بالصور.. نجاح مبهر للعرض المسرحي “واحد صاحبى ماتعرفوش” أحدث إنتاجات فرقة “أبيض فى اسود”
المسرح نيوز ـ القاهرة| كمال سلطان
ـ
على مدار يومين متتاليين وعلى خشبة مسرح قاعة النيل بالمركز الكاثوليكى المصرى بوسط البلد تم افتتاح العرض المسرحى الجديد “واحد صاحبى ماتعرفوش” والذى يعد العرض الرابع لفرقة “أبيض فى اسود” المستقلة، والتى تأسست عام 2015 على يد مهندس الديكور موريس عدلى بهدف تقديم عروض تحاكى العروض المسرحية التى تم تقديمها فى فترة الستينات، والتى شهدت أزهى عروض المسرح المصرى.
وقدمت الفرقة أولى عروضها عام 2016 وهو عرض “وايه يعنى” والمأخوذ عن نص “على جناح التبريزى وتابعه قفة” للكاتب الكبير ألفريد فرج، وتم عرضه على مسرح الفلكى بالجامعة الأمريكية، مفى العام التالى مباشرة وعلى نفس المسرح قدمت الفرقة ثانى عروضها والذى حمل عنوان “ولا كان على بالى” والمأخوذ عن نصىّ “الخطوبة” و”الجلف” للكاتب الروسى تشيكوف، وفى عام 2018 قدمت الفرقة ثالث عروضها وهو عرض “أقل حاجة” وهو رؤية درامية لنص الكاتب الكبير توفيق الحكيم “مجلس العدل”.
عرض “واحد صاحبى ماتعرفوش” فقد كتبه عمر الجمل وباسم موريس حول رجل أعمال ثرى جدا يلجأ لطبيب نفسى مغمور بعد أن فشل فى علاجه كبار الأطباء لكى يعالجه من فرط شعوره بالسعادة، ويعده بمبلغ مالى كبير فى حالة استطاعته أن يصيبه بالاكتئاب، فيبدأ الطبيب فى رواية قصص أشهر مرضاه الذين كان يعالجهم وانتهت حالاتهم بنهايات مآساوية.
استطاع العرض والذى أخرجه موريس عدلى أن يرفع لافتة كامل العدد من خلال جمهوره الذى تكوّن عبر عروض الفرقة السابقة وأصبحوا يتابعون أبطاله الذين أصبح لبعضهم شعبية كبيرة بين هذا الجمهور وصاروا ينتظرون عروضهم من عام لآخر مثل عبد الرحمن حسن “ظاظا” واحمد الشرقاوى وباسم موريس، وقد شهد العرض عدد من الفنانين مثل ماجد الكدوانى ومنير مكرم والمخرجون هشام جمعة، أحمد الجندى، أمير رمسيس، إسلام إمام، تامر محسن.
ناقش العرض فى عدد الاسكتشات العديد من السلبيات والمشاكل التى نعانى منها فى عصرنا الحالى مثل الفساد المتفشى بالمصالح الحكومية من خلال اسكتش كوميدى، ونجح المخرج فى اظهار كيفية جرأة الجميع فى طلب الرشوة، وإن اختلفت أسمائهم ومواقعهم حيث قام ممثل واحد هو عمر الجمل وهو ممثل يتمتع بموهبة فنية كبيرة، بتجسيد أدوار جميع الموظفين حتى دور السيدة وقد نجح بفهم ووعى مع مخرج العمل فى عمل كاركتر مختلف لكل شخصية من خلال الملابس وطريقة الحديث، كما ناقش فى لوحة أخرى وجود بعض الأشخاص فى أماكن لا تناسبهم ولا تناسب امكاناتهم بسبب الواسطة والمحسوبية من خلال مشهد فانتازى لمجموعة من الأشخاص يقودون سفينة فضاء ويتسببون فى العديد من المشاكل والأزمات بسبب جهلهم جميعا مما يتسبب فى النهاية فى كارثة ولم يفلح الرجل الوحيد المتخصص فى هذا المجال والذى يرافقهم فى الرحلة ويتم ابعاده عن القيادة وكلما أراد إنقاذ الموقف تعرض للسخرية والتشويه فى حين يشيدون بعبقرية قائد السفينة الجاهل والذى يوهمهم بأنه يفهم فى كل شيئ وأدى دوره بخفة ظل كبيرة الفنان الشاب باسم موريس،
وقد نجح المخرج مع المؤلفين الشابين فى اجتذاب الجمهور إلى العرض وما يطرحه من أفكار بصورة تدريجية حيث قدم فى البداية مشهدين من أجل الضحك للضحك كمشهد ليلة الدخلة ومشهد الحلاق، وان أدى ذلك إلى طول مدة العرض نسبياً خاصة مع طول مشاهد الربط بين الطبيب والمريض والتى جمعت بين الفنانين الشابين أحمد الشرقاوى، وأيمن صلاح الذين تحملا العبء الأكبر ولم تمنحهما أدوارهما فرصة للتنويع مثلهما مثل بقية أبطال العرض الذين رأيناهم ينتقلون خلال لوحات العرض بين الكوميديا والتراجيدى، والتى برز من خلالها عدد من الفنانين الذين ينتظرهم مستقبل كبير فى عالم المسرح، والفن عموما وعلى رأسهم عبد الرحمن ظاظا الممثل الأكثر حضوراً وتمكناً من أدواته والأكثر شعبية بين جمهور الفرقة والذى استطاع تفجير الضحكات من خلال الأدوار الكوميدية التى لعبها خلال العرض،
وكذلك الأدوار الجادة أيضا، ومن نجوم العرض الذين لمعوا فى الكوميديا تبرز أسماء باسم موريس صاحب اللون الكوميدى المميز والذى يتميز أدائه الفنى بالرسوخ وعدم المبالغة فى الأداء ولعل ذلك يرجع إلى عمله بالتأليف مع زميله وشريك رحلته الفنية عمر الجمل الذى أثار الضحكات من خلال أدواره المختلفة وخاصة تصديه لتجسيد أدوار الموظفين المرتشين، وكذلك الدور الذى لعبه فى مركبة الفضاء ومن كوميديانات العرض أيضا الفنان الشاب أحمد توبة، والفنانة الشابة ياسمين القبانى والذين لعبا دور العريس والعروس بخفة ظل كبيرة.
أما الفنانة مهرة مدحت فقد خطفت الأضواء عندما جسدت دور الفتاة التى تعانى من القهر بدءاً من البيت ومروراً بالشارع والعمل ونجحت كثيرا فى انتزاع اعجاب الجميع بأدائها الرائع لهذا الدور، وكذلك الممثلة أمل مصطفى التى لعبت دور أمها فى نفس اللوحة.
ولا شك أن كل الفنانين المشاركين بالعرض قد بذلوا جهداً كبيراً ونجحوا فى أدوارهم المكتوبة بعناية لذا وجبت التحية للفنانين الشباب باهر الشافعى، إبراهيم كامل، وحسن سعيد، وتحية أيضاً للعناصر المساعدة فى هذا العمل وخاصة ديكور المخرج موريس عدلى الذى استطاع التعبير عن بيئة كل لوحة كما كتبها مؤلفى العرض وكذلك الإضاءة مع الأخذ فى الاعتبار أن امكانات المسرح لم تساعدهم فى تحقيق النتيجة التى كانوا يرجونها.