الكاتب المسرحي غنام غنام يكتب: “العميل المزدوج” نص درامي قصير من وحي محاولة الانقلاب في تركيا 15 يوليو 2016
غنام غنام
كاتب مسرحي أردني
ـ
العميل المزدوج
نص درامي قصير
من وحي محاولة الانقلاب في تركيا 15 يوليو 2016
تصدير:
لم أقصد أن أوثق الأحداث، لكنني قرأت فيها بناءً درامياً خاصاً
أهدي النص إلى روح عزيز نيسين
غنام غنام
16/7/2016
(1)
(في زيارة خاصة للقائد)
العميل : يبدو أن السيد الرئيس يخطط للانقضاض عليكم قريباً جداً.
القائد : لذلك يريد أن يفاجئنا مجدداً.
العميل : ألا ترى أنه سارع لتحسين العلاقات مع اسرائيل و روسيا و الولايات المتحدة؟
القائد : يريد أن يضمن مباركتهم له عندما ينقض علينا.
العميل : حتى الأعمى يرى ذلك بوضوح.
القائد : لن يفلح.
العميل : تبدو واثقاً !!
القائد : كيف لا و القائد العام إلى جانبنا؟
(2)
(في زيارة خاصة للرئيس)
العميل : يرتبون صفوفهم أيها الرئيس.
الرئيس : لن يفلحوا. الساعة اقتربت.
العميل : أرجو أن تمنحني شرف إعلان البيان.
الرئيس : هذه تفاصيل.
العميل : أرجو أن لا تمهلهم أكثر.. كلما طال الوقت استطاعوا ترتيب أمور أكثر.
الرئيس: بعد أسبوع لن تسمع عنهم خبراً.
العميل : كثير يا سيدي، لكن أنت أدرى.
(3)
(في زيارة خاصة للقائد)
العميل : أسبوع فقط.
القائد : سوف نباغته بأسرع مما توقع.
العميل : عجلوا، الوقت في صالحه.
القائد : سوف يكون مطمئناً، و قبل أن يتحرك نتحرك نحن.
العميل : أرجو أن تمنحني شرف إعلان البيان.
القائد : سيلقيه القائد العام.
(4)
في اجتماع خاص بمقر الرئيس.
القائد العام : كن واثقاً.
الرئيس : هم مطمئنون لك.
القائد العام : تماماً.
الرئيس : في نهاية الأسبوع إذن، الشوارع أقل ازدحاماً و الموظفون ليسوا في دوائر عملهم.
القائد العام : و الرئيس يمضي نهاية الأسبوع في منتجع على الشاطئ مطمئناً.
(5)
في مكتب القائد العام
القائد : عظيم، الرئيس في ملابس السباحة.
القائد العام هو يحب السباحة في الصباح.
القائد : ساعة الصفر هي السادسة صباحاً.
القائد العام : تقطعون الطرق، و نصدر البيان.
(6)
في مكتب الرئيس
الرئيس في الخامسة صباحاً، تبدأ التحرك.
القائد العام: بأجهزة الأمن العام، فلا يمكن أن تحرك جزءًا من الجيش إلا و قد علم الباقون.
الرئيس : الأجهزة الأمنية من ناحيتك، و كوادرنا الحزبية و القاعدة الشعبية مهمتي.
(7)
في مكتب القائد
القائد: نحن مخترقون، فلقد حدد الرئيس ساعة الصفر قبل موعدنا بساعة.
العميل: مخترقون حتماً.
القائد : أليس كذلك؟
العميل: إنه كذلك.
القائد: أليس كذلك أيها القادة.
القادة: أجل كذلك.
القائد: إذن نبدل موعد ساعة الصفر و لكن قبل ذلك.
(القائد يصوب مسدسه فجأة للعميل و يطلق النار عليه)
القائد ساعة الصفر قبل موعدهم بست ساعات. ألقو جثته في البحر.
(7)
(مكتب القائد العام)
مهاتفاً الرئيس
القائد العام : كن مطمئناً سيدي الرئيس.
(ينهي المكالمة، و يبدأ مهاتفة أخرى للقائد)
القائد العام : هل كل شيء على ما يرام؟
القائد : نعم، اتفقنا على تغيير ساعة الصفر.
القائد العام : و هل عرفتم من كان العميل؟
القائد : و جثته تسبح على الشاطئ المقابل لمنتجع الرئيس.
القائد العام : متى سننطلق؟
القائد : الآن سيدي.
القائد العام : على بركة الله. مت ستلقون القبض عليّ؟
القائد : بعد ساعة.
القائد العام : كونوا جاهزين لبعض المقاومة.
القائد : تمام سيدي.
(ينهي المكالمة و يبدأ مهاتفة الرئيس)
القائد العام : سيدي الرئيس، لقد غيروا الخطة و بدأوا الآن، غادر مكانك هم في الطريق إليك.
الرئيس : الأوغاد!! حسناً.
القائد العام : اليخت جاهز و الطاقم يعرفون إلى أي نقطة من البحر سيتجهون.
(8)
(في مقر القائد)
القائد : أعلنوا بياناً بأننا اعتقلنا القائد العام.
(القائد يتلقى مهاتفة)
القائد : ماذا تعني أنه ليس في المنتجع؟ و لم يكن هناك؟ !
(قائد 2 يتدخل)
قائد 2 : الرئيس يذيع بيانا عبر فيس تايم.
(قائد 3 يتدخل)
قائد 3 : الجماهير في الشوارع تسد طريق الجند و تمنع الدبابات.
قائد 1 : كيف استيقظت الأجهزة الأمنية فجأة؟
قائد 2 : لقد اقتحموا مكان اعتقال القائد العام و اختطفوه.
قائد 1: ما الذي يجري؟ نحن مخترقون مجدداً.
قائد 2 و3 : مؤكد
(فجأة يشهر القادة الثلاثة مسدساتهم بمواجهة بعضهم البعض)
في المشهد الذي لا ينتهي :
تسقط الضحايا، ينزف الوطن، و يعيش العميل المزدوج دور البطل.
ستار