د. هويدا صالح تكتب عن.. عناصر العرض في كل من: باليه “فتاة متحررة” وباليه “جيزيل” .. دراسة مقارنة !
هويدا صالح ـ ناقدة وروائية مصرية
ـ
باليه فتاة متحررة
القصة : جان دوبيرفال
الموسيقى : مقطوعات منوعة
تصميم الرقص : دوبيرفال
إخراج : فريدريك أشتون
عرض لأول مرة فى لندن عام 1786
يُعد فن الباليه من الفنون الحركية التي يدخل في إطارها مجموعة من الفنون المختلفة ، التي تتفاعل وتتطور لكي تخدم المضمون الذي يريد المخرج والمصمم إن يصل إلي الجمهور ، وفي هذا الإطار يستخدم كثير من الخطوط والأشكال الهندسية من أجل بناء العمل الدرامي من ناحية ، والتعبير عن الشخصيات من ناحية أخري . وهذا ما سوف يتضح من تحليل باليه فتاة متحررة :
الفصل الأول
عناصر العرض الرئيسية
1 ـ لبيرتو : هي القصة أو السيناريو أو الدراما التي يؤديها الراقصون والراقصات ويعبرون عنها بالأداء الحركي فقط . أولاً القصة ( الدراما )
بالية فتاة متحررة هو باليه إيمائى فى فصلين وثلاثة مناظر وهو باليه واقعى كوميدي تدور أحداثه فى قرية صغيرة أثناء الاحتفال بأعياد الحصاد والزواج حول قصة تجمع بين أحد شباب القرية كولاس والفتاة الجميلة ليز والعقبات التى تواجههما بسبب طمع الأم ورغبتها فى تزويج ليز من الشاب الساذج آلان ابن توماس صاحب مزارع الكروم ويدور الباليه بشكل كوميدى سافر حول هذه العلاقات المتشابكة حتى توافق الأم فى النهاية على الزواج ويجتمع شمل الحبيبين
كتب قصة هذه البالية جان بيرشيه دوبيرفال وعرض لأول مرة فى لندن عام 1786
موضوع الباليه درامى خفيف غير مشحون بالعواطف يتم تناوله بطريقة كوميدية ، ولذلك فهو باليه تعبيرى إيمائى ، محور المشكلة فيه ينصب على عدم رغبة الأم فى أن تتزوج ابنتها من كولاس الفلاح الفقير وترغب فى تزويجها من آلان القوى الساذج وعدم موافقة ليز على هذا الوضع المعكوس .
2ـ الموسيقي : يجب أن تكون مناسبة لكل شخصية فلكل شخصية إيقاع خاص بها طوال العرض يعبر عن التركيبة النفسية لهذه الشخصية وسماتها الأساسية والأحداث
وسمات الشخصية الخاصة بها . الموسيقى فى هذا البالية لم تكتب خصيصا له ، بل هى مجموعة من المقطوعات التى تم تجميعها وتركيبها فى بناء متناغم وتم توليفها مع الرقصات لخلق باليه منسق متناغم مترادف الحركات ويلاحظ أن موسيقا الباليه يغلب عليها الطابع الشعبى القروى لأنها تعبر عن حياة القرية واحتفالاتها وتجد أن معظم الأصوات صادرة من آلات نفخ وهى الآلات القريبة من الطبيعة ، أى قريبة من حياة القرية كما يلاحظ أن الموسيقى ذات طابع فكاهى هزلى كوميدى بما يلائم طريقة معالجة الموضوع
الافتتاحية الموسيقية
تبدأ الافتتاحية الموسيقية بآلات الرباعى الوترى الفلوت والكلارينيت وهى آلات اقرب ما تكون إلي الطبيعة وكأنها تمثل تغريد الطيور وإشراقة الشمس التى تعلن مولد يوم جديد أى إنها افتتاحية مبهجة تعد الجمهور ببدء الباليه الكوميدى الضاحك .
