إصدارات
صدر مؤخرا.. كتاب “الميديولوجيا والمسرح المُعاصر _مدخل إلى دراسة الوسائطية في العرض المسرحي” للدكتور بشار عليوي
عن دار ابن النفيس للطباعة والنشر في عمان بالأردن
المسرح نيوز ـ العراق| محمد سامي
ـ
صدر كتاب ( الميديولوجيا والمسرح المُعاصر_مدخل الى دراسة الوسائطية في العرض المسرحي ) عن دار ابن النفيس للطباعة والنشر في عمان بالأردن , ويقع في (169) صفحة من الحجم الكبير وتمَّ إهدائه الى فقيد الثقافة العراقية الراحل الكبير د.صباح نوري المرزوك وفاءاً وعرفاناً ومحبةً . تتجلى أهمية هذا الكتاب بوصفه يدرس الميديولوجيا التي أصبحت لها السيادة في عصرنا الحالي وبذا اهتم بها غالبية المسرحيين في العصر الحالي ,
واعتمد المسرح المُعاصر على استثمار مُجمل تمظهراتها كالفيديو والفوتوغرافيا والوصلات السينمائية والإشهارية والمؤثرات البصرية والصوتية واستخدام المايكروفونات والشاشات المُتعددة والكومبيوتر …. وغيرها , مما ساهمَ في تطوير الصورة المشهدية للعرض المسرحي عبرَ وسائط تقنية عديدة ,
ولهذا أصبحت الميديولوجيا تتمتع بحضور أساسي في العرض المسرحي المُعاصر. تضمن الكتاب بابين حمل الباب الأول عنوان “مدخل الى دراسة الميديولوجيا ” وبستة فصول هي (الصورة بوصفها وسيطاً/مدرسة فرانكفورت/الإشهار/ ريجيس دوبري/مفهوم الميديولوجيا/الوسائطية) , أما الباب الثاني فتعنونَ بـ”المسرح والميديولوجيا” , وبستة فصول أيضاً هي(تمظهرات الميديولوجيا/عرض جزء خارج 1للمغربي يوسف الريحاني/عرض سوليتيرللمصرية داليا بسيوني/عرض يارب للعراقي مصطفى الركابي/عرض هاشتاك للأردني محمد خير الرفاعي/ عرض ماراثون للعراقي نور الدين مازن) .
لقد شَرْعَ المفكر الفرنسي المُعاصر (ريجيس دوبري) بسبر أغوار علم جديد مع نهايات الألفية الثانية دعاهُ “الميديولوجيا” بُغية دراسة الوسائط في حياة المُجتمعات البشرية وإبراز دورها المحوري في الفكر الإنساني بجميع تمظهراتهِ الفكرية والثقافية , إذ عُرفَ عن (دوبري) اهتمامهُ اللافت بمجال التنظير لهذا العلم الجديد , بُغية التعمق أكثر في دراسة تأثير الوسائط على اختلافها في حياة الانسان المُعاصر , فأهمية وجود الوسيط , مُرتبطة بوجود الإنسان نفسه .
إن “الميديولوجيا” تُعنى بالمضامين المنقولة والمرتكز المادّي الّذي يحمل تلك المضامين وبطرائق نقلها وكيفيات تأثيرها في العقول , والنّفوس لأن وجود أي فكر ما مرتبط بوجود وسيط مادّيّ , اذا ما أخذنا بالحسبان أن هذا الحقل الفلسفي والبحثي لم يحرثْ فيهِ المؤلفونَ والدارسونَ كثيراً وفي كافة المجالات لا بل تكاد تكون معدومة خصوصاً في الدراسات التي باللغة العربية . لقد أصبحتْ الفنون بشكل عام والمسرح بشكل خاص , بيئة خصبة لاستقطاب جميع التطورات والتحديثات التي تَحصُل في الحياة المعاصرة والفكر الانساني , فالمسرح لديهِ الاستعداد الكامل لاستقطاب مُجمل تلك التحديثات داخل العرض المسرحي , فالميديولوجيا بوصفها علماً حديثاً , قد ركزتْ بمنظورها العام على إبراز الدور الحيوي للوسيط عبرَ ترحيلهِ من ماهيتهِ المادية الى كينونتهِ الجديدة بوصفهِا رسالة مُرتبطة بمُجمل آليات التلقي عند الأفراد والحاملة للرؤى الفكرية والجمالية على حدٍ سواء , وصولاً الى تحقيق المعرفة المُراد تجذريها داخل بنية الشخصية الإنسانية ,
لذا وجدت الميديولوجيا وتمظهراتها الواضحة حضوراً داخل بنية المسرح المُعاصر , إنطلاقاً من التداخل الحاصل بين مُخرجات الحياة الانسانية والمسرح الذي استثمر تلكَ المُخرجات الحديثة فكرياً وجمالياً , وبذا اهتمَ غالبية المسرحيين في عموم العالم بتمظهرات الميديولوجيا , وهذا نابع من تزايد وعيهم بمُخرجات الفكر الإنساني كلها وانفتاحهم على أحدث التطورات الحديثة التي طرأت على الوسائط ,
وهذا كُلُّهُ ما تعمد الميديولوجيا الى دراستهِ وبحثهِ حينما تعّد تلك الوسائط صناعة ثقافية قائمة بنفسها , فالتفاعل بينها وبين المسرح المُعاصر قد تميز مراراً وتكراراً بوجود تقارب واضح بينهما , إذ إن كُل وسيط من هذهِ الوسائط الحديثة أعاد التوسط بدورهِ في داخل بُنية العرض المسرحي المُعاصر . أن سيادة الميديولوجيا ترتكز على تحفيز التفكير البشري عبرَ البصر من خلال جميع تمظهراتها التي دخلت في جميع مجالات الفكر والثقافة الإنسانية ومنها المسرح ,
لذا اهتم بها غالبية المسرحيين في العصر الحالي , وبذا فقد اعتمد المسرح المُعاصر على استثمار مُجمل تمظهرات الميديولوجيا كالفيديو والفتوغرافيا والوصلات السينمائية والإشهارية والمؤثرات البصرية والصوتية واستخدام المايكروفونات والشاشات المُتعددة والكومبيوتر الذي ساهمَ في تطوير الصورة المشهدية للعرض المسرحي عبرَ وسائط تقنية عديدة , اذ تسعى الميديولوجيا لإغناء المسرح بتمظهراتها الفكرية والجمالية وإعطائه شكلاً جديداً , ولهذا أصبحت الميديولوجيا تتمتع بحضور أساسي في العرض المسرحي المُعاصر .
تتجلى أهمية هذا الكتاب بوصفه يدرس الميديولوجيا ويُسلط الضوء أيضاً على حضور تمظهراتها في العرض المسرحي المُعاصر بُغية تعرف الميديولوجيا اذا ما أخذنا بالحسبان أن هذا الحقل الفلسفي والبحثي لم يحرثْ فيهِ المؤلفونَ والدارسونَ كثيراً وفي كافة المجالات لا بل تكاد تكون معدومة خصوصاً في الدراسات التي باللغة العربية , رُغمَ أن الميديولوجيا قد أصبحت تتمتع بحضور أساسي في العرض المسرحي المُعاصر , وهوَ ما يهدف الكتاب إلى التعريف بهِ عبرَ فصولهِ الاثنا عشر فصلاً كما تضمن الكتاب وجود مُقدمة وخاتمة وقائمة بالمراجع والمصادر وتعريفاً بمؤلفهِ .