حصريا.. اللبنانية منى كنيعو لـ “المسرح نيوز”: المصريون محظوظون بدعم الدولة للمسرح.. والمؤلف ليس هو العنصر الأهم في العرض المسرحي!
المسرح نيوز ـ القاهرة |حوار: كمال سلطان
ـ
منى كنيعو .. حاصلة على بكالوريوس الفنون الجميلة من جامعة بيروت وعلى درجتى الماجستير والدكتوراه فى دراسات المسرح من جامعة ليدز بالمملكة المتحدة ، تخصصت فى مسرح خيال الظل، وأقامت العديد من الورش الفنية فى عدد كبير من دول العالم، تواجدت بالقاهرة لتدريس ورشة الإضاءة والتى عقدت بمسرح الطليعة على مدار ثلاثة ايام متتالية ..
* مالذى جذبك إلى تصميم الاضاءة رغم ندرة هذا التخصص للمرأة؟
** درست بكلية الفنون الجميلة ، وبسبب المواد التى أدرسها ومايتعلق بالألوان والظلال انجذبت لدراسة الاضاءة ، بالاضافة إلى أن لدينا بالكلية مادة العمل المسرحى وكان طبيعا أن أدرس الإضاءة واتخصص بها.
* ماهى أبرز الصعوبات التى واجهتك خلال عملك ؟
** بالتأكيد كونى كإمرأة تتعامل مع الرجال أغلب الوقت عرضنى للعديد من نظرات الاستنكار وعدم التعاون من جانبهم وهو ماجعلنى أعمل بيدى حتى اليوم ولا اطلب مساعدة أحد إلا إذا تطلب الأمر ذلك، وقد اصررت على المضى قدما فى الطريق الذى اخترته منذ البداية، كذلك عندما اتعامل مع مخرج ذو عقلية خاصة ويصر على تنفيذ افكاره ، أحاول أن اوصل له فكرتى وطريقتى فى العمل وان لم يحدث ذلك انفذ له مايريد وأظل بعملى احتراما للعرض وللمشاركين به واحتراما للعمل ذاته وللمسئولية الملقاة على عاتقى .
* اى نوع من المسارح يعطيكى الفرصة لإبراز عملك المسارح الكبيرة أم القاعات الصغيرة؟
** أعتبر كلا المسرحين بهما نوع من التحدى سواء المسارح الكبيرة او الصغيرة او المسارح التى ليس بها إضاءة ، وانا بدأت بمسرح الدمى والعرائس وعملت دراسة عنها ، وهى من المسارح الصعبة فى اضاءتها ، ويمكن اعتبار القاعات الصغيرة هى الأصعب لمصمم الإضاءة عندما يكون العرض متوسطا القاعة بينما الجمهور على الجانبين وهنا تكمن صعوبة توزيع الإضاءة ولكننى ادعو دائما للتعامل مع المتاح من امكانات .
* ماهى نقاط الإلتقاء ونقاط الإختلاف بين المسرح المصرى والمسرح اللبنانى؟
** هناك الكثير من الاختلافات ، فلكل منهما ثقافته ولغته المختلفة ، ويظل أبرز مايميز المسرح فى مصر وانتم محظوظون به كثيرا هو دعم الدولة له وانفاقها عليه وهو مانفتقده لدينا فى لبنان ، فهم يدعمون فقط العروض التى تأتى من الخارج، بهدف دعم السياحة، وهناك دعم لأعمال محلية ولكن بشكل محدود جدا.
* ذكرت أن الإضاءة لم تكن موفقة خلال حفل الافتتاح .. فلماذا؟
** انا عاشقة لفرقة التنورة وأحب مشاهدة عروضها بصفة دائمة ، ولكن استخدام الإضاءة المتحركة لم تكن فكرة موفقة لأنها غطت على الفرقة ، بالأضافة إلى جلوسى بأعلى المسرح مما جعل عينى دأئما على أرضية الخشبة، مما يجعل المشاهد فى الصالة يرى بشكل أفضل من الجالس بالأعلى ، وهو ما يجب ان يراعيه مصمم الإضاءة فهو يراعى كل مشاهد بالصالة وكيف يمكن ان يتأذى من الإضاءة وكذلك الممثلون أيضا.
* ظهر المسرح التجريبى فى الوطن العربى متزامنا مع المسرح العالمى.. فهل استطعنا ان نسير معهم جنبا إلى جنب ونصل إلى ما وصلوا إليه؟
** أحب ان أوضح أننى أرى أننا نستعمل وصف التجريبى بشكل خاطئ ، فأنا أرى أن كل مسرحية هى تجربة خاصة ، المسرح التجريبى بدأ فى وقت معين وأخذ زمنه وانتهى، وبصفة عامة هل نحن نتحدث عن المسرح التجريبى بما تعنيه الكلمة ام أننا نتكلم عن المسرح كتجربة هناك فرق وبذلك يضيع المعنى.
* اعتماد المسرح التجريبى على لغة الجسد ، هل هو اعلان موت المؤلف وهو العنصر الاهم فى المسرح؟
** المؤلف ليس هو العنصر الأهم فى العرض المسرحى، وعندما بدأ المسرح وقبل المسرح الإغريقى كانت العروض يتم تقديمها بدون مؤلف اعتمادا على الموسيقى والغناء ، والنص هو احد عناصر العرض وليس هو اهم العناصر.
* من هو جمهورك المستهدف من الورش الفنية التى تقيمينها؟
** الشباب، وليس المتخصصين وانما كل التخصصات على اختلاف تنوعها ، فالمهم ان يكون لديهم الاحساس والرغبة فى التعلم، وبصفة عامة عندما يتعلم المخرج او الممثل او المؤلف أو الناقد عن الإضاءة يبدعون فى عملهم أكثر ويكون التواصل بينهم أقوى ويتعاونون بشكل أفضل. وتضيف منى: أنا أتعلم من الشباب كما أعلمهم ولا أعتبر نفسى استاذة لهم ، فأنا فقط أسهل التعلم ولا اعلم وهدفى من ورشة المهرجان هو ان أثير الاهتمام بالإضاءة ، ولو وجد الأمر صدى لديهم يبدأون بالبحث عبر الانترنت او عمل دراسات حرة ، وبالتأكيد يجب عليهم ان يطبقوا ما تعلموه على أرض الواقع.
* لاحظنا معرفتك بأماكن شعبية فى القاهرة ، فمتى بدات علاقتك بمصر لأول مرة؟
** علاقتى بمصر قديمة ، فقد حضرت إلى مصر عام 92 عندما كنت أحضر للدكتوراه ، والتى تناولت خلالها أشكال الفنون الأدائية بالمسرح العربى، وتعرفت خلالها على فرقة الورشة المسرحية ومن خلال تواجدى معهم تعرفت على العديد من المناطق الشعبية وشاهدت فرقة التنورة والغناء الشعبى وغيرها من الفنون المصرية الجميلة.