الرؤية التشكيلية :
يتكون الفصل الأول من منظرين :
المنظر الأول يمثل قرية صغيرة وفى الساحة الأمامية إلى يسار المسرح نجد منزل ليز وفى مواجهته محل ألبان بينما نجد على البانوراما منظر لأشجار تعبر عن القرية ويلاحظ أن منزل ليز أعلى من درجة المسرح بكثير إشارة إلى علو مستوى ليز الاجتماعي عن منزلة كولاس ومكانة ليز وأهمية شخصيتها فى العرض ويغلب على الديكور فى هذا المنظر الطابع المعماري
المنظر الثاني يمثل أشجار على الجانبين ومنظر للغابة مرسوم على البانوراما .
الديكور : كان واقعياً فقد ظهرت الأشياء بحجمها الطبيعي .
الإضاءة : الإضاءة : من خلالها يمكن تعريف الوقت هل هو صباحاً أم مساءاً عن طريق نوع الإضاءة المستخدمة . الإضاءة فى المنظر الأول إضاءة ثابتة يغلب عليها اللون الأبيض الحافل بالاصفرار على الرغم انه يبدأ منذ لحظات الشروق أى أنه كان يمكن استخدام عدة ألوان لإعطاء الجمهور الإحساس بلحظات الشروق لكن المصمم استعاض عن ذلك بمشهد الديوك والموسيقى المصاحبة له ، ليوحى بأنها قد استيقظت لتوها ، أى انه وقت الشروق وبصورة شاملة فهناك حالة من التعتيم في الإضاءة . أما الإضاءة فى المنظر الثانى أقل شدة منها فى المنظر الأول حيث يمثل المنظر مزرعة تظللها الأشجار والنهار قد انتصف ثم فى نهاية المنظر يطرأ تحول فى الإضاءة من الإضاءة العامة إلى الإضاءة الخاصة التى تصل إلى حد الإظلام عند هبوب الرياح وسقوط الأمطار وحالة عدم الاستقرار الجوى الذى يقطعه البرق والرعد عن طريق استخدام slidas projectior على البانوراما بمنتهى النجاح
3 ـ الشخصيات : الشخصيات الرئيسية :
البطل الأول أو السوليست أو الشخصية الرئيسية وهو يكون الأعلي مهارة ويقوم بأداء حركات متميزة .
الشخصيات الثانوية : وهي تلك التي تساند الشخصية الرئيسية .
ليزا: فتاة قروية طيبة رقيقة تحب فلاح ترفض أمها زواجها منه ولكن ليزا تصر على التمسك بحبها حتى تناله فى النهاية ، ويتضح من هذا أن شخصيتها تتسم ببعض العند وأن علاقتها بأمها تشوبها بعض المشكلات نظرا لاختلاف آرائهما وطباعهما
كولاس شاب قروى بسيط فقير يحب ليز لكنه يعانى من رفض أمها ويدل إصراره عليها وتمسكه بها على طيبة قلبه وحبه الصادق لها.
– آلان : شاب ثرى لكنه ساذج مازال يعيش فى طور الطفولة لكن أبوه هو من يريد تزويجه من ليز جميلة القرية .
– الأم سيمون : امرأة شديدة الطمع تحب المال لذلك تسعى إلى تزويج ابنتها من ابن توماس ثرى القرية على الرغم من كونه زوج غير مناسب لها وتتبلور علاقتها بليز فى شكل مجموعة أوامر يجب تنفيذها بدون نقاش وهذه العلاقة تنم عن طبع الأم الشرس المتسلط الذى كان لا بد من التعبير عنه بوجه شرس ، ولكنه كوميدى فى نفس الوقت مما أدى إلى استخدام رجل لأداء هذا الدور لإضفاء صفة الشراسة إلى جانب الكوميديا التى تبدو من خلال الشكل والحركات وقد قام مخرج العرض بأداء دور الأم
