حوارات
بالصور.. أفضل ممثلة صاعدة فى المهرجان القومى للمسرح “ياسمين وافى”: لم أكن أتوقع الجائزة بسبب صغر الدور.. وأهديها لروح والدى
المسرح نيوز ـ القاهرة| حوارات
ـ
أجرى الحوار الزميل: كمال سلطان
ـ
ياسمين وافى هى الإبنة الصغرى للفنان الراحل ممدوح وافى، عملت بالتمثيل بعد وفاة والدها من خلال مسرح الجامعة خلال دراستها للفلسفة بكلية الأداب، ثم إتجهت إلى مجالات أخرى بعيداً عن التمثيل حيث عملت كمخرج منفذ ودراماتورج ومدربة تمثيل، بمسرح الجامعة والمستقلين ثم مسرح الهناجر، حتى عادت للوقوف على خشبة المسرح مجدداً من خلال العرض المسرحى “أفراح القبة” من إنتاج مسرح الشباب التابع للبيت الفنى للمسرح، والذى نجح فى اقتناص عدد كبير من جوائز المهرجان القومى للمسرح فى دورته الأخيرة والتى اختتمت منذ أيام قلائل ونجحت ياسمين فى حصد جائزة أفضل ممثلة صاعدة عن دورها بالعرض .. واللافت للنظر فى تجارب ياسمين أنها نالت جائزة أحسن ممثلة عن أعمالها السابقة على خشبة مسرح الجامعة وعلى مسرح الطليعة عندما كانت تشارك فى أحد المهرجانات المسرحية ..
إلى تفاصيل الحوار:
* ما الذى يمثله لك فوزك بجائزة أفضل ممثلة صاعدة من المهرجان القومى للمسرح؟
** لدى عدة مشاعر متناقضة بعد الفوز أولهم الفرحة، وثانيهما الخوف والقلق، من كيفية المحافظة على نفس المستوى، والتفكير فيما هو قادم، فى ظل سقف التوقعات العالية من الجمهور والنقاد، بعد حصولى على جائزة من المركز القومى بعد توقف ١٠ سنوات عن التمثيل.
* وما أكثر ما يقلقك خلال الفترة القادمة؟
** قلقى الأكبر هو نوعية الأدوار التى ستعرض علىّ، وهل سأوفق فى تقديمها بشكل يُرضى الجمهور، وأحب أن أعبر عن امتناني الكبير لكل الناس الذين كانوا يشجعونني على الخروج من منطقة المخرج المنفذ، ومُدربة التمثيل، إلى منطقة الممثلة، من أهل وأصدقاء .. لأنهم آمنوا بى كممثلة فى الوقت الذى لم يكن لدى نفس الثقة والإيمان .
* فى ظل المنافسة القوية خلال تلك الدورة من المهرجان، هل كنت تتوقعين الفوز بهذه الجائزة؟
** بصدق لا، رغم توقع بعض من شاهدوا العرض بأننى سأحصد جائزة عن دورى، ولكن مسألة أن يتم تقييمي خلال الدقائق القليلة التى أظهر فيها على المسرح كانت تقلقني كثيراً، حيث أنافس فنانون يظهرون طوال عروضهم، وهو أمر لم يكن معتاداً لدينا لذلك أوجه الشكر للجنة التحكيم، لمرونتهم وسعة أفقهم، وتعاملهم مع الفن بالكيف وليس بالكم. واستطردت ياسمين وافى: سبب آخر لتوقعي عدم الفوز هو أننى سمعت عن قوة العروض المشاركة وتميزها، كما ذكرت، وإن لم أستطع مشاهدة كل العروض
*ولمن تهدين هذه الجائزة؟
** أهديها لوالدى الفنان الراحل ممدوح وافى رحمه الله، لأننى أحببت العديد من الأشياء التى وسعت مداركى عن طريقه مثل حب القراءة، وحب المسرح، فقد كان المسرح دائماً هو شغله الشاغل وله الأولوية مهما كانت مشاغله فى السينما والتلفزيون، فقد كان من الممكن أن يعتذر عن أعمال سينمائية وتلفزيونية لإلتزامه بأحد العروض المسرحية، وقد أخذت عنه تفانيه واحترامه، وانتمائه لمملكة المسرح وسحره .. كل ذلك أخذته عنه بطريق غير مباشر ودون قصد منه، وعندما توفى وجدتنى أبحث عنه فى المسرح الجامعى ثم المسرح المستقل ثم مسرح الدولة، لأن تواجدى فى أى مكان فيه رائحة أبى أمر يسعدنى جداً، وكأنه قد وجهنى إلى الطريق الذى يجب أن أسلكه لكى أجد نفسى.
