د..د .. باد

سندباد        :  أحسنت، وأنت ما اسمك أيها القرد؟

شيتا           :    سنـ..د..باد

سندباد        :    لا..لا.. هذا هو اسمي. أنت ( يضع له يده على صدره) ما اسمك؟

القرد           :    تشت..تشت..شيتا.

سندباد        :    ها.. اسمك شيتا.. حسن يا شيتا، ما رأيك أن نصير أصدقاء ( القرد يصوت موافقا، فيصافحه سندباد) آي ، يدي.. على مهلك يا شيتا (القرد يبوس له يده فيضحك سندباد) حسن يا شيتا أنا تعبان، سأنام احرسني وأنا نائم وكش الذباب عن وجهي.

( يضع سندباد القربة جانبا و يغمض عينيه . القرد يأخذ القربة ليصب الماء فلا ينسكب منها. السندباد يفتح عينيه ويبتسم ) شيتا هذه القربة لا تعطي الماء إلا لصاحبها ( يعود فينام ويبدأ بالشخير فيقلده شيتا . ثم يلاحظ ذبابة تطير فيحاول اصطيادها ، تحط على وجه سندباد فيضربها، يستيقظ سندباد غاضبا) ماذا تفعل يا شيتا؟ ( شيتا يعتذر) هيا اذهب بعيدا عني ( شيتا يخرج حزينا مكسوفا ويعود سندباد للنوم . تخبو أنوار المسرح).

 

 

المشهد الرابع

 

( يدخل تباعاً بعض أفراد من القبيلة ويرون الغريب النائم فيدهشون ويعودون. يتقلب السندباد أثناء نومه.  يدخل شيتا ويشير إلى  القبيلة بالدخول. يدخل نساء و رجال بثياب من الفرو بدائية، على رؤوسهم الريش، وفي أيديهم عصي من أغصان الأشجار، الملكة و مساعداتها . يدورون حول سندباد ويرقصون ويغنون مجرد إيقاعات صوتية مبهمة، شيتا يرقص معهم. يتوقفون عن الرقص، ضربة موسيقية وسندباد يستيقظ ويجلس خائفا).

الملكة          :    لا تخف يا سندباد.

سندباد          :    ها..كيف عرفتم اسمي؟

الملكة          :    أخبرنا شيتا. أليس ذلك صحيحا يا شيتا؟

شيتا           :    (يقفز ويصوت مؤكداً مرددا المقطع الأخير من كلمة سندباد)

سـنـ ..سـنـد..باد..باد

الملكة          :    (بتواضع) أنا الملكة هندوان، ملكة جزيرة الأنغام.

سندباد        :    أوه.. هندوان .. اسم جميل .. جميل جدا.

الملكة          :    وهذه خيزران صديقتي و نائبتي.

سندباد        :    خيزران .. اسم يذكرني بحكايات ألف ليلة و ليلة.

خيزران         :     ( تضحك) أهلا بك يا سندباد.

الوزير          :    ( بتباه كبير) وأنا الوزير كسروان. لي شأن وسلطان.

سندباد        :    هوه…( يقلده) و أنا الوزير كسروان .. و لماذا كل هذا التفاخر

والغرور يا كسروان .. كن متواضعا مثل الملكة ( الوزير يعبس

و يهرُّ في وجه سندباد )

الملكة          :    ( للوزير) ابتعد يا كسروان ( للسندباد) لا تخف فنحن أصدقاء.

(تصافحه). قال لنا شيتا إن معك قربة سحرية فيها ماء هل تسقينا؟

سندباد        :    طبعا، طبعا. (يعطيهم القربة فيشربون)

الوزير          :    الماء قليل في هذه الجزيرة.

خيزران         :    ولقلة الماء هاجرت الطيور من هذه الجزيرة فحزنت الأزهار والكروم

والأشجار، ولم يعد يزورها الربيع.

سندباد        :    ولماذا الماء قليل في هذه الجزيرة ، والآبار والبرك جافة؟

الملكة          :    الماء ينبع من أعلى الجبل، وهناك يعيش عملاق اسمه قرقر، يعيش وحده،

ردم القناة، وقطع الماء عن جزيرة الأنغام.

سندباد        :    ولماذا فعل ذلك؟

الملكة          :    لا ندري.

سندباد        :    وبماذا أستطيع أن أساعدكم؟

الملكة          :    (تخرج من تحت ثيابها رسالة على جلد ملفوفة) هذه رسالة قديمة كتبها أحد حكماء الجزيرة يقول فيها( للوزير) اقرأها يا كسروان.

كسروان        :    ( ينشر الرسالة بالمقلوب فتصححها الملكة) الخط رديء يا مولاتي ، قراءته صعبة.

الملكة          :    الخط ليس رديئاً ولكنك لا تجيد القراءة. اقرئيها ياخيزران.

خيزران         :    ( تقرأ) أنا الحكيم دهمان، أخبركم يا أهل جزيرة الأنغام بأنكم ستقعون في محنة، وتنقطع عنكم المياه، وعندما يأتي السندباد سيخلصكم من  هذه المحنة. ( تطوي الرسالة وتعيدها إلى الملكة)

الملكة          :    لقد سمعت ما جاء في الرسالة يا سندباد، فهل تساعدنا؟

سندباد        :    أنا في خدمة الجميع. سأذهب إلى قرقر وأرى لماذا فعل ذلك؟ ولكن قبل أن أذهب لابد أن تتعاونوا جميعا فتنظفوا الآبار ، وتفتحوا مجرى القناة.

الوزير           :    سآمر الجميع  بالعمل . ( إلى الجميع) هل أنتم جاهزون للعمل .

رجل 1        :     جاهزون… أنا سأحمل المعول و أنظف القناة.

رجل2         :    وأنا سأفتح السواقي لتصل الماء إلى الأشجار و الكروم.

رجل 1        :    و أنا سأهيئ جميع البرك لتمتلئ بالمياه ويلعب بها أطفالنا.

رجل2         :    و أنا سأوصل الماء إلى جميع البيوت ليشرب أهل الجزيرة .

الملكة          :    عظيم .. سنعمل جميعنا معاً متعاونين. فهل أنتم جاهزون

الرجل1        :    نحن جاهزون

الرجل 2       :    نحن جاهزون .. يا مولاتي

الملكة          :    وأنت أيها الوزير ماذا ستعمل؟ هل تعمل في تنظيف القناة أم في البرك والآبار؟

الوزير           :  ( معبراً عن تضايقه) أوه .. مولاتي ، أنت تمزحين. أنا .. أنا الوزير كسروان.