الملابس: الملابس والمكياج : هي الزي المخصص للراقص ولا بد أن تدل علي العصر الذي تدور في القصة وبالمكياج يمكن رسم الشخصية وتحديد ملامحها ، جاءت الملابس واقعية تناسب قصة الباليه من حيث البساطة وطبيعية الشخصيات القروية التى تمثلها ، ترتدى ليز فستان أبيض به حزام بنى وقبعة بيضاء مما يدل على دقتها وطهارة روحها وما تحمله بين طيات قلبها من حب . يرتدى كولاس كولون أصفر وقميص أبيض وجيليه أسود وتوحى ملابسه ببساطة حاله وفقره وحبه الصادق لليز . ترتدى سيمون فستان أحمر وباروكة صفراء وفى مشهد آخر ترتدى فستان أخضر وتدل هذه الملابس مع حركات الشخصية وأدائها لخلق المسحة الكوميدية . يرتدى توماس بالطو لبنى وقبعة صفراء للدلالة على مكانته الاجتماعية وثرائه. يرتدى آلان جاكت أحمر وكولون أسود وقميص أبيض
الإكسسوارات المستخدمة فى الفصل الأول :
– الماسكات : نظرا لان هذا الباليه احد الباليهات الكلاسيكية لذلك فقد كان شائعا باستخدام الماسكات فى تلك الفترة ( مثل مشهد الديوك )
– إناء قشدة تخرج به ليز من محل الألبان
– شريط فى حوذة ليز تستخدمه لتترك لكولاس علامة بأنها قد أتت فى الموعد وفى أثناء الرقص تستخدم هذه الشرائط للتعبير عن الرباط المقدس بين القلبين فهذه الشرائط تربطهما وتقربهما وتلاحم جسديهما حتى يكونا جسدا واحدا وروحا واحدة وحين يطلب كولاس من ليز الذهاب معه للحقل ترفض خوفاً من أمها ، فيذهب حزينا إلا أنها تجرى خلفه وتمسك بالشريط ( وليس به هو ) وكأنها تقسم بحق الرباط المقدس ألا يذهب حزينا
– العصا التى يحملها كولاس و التى تدل على ذهابه للعمل فى الحقل أى أنه فرد ضمن المزارعين وليس رئيس عمل
– الأدوات التى يحملها الفلاحون
– مخضة الزبد
– باروكة سيمون والدة ليز
– عربة ملك توماس يأخذ فيها سيمون و ليز
– الحمار الذى يجر العربة ( أثر كلاسيكى )
– شمسية حمراء يحملها آلان ولعبت دورا أساسيا في إظهار مدى سذاجته وطفوليته حيث كان يركبها مثل الحصان مناله فلوت مع احد الفلاحين
– كرات مع سيمون تضرب بها كولاس حتى يرحل بعيدا
– زجاجتى نبيذ مع كولاس
الأداء الحركي
يعتمد الرقص في الباليه غلي حركات معمارية بسيطة فهي مجرد إيماءات وحركات كوميدية
– تشكيلات مجموعة الكورد باليه تقوم علي الرقص المزدوج الثنائيات أكثر منه رقص المجموعة والتشكيل الجماعي مع ذلك نجد أن هناك رقصات ذات دلالات واضحة و معانى معينة مثل رقصة كولاس مع ليز التي يمثل نفسه فيها بالحصان وتقوده هي كدليل علي انه ملك يدها وانه شخصية طبيعية ستفعل ما تشاء
– كذلك تعبر رقصات آلان عن الشخصية الساذجة في العمل وعن قدراته المهارية والحركية كراقص وقدرة المصمم في توظيف هذه المهارات وتصميم رقصات ذات طابع كوميدى مرح تثير الضحك.
* أداء الأم سيمون كوميدي أكثر منه حركى مهارى نظرا لطبيعة الدور الذي تلعبه والملابس والإكسسوارات التى تتطلبها الشخصية ونظرا لأن الذي يقوم بهذا الدور رجل
رقصة الحصاد ذات طابع شعبي يعبر عن روح القرية التي تدور فيها القصة وعن الاحتفالات بأعياد الحصاد وإلي جانب ذلك تدخل فيها بعض المواقف الدرامية التي تدخل في نسيج العمل الدرامي لا تنفصل عنه بحيث تصبح جزءاً من قصة الباليه الأساسية
يتميز الأداء الحركي ببساطته لأن الباليه الكلاسيك لم يكن قد نضج واكتمل بعد .
