مقالات ودراسات
د. خلود جبار تكتب: المايم وخيال الظل في العرض المسرحي “انتروبيا”
مقاربات نقدية للدورة السادسة من مهرجان بلد الصمود الدولي بالعراق 2020
المسرح نيوز ـ مقالات ودراسات| القاهرة
ـ
د. خلود جبار
انتروبيا ومقياس الفوضى داخل المنظومة الإجتماعي شكلت احدى الركائز الأساسية . في الإشتغال الحركي الصامت من خلال تقنية الاداء الحركي و الإيمائي التعبيري. استغل مخرج العمل علي العبادي تشكيل الفضاء المسرحي وخيال الظل في تقتية الاداء الرقمي وكشف معالم الفوضى داخل تركيب المنظومة السياسية الجديدة . واللعب على ديناميكية واسلبة المتلقي لمنطقة العرض . وقد انقسم العرض الى شفرات ذات مدلولات فكرية تجسدت في مجموعة من اللوحات . اللوحة الأولى . حركة دوران ولهاث إنسان متعب مع حركة دوران الزمن . ليجد نفسه يتحرك في فضاء المسرح وتارة يتحرك ويحرك اصابعه داخل صندوق اقتراع .
ليكون إشتغال المخرج من خلال حركة جسد الممثل في بث روح الأمل داخل صخب من الفوضى من جديد . وتجسدت اللوحة الثانية في في تشكيلات فنية ملأت الفضاء وحركات إيمائية مدهشة جميلة من خلال صراع الإنسان مع السلطة وبإشارة واعية من المخرج في تمكنه من تحويل الصراع . الى فسحة للمتلقي لرؤية معالم تسقيط الإنسان واستغلاله (وامتطائه ) في تركيب صوري حسي جمالي مثير للجدل . ومن تنوع الفضاء الحركي تصنيف المراحل العمرية للطفل والإنتقالة من الطفولة المسلوبة الى مرحلة الشباب وتحولات اللعب من والى الحديقة والى نهر دجلة حيث مجزرة سبايكر . ومشاهد الحلم تحت النهر وصراعات إنسان حالم مجرد من كينونته وهويته . وكإشارة الى الضربات التي تلقها من طفولته وحتى عمره الربيعي المسلوب ايضاً وفي محاولة منه في الدفاع عن نفسه ومقاومة الإرهاب . لكن دون جدوى فتظهر يد على هيئة مسدس يطلق منه رصاص يسقط الشخص في النهر ليتحول الماء إلى احمر .
اللوحة الأخيرة المتحف فضاء العرض متحف فيه أثار لعدة تماثيل وأيضا شخصين أحدهم واقف والأخر جالس على هيئة تماثيل . واخيراً ..اعطانا فن الظل الرقمي في عرض انتروبيا انطباعاً مدهشاً في التقنيات والذبذبات الحسية داخل حركة الجسد . وجسد لنا صوراً لاشكالاً جميلة للظل الرقمي . صنع علي عرضاً جميلاً واجتهد في تأويلاته الحركية والحسية في تشكيل المايم والظل تشكيلاً فنيا بصرياجماليا وفق مفهومه للواقع وتجريد المتلقي من سلبيته بذكاء مبهر .