سندباد         :    أَحبُّ الناس إلى الله العامل يا كسروان.

شيتا            :    ( شيتا يسخر من الوزير ويقفز ويصوت مشيرا إلى أنه سيعمل معهم).

سندباد         :    أنظر حتى شيتا يريد أن يعمل أيضا. لا.. أنت ستذهب معي يا شيتا.

شييتا           :    ( شيتا يرقص ويصوت ويداعب الملك والوزير والرجال من ثيابهم معربا عن تميزه عنهم في العمل).

الوزير           :    اهدأ يا شيتا ، هل جننت؟ احترم الملكة ( شيتا يهدأ وينحني احتراما  )

الملكة          :    ( تتلفت ) و لكن أين بوران … أنا لا أراها معنا

سندباد         :    و من هي بوران؟

الوزير           :    بوران  مديرة أعمال القصر و راعية البستان.

خيزران         :    و هي حكيمة في تصرفاتها.

الوزير           :    ( متضايقا) و هل ترين يا مولاتي أنه من المناسب أ ن تجتمع معنا الآن .. هذا لا يليق

الملكة          :    بل يليق يا وزير ، وبوران يجب أن تحضر .. لا أدري لماذا لا تحبها يا وزير؟

الوزير           :    أنا لا أكرهها يا مولاتي ، و لكنها تعمل في البستان ؟

سندباد         :    العمل شرف للإنسان ، ألم تسمع المثل القائل : صنعة في اليد أمان من الفقر .

الوزير           :    (باستخفاف) هه ..بوران .. بوران كلكم يتحدث عن بوران . وبوران بنت البحر، قذفتها الأمواج إلى الشاطئ، فربتها الملكة في دارها.

الملكة          :    (في نظرة لوم وتهديد للوزير) بوران كابنتي تماماً، ربيتها في داري وأحببتها.

خيزران         :   (للسندباد) ومنذ أن جاءت حورية البحر بوران إلى الجزيرة يا سندباد صارت الزهور والأطيار والأشجار تعزف وتغني لها.

الملكة          :    لكن قرقر أفسد كل شيء.

سندباد         :    سنعالج أمر قرقر، ولكنكم شوقتموني لرؤية بوران.

الملكة          :    ستراها ( لشيتا) ناد بوران ياشيتا ( يخرج شيتا مصوتاً فرحاً ) إذا رأيتها يا سندباد ستحبها. بوران تغني مع البلابل ، كل طيور الجزيرة تحبها.

خيزران         :    ( تنظر في كيد للوزير ) مولاتي محقة في أقوالها ..

الوزير           :    ( ساخراً على انفراد) هه.. مولاتي محقة في أقوالها..

الملكة          :    و عندما تدخل إلى البستان لتسقي الزهور و الزرع و الريحان تعزف لها الطبيعة و تغني،و تنادي باسمها.

الوزير           :    و لماذا لا تعزف الزهور و تغني لي أنا أيضا .

خيزران         :    لأنك تتكبر عليها و تخيفها ولا تسقيها .

الوزير           :    أنا .. أنا الوزير كسروان، لي شأن وسلطان، تريدين مني أن أسقى الزهر والبستان! سأعلم الجميع كيف يحبونني بالقوة.

الملكة          :    الحب هو القوة يا وزير.. هه..اسمع..

 

( تخبو الإضاءة و تصبح سحرية ملونة ، تعلو موسيقى مرحة من الطبيعة و أصوات كوراليه : بوران..بوران.. أهلا أهلا  يا بوران

الملكة          :    هاهي الطبيعة تغني لها .. إنها قادمة  .. انظروا …

 

المشهد الخامس

 

                 

                     (تدخل بوران ، و هي تغني مع الموسيقى وتؤدي رقصة انسيابية.

في يدها رشاش الماء تسقي الزرع)

بوران  :                أنا بوران .. أنا ..أنا..   أنا بوران

أرقص وأغني للشمس     أنا بوران

أسقي الزهر و الريحان    أنا بوران

وأنا أعمل في البستان     أنا بوران

وأحب جميع النـاس     أنا  بوران

أنا..أنا .. أنا بوران

(تتوقف الموسيقى والغناء وتعود الأضواء. وتقف بوران بجانب الملكة وهي تتطلع إلى سندباد. فجأة يندفع شيتا داخلا وهو يقلدها بمرح في التصويت والرقص)

الوزير           :    (يطارد شيتا مهددا) ما هذا الذي تفعله يا شيتا لا بد أن أؤدبك ،

( شيتا يلتجئ إلى بوران فتطمئنه وتمسح على رأسه) يا مولاتي هذا لا يجوز ( شيتا يكايده و يقلده ، الوزير يسحب السيف مهددا ) سوف أقطع لسانك و أذنيك يا شيتا .

بوران           :    (تشير للوزير) شيتا في حماية الملكة ، وأنا أحب مداعباته.

الملكة          :    بوران يا ابنتي ،  تعالي إلى هنا..

خيزران         :    سلِّمي على السندباد يا بوران.

بوران           :    أهلا بك يا سندباد،

الملكة          :    لقد جاء لينقذنا … و يخلص الجزيرة من أعمال قرقر الشرير.

خيزران         :    لقد قرأت كثيرا عن السندباد ومغامراته في البحر ،إنه شجاع و بطل مغوار.

الملكة          :    سندباد بحار ماهر ، و يحب مساعدة الآخرين.

سندباد         :    و أنا جاهز لمساعدتكم .. لقد أحببت هذه الجزيرة ، و أحببت شيتا أيضا .

الوزير           :    ولكن احذر يا سندباد، في الطريق إلى قرقر  مصاعب كثيرة و أخطار.

الملكة          :    ( إلى الوزير ) لا تتدخل أنت يا وزير فيما لا يعنيك.

الوزير           :    أمرك يا مولاتي.

سندباد         :    أنا لا أخشى من أحد و هذا معروف عني .

الملكة          :    أحسنت يا سندباد.

بوران           :    سأذهب معك يا سندباد .. إن سمحت لي؟

الملكة          :    كلا يا ابنتي، لا أريد أن تتعرضي للخطر. ابقي معنا .