مقارنة بين بالية جيزيل والفتاة المتحررة
القصة الدرامية :
1- جيزيل باليه درامي أسطوري يتم تناوله بطريقة تراجيدية من خلال قصة حب تقيم بين أحد النبلاء وهو ألبرت وبين جيزيل القروية البسيطة والباليه قائم علي الأسطورة التي تقول أن الفتيات اللاتي يمتن دون زواج ويكون السبب في موتهن رجل أطيافهن في البحيرة لإغواء الشبان وقتلهم
2- الفتاة المتحررة باليه واقعى كوميدى إيمائى يدور حول قصة حب بين ليز القروية و كولاس الفلاح البسيط لكن الأم تعرقل هذه الزيجة بسبب طمعها ورغبتها فى تزويجها من آلان ابن توماس صاحب مزارع الكروم والموضوع درامى خفيف يتم تناوله بصورة هزلية ساخرة بعيدا عن المواقف الدرامية الصعبة أو الشحنات العاطفية
3- محور المشكلة والصراع
جيزيل يدور الصراع فى هذا الباليه على عدة مستويات فهناك صراع نابع عن الفارق الشاسع بين طبقة ألبرت النبيل الاجتماعية وطبقة جيزيل البسيطة كما يدور الصراع بين ألبرت و هانز حول جيزيل وكيفية الفوز بقلبها وحبها ويصل الصراع إلى ذروته وتتعقد المشكلة حين تكتشف جيزيل خديعة ألبرت لها وكذبه عليها وخطبته لامرأة أخرى
أى أن المشكلة هنا ذات بداية ووسط ونهاية تبدأ بصراع يتطور مع الأحداث حتى يصل إلى الذروة مثل أى عمل درامى
الفتاة المتحررة تدور المشكلة وينصب الصراع حول رغبة الأم فى عدم زواج ابنتها من كولاس الفقير وتزويجها من آلان الساذج الثرى ومحاولات كولاس إقناعها حتى يفوز بحبيبته ليز من ناحية وعدم موافقة ليز على هذه الزيجة التى تريد الأم إكراهها عليها من ناحية أخرى ويتضح هنا أن العامل المشترك بين الباليهين هو الصراع الاجتماعى الناتج عن الفروق الطبقية وعدم التكافؤ الاجتماعى لكن الصراع فر جيزيل سببه أن ألبرت هو الأعلى مكانة أما فى الفتاة المتحررة فإن ليز هى الأعلى مكانة من كولاس
الموسيقى
جيزيل كتبت الموسيقى خصيصا لهذا الباليه بعد وضع البلاتو الخاص به وهى موسيقى درامية تتطور وفقا للحالة النفسية للأبطال والجو العام للمشهد صعودا وهبوطا نتيجة لتطور الأحداث والموقف الدرامى فما يحمله هذا الباليه من معانى ومشاعر يصعب إخضاعها لموسيقى جاهزة والموسيقى متصلة بالرقصات وتعمل على تفسير الأحداث لذلك لا يمكن الاستغناء عن أى مقطوعة موسيقية أو حركة من العمل .
– فتاة متحررة يتم تجميع الموسيقى من عدة أعمال وتوليفها مع الرقصات وهى موسيقى حركية فكاهية تناسب جو العمل ، يغلب عليها الطابع الشعبى القروى وتصدر معظم أصواتها من آلات نفخ نظرا لقربها من الطبيعة وحياة القرية
الديكور
– جيزيل الديكور فى جيزيل تعبيري إلى حد ما ، فقد جاء الديكور رمزياً تعبيرياً وليس واقعياً مثل باليه فتاة متحررة ، فالديكور ذو وظيفة درامية تتضح فيه جوانب الصراع التى تدور فى الباليه وارتفاع كوخ جيزيل عن مستوى خشبة المسرح يدل على رقى مستواها دراميا – وليس اجتماعيا – وأهمية شخصيتها فى الباليه وإنها تكون محور الصراع
– فى الفصل الأول نوع من التعميم فى الإضاءة
– الفتاة المتحررة الديكور واقعي فالكنبة بشكلها ، واللوحات التي تعلوها وكل تفاصيل الديكور واقعية ، ارتفاع كوخ ليز عن سطح درجة المسرح يدل على علو شأن ليز اجتماعيا بالنسبة لكولاس وأهميتها عنده وأهمية شخصيتها فى عرض الباليه والأحداث
الإضاءة
