ذوالفقار البلداوي يكتب: “فريمولوجيا” ديودراما تؤطر ديناميكية غطرسة الرجال و النساء

احتضن مسرح الرشيد وسط العاصمة بغداد وضمن عروض مهرجان بغداد الدولي للمسرح ، المسرحية الاردنية ” فريمولوجيا ” إخراج وسينوغرافيا : الحاكم مسعود ، فكرة لوحيدة الدريدي / الحاكم مسعود ،

تمثيل: مرام أبو الهيجا و الحاكم مسعود وهي تعد ديودراما تعبيرية مؤطرة بكم العادات الموروثة للرجل وغطرسته والمرأءة و تضحياتها بديناميكية البحث المستمر عن التسيد والتسلط و هي تقترب من فكرة المسرحية الألمانية (قاتل أمل النساء) لمؤلفها (غوغوشكا)

والتي تدور أحداثها عن الصراع بين الرجل و المرأة حول أحقية كل منهما بالتسيد والحكم وهي تعد من اوائل الأعمال المسرحية التعبيرية التي نشرت 1907 كما ذكرها د. سامي عبد الحميد ببحثه ( التعبير و التعبيرية في الفن المسرحي 2013) . تبدأ مسرحية فريمولوجيا رجل يتسيد المكان بيمين المسرح , اطارين/ فريمتين متشابهتين ، امرأة تدفع أطار / فريمة بظهر منحني وهي دلالة رمزية لتحملها مسؤولية البيت هنا يبدأ الصراع لسيدة منزل تعمل خادمة بمنازل متعددة لتدبير معيشة العائلة ، الزوج بلا عمل ، ولا يهتم بزوجته الكادحة ومشاعرها ، واجبه فقط اصدار الاوامر ليمثل دور سيد المنزل ، بل يقلل من قيمتها بحجة هو الرجل الخبير بشؤون الحياة وعليها ان تطيعه بكل شيء وتكون خادمة بمنزلها ايضا .

تبدأ هنا ثورة الصراع بتجسيد تعبيري رائع من خلال دور المرأة الذي جسدته الفنانة “مرام أبو الهيجا ” التي حافظت على ايقاع العرض الدائري. لكن عندما طلب الرجل من زوجته ان تتهيأ لصديقه و وتتعطر و تتزين له تصاعد الحدث و بوعي اخراجي لتتبادل الشخصيتين( الرجل والمرأة ) فريمات السيطرة من أجل سيادة الأمر وذلك من أجل طرح اغلب عمليات الظلم المتوارث في المجتمعات العربية الذكورية التي تتجرد من الرجولة لتكون صرخة مدوية لسطوة ذكورة المجتمعات لتتجه الأحداث وبنسيجها الدائري إلى النهاية و بتبادل واعي للمشكلة وكأنها ستعاد مرة أخرى ، لكن هذه المرة الرجل هنا هو من يكون الضحية .

دعمت الرؤية الاخراجية بلغة مشحونة جداً شبيهة باللغة التلغرافية بين التراجيديا والكوميديا السوداء البسيطة و سينوغرافيا رمزية واضاءة جانبية و راسية لا تمثل الواقع تمثيلاً تشابهياً كون العرض مبني على أسلوب تعبيري واضح وقد اجاد السينوغراف المخرج برسم صورة نظيفة تمتاز بتشكيل يتناسب سايكلوجيا مع الحدث وهذا يدل على حرفنة الرؤية الاخراجية وذوق السينوغراف و وعيه شكرا للاردن الحبيبة والتوفيق لكادر العمل