سندباد         :    أنت يا بوران   ستبقين هنا  مع الملكة ، تعملين وتغنين بصوتك الجميل للعمال،  و ستلحقون بي جميعا عندما أقابل قرقر و أعيد المياه إلى الجزيرة . أما الآن فسيذهب معي شيتا فقط هل ترافقني يا شيتا؟

شيتا            :   (يقفز ويصوت فرحا) باد..باد.. سـ .. سـ ..سندباد.

الملكة          :    (تخرج من محفظتها زجاجة  تعطيها له) خذ يا شيتا هذه زجاجة حليب إنه مغذ ولذيذ، ويقويك في هذه الرحلة. (شيتا يأتي بحركات مشيرا إلى إنه يريد رضّاعة للحليب، تسأل الأطفال) ماذا يريد شيتا يا أطفال؟

الأطفال        :    ( إجابات) يريد رضاعة.

الملكة          :    (لشيتا) تريد رضاعة!  عيب يا شيتا لقد صرت كبيرا يجب أن تشرب الحليب بالكأس (تعطيه كأسا) خذ وهذه حبات من الموز، أنت تحب الموز أليس كذلك؟ (يحرك رأسه فرحا) .

الملكة          :    والآن هيا إلى العمل كلنا سنعمل معا.. حتى أنا  والوزير كسروان.

الوزير           :    أنا يا مولاتي..؟ أنا الوزير كسروان بقدري وجلالي أمسك الفأس وأعمل مع العمال!

خيزران         :    نعم أنت، إذا كانت الملكة بنفسها ستشتغل مع العمال فلماذا لا تشتغل أنت ؟

سندباد         :    سيد القوم خادمهم أيها الوزير.

الوزير           :    ( حزيناً) حسن سأشتغل مع العمال.

الملكة          :    هيا يا أصدقاء…. هيا إلى العمل ….

الجميع          :    ( يغنون مع رقصة معبرة عن العمل)

 

قم يا فتى الجزيــرة        قم للجهاد

الملكة  الأميـــرة          والسندباد

قم مثل أنوار الصبـاح

قم في نشاط وانشراح

قم يا فتى للجِد والعمل

بالجِد نعلو، يزهر الأمل

.  .  .

قم نفتح القنــاة

ننظفُ الآبـــار

كي تجريَ الميــاه

فترتوي الأشجـار    وتكثر الأثمــار

تعودُ للسمّـــار        ترنيمةُ الأطيـار

وتفرحُ الجزيــرة               تعودُ للحيــاة

تعود للحيــاة

 

(سندباد وشيتا يتجهون إلى الجبل . باقي المجموعة تخرج في إيقاع راقص.  تخبو أنوار المسرح تدريجيا . إظلام)

 

 

 

 

 

المشهد السادس

 

(ترتفع أنوار المسرح قليلا فنرى بعض الصخور والأشجار الموزعة هنا وهناك، و فزّاعة من قش يكون الساحر شرشور مختبئا خلفها. يسمع صوت الريح. يدخل شيتا أولا ثم السندباد. يرى شيتا الفزاعة فيفزع ويركض ملتصقا بالسندباد)

سندباد        :    لا تخف يا شيتا. هذه فزاعة من قش.

( يطمئن شيتا فيقترب منها، يلامسها، فيصدر عنها صوت مواء فيهرب

ثانية، مصدرا أصواتا خائفة)

أتخاف من قطة يا شيتا ، عيب عليك … اذهب و قل لها بست..

بست .. لا تخف . اذهب إليها ولا تكن جبانا.    ( يقترب شيتا منها و يقول بست..بست  فيصدر عنها صوت ثغاء : ماع..ماع

شيتا           :    (يعود في خوف أقل، مقلدا) ماع .. ماع

سندباد        :    هذا  صوت خروف لماذا أنت خائف . هيا اذهب و امسكه من قرنيه  وجرَّه إلى هنا.. هيا  لا تخف.

(يضرب شيتا على صدره بقبضتيه مؤكدا أنه قوي، ويتجه نحو الفزاعة فيصدر عنها صوت كلب ينبح: هَوْ..هَوْو..هو)

شيتا          :    ( يندفع نحو سندباد خائفا شاكيا بصوت ضعيف) هَوْو..هوو

سندباد        :    اهدأ يا شيتا . لابد من تأديب هذه الفزاعة أو من يختبئ خلفها.    ينسلُّ شرشور من وراء الفزاعة في هيئة رجل عجوز يحمل في يده عصا طويلة ذات قبضة غريبة، ويلبس في رأسه قبعة، يختبئ وراء صخرة)

هيا يا شيتا . ( يتجه نحو الفزاعة ويتبعه شيتا خائفاً، يفحصها من أمام ومن خلف)

لا أحد هنا. ألم أقل لك إنها مجرد فزاعة من قش (يسيران هنا وهناك) لا أرى أحدا( يسمعان صوت تأوُّه) ترى من أين يأتي الصوت ؟….

شرشور        :    (يبرز من وراء الصخرة) آه..آه.. من يساعد الرجل العجوز.

سندباد        :    أهلا بك يا عم، أنا في خدمتك ماذا تريد مني ؟

شرشور        :    يا ولدي، أنا رجل عجوز، بيتي قريب من هنا، أريد أن أصل إلى القرية ولا أقوى على المسير.

سندباد        :    وماذا تريدني أن أفعل؟

شرشور       :    احملني على ظهرك ، القرية قريبة من هنا.

سندباد        :    تكرم يا عم. اركب على ظهري.

(شيتا ينط ويشير للسندباد ألا يحمله)

ما بك يا شيتا، ألا تحب فعل الخير؟ ( شيتا يحاول تحذيره وبجنون. سندباد يتوجه للأطفال ويسألهم) هل أحمل هذا الرجل العجوز على ظهري أم لا؟

الأطفال      :    ( تتباين إجاباتهم)

سندباد        :    سأحمله على ظهري إلى القرية. على الإنسان أن يفعل الخير دائما.

( يحمله على ظهره )

شرشور        :    (يطوقه بساقيه، ويضغط بساعده على عنقه ، ويرفع العصا بيمناه صائحاً) ها.. أنا الساحر شرشور( يقهقه) لقد وقعت يا سندباد في قبضتي. أنت الآن أسيري وستظل تحملني على ظهرك طول حياتك.

سندباد        :    أهذا جزاء من يفعل معك خيرا يا شرشور؟

شرشور        :    (يقهقه) أنا لا أحب الخير. أنا شرشور أعيش فوق الظهور.. أوه ظهرك مريح جدا يا سندباد.. (يضربه بالعصا) هيا .. أريد أن أقطف الثمار والعنب، وعلى ظهرك أتجول في الحقول والغابات.. هيا ( يسيران ) قف

سندباد        :    ماذا تريد ياشرشور، لقد كسرت ظهري.