– في المنظر الأول ثابتة وهي ضوء أبيض يميل إلي الاصفرار وهو نوع من التعميم في الإضاءة إلي حد ما نظرا لوجود أشجار تظلل المشهد ثم تنتقل الإضاءة من التعميم إلي التخصيص ثم الإظلام عند هبوب الرياح وسقوط المطر وقصف البرق والرعد
الشخصيات
– جيزيل فتاة قروية بسيطة الحال ضئيلة الجسم رقيقة المشاعر تعاني من ضعف في قلبها تقع في حب ألبرت الأمير المتنكر في صورة لويز الفلاح وتخبر أمها بهذا الحب مما يدل علي وجود علاقة وثيقة متفاهمة بين الأم وابنتها
ألبرت نبيل ابن الدوق وهو أيضا طيب القلب نقي العاطفة ، يحب ليز
رغم خطبته للأميرة ولا يلقي بالا لما قد يسببه ذلك من مشكلات
كولاس: شاب قروى بسيط الحال يحب ليزا التى تبادله المشاعر لكن أمها ترفض نظرا لفقره إلا أنه يتمسك بحبها له ويحاول بشتي الطرق الوصول إليها مما يدل علي صدق عواطفه ونقاء روحه
هانز: حارس المنطقة التي تقطنها جيزل وأحد أطراف الصراع حيث أنه يعشقها ، ويمثل العقبة التى تقف في طريق كلا من ألبرت و جيزل وهو الذي يكشف حقيقة ألبرت في النهاية ويؤدي بذلك إلي وفاة جيزل وهو يبدو شخصية متمردة متذبذبة لا يستقر علي رأى ولا يستقر علي الفعل
آلان: شاب ساذج ابن ثري كبير يريد تزويجه من ليزا الجميلة لكن الشاب لا يعي سوي رغبة في اللهو وأن يعيش طفولته ويستمتع بوقته ولعبه
الأم : في جيزيل رقيقة حنونة شديدة الارتباط بابنتها تعطف عليها وتخشى أن يصيبها مكروه بسبب مرضها وهي ذات طابع هادئ ولا تستخدم الشدة أو العنف مع صديقات جيزيل وكل ما يهمها هو سعادة ابنتها بصرف النظر عن الماديات أو المال
سيمون والدة ليز تمثل المرأة الصارمة قاسية الطباع التى تحب المال بغض النظر عن مدى التكافؤ بين ليز والأم علاقتها بابنتها ما هى إلا مجموعة من الأوامر يجب على ليز إطاعتها وهذه الشخصية الشرسة الهزلية يؤديها رجل حتى يعبر عن جانب القسوة والشراسة من الناحية والهزلية من ناحية أخرى
ويلفريد وصيف ألبرت وتابعه المخلص الذى يحاول إثناءه عن التمادى فى علاقته بجيزيل نظرا لما يراه من أخطار تحيط بهذه العلاقة وتحدد مستقبل كلاهما ، ويمثل الشخصية طيبة القلب المخلصة العقلانية
الملابس :
تتميز الملابس فى كلا الباليهين بالواقعية والبعد عن الإبهار
الإكسسوارات :
جيزيل استخدمت فيها إكسسوارات بسيطة ذات هدف محدد داخلي وكان من أهمها العقد الذي منحته ماتيلدا لجيزيل والوردتان اللتان قطفتهما جيزيل و التى عبرت عن حداثة وقوعها بالحب ، و براءتها وكل خبرتها الشخصية .
الفتاة المتحررة استخدمت فن الماسكات حتي تعبر عن بدء يوم جديد وهو توظيف نافع في تلك الأيام في الباليهات الكلاسيكية وهذه الماسكات لم تستخدم في باليه جيزيل.
الشريط الذي كان بحوزة ليز واستخدم للتقريب بينها وبين كولاس مثلا في ذلك مثل زهرة جيزل .
الرقصات :
جيزيل :
نلاحظ أن رقصة الحصاد منفصلة عن الأحداث ، فلم يفرضها الصراع ، ولم تسهم في تطور الأحداث فقد تم وضعها كمحاولة من المخرج لتحقيق هذا الصراع ، وإعطاء الجمهور، فرصة للاسترخاء وتخفيف التوتر للتركيز واستكمال الأحداث
مشاهد التجمعات والرقصات الجماعية ومشهد عيد الحصاد أقوي تكنيكا وحرفية في باليه الفتاة المتحررة
• الرقصات في باليه فتاة متحررة مزيج من الإيماءات والحركات التعبيرية .
• والرقصات في جيزيل كلاسيكية وهناك تماثل في أداء جيزيل ولويس للتأكيد علي تفاهمهما وتبقيه لويس لما تريده جيزيل .
• باليه فتاة متحررة بسيط يعبر عن بداية الباليه الكلاسيك ويعتمد علي الحركات البسيطة بعيدا عن التعقيدات أو الخبرات الحركية الصعبة وأنها فقط بعض الإيحاءات والحركات العشوائية ذات الطابع الكلاسيكي ، التشكيل قائم علي الثنائيات أو الرقص المزدوج أكثر من التشكيلات الجماعية . والرقصات تعبر عن قدرة الرقص الحصادية والترفيه وقد صمم الرقصات علي استغلال هذه الحرفية وتصميم رقص تعبيري ذو طابع كوميدي .
* باليه جيزيل رقصة الحصاد ذات طابع فني شعبي حتى تظهر بشكل واقعي يعبر عن حياة السعادة بالحصاد والزواج ، وأدخل عليها بعض المواقف التراجيدية التى ساهمت في تطور الأحداث وربطت بين قصة الباليه الأساسية وما تم في عيد الحصاد .
هناك نواحي كلاسيكية مشتركة في كل من باليه جيزيل وباليه الفتاة المتحررة فقد قسمت الكلاسيكية الأدب المسرحي إلي مأساة و كوميديا ، لكل منهما شكل جديد وسمات حديثة
جيزيل ينطبق عليها تعريف الكلاسيكية للتراجيديا حيث أن الباليه عمل كامل له بداية ووسط ونهاية يتناول موضوع يتطور ويتعقد ويصل إلي الذروة كما أن به جميع عناصر الصراع ، تبدأ قصته بسعادة ظاهرة وحب يجمع بين القلوب لكنها تنتهى نهاية مأساوية مفجعة كما أن البطل من النبلاء الذى يعتبر أعلي مرتبة من العامة من البشر
• الفتاة المتحررة ينطبق عليها تعريف الكلاسيكية للملهاة أو للكوميديا ، فهذا الباليه يمثل أيضا عملا مكتملا له بداية ووسط ونهاية ويتناول موضوعا بطريقة ساخرة يهدف منه إلى إصلاح سلوك خاطئ أو عيب فى أخلاق المجتمع وهو طمع الأم ومحاولتها إكراه الابنة على الزواج ممن لا تحب ويبدأ الباليه بعقدة يتمثل فى عدم قدرة كولاس على الزواج من ليز و ينتهى بالانفراج والمصالحة وإتمام الزواج وتغيير طباع الأم والبطل كولاس فقير قليل الشأن أقل حكمة من ليز .
ومع ذلك تتمثل فى باليه جيزيل ملامح الرومانسية من حيث اختيار الموضوع المستمد من أسطورة وهى قصة شائعة عند الرومانسيين ، وطريقة معالجة هذه الأسطورة من حيث الاعتماد على إثارة العاطفة واستخراج المكنون النفسى وتفاعله مع أحداث العمل وكذلك التركيز على محاولة تجسيد المشاعر والإعلاء من شأن العاطفة بعيدا عن التفسير العقلانى الجاحد كما تتضح الرومانسية فى موسيقى الباليه التى جاءت معبرة أصدق تعبير تحكى كل مقطوعة فيها جزء من الأحداث .
مراجع البحث :
1 ـ الحركة في فن الباليه : أ . د أحمد حسن جمعة ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 1997 .
2 ـ التحليل والنقد في فن الباليه : أ . د أحمد حسن جمعة ـ سان بيتر لطباعة الأوفست
ـ 2005
3 ـ الفن المعاصر : مجلة فصلية متخصصة ـ المجلد الثاني ـ العددان الأول والثاني ـ 1988
4 ـ عالم الموسيقي : زين نصار ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 1998 .
5 ـ فن تصميم الباليه : سيرج ليفار ـ ترجمة أحمد رضا ـ مراجعة محمود خليل
النحاس ـ الدار المصرية للتأليف والترجمة .
المصدر/ الحوار المتمدن
العدد: 2462 – بتاريخ: 2008 / 11 / 11 – 05:46