* وهل هناك أشخاص آخرون كان لهم تأثير مباشر على إتجاهك للمسرح؟
** بالتأكيد، ويستحقون أن أهديهم الجائزة أيضاً وأوجه لهم الشكر، وعلى رأسهم والدتى رحمها الله التى استوعبت وتحملت غيابى عن البيت كثيراً فى ظل عملى كمخرج منفذ أو دراماتورج أو مدربة تمثيل، وكذلك أخى وأختى الذين كانوا يعلمون تماماً أن غيابى واستبدال البيت بالمسرح أننى كنت أبحث عن نفسى وأسعى لتقديم أشياء أحبها، ولولا استيعابهم وتحفيزهم لى لما حققت شيئاً، فذلك الدعم والتفهم والتقبل منهم أفادنى كثيراً.
* رأيك فى المهرجان وفائدته ليكم كفنانين شباب؟
** المهرجان مهم جداً لنا كفنانين شباب خاصة وأنه يضم ورش تقام على أيدى متخصصين، نحتاج إليها كثيراً كى نتطور، وفى رأيى أن المبدع الحقيقى لا يشارك فى المهرجانات من أجل الحصول على جائزة وإنما من أجل الحصول على الخبرة والثراء الفنى من تجارب الآخرين والتبارى فى اظهار أفضل مالديه، هذه الحالة تفيد المتلقى والمبدع، فالمسيرة الثقافية لن تتطور لدى المتلقى الا بحضور عروض من مختلف الأفكار والإتجاهات مثل المستقلين والجامعات والمسرح الاحترافى، فكرة التبارى بينهم فى حد ذاتها شيئ جميل جدا ويمنح الأمل للشباب عندما يحصدون جوائز فى هذا المهرجان الهام، فهذا المهرجان هو بمثابة احتفال بالفن من مختلف شرائحه واتجاهاته مهما كانت الجهة المنتجة، والمستفيد من ذلك هو المبدع والمتلقى، وأجمل مافى المهرجان أنه منح الجوائز للقيمة الفنية للعروض وأنا كنت فى منتهى السعادة من حصد الشباب لجوائز بجانب الفنانين الكبار، وهذه هى الفكرة من المهرجان القومى.
* لو طلبت منك تقديم نبذة عن نفسك وبدايتك وأهم أعمالك الفنية، فماذا تقولين؟
** بدايتى كانت من خلال مسرح الجامعة والذى التحقت به بعد وفاة والدى، كى أجد روحه فى المكان الذى عاش ومات فيه، بدأ عملى بالمسرح أولاً كإدارة مسرحية، وماكييرة ومخرج مساعد ومخرج منفذ وصولاً إلى الدراماتورج وتدريب الممثل ثم عملى بمسرح الهناجر، وقفت على خشبة المسرح فى تلك الفترة مرتين الأولى فى مسرح الجامعة ونلت جائزة أفضل ممثلة ثانية،
ومرة أخرى على مسرح الطليعة من خلال مهرجان “نحو مسرح فقير” وكانت لجنة التحكيم تتكون من الفنانة نشوى مصطفى والمخرجة ساندرا نشأت والمنتج محمد العدل ود. عاطف عوض لجنة مهمة جداً ونلنا وقتها جائزة أفضل عرض كما نلت جائزة أفضل ممثلة مناصفة ومثلنا مصر بالعرض فى مهرجان قرطاج بتونس ولاقى العرض استحسانا كبيرا، ثم ابتعدت عن التمثيل واتجهت للعمل كمدربة تمثيل ومخرج منفذ بمسرح الدولة والمستقلين، وأثناء تنفيذ عرض “أفراح القبة” مع المخرج يوسف المنصور غابت إحدى الممثلات فجسدت دورها الذى كانت مدته خمس دقائق، وبدأ الجميع يطالبنى بالتركيز على التمثيل، وتم ترشيحى من خلال المؤلفة عبير سليمان والمخرجة مريم الأحمدى التى كان منوطا بها تقديم العمل للمشاركة
ففى إحدى قصص مسلسل “إلا أنا” بعنوان “ضى القمر” مع الفنانة كنده علوش، وهو دور مهم جداً أقرب للبطولة، ومن خلاله عملت مع المخرج تامر محسن فى مسلسل “تقاطع طرق” أمام الفنانة منى زكى والذى سيتم عرضه خلال شهر رمضان المقبل.
* مالذى تحلمين به للمستقبل على المستوى الفنى؟
** أحلم بأن أظل أعمل بروح الهواية لا الإحتراف، وأظل محبة لفعل التمثيل، ومقابلة جمهورى والحرص على تقديم ما يحبونه، فحلمى ألا يتحول التمثيل فى حياتى إلى مهنة أرتزق منها وإنما تبقى دائماً هى الشغف الدائم فى حياتى، وأسعى لإكتشاف نفسى فى كل دور وتقديمه بشكل يرضى الناس ويرضينى أولاً.