شرشور        :    أريد كأساً من الحليب.

سندباد        :    ومن أين آتيك بالحليب وأنت تركب على ظهري؟

شرشور        :    قلت لك أريد كأساً من الحليب وإلاّ..

سندباد        :    شيتا أعطه كأساً من الحليب .( شيتا يعطيه الحليب)

شرشور       :    أوه ما ألذ طعم الحليب.( يقهقه) قل لهذا القرد أن يحضر لي كأسا من عصير الفواكه. أنا أحب العصير

سندباد        :    عليك اللعنة يا شرشور تريد كأساً من العصير أيضاً! تعال ياشيتا (يناوله سراً بعض الحبوب المنومة) حضر لشرشور كأسا من العصير.

شرشور        :    والآن هيّا ولنتجول في الغابة.

( يضربه،يتجولان ويخرجان).

شيتا          :    ( يقطف بعض الثمار ويحضر العصير ويذوب فيه الحبوب المنومة. يجلس ويسند ظهره إلى شجرة. يضحك ساخراً مطمئناً)

هي هي هئ. . سنـ ..سنـ .. باد..باد . شررر.. شررر..بشت (مشيرا إلى أنه انتهى أمر شرشور . وأنه سيغرق في النوم. يدخل سندباد وشرشور)

( يدخل شرشور و السندباد وشرشور يغني بشكل قبيح …)

شرشور        :    أين العصير .. اريد أن أشرب عصير الفواكه

شيتا           :    تشت..تشت.. ( يقدم الكأس للسندباد )

سندباد        :    ( يتظاهر بشرب العصير ليحمس شرشور على الشرب)أوه سأشرب

قليلا من العصير  ، أكاد أموت من الجوع والعطش.

شيتا           :    ( يقفز ويصرخ ليمنع سندباد من الشرب.

شرشور        :    (شرشور يخطف الكاس من يد السندباد ويشرب)  أوه ما ألذ شرب

حليب الأبقار، و عصير الفواكه و الثمار والركوب على هذا الحمار.

( يشرب بقية الكأس فينعس وترتخي مفاصله ويسقط الكأس من يده..

أوه .. أنا نعسان.( تسقط العصا من يده، يميل رأسه فتسقط القبعة. سندباد يرميه من على ظهره إلى الأرض. شيتا يرقص فرحا)

سندباد        :    أحسنت يا شيتا.

شيتا           :    ( يتناول القبعة والعصا ويشير إلى السندباد إشارات غامضة)

سندباد        :    ما ذا تريد أن تقول يا شيتا ( شيتا يوضح إشاراته)  ها.. تقصد سر هذا الساحر في العصا والقبعة. من دونهما يعود إنسانا طيبا عاديا. (يأخذهما منه) حسن ، هات العصا والقبعة. ( للأطفال) الآن وقد فقد شرشور الأدوات التي كان يؤذي بها الناس سيعود إنسانا عاديا وطيباً. وستحبونه، والإنسان المحبوب هو الذي يسعى لخير كل الناس. ( يوقظ شرشور ) شرشور.. شرشور .. استيقظ يا شرشور.. أوه تذكرت ، معي القربة ،سأرش وجهه بالماء فيستيقظ ( يرش وجهه بالماء فيتحرك قليلاً)

سندباد        :    ساعدني في إيقاظه يا شيتا (شيتا يرفع شرشور)

شرشور        :    (يستيقظ) أوه .. أين أنا؟

سندباد        :    أنت هنا .

شرشور        :    ومن أنا؟

سندباد        :    أنت شرشور.

شرشور        :    ( يتلمس رأسه ويبحث عن العصا) وأين العصا والقبعة؟

سندباد        :    أنت بلا عصا ولا قبعة. قل لي كيف تجد نفسك الآن.

شرشور        :    أجد نفسي خفيفاً بلا عصا ولا قبعة.

سندباد        :    وبماذا تشعر ؟

شرشور        :    أشعر الآن بأني أحب الناس والطيور والأشجار؟ أكره الشر ، وأحب الخير ، وأريد أن أساعد الجميع

سندباد        :    أحسنت وما ذا تشتهي؟  (مداعبا) هل تشتهي أن تشرب كأسا من الحليب؟

شرشور        :    لا..لا.. أنا أشتهي أن أغني لأحبائي الأطفال.

سندباد        :    حسن ، أنت تغني وشيتا يرقص.

شرشور        :    (يغني)

يا أحبـابي يا أطفـال   سر الدنيا في الأعمال

اعمل خيرا، ساعد غيرك      هذي أفعال الأبطال

اسمع ما قال شرشور

يا أحبابي أنا في الدرس        لا أسقط في بحر اليأس

عقلي مفتوح للنـور    فالعلم اليوم هو الشمس

اسمع ما قال شرشور

( يتجه شرشور للخروج)

سندباد        :    إلى أين تذهب يا شرشور، هل ستتركنا؟

شرشور        :    أنا ذاهب،  لأساعد الناس،و أحمل للأطفال الهدايا وأغني لهم: ( غناء إيقاعي) أنا شرشور.. أهوى النور .. وعلى الخير.. أنا مفطور.

شيتا           :    ( يلحق بشرشور و يشده منبها إلى أنه نسيه)

شرشور        :    أوه … شيتا … لقد نسيت ، معك حق ، سأعيدك كما كنت

سندباد        :    ما هي الحكاية يا شرشور ؟ ماذا حدث؟

شرشور        :    لقد كان شيتا واحدا من أفراد الجزيرة و اسمه شاتي و ليس شيتا ، كان يسخر من ألعابي السحرية  و يتحداني ، سحرته فصار قردا ، و الآن سأعيده كما كان؛ فأنا لم أعد شريرا. أعطني يا سندباد العصا والقبعة لأعيده كما كان.

سندباد        :    شرشور.. هل تريد أن تعود شريراً؟

شرشور        :    لا..لا.. أريد العصا والقبعة لأعيد شاتي كما كان.

سندباد        :    وهل تعيدهما لي بعد أن تنتهي من هذه المهمة.

شرشور        :    نعم.. نعم.. وأقسم على ذلك. يتناول العصا والقبعة ، يتصاعد دخان ) أنا شرشور الساحر المشهور . أناديك يا شمنهرور يا صاحب السر المسطور أن تعيد  شاتي كما كان .. بر.ر..ر  اذهب ياشيتا واطلع يا شاتي من قلب هذا الدخان ( يتكاثف الدخان )

سندباد        :    شرشور .. ماذا تفعل؟

شرشور        :    انتهى كل شيء.. سيظهر شاتي بعد قليل. خذ هذه العصا والقبعة كما وعدتك ( يمضي خارجاً وهو يغني ) أنا شرشور ، أهوى النور ، وعلى الخير، أنا مفطور. ( يخرج)

سندباد        :    أوه ..ما هذا..و ما الذي يحدث ..؟ شيتا .. أين أنت

شاتي          :    أنا هنا .. انتهى شيتا و عاد شاتي .. انظر .. لقد عدت كما كنت .. شكرا يا سندباد ( يتعانقان فرحين)

سندباد        :    إذا أردت أن تشكرني فأعطني موزة .. أكاد أموت من الجوع .. أما زال معك موز و حليب؟

شاتي          :    طبعا .. خذ ( يعطيه فيأكل )

سندباد        :    فلنحتفل بعودتك سالما يا شاتي  ( يرقصان رقصة خفيفة و يهزجان)

لي لى  لي لى لم                 لي لي لي لى لم

بطل السحر ذهب الساحر     السحر فعل مرذول

إن كنت انساناً قادر            فافعل خيراً يا مسؤول

لي لى لم     لي لى لم

شاتي          :    الآن وقد بطل السحر،ماذا نفعل بالعصا والقبعة؟

سندباد        :    نرميهما في البحر.

شاتي          :    وبذلك نتخلص من أدوات الشر. لن يتأسف شرشور على العصا والقبعة فقد عاد إنساناً طيباً محباً للخير.

سندباد        :    شاتي .. قال شرشور إنك كنت تحب التحدي و المغامرة ، هل ستفعل خيرا و تكمل الرحلة معي .

شاتي          :    طبعا أنا طوع أمرك .

سندباد        :    اذن هيا نتابع رحلتنا.

( يمضيان … اظلام)

 

 

 

 

 

 

 

 

المشهد السابع

 

( سندباد يضع على كتفيه شبكة صيد ، شاتي يسير وراء سندباد ويتطلع حوله متوجساً.المكان جانب آخر من الجزيرة. يبرز كهف بإنارة خفية في عمق المسرح. برق  والتماعات ضوئية يتلوها صوت قصف الرعد. تنطلق من اتجاه الكهف مقذوفات من الصخور يتحاشاها السندباد وشاتي)

سندباد         :    (لشاتي) هذا قرقر يقذفنا بالحجارة (ينادي) قرقر.. قرقر.. ليس هذا فعل الشجعان يا قرقر. اظهر وبان ولك الأمان.

صوت قرقر     :    ( قوي كالرعد) من أنت ؟ وماذا تريد؟

سندباد         :    أنا السندباد، وأريد أن أراك و أتحدث معك.

صوت قرقر     :    ولماذا تريد أن تراني؟ أنا لا أحب أن أقابل أحداً.هيا اذهب من هنا.

سندباد         :    ولكني أحب أن أراك. أنا معجب بصوتك وقوتك.هيا اظهر .

(يدخل قرقر حاملاً صخرة كبيرة)

قرقر            :    أنت معجب بصوتي وقوتي.. إذن خذ ( يلقي الصخرة عليه )

شاتي           :    احذر يا سندباد ( سندباد يتلقى الصخرة بيديه فيسقط على الأرض. قرقر يدخل الكهف)

سندباد         :    ( ينهض) شاتي سننفذ الخطة التي اتفقنا عليها. هل أنت جاهز؟

شاتي           :    أنا جاهز بعد أن آكل هذه الموزة لأصبح قوياً.( يقشر موزة )

سندباد         :    هل هذا وقت الأكل يا شاتي؟

شاتي           :    ( يعطيه نصف الموزة) خذ. لا أريد أن أذهب إلى لقاء قرقر وأنا جائع.

انتظر و سترى ما سأفعل بقرقر.

( سندباد يختبئ، وشاتي يقترب من الكهف وينادي)

شاتي           :    قرقر.. قرقر.. تعال وقابلني.

قرقر            :    (يبرز من الكهف) ومن أنت أيها الصعلوك؟

شاتي           :    أنا شاتي.. هيا تعال وقابلني.

قرقر            :    ( يقهقه ساخراً) هه..هه.. تعال يا قرقر وقابلني ( يشير بيده مستصغراً له، ويلتفت ليدخل كهفه)

شاتي           :    أنت جبان يا قرقر.

قرقر            :    (غاضباً) ها.. أنا جبان أيها الفأر.

( قرقر يحمل الصخرة و يلاحقه و شاتي  يهرب في حركات مضحكة. فجأة يبرز سندباد من مخبئه ويرمي الشبكة على قرقر ، يقيدانه وهو يصرخ صرخات قوية)

سندباد         :    اهدأ يا قرقر، اهدأ، ما هكذا يقابل الناس ضيوفهم يا قرقر .

قرقر            :    ومن قال إنك ضيفي يا سندباد ؟

سندباد         :    أنا ضيفك. جئت من دار السلام لأزورك، ومعي هدية لك.

قرقر            :    وما هي هذه الهدية؟

سندباد         :    عدني أولا أن تكون مسالما  لأعطيك الهدية.

قرقر            :    كيف أعدك و أنت لم تعدني.

سندباد         :    أعدك بأن أحررك، ولا ألحق بك أيَّ أذى.

قرقر            :    هيا.. أعطني الهدية، فإن لم تعجبني حطمت رأسك بهذه الصخرة.

سندباد         :    (يضحك ) و كيف تحطم رأسي بهذه الصخرة و يداك  مقيدتان يا قرقر؟

قرقر            :    فك لي يدي ، و أعدك أن لا  أكون مؤذيا .

سندباد         :    سنكون أصدقاء ؟

قرقر            :    نعم.. نعم سنكون أصدقاء

( يفك له يديه )

شاتي           :    لا تفعل يا سندباد..إنه خطير ..أخشى أن يؤذينا

سندباد         :    لا يا شاتي .. لقد وعد قرقر أن يكون صديقا طيباً .

( سندباد يفك قيد قرقر )

سندباد         :    و هذه هديتك ستعجبك جدا يا قرقر. انظر ( يخرج من كيسه علبة الموسيقى، يأخذها قرقر وينتحي جانباً، يفتحها بعد محاولات مضحكة فتصدر أنغاما. شاتي يرقص على الأنغام)

قرقر            :    أوه هذه رائعة. رائعة جدا . من هنا تصدر الأنغام (يحشر شاتي رأسه ليرى ما في العلبة فيدفعه قرقر فيتدحرج على الأرض)

سندباد         :    الموسيقى يا قرقر تفرح النفس، ، وتطرب الآذان، وتهذب الطباع، وتحسن السلوك وتعلم الإنسان حب جميع الناس.

قرقر            :    أنا لا أريد أن أحب أحدا.

شاتي           :    هل سمعت ؟ إنه لا يحب أحدا .

سندباد         :    اسكت أنت يا شاتي (لقرقر)ولماذا لا تريد أن تحب الناس.

قرقر            :    لأنهم لا يحبونني. يعتبرونني قبيحا.

( تدخل الملكة مع حاشيتها )

الملكة          :    ولكنك جميل يا قرقر.

سندباد         :    ها..قد وصلت الملكة

شاتي           :    ( يهرع إليها شاتي  ينحني لها ) أهلاً بمولاتي الملكة

الملكة          :    من أنت ؟

شاتي           :    ألا تذكرينني يا مولاتي أنا شاتي كنت مدير المياه في الجزيرة ، و عندما قطع قرقر المياه أرسلتني إليه و في الطريق سحرني شرشور ثم أعادني كما كنت .. انظري يا مولاتي …

الملكة          :    أوه تذكرت حمداً لله على سلامتك .. و أنت يا قرقر أهلا بك أيضا ..

قرقر            :    إذن أنت  الملكة ؟

الملكة          :    نعم أنا الملكة.

الوزير:          :    ( بتفاخر وتهديد) وأنا الوزير كسروان ، لي شأن وسلطان .

قرقر            :    أنت الوزير كسروان أيها الفأر الجبان ( يلاحقه فيهرب الوزير)

سندباد         :    اسكت يا وزير، لا تفسد الأمر ، كلنا أصدقاء لقرقر.

قرقر            :    أنا لا أصدِّقكم ( يعود إلى حذره وغضبه . يتراجع قليلا إلى الوراء ويمسك بالصخرة) ها.. لماذا جئتم إلى هنا جميعا؟ماذا تريدون مني ؟هل جئتم لتقبضوا عليّ؟

سندباد         :    اهدأ يا قرقر، نحن لسنا أعداء، انظر ليس معنا سلاح، نحن أصدقاء . كان معي علبة موسيقى وأهديتها لك وقد وعدتني أن تكون مسالماً .

( شاتي يخرج الزجاجة من ثيابه وينبه السندباد)

وهذا شاتي يريد أن يكون صديقك. معه زجاجة فيها حليب مغذ ولذيذ، هل تريد أن تذوقه؟

قرقر            :    حليب ؟

الملكة          :    صب له كأسا من الحليب يا شاتي.

شاتي           :    ( يصب له ، سندباد يتناول الكأس ويقدمها لقرقر )

حورية          :    أعطه أيضا موزة يا شاتي

( شاتي يعطيه موزة وهو منزعج. قرقر يضع الصخرة جانبا ويشرب ويأكل)

قرقر            :    أوه . هذا حليب لذيذ جدا.

الملكة          :    ( لقرقر) خذ الزجاجة لك ياقرقر.( شاتي ينزعج، يحاول أن يهرب بالزجاجة فيمسكه سندباد والملكة تأخذها وتقدمها لقرقر)

قرقر            :    (يأخذها فرحا، يجلس على الصخرة)

الملكة          :    قرقر انظر ماذا أحضرت لك

قرقر            :    ما هذا

الملكة          :    هذا شال من الفرو يقيك من البرد في الشتاء ( تضعه حول عنق قرقر)

قرقر            :    حسن ، ماذا تريدون مني ؟

سندباد         :    هل أنت الذي قطعت الماء عن الجزيرة ؟

قرقر            :    نعم. أنا قطعتها.

سندباد         :    ولماذا ؟

قرقر            :    لأن أهلها لا يحبونني. يعتبرونني قبيحا، ولا يسمحون لي بالعيش واللعب معهم.

الملكة          :    أنت مخطئ يا قرقر. قل لي هل تريد أن تكون جميلا ويحبك جميع الناس؟

قرقر            :    طبعا أريد.

الملكة          :    إذن كن جميلا بأفعالك يحببك الناس. إذا ساعدت الناس تكون جميلا.

بوران           :    وإذا رحمت الضعفاء تكون جميلا.

الملكة          :    وإذا رأيت ضائعاً ودللته على الطريق تكون جميلا.

شاتي           :    ( مداعباً يشير إلى علبة الموسيقا ): إذا أعطيتني هذه تكون جميلا؟

سندباد         :    اسكت أنت  يا شاتي . (لقرقر) وإذا شاهدت شيخا أو أعمى

و ساعدته تكون جميلا.

الوزير           :    وإذا كنت مطيعاً للوزير كسروان تكون جميلاً.

قرقر            :    ( يصرخ في وجهه فيهرب الوزير) ها..

الملكة          :    اخرس أنت يا وزير.

خيزران         :    وإذا أطعمت الفقراء وكسوتهم تكون جميلا.

بورام            :    وإذا سقيت الزهور والطيور والأشجار تكون جميلاً

سندباد         :    ليس الجمال جمال الوجه والجسم يا قرقر. الجميل من كانت أعماله مع الناس جميلة. والقبيح من يؤذي الناس؟

الملكة          :    والجميل من يسقي الناس ولا يترك أهل جزيرة الأنغام عطاشا.

قرقر            :    ( يفكر) هل تقصدين أنني إذا فتحت مجرى الماء فامتلأت القناة والبرك والآبار أكون جميلا ويحبني الناس؟

الملكة          :    نعم، وستعيش معنا تأكل وتشرب وتلعب وتنام في حب ووئام. وإذا لم تصدقني تعال نسأل الأطفال (للأطفال) يا أطفال إذا فتح قرقر الماء لجزيرة الأنغام وشرب كل عطشان هل ستحبونه ؟

الأطفال        :    ( إجابات) نعم

سندباد         :    وهل ستلعبون معه؟

الأطفال        :    (إجابات) نعم

قرقر            :    إذن .. الآن أذهب وأفتح الماء. لقد سددتها بحجر كبير. سأرفعه لتتدفق المياه إلى جزيرة الأنغام. سترون ما يفعل قرقر(يدخل الكهف)

سندباد         :    ( للأطفال) الماء يا أحبائي الأطفال أساس الحياة. يجب أن نحافظ عليه. الإنسان والحيوان والنبات يموتون من العطش إذا لم يكن هنالك ماء. وقد ذهب قرقر ليفتح الماء، فإذا وصل الماء إلى بيوتكم فهل يجوز أن تسرفوا في استعمال الماء.

الأطفال        :    (إجابات) كلا.

الملكة          :    أحسنتم، لا يجوز الهدر في المياه وإلا سيغضب قرقر .

( تخفت الإضاءة قليلا، قرقر من وراء الكواليس يدحرج حجرا ضخما  جانب المسرح. تغمر المسرح شلالات من الإضاءة ويعلو صوت المياه)

سندباد         :    افرحوا يا أطفال وصفقوا ، هاهي المياه تتدفق إلى القناة والبرك والآبار في جزيرة الأنغام.. هيا وصفقوا يا أطفال.

( تصفيق. تخفت الإضاءة تدريجيا. إظلام)

 

المشهد الثامن

 

( إضاءة عامة. المكان نفسه. يسمع صوت زقزقة العصافير وتغريد البلابل وثغاء أغنام مع موسيقى خفيفة)

سندباد         :    ها قد عادت الطيور إلى الأشجار، وعادت الحياة من جديد.

الملكة          :    ألا تسمع الموسيقى يا سندباد ، البلابل و العصافير و الأشجار و الدوالي كلها تغني .

سندباد         :    إنها فرحة بعودة المياه إلى السواقي و الآبار و الحقول أيتها الملكة

الملكة          :    كل ذلك بفضلك يا سندباد.

سندباد         :    بل بعمل الجميع.

(يدخل شرشور وهو يعصر قميصه من الماء)

الوزير           :    من أنت ؟

شرشور         :    أنا شرشور والماء يشرشر من ثيابي. ( يغني) أنا شرشور أهوى النور وعلى الخير أنا مفطور.

الجميع          :    من  ؟ شرشور‍..!

شرشور         :    إي.. شرشور

سندباد والملكة :    ( يضحكان ) ما هذا يا شرشور ؟

شاتي                ( يغرق في الضحك و يقلد شرشور ) شرشر شرشر  يا شرور أنت كالقط المبلول

سندباد         :    اسكت يا شاتي .. هل نسيت فضله عليك .. هيا يا شرشور .. قل ماذا حدث لك ؟

شرشور         :    كنت جالسا بجانب القناة ومعي رغيف وحبة بندورة ، وكنت آكل، فجأة تدفقت المياه في القناة وفاضت، فابتلت كل ثيابي، وعلمت أن قرقر قد فتح الماء. و أعاد الحياة إلى الجزيرة .

سندباد         :    وهل أنت حزين على ثيابك؟

شرشور         :    كلا.. الثياب تجففها الشمس. أنا فرح لأن المياه عادت إلى جزيرة الأنغام.

الملكة          :    ولا بد أن تشاركنا هذا الفرح جميع أهالي جزيرة الأنغام

الوزير           :    انهم   قادمون إلى هنا يا مولاتي

سندباد         :    انظر يا شاتي ، هل وصل أهل الجزيرة ؟

شاتي          :    ( يصعد على صخرة و ينظر) إنهم قادمون يا مولاتي  .

(يدخل أفراد من الجزيرة)

رجل 1        :    السلام على مولاتنا ملكة الجزيرة.

الملكة          :    أهلا بكم ، حدثوني كيف هي الحال ؟

رجل2         :    بخير يا مولاتي.

الملكة          :    و ما هذا الذي تحملونه على أكتافكم ؟

رجل1         :    هذه خوابي الماء.

الملكة          :    و هل أنتم فرحون بما فعله السندباد ؟

رجل2         :    نحن فرحون جدا يا مولاتي .. شكرا يا سندباد

بوران          :    لقد امتلأت القناة والبرك والأبار بالمياه.

رجل 3        :    وشربت الأرض العطشى حتى ارتوت.

رجل1         :    وتفتحت الزهور.

(يسمع شدو البلابل وزقزقة العصافير)

بوران          :    يا ألله ما أعذب شدو البلابل.  لقد عادت الطيور والعصافير تغني على الأشجار.

خيزران         :    ( تتأمل الطبيعة ) وعاد الربيع إلى جزيرة الأنغام يامولاتي.

الملكة          :    شكرا يا سندباد. شكرا يا أصدقاء . شكرا يا شاتي

سندباد        :    الشكر أيضا لقرقر الجميل الذي فتح لكم مجرى الماء (ينادي) هيا يا قرقر . تعال وشاركنا احتفالنا بالماء.

شرشور        :    وأنا، هل نسيتموني؟ أنا شرشور، أهوى النور، وعلى الخير، أنا مفطور.

الملكة          :    كيف ننساك يا شرشور ، كل من يحب الآخرين نحن لا ننساه ، ولأنك أصبحت إنسانا طيباً فإني أعينك معلما للأطفال في جزيرة الأنغام فأنت رجل متعلم وحكيم .

سندباد        :    نعم ..نعم.. شرشور بعد أن تخلى عن قبعته وعصاه لم يعد ساحرا وأصبح إنسان طيبا و حكيما  يحب الخير للجميع.

شرشور        :    أنا أحب الأطفال ، وأحب أن أكون معلماً. سأعلمهم القراءة والحساب والتاريخ والعلوم والموسيقى.. أنا أحب الموسيقى، هيا يا أطفال. الدرس الأول في الموسيقى. السلم الموسيقي. رددوا معي. دو،ري، مي، فا، صول، لا، سي، دو( يردد الأطفال ثم يردد معه ثانية الممثلون)

( يظلم المسرح قليلا ، ضربات موسيقية رشيقة وخفيفة ، التماعات ضوئية، و سقوط أشياء على المسرح، ترتفع الإنارة فنتبين أنها ورود كان يرميها قرقر. يدخل قرقر ويهو ينثر الورود على المجموعة وعلى الأطفال في الصالة ).

بوران          :    لقد أخفتنا يا قرقر.

قرقر           :    لا تخافوا، قرقر يحب المزاح( يقدم باقة ورد للملكة) تفضلي يامولاتي.

الملكة          :    شكراً ياقرقر.

الوزير          :    ( منزعجاً) إذن كنت تمزح يا قرقر. أنا الوزير كسروان لا أحب المزاح.

شاتي          :    أما أنا ( مقلداً بسخرية الوزير) أنا شاتي أحب اللعب والمزاح.

سندباد        :    لنسأل الأطفال ( للأطفال) هل تحبون اللعب والمزاح يا أطفال)

الأطفال       :    ( إجابات) نعم

سندباد        :    أحسنتم، تستطيعون أن تمزحوا وتلعبوا. المزاح جميل بشرط ألا نزعج أحدا ً بمزاحنا (لقرقر)  أنت جميل يا قرقر ومزاحك خفيف وجميل أيضاً

قرقر           :    هل أنا جميل حقا؟

الجميع         :    أنت جميل جدا يا قرقر. أهلا بك.

الملكة          :    ستعيش معنا يا قرقر، تحبنا ونحبك.و قد عينتك قائدا لتدافع عن جزيرة الأنغام ضد الأعداء.

قرقر           :    أنا قائد أدافع عن الجزيرة. شكراً يامولاتي. وسأعمل مع الجميع أيضاً. فأنا أحب مساعدة الآخرين.

رجل 1        :    سنعمل معا في الحقول و البساتين .

رجل 2        :    وفي المعامل والمصانع .

بوران          :    سنعمل ونرقص ونلعب ونغني معاً.

شاتي          :    ( في إغاظة) وستعمل أنت أيضاً يا.. يا وزير كسروان.

الوزير          :    ( بعد أن تنظر الملكة إليه بحزم) حاضر.. حاضر ، سأعمل أنا أيضاً .. رغم أنّ هذا لا يليق، فأنا الوزير كسروان صاحب الشأن والسلطان.

الملكة          :    والآن يا أهل جزيرة الأنغام بماذا نكافئ السندباد .. اطلب يا سندباد

و سننفذ لك كل طلباتك …

سندباد        :    أنا لا أريد إلا  شيئا واحداً يا مولاتي

الوزير          :    و ما هو يا سندباد ؟

سندباد        :    لقد تحطمت سفينتي على شاطئ هذه الجزيرة ، و أريد أن تصنعوا لي سفينة جديدة لأعود إلى وطني و مدينتي دار السلام .. فحب الوطن من الإيمان .

الملكة          :    صدقت يا سندباد ، حب الوطن من الإيمان ، هيا يا أهل جزيرة الأنغام فلنقم الاحتفال ، فرحا بعودة المياه ، و لنرقص و نغن و لنصنع سفينة جديدة للسندباد ( يغنون و يرقصون مع إنارة خاصة)

 

هيا نعمل هيا نصنع                 نبن سفينة سندباد

هيلا هوب

هيلا هيلا  هيلا  هوب

( يدخل الممثلون من جانب المسرح ويخرجون من الجانب الآخر وهم يحملون الأدوات والأشياء في صنع السفينة)

هات المنشار الكبير                 هات المسمار القصير

هات الحبل و الشراع                نبني سفينة سندباد

ما أحلى الماء النمير                 في السواقي و الغدير

شكراً شكراً سندباد         جئت بالخير الوفير

هيا نعمل هيا نصنع                 نبن سفينة سندباد

هيلا هوب

هيلا هيلا هيلا هوب

يا ملكة الجزيرة                      يا رمز الحب العميم

فلنكافئ سندباد                    ببناء الفلك العظيم

ما أحلى العمل البنّاء                في الوطن الحر المعطاء

بمعاولنا و سواعدنا                  سوف نعمر ما نشاء

هيا نعمل هيا نصنع                 نبن سفينة سندباد

( يبدأ جانب من السفينة بالظهور في عمق المسرح)

هيلا هوب

هيلا هيلا هيلا هوب

جدف جدف يا مجداف            في البحر الرامي الأطراف

و احمل من جاء بالخير              للوطن الغالي المضيـاف

نحن على حب الإنسان             نعمـل ، نرفع البنيـان

يجمعنا حب الأوطان                حـب الوطن من الإيمان

حب الوطن من الإيمــان

هيلا هوب

هيلا هيلا هيلا هوب

(إظلام ثم إنارة، وعندما يرتفع النور في المسرح نرى سندباد يشير بيديه للملكة وحاشيتها المحتشدة وهو يحيي الجميع مودِّعاً)

سندباد        :    شكرا أيها الأصدقاء ، لقد صنعتم لي سفينة رائعة ، و سأبحر بها الآن عائدا إلى الوطن .. إلى دار السلام .

الجميع         :    مع السلامة سندباد

مع السلامة سندباد

                   ( تدخل الجدة)

الجدة          :    (تدخل) وأنا ، هل نسيتموني، أنا الجدة التي حكت لكم هذه الحكاية . هل نسيتني يا سندباد!؟

سندباد        :    كلا، لم ننسك يا جدتي. وهاهم الأطفال يشكرونك على هذه الحكاية الجميلة .  اشكروا الجدة يا أطفال ، قولوا شكراً شكراً يا جدتي.

الأطفال       :    شكراً، شكراً ياجدتي.

الملكة          :    والآن، أيتها الجدة الحكيمة، هيا وشاركينا هذا الاحتفال.

الجميع         :    (يرقصون ويغنون أغنية الختام مع مراعاة توزيع مقاطع وعبارات الأغنية على الممثلين حسب أسمائهم فيها)

 

افرح واضحك. العب وامرح             لوِّن أيامـك بالأخضـر

أنــا شــرشــور

وأنــا قــرقــر

أنــا بوران

ما أحلى الماء النمير             في الأنهار والغـدير

شكراً شكراً سندباد             جئت بالخير الوفير

 

ما أحلى الزهر الفواح           وغناء كنارٍ صدّاح

وفراشات في الحقول            رفّت في جفن الصباح

افرح واضحك. العب وامرح         لوّن أيامــك بالأخضر

أنا شــرشــور

وأنا قـرقــــر

أنا بوران

هذا عصفور صغير              بين أسراب الطيور

يلتقط الحب المنثور              ويزقزق فرحا ويطير

 

ما أحلى فصل الربيع            فصل الخير للجميع

عادت للحقل الأطيار          وحَلَت أمواه الينبوع

افرح واضحك. العب وامرح         لوِّن أيامــك بالأخضر

أنا شرشـــور

وأنا قــر قــر

أنا بوران

وأنا .. أنا السندباد

الجميع         :    ( في صوت واحد واضح وقوي )

ســندبـــاد

ســندبـــاد

ســندبـــاد

 

 

                                   – ستارة النهاية –

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock