عبد النبى عبادى: الشعر هو همَى الأول ..أكتب للمسرح برؤى الشاعر.. والجوائز لا تصنع مبدعا
* نص "سيدة اليوتوبيا" يكشف مآسى اللاجئين الأفارقة والعرب
المسرح نيوز ـ القاهرة| حاوره: كمال سلطان
ـ
هو ثالث ثلاثة مؤلفين استطاعوا حصد جميع جوائز مسابقة التأليف المسرحى للكبار من الهيئة العربية للمسرح لهذا العام، والتى كان لمصر فيها نصيب الأسد فى المسابقات المختلفة، حيث فاز خمسة مبدعين مصريين بجوائز مختلفة من مجموع الجوائز التسع.
وينتمى عبد النبى عبادى إلى جنوب مصر وتحديدا محافظة قنا، وهو متخرج من قسم اللغة الانجليزية بكلية التربية فى مايو 2008، بدأت علاقته بالكتابة عن طريق الشعر، ثم اتجه إلى التأليف المسرحى، وحقق خلاله جوائز رفيعة المستوى.
وفى هذا الحوار نتعرف من خلاله على كيفية مشاركته بالمسابقة وشعوره بعد الفوز، وأحلامه المقبلة فى عالم المسرح..
* كيف بدأت رحلتك مع الكتابة؟ وما هى أبرز نصوصك التى تعتز بها؟
** بدأت الكتابة فى فترة الدراسة الجامعية وبعد الجامعة صدرت لي مجموعتان شعريتان هما ؛ “على بعد فاطمة أو أقل” عن النشر الإقليمي ٢٠١٣م و”لا هي تشتهيك ولا هم يعرفونك” عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ٢٠١٤، ثم صدر لى هذا العام كتابي “الشعر والعولمة” وهو قراءة نقدية لعلاقة القصيدة المعاصرة بفضاء التقنية الرقمية والعولمة وهو موجود بمعرض الكتاب في دورته الحالية ٢٠٢٠.
وأضاف عبادى: أنا أميلُ للشعر وهو همي الأول وأكتب المسرح برؤى الشاعر وقلمه فأعتز بكل ما أكتب حتى وإن كان دون المستوى المطلوب لأن الإبداع هو رحلة لا متناهية من الكتابة والمحو ثم الكتابة والمحو وهكذا وصولا إلى الانعتاق من كل ضيق والولوج إلى كل رحب إنساني.
* مالذى يمثله لك فوزك بجائزة التأليف للكبار من الهيئة العربية للمسرح ؟
** لابد أن نتفق في البداية أن الجائزة لا تصنع مُبدعا لكنها تُعطي مؤشرا قويا لمدى اقتراب ذلك المبدع من فضاء الإبداع الجاد والحقيقي، وبالنسبة لي أعتبر جائزة الهيئة العربية للمسرح في التأليف المسرحي للكبار تكريماً حقيقياً لنصوصي المسرحية جميعاً، لقد كتبت نصين للكبار ونصين للأطفال ونصَ مونودراما شعرية، فوجدتُ نص المونودراما يفوز بجائزة نصوص المونودراما بمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما منذ عامين ثم وصل نصي الثاني للقائمة الطويلة بالهيئة العربية للمسرح فرعي الأطفال والكبار العام الماضي وها هو نص ثالث يفوز بالجائزة وهو ما يعني أنه بقدر اشتغال المبدع على أدواته وبقدر صقله موهبته بقدر ما يكون الصعود في فضاء الكتابة الإبداعية، والجائزة مشهود لها بالشفافية والمصداقية لا سيما وأن مُحكمي الدورة الحالية لم يكن من بينهم مصري واحد ووجدنا ثلاثة كتاب مصريين يفوزون بالجائزة في فرع الكبار وكاتب يفوز بالجائزة في فرع الأطفال ، أي أن مصر حازت أربع جوائز في الكتابة المسرحية من أصل ست جوائز.
* وكيف جاءت مشاركتك فى المسابقة؟
** كما قلت لك فأنا سمعت عن المسابقة من قبل وشاركت فيها العام الماضي فوصلت نصوصي للقائمة الطويلة ومن ثم وجدتُ من الضروري أن اتخذ من المسابقة فرصة للعمل والقراءة فأنهيت نصي وأرسلته عبر الإيميل المُعلن للجائزة.
* ما هى الفكرة الأساسية التى يدور حولها النص الفائز؟
** نحن نعيش في أوطان تنزفُ لاجئين ويزيد الإرهاب والتعصب جراحها، فكتبت نص “سيدة اليوتوبيا” حول جانب من مآسي اللاجئين في إفريقيا عموما ومن الوطن العربي على وجه الخصوص لأرصد موقف اللاجئين من أوطانهم ومن الكون، ثم انتصر النص لقيّم التسامح والإنسانية التي لا يعميها تعصب ولا يحكم توجهاتها جنس أو جنسية أو معتقد أو أيديولوجيا.
* تنتمى إلى جنوب مصر، فما هى أبرز الصعوبات التى عانيتها فى النشر والوصول إلى قطاع أكبر من القراء؟
** دعنى أقول أن الصعيد لم يعد يعانى من التهميش كما كان فى فترات سابقة، والنشر لم يعد تحدياً، ولم يعد المبدع يعانى فى الوصول إلى القارئ فى كل مكان فى ظل التكنولوجيا الحديثة والسوشيال ميديا والنشر الالكترونى، والنشر الورقى أيضاً من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة والتى تنشر مئات الكتب، للشباب للكبار، ولم يعد الصعيد بؤرة لنشر الفكر الظلامى والارهاب، ولكن هناك من يتربص بنا وان لم تكن وزارة الثقافة حاضرة بأجهزتها وقطاعاتها المختلفة وتاريخها العريض، ومتوجهة توجه صادق لأدباء الأقاليم وعمل حصر جاد لابداعاتهم كل عام ويجب أن تكون هناك حركة نقدية تواكب الإصدارات العديدة، وعلينا الاهتمام بالأنشطة الثقافية فى الصعيد حتى تؤتى ثمارها.
* ما هى أمنياتك وأحلامك بعد هذا الفوز؟
** أن أرى نصي المسرحي “سيدة اليوتوبيا” معروضاً فوق خشبة المسرح.