مسابقات ومهرجانات

اليوم الأول لورشة الكتابة للأمريكية كارين مالبيد بدراسة لمسرحية “حياة أخرى” وتطبيق البناء الدرامي على أنتيجون


المسرح نيوز ـ القاهرة ـ إسلام نور

ـ

حملت ورشة الكتابة المسرحية التي حملت عنوان “الكتابة من قلب المفكر” للكاتبة والمخرجة الأمريكية كارين مالبيد والتي تدار على مدار يومي الأحد والإثنين بسينما مركز الإبداع الفني من 11 وحتى 2 ظهراً، في إطار الورش المسرحية المصاحبة لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبي برئاسة د. سامح مهران .
أحداث مسرحية “حياة أخرى” “Another Life” –
بدأت فاعليات الورشة في يومها الأول بعمل مقدمة تعريفية عن المخرجة وعن أهم أعمالها التي قامت بإخراجها وتأليفها في الولايات المتحدة الأمريكية والتي حملت اسم “حياة أخرى” Another Life ، وقامت “كارين مالبيد” بسرد أحداث المسرحية وشخصياتها والتي تحتوى على ست شخصيات محورية من جنسيات مختلفة وهي :-
Handel : وهو رجل عجوز يبلغ من العمر 70 عاماً أمريكي الجنسية وهو المحرك الرئيسي للأحداث والباحث عن المال .
Tess : إمرأة تبلغ من العمر 40 عام وهي من الشيشان وزوجة “Handel” وهي سيدة تتميز بالجمال .
Lucia : سيدة 30 سنة وهي طبية وابنه “Handel” بالتبني من أصل صيني .
Abdul : وهو رجل سيبلغ من العمر 40 عام مصري الجنسية ويعمل كسائق تاكسي بأمريكا .
David Abbas : وهو يبلغ من العمر 40 عام أمريكي من أصل سوري ويعمل في جهاز المخابرات الأمريكية FBI . وهو المحقق الذي كان يقوم بالتعذيب في السجون الأمريكية ليأخذ الاعترافات من العرب بعد أحداث 11 سبتمبر .
Geoff : شاب يبلغ من العمر 30 سنة خطيب Lucia الابنة ويموت خلال أحداث 11 سبتمبر أثناء تفجير البرجين .
وقد قامت كارين بعمل سرد مبسط عن أحداث المسرحية، والتي بدأت بحدث، وهو عملية تفجير برج التجارة العالمي في أحداث 11 سبتمبر، والتي يتصادف أن يكون ” هاندل” الذي يسكن بجوار البرجين ويشاهد الانفجار، وفي لحظة الانفجار تأتي له الفكرة، بأنه يجب أن يستثمر هذا لجلب المال والاستفادة منه بشتى الطرق، وأثناء انفجار البرجين يموت خطيب ابنته “جيف” الشاب الثلاثيني، وفي الأثناء كان عبدول سائق التاكسي يقوم بإنقاذ المتضررين، من التفجير بالإضافة إلى انه يقوم بإنقاذ ” لوسيا ” ابنة “هاندل .
وتطرقت “مالبيد ” أثناء حديثها عن العرض المسرحي، بسرد ما كان يحدث في المجتمع الأمريكي، بعد الحادث وعملية الاضطهاد والقبض العشوائي مع العرب المتواجدين ومطاردتهم، وإلقاء التهم عليهم، واتهامهم بالانضمام إلى الجماعات الإرهابية، وكيف كانت أمريكا تمارس التعذيب في بلاد أخرى كالعراق وأفغانستان، وأضحت أنها قد تعرضت لتلك المنطقة في نصها المسرحي، من خلال الشخصيات ومنها شخصية “عباس “، المحقق الفيدرالي الذي كان يقوم بتعذيب العرب في السجون الأمريكية، والذي كان يفعل ذلك رغماً عنه، وخوفاً من اتهامه بأنه ارهابي ومتعاطف مع العرب، لأنه من أصل عربي، فأحيانا كان يقوم بالتعذيب بالرغم من أنه كان على يقين من براءة المتهمين، وأنهم ليس لهم علاقة بما حدث .
وفي تلك الأثناء كان “هندل” يبحث عن المال وأقام شركة مقرها العراق وكانت بمثابة الوسيط التي تقوم بإرسال بعض المعتقلين للتعذيب هناك أو في أفغنستان ، كما أمر ابنته الطبية أن تسافر وتعمل في تلك المعتقلات لعلاج المعتقلين هناك والتي ترجع إلى أمريكا بعد وفاة “هاندل” وتقدم شهادتها وروايتها عمَّا كان يحدث هناك .
أما عبدول الشخصية المصرية في أحداث المسرحية، والذي يلجأ إلى هاندل ليهرب من ملاحقة الشرطة له، لعدم استكمال أوراقه الخاصة بالإقامة وأيضا خوفا من ملاحقة الـ FBI له ، ويقوم ” هاندل بمعاملة عبدول وكأنه عبد لديه وكان يقوم بتعذيبه في السجن الذي صنعه في منزله، كما كان يقوم أيضاً بتعذيب زوجته الجميلة ” تيس “، وكان يلبسها ملابس السجون، مثلما كان يحدث في سجن جوانتانامو، ويشاء القدر أن تقع ” تيس” في حب ” عبدول واللذان يقرران الهرب من سجن ” هاندل ” .
– البناء الدرامي للمسرحية تطبيقاً على أنتيجون
وقامت “مالبيد ” بعد سرد أحداث المسرحية بالتعرف على المتدربين، والذي تنوعت اهتماماتهم بين كتاب لعروض مسرحية ومؤلفين قصة قصيرة والرواية وبين صحفيين مهتمين بالكتابة بالإضافة إلى الممثل والمخرج الأمريكي ” جورج بارتينيف الذي قام بتقديم دور “هاندل” في المسرحية والممثل السوري عباس نوري والذي قام بتجسيد شخصية عبدول .
وبدأ كل متدرب بالتعريف عن نفسه وأهم الأعمال التي كتبها والأشخاص والأحداث الخاصة بكل عمل كتبوه .
وتلى مرحلة التعارف الحديث عن أهم الاختلافات في طريقة كتابة النص المسرحية وبين الرواية وكتابة الفيلم “السيناريو ” وطرح ذلك للمناقشة فتباينت الآراء بين وجود اختلاف وعدم وجود اختلاف ، ولكن أهم ما يميز الكتابة المسرحية أنه تكون مكثفة وتعتمد بالأساس على جسد الممثل في توصيل الفكرة ولكن الكتابة للأعمال السينمائية يكون هناك عوامل كثيرة لايصال الفكرة كالمونتاج و الأماكن المختلفة والتصوير … إلخ .
وقامت مالبيد بتقديم تعريف مبسط لشرح كيفية الكتابة المسرحية موضحاً أن أي عمل مسرحي يمر بثلاث مراحل مرحلة البداية والمنتصف والنهاية ، واستفاضت في الحديث فقالت أن بداية العمل وهو لاشي يحدث في البداية إلى أن يبدأ حدث ما وبعد نتدخل في مرحلة المنتصف وهي مرحلة الصراع وتتولد في تلك اللحظة شخصيات المسرحية وتبرز والنهاية هي اننا وصلنا إلى المنتهى وهي أنه لا يوجد شيء جديد نقوله .
وقامت بعمل شرح عملي من خلال سرد لأحداث مسرحية أنتيجون .. وهي أن بداية المسرحية أن اخين اقتتلوا وماتوا أحدهما تم دفنه والآخر ترك في العراء .. وبدأت من هنا مرحلة الصراح والحدث الحقيقي والذي يكمن في عدم دفن الجثة وبدأت تتخلق شخصيات المسرحية وهي انتيجون والملك والأخت وابن الملك وتريسايس .
والصراع يبدأ من أن كل شخصية تتمسك بما تراه صواب من وجهة نظرها ، فنجد أنتيجون تريد دفن جسمان أخيها بغض النظر عما فعله فهو في النهاية أخيها وهي تحبه ويجب أن تدفنه ويتمسك الملك بعدم دفن الجثة .. إلى أخر الأحداث كما قامت بعمل اسقاط وتماس بين مسرحية انتجون ومسرحية “حياة أخرى” وان في الحالتين هناك دائماً حدث يتشكل من خلاله قوام المسرحية .
وانتهى الوقت المخصص للجزء الأول من الورشة على ان يقوم المتدربين بمحاولة تطبيق ما درسوه على الأفكار التي اقترحوها، وتحدثوا عنها، ربما تشتغل بعض الأفكار في رءوسهم ويقوموا بتخطيط بعض من مشاهد تلك النصوص، ليطرحوها في ورشة الغد وان اتسع الوقت يقوموا بقراءتها ايضاً


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock