حصريا.. الكاتب السوري أحمد اسماعيل اسماعيل يكتب: سلسلة “مملكة المسرح”.. (3) الهدف منارة الكاتب وبوصلة المسرحية
المسرح نيوز ـ القاهرة| مسرح طفل
ـ
أحمد اسماعيل اسماعيل
كاتب مسرحي سوري مقيم في ألمانيا
ـ
الهدف منارة الكاتب
وبوصلة المسرحية
يحدثنا أحدهم فنفهم قصده، ونستمتع بحديثه، فنقول: هذا عرف هدفه، فأوضح وأمتع، ويحدثنا آخر، فيطول حديثه ويتشعب، فلا نفهم القصد منه، فنقول عنه بعد أن يصيبنا الملل، إلام يرمي هذا الشخص من حديثه كله؟
وفي المسرح يشكل تحديد الهدف، أو مقولة العمل، أو الموضوع، الذي يعني في النهاية معنى واحداً، يشكل عنصراً أساسياً في النص المسرحي، فهو غايته، وخلاصته. وغياب هذا العنصر، أو عدم وضوحه، يشمل في ضرره كل العناصر الأخرى، أي يشمَل النصَّ كلَّه، لأن وجوده لا يقتصر على النص فحسب، بل يخص كل عنصر من عناصره المكوِّنة، فللشخصية المسرحية مثلاً، هدفها وكذلك الأمر بالنسبة للحكاية، والصراع، والحوار، حتى الموسيقى المرافقة والديكور والإضاءة في العرض المسرحي، لكل منها هدفها، والهدف في النص المسرحي قسمان: هدف مرحلي؛ ثانوي؛ وهدف عام ورئيسي، والهدف المرحلي جزء من الهدف الرئيسي، ودرجة من درجات سلمه، فنجاح التلميذ في صفه بتفوق ليس غيرَ هدف مرحلي في سلم الهدف الأعلى، وهو نيل شهادة جامعية عالية لتحقيق حلمه المستقبلي، وخدمة أهله ووطنه. وللهدف فوائده ووظائفه في النص، فهو يقوم بدور الدافع والقوة المحركة لكل فعل من أفعال الشخصيات، ويعدل مسار الصراع إذا أصابه وهن أو اعوجاج أو انحراف عن الطريق المرسومة له، وكذلك الأمر بالنسبة للحوار الذي قد يتحول إلى ثرثرة في حال غياب الهدف عنه، فحضور الهدف واضحاً ومحدداً ومكتملاً في ذهن المؤلف ينظم حركة سير الحكاية والشخصيات، ويضمن للكاتب سلامة الوصول إلى غايته دون حوادث أثناء السير نحو الهدف. وإذا كان تحديد الهدف حقاً جوهرياً من حقوق الكاتب لا يمليه عليه أحد: اجتماعياً كان هذا الهدف؛ أم سياسياً أم تربوياً أم وطنياً.. فمن الواجب عليه أن يكون اختياره موفقاً، فلا يختار إلا ما هو جوهري وملح ومناسب للمجتمع والعصر، و من ثم يعالجه بأسلوب فني جيد ومناسب لحيوية الهدف و قوته.
يتبع