عروض مهرجان الهيئة العربية للمسرح في الدورة السادسة عشرة بالقاهرة من 10 إلى 16 يناير 2026. (عرض وتعريف) حيدر عبد الله الشطري

المسرح نيوز ـ القاهرة: مسابقات ومهرجانات
ـ
حيدر عبد الله الشطري
أعلنت الهيئة العربية للمسرح العروض المتأهلة للمشاركة في الدورة السادسة عشرة من مهرجان المسرح العربي، والتي تنظمها بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية في القاهرة من 10 إلى 16 يناير 2026، وذلك بعد أن قدمت لجنة مشاهدة العروض واختيار المؤهلة منها لتشارك في هذه الدورة، وكانت اللجنة قد تكونت من:
د. يوسف عايدابي – رئيساًالسودان
أ. إيهاب زاهدة فلسطين.
أ. زيد خليل مصطفى الأردن.
د. علاء قوقة مصر.
أ. وليد دغسني تونس.
وقد نظرت اللجنة في ملفات العروض المتنافسة لدخول المسارين والتي بلغت في هذا العام مئة وخمسين عرضاً، منها مئة وستة عشر عرضاً تقدمت للتنافس على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وقد أخضعتها اللجنة للتقييم والتحليل.
هذا وقدر صرح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح بأن المسار الأول مسار جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي شهد تنافساً شديداً من حيث العدد والمستويات الفنية التي ميزت عروضه، مما جعل المسار يستحوذ على أيام المهرجان كلها، وهي المرة الأولى التي يصل عدد المتنافسين فيها إلى 15 عرضاً، كما يمكن ملاحظة أن رقعة المشاركة في التنافس شملت أغلب مسارح الدول العربية.
وأضاف إسماعيل عبد الله، ولا يفوت الملاحظ لهذه العروض التي جمعتها مسارات المهرجان، تنوع الأعمار والخبرات والمشارب الفنية والفكرية، مما سيوفر هذا التنوع متعة للمشاهدين من مختصين وجمهور عادي.
ان في كل دورة من دورات مهرجان الهيئة العربية للمسرح تتجدّد الأسئلة حول معايير الاختيار، وتتجدّد معها توقّعات الجمهور والنقاد تجاه ما ستحمله العروض من رؤى وجماليات وخطابات مسرحية جديدة.
فالمهرجان بوصفه أحد أبرز الفضاءات العربية التي تتكامل فيها التجارب وتتقاطع فيها المدارس يقدّم عروضًا فحسب ويرسم خريطة لحال المسرح العربي الراهن ما الذي يشغل مبدعيه…؟
ما الأدوات التي يطوّرونها…؟
وأي أفق جمالي يسعون لبلوغه…؟
وفي هذا المقال نسعى إلى عرض وتعريف بالعروض التي اختارتها لجنة المهرجان لهذا العام تلك العروض التي خضعت لعملية فرز دقيقة تستند إلى جودة النص وطرائق الإخراج وبلاغة الأداء، وقدرتها على مخاطبة اللحظة العربية بعمق فني وبصري.
وسنقدّم للقارئ إضاءة على كل عرض ملامحه العامة وبنيته وخطابه وفرادته الجمالية بما يسمح بتكوين صورة واضحة عن الاتجاهات التي يطرحها المسرح العربي اليوم وكيفية تمثّلها داخل المنصة الأهم لصوت الفنان العربي.
مسرحية (ويندوز 5 widows F) من المغرب
تأليف وإخراج / أحمد أمين ساهل
تقديم / فرقة Art Friends من أزرو بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل ـ قطاع الثقافة وفي إطار برنامجها لدعم إبداع وإنتاج وترويج الأعمال المسرحية لسنة 2025
قدمت /على خشبة مسرح المنصور بالرباط، الخميس 25 شتنبر 2025
تمثيل / قدس جندول، رجاء روحاني، ذكرى بنويس ,أمين بلمعزة
السينوغرافيا والإنارة / آدم الصبير
الملابس / كوثر بنسجاي
المؤثرات الصوتية/ معاذ بياري
مصمم المابينغ / محمد رضى تسولي
إدارة الخشبة / عز الدين أكا
الإدارة والتواصل / خولة روحاني
الموضوع / تجربة مسرحية استثنائية وعرض مسرحي جديد يلامس الخيال العلمي بأسلوب مسرحي متميز ومبتكر وهو عرض مرتبط بالمصطلح الالكتروني 5 widows F وما يعنيه في الاستخدام وكذلك يرتبط بالعلوم الالكترونية الأخرى منها الذكاء الاصطناعي Ai ويصور العرض مؤسسة سجن يتحكم فيها التطور الالكتروني واختراعاته الجديدة ويتحدث عن الجوانب التكنلوجية وعلاقتها بالمبادئ الإنسانية التي تتعامل مع هذه التطورات التي بدأت تقود الانسان نحو أهدافها حتى بدى انها سجن كبير تعيش فيه الإنسانية.
ويناقش العرض قضية المرأة وقضاياها التي تسعى الى تحقيقها ويستشرف الاحداث التي من الممكن ان تحدث لاحقا في المستقبل بسب التطور التكنولوجي والنظام المعلوماتي وتأثيره على الانسان ويدعو الى عقلنة الاستخدام اليومي لها وقد اعتمدت كتابة النص على التزاوج مابين الحوار وما بين العرض التقني الذي اعتمد عليه العرض كثيرا
مسرحية (الساعة التاسعة) من قطر
تأليف / مريم نصير
إعداد دراماتورجي / غنام غنام
إخراج / محمد الملا
تمثيل / ريام الجزائري، طالب الدوس، محمد المطاوعة، مريم فهد، سامح الهجاري، إلى جانب الجوقة التي ضمّت علي ربشة، علي خزامي، علي كمال الدين، براء بدوي، علي فطوم، شيراز لوبية، تيما الغفير، عليا السعدي، وروان الرحية.
تقديم / فرقة قطر المسرحية
قدمت / على مسرح يوفنيو ضمن فعاليات مهرجان الدوحة المسرحي في دورته السابعة والثلاثين وقدمت أيضا في مهرجان القاهرة التجريبي
الموضوع / وتناولت المسرحية، بأسلوب عبثي فكرة الانتظار المتكرر حيث يعيش أب وأم على أمل لقاء ابنهما الغائب الذي يعود إليهما كلما اشتاقا له في موعد ثابت يبدأ عند الساعة التاسعة صباحًا وينتهي في التاسعة مساءً.
وبدأت المسرحية بمشاعر متضاربة بين الوالدين، يغمرها الشوق والاضطراب، أثناء انتظارهما لعودة الابن الذي يعمل طيارًا في إحدى الدول الأوروبية. إلا أن الشاب العائد لم يعد كما كان، إذ تغيرت تصرفاته ولم يعد يجيد أداء دوره كابن يعرفانه. ويزداد التوتر حين يشارك العم والعمة في استقباله، ما يثير غضب الأم التي كانت تأمل أن تنفرد بتلك اللحظات لتملأ فراغها العاطفي.
ومع حلول الساعة التاسعة مساءً، انتهت الزيارة، ويغادر الابن من جديد لتتكشف الحقيقة الصادمة في نهاية العرض ان الابن ليس سوى موظف في شركة متخصصة في تزويد فاقدي الأحبة بممثلين مدرّبين على أداء أدوارهم وفق سيناريوهات معدة مسبقًا تمنحهم الوهم العاطفي المطلوب ورغم ذلك تستمر الأم في طلب البدائل متمسكة بما يمنحها من عزاء عاطفي، مهما
مسرحية (المفتاح) من الجزائر
تأليف / محمد بورحلة
إخراج / زياني شريف عياد
مساعدة الإخراج/تونس آيت علي
سينوغرافيا/ زين الدين خطاب
موسيقى/ سلسبيل بغدادي
كوريغرافيا/ سليمان حابس
تقديم/ المسرح الجهوي عبد المالك بو قرموح في بجاية بدعم من وزارة الثقافة والفنون
الموضوع/ يشرّح العرض عميقاً جراح الإبادة المستمرة بغزة يمثّل العرض التفاتة إلى الإبادة الجماعية في غزة.
وناقش العرض إشكالية الغيرية وسط صعود اليمين المتطرف وأحال العرض على ما يعانيه المهاجرون على وقع اتساع إيديولوجية الاستعلاء وذكّر أنّ مشكلة الآخر لا تزال كما كانت قلب الصراع الدرامي منذ زمن سوفوكليس منبّهاً ان بدأوا بفلسطين وسيصلون إلينا وانه لا يمكن تقديم أجوبة في عمل واحد.
وكان العرض للتنديد بما يقع وتُظهر موقف الفنان الجزائري مما يحدث والعرض يتعلق بمسرح ملتزم وليس مسرحاً دعائياً ويسعى العرض الى تفكيك السردية الصهيونية وركز العرض على جعل غزة والضفة وأخواتها محطة للعصيان المعرفي في مواجهة العنف المعرفي الحاصل وبذلك كان صرخة وشاهد
وسلاح ضدّ الصهيونية
وكان العرض تفكيك لحالة اللاإنسانية وطرح توصيف الصهاينة للعرب كحيوانات
ونبّه العرض إلى أنّ المسرح رجع صدى لما يحدث والغضب غير كافٍ في مواجهة تفاقم محذور الاستعلاء وان الصهاينة ظلوا يروّجون لمزاعم أنّهم ضحايا.
واثار العرض إشكالية وجودية وتحضّ على استرجاع انسانيتنا وتلفت إلى الغصّة الغزاوية التي يتابع العالم بشاعاتها منذ سنتين.
المفتاح مسرحية من ثمانية مشاهد وهي مستوحاة من نص (الدعوة) للكاتب محمد بورحلة
وهوعمل مسرحي جريء يزاوج بين الدراما الموسيقى والباليه ويراهن على إعادة مساءلة الهوية والذاكرة وجعل فلسطين قلب الحدث ورمزًا للمقاومة والأمل
والمفتاح لم يكن مجردعنوان بل رمز عناد أسطوري وإصرار على العودة وشاهداً على مقاومة الأمل للرعب والتزييف.
مسرحية (الهاربات) من تونس
تأليف وسينوغرافيا وإخراج/ وفاء طبوبي
تمثيل/ فاطمة بن سعيدان منيرو الزكراوي لبنى نعمان اسامة الحنايني اميمة البحري وصابرين عمر
انتاج / المسرح الوطني التونسي بالشراكة مع الأسطورة للإنتاج وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية
قدمت / افتتحت مؤسسة المسرح الوطني التونسي ٢٠٢٥/٢٠٢٦ بعرض مسرحية الهاربات بقاعة الفن الرابع بالعاصمة
الجوائز / توجت باتانيت الذهبي لمهرجان قرطاج المسرحي 2025
الموضوع / تجري احداث المسرحية في محطة حيث خمس غريبات وسادسهم رجل في حالة انتظار ورغم ان طريقم مختلف فأنهم يتفقون على الترجل وترك الانتظار الضيق نحو انتظار اوسع في التخيل وأكبر في الغياب وأعمق في الخوف والالم …لقد غيروا خطوتهم املا في تغيير طريقهم.
تنطلق حكاية (الهاربات) من فضاء أقرب إلى المحطة حيث خمس نساء ورجل تجمعهم حالة انتظار غامض ينتظرون من لم تأت ولن تأتي كما تقول الطبوبي في ملخّص العمل لكن الانتظار هنا ليس انتظارا للغائب بقدر ما هو بحث عن المعنى وسط العدم وهروب من واقع ضيّق إلى خيال أوسع ومن وجع فردي إلى خوف جماعي وفي هذا المناخ الكابوسي يتحول الركح إلى متاهة وجودية يعيش فيها الأبطال صراعاتهم مع ذواتهم ومع بعضهم البعض بحثا عن خلاص يبدو مستحيلا وفي النهاية وإن لم تأتِ المنتظرة فإن الجميع يدرك أنهم لن يعودوا كما كانوا وهذا المكان الغريب أشبه بمحطة زمنية معلّقة بين ماض منهار ومستقبل غامض ومن هذا الغياب تتولد الأسئلة ويبدأ الضياع الوجودي من نحن؟ إلى أين نمضي؟ وهل ثمّة خلاص فردي في عالم ينهار جماعيا؟
مسرحية (بابا) من الإمارات العربية المتحدة
تأليف وإخراج / محمد العامري
تقديم / مسرح الشارقة الوطني
الجوائز / توّجت لجنة تحكيم الدورة 34 لأيام الشارقة المسرحية كأفضل عمل عربي
كما حصلت المسرحية على جائزة أفضل ممثل لـ كاظم جواد، وأفضل ممثل في أول دور له أحمد الجسمي وأفضل مؤثرات موسيقية لـ إبراهيم الحمدي
الموضوع / يقدم العرض غوصاً عميقاً في عدد من المفاهيم والقضايا الراهنة ويصور الصراع الأبدي بين القديم والجديد، وذلك من خلال قصة العمل التي تتناول حكاية إخوة يعودون إلى البيت الذي صار خراباً وسرعان ما يغرقون في بحر من الذكريات الأليمة، عبر تقنية «الفلاش باك»، عندما يتذكرون حياتهم مع والدهم الذي كان جباراً متسلطاً يفرض هيمنته على الأبناء، إذ كانت رؤيته ومنهجه وأسلوب حياته هو السائد، وأراد لأولاده أن يكونوا نسخاً متكررة منه، فهكذا تكون الرجولة، وأمام هذا الواقع المرير حانت بالنسبة للأبناء ساعة التمرد، فقد وجدوا أن من الضروري أن ينفلتوا من هذه القبضة الخانقة التي تحيل حياتهم إلى جحيم، ويستعيد العمل تلك الحواريات التراجيدية التي جرت بين الأب وأولاده، وكان الحل النهائي بالنسبة لهم هو مغادرة هذا السجن المغلف بمشاعر مؤذية رغم أنها صدرت من الأب باعتبار أن ذلك هو الطريق القويم، وبالفعل خرج الأبناء من المنزل، ليبقى الأب وحيداً ثم يموت في النهاية.
وناقش العمل تلك المفاهيم المتعلقة بالسلطة المطلقة والاستبداد من خلال الإسقاط على تلك الحكاية بين الأب وأولاده، وربما اقتربت المقاربة التي وضعها الكاتب مع المفهوم الفلسفي النفسي عن العقدة الأوديبية أو قتل «الأب الرمزي»إضافة إلى الكثير من الرؤى الفلسفية التي تناولت تلك القضية التي تصب في مفهومي الحرية والخلاص. وعلى الرغم من أن العامري هو نفسه كاتب النص السردي للعمل، إلا انه قام بـ«قتل النص»، والتخلص من حمولته السردية عبر وضع مقاربات للعرض تقوم على أدوات الفعل المسرحي وبصورة خاصة عناصره المختلفة من ديكور وإضاءة وأزياء، وبالفعل فقد كان العرض مشهدياً بامتياز تخلص من الكثير من فائض الكلام ليعبر عنه بواسطة الإضاءة وتشكيلاتها والألوان ودرجات توزيعها خاصة اللون القاتم الذي يفسر الحالات النفسية وكذلك الموسيقى، ليأتي الأداء التمثيلي الكبير من قبل الممثلين المخضرمين ليشكل إضافة جمالية للعرض.
ويبدو أن العامري قد تصدى للفعل الإخراجي منذ لحظة تصميم مطوية العرض والتي حملت العديد من الدلالات والرموز خاصة مشهد النافذة التي تحاكي قضبان السجن كرمزية عالية الدلالة تشير إلى حالة التسلط والهيمنة في العرض.
مسرحية (بيكنك ع خطوط التماس) من لبنان
نص /ريمون جبارة
إخراج / جوليا قصار
تمثيل / جوليا قصّار في دور الأم وغبريال يمين في دور الأب وداني بستاني وبطرس حنا الى طوني معركش… في دوري المقاتلين
قدمت / على مسرح المدينة
الموضوع / يتحدث عن قصة والدين يزوران ولدهما على خطوط التماس كامل عدة البيكنيك سوف نكتشف توا ان الحكاية ليست حكاية المقاتلين فقط بل ان حكاية المقاتلين ليست الا حجة او جواز مرور الى ما أسس لوصول المقاتلين الشابين الى خطوط تماس مضجرة ذلك ان التاريخ شبه الوهمي للبنانيين المضخم حد الكاريكاتور وعدم قراءة التاريخ بالوقائع هو ما أفضى الى تفكك البنية والبناية اللبنانيين عند ريمون جبارة نص المسرحية يكشف لمرة جديدة حدود الطينة المزدهرة لأحد أهم المؤلفين العرب ذلك ان ريمون جبارة لا يكتب بلسانه لكل الشخصيات لا يرسم خطوطا بيانية أفقية في نصوصه بل يكتب لكل شخصية بلسان وسلوك
ويكتب الاحداث بمقاييس ريختر للزلازل والنص مستلهم من (نزهة على الجبهة) لآرابال، غير انه في استلهامه النص الآرابالي لم يقع أسير الحرفية الآرابالية، حين كتب نصا يمازج بين الآرابالية العنيفة القاسية وبين الهجاء اللاذع الموجوع من معطيات الزيف والتعاطي مع الموضوعات الجوهرية في حياة الاوطان باستخفاف او تهور او محاصصة النص يرسخ طاقة الابداع ضد السياسات الهشة ويحتضن اشكال حرية التعبير ويرفض أطر القهر بإدراك الهموم المعاصرة واستكشاف خصائصها تبدو الاحداث بدون قيمة تذكر هكذا نجد ان الحرب بدورها ليست الا مشهدا من المشاهد التي يرسمها ريمون جبارة علانية او خفية إذ ان التي تبدو بسيطة وهي ليست كذلك هي مشاهد في مستويين مستوى الرواية المباشرة (الحرب) ومستوى الرواية غير المباشرة (الوضع العام قبل الحرب والوضع العام بعد الحرب أي بعد اتفاق الطائف)
مسرحية (جاكرندا) من تونس
تأليف ودراماتورجيا/ عبد الحليم المسعودي
إخراج وسينوغرافيا/ نزار السعيدي
تمثيل / أنيس كمون وثواب العيدودي وحلمي الخليفي ومريم التومي ومحمد عرفات القيزاني إلى جانب الممثلين حمودة بن حسين وأصالة كواص وحسناء غنام
مساعدة مخرج / لينا جردق
موسيقى / أسامة السعيدي
موضب الانارة / فيصل صالح
توضيب صوت وفيديو/ هاني باللحمادي
توضيب ركح /منير بن يوسف
ملابس /مروى المنصوري
توضيب الإنتاج/ عدنان العبيدي
مكلفة بالإنتاج/ فاطمة المرصاوي
تقديم / المسرح الوطني التونسي
قدمت / على قاعة الفن الرابع في تونس… وفي افتتاح فعاليات الدورة السادسة لمهرجان “مسارات المسرح” دورة المرحوم الفاضل الجزيري، الذي ينظمه مركز الفنون الدرامية والركحية بالمهدية
الموضوع/ شخصيات تسير بخطى متعثّرة بين ركام الماضي وألغام الحاضر، تبحث عن صيغة للخلاص عن سردية بديلة لم تكتب بعد ربّما هم أشباح تجربة اجتماعية، أو ممثلون في تراجيديا قديمة تعاد من جديد…في قلب هذا الركام، يظهر فضاء غريب مألوف: مركز خدمات اتصال جاكراندا استجواب لذاكرة جماعية مأزومة ولوعي فردي عاجز لجيل وُلد في زمن الشك وكبر في ظل الصمت…جيل لم يرث الوطن بل المأزق وقفة داخل سؤال:
هل يمكن أن نكفّ عن اجترار الماضي ونجرؤ على الحياة كخلق جديد؟
وتدور أحداث المسرحية داخل فضاء درامي يُحاكي مركز نداء افتراضي يُدعى “Tanit Call Center”، وهو اسم يحيل إلى تانيت الإلهة القرطاجية الشهيرة في الميثولوجيا الفينيقية في توظيف رمزي يعكس مفارقة بين قداسة الرموز القديمة ووظيفتها المعاصرة أسماءً تجاريةً.
اعتمد الإخراج على توظيف بصري مكثف أبرز تجلياته علامة “Exit” التي تغيّر لونها بين الأحمر والأخضر تبعاً للسياق الدرامي إلى جانب إضاءة قاتمة ومساحة مسرحية مغلقة ساهمت في تشكيل مناخ ضاغط ومتشابك.
تميز النص بأسلوب درامي محكم قائم على ثلاثية درامية واضحة في كل مشهد من بداية وتطوّر ثم ذروة أو عقدة ونهاية وقد اعتمد المخرج نزار السعيدي على هذه البنية لتوليد سردية متماسكة ومتداخلة تحافظ على إيقاع العرض وتمنع السقوط في الرتابة رغم امتداده على مدى ساعتين وقد كانت النتيجة تجربة مسرحية غامرة مشحونة بإيقاع داخلي موظف بإحكام لفهم خبايا الشخصيات وتتبع سيرورة الأحداث.
مسرحية (طلاق مقدس) من العراق
تأليف وإخراج علاء قحطان
تقديم /الفرقة الوطنية للتمثيل
تمثيل / ياسر قاسم.نعمت عبد الحسين.زين علي.والممثلة السورية روان قصي
قدمت / على مسرح المنصور ضمن مهرجان بغداد الدولي السادس للمسرح
الموضوع / المسرحية تتناول التطرف الإنساني وليس الديني أو الإرهابي فنحن في حياتنا اليومية نتطرف في مشاعرنا احساسنا في الحب والكره والتربية والأخلاق والادب وكل مفاصل الحياة الأخرى ولا نعرف الوسطية وطرح العرض تساؤلا حول حدود الانتماء هل نختار عواطفنا ام عقائدنا أفترض العرض وجود الزوج وزوجته ينتميان لجهات متطرفة تصدر فتوى تجبر الزوج على تطليق زوجته وفصل النساء عن الرجال في معسكرات خاصة إذ يجبر الرجل على تطليق زوجته التي يحبها بشدة دون سبب وبعد مدة يلتقي بها سرا في أحد الأماكن من هنا يبدأ الصراع النفسي والإنساني بين الزوج وزوجته المطلقة حاول العرض أن يقدم معالجة جديدة وغير تقليدية على مستوى الفضاء المسرحي .
مسرحية (فريجيدير) من الأردن
نص /هزاع البراري
دراماتورجيا وإخراج / الحاكم مسعود
السينوغرافيا / محمد المراشدة
تمثيل / غنام غنام و رزان الكردي وفداء أبو حماد وحسام حازم إضافة إلى كل من محمد المغاريز وحمزة سبيتان
الموضوع / ليست المرة الأولى تدور فيها أحداث مسرحية داخل ثلاجة لحفظ جثث الموتى اليوم و”فريجيدير” هو اسم العلامة التجارية الأميركية للأجهزة المنزلية الكهربائية، وقد اشتهرت هذه الماركة أوائل القرن الـ 20 حتى أصبح الأميركيون يطلقون على أي ثلاجة اسم “فريجيدير” بغض النظر عن الماركة التجارية لها
عد الرؤية الفنية التي قدمها الحاكم مسعود اقتباساً حراً عن نص “زمن اليباب” للكاتب الأردني هزاع البراري حقق العرض صيغة درامية موسيقية انتصر فيها للسينوغرافيا إذ حدد الديكور حركة الممثلين في خطوط متوازية على الخشبة (وبدا هذا الخيار الفني منسجماً مع العالم المتجمد الذي تجسده ثلاجة الموتى والتي يؤدي موظفوها الخمسة حركة أقرب إلى الرجال الآليين بين عمق الخشبة وفي النص الأصلي للعرض يبدو التناص واضحاً مع قصيدة “الأرض اليباب” للشاعر الإنجليزي الأميركي ت. س. إليوت التي حمل الجزء الأول منها عنوان دفن الموتى
ويأتي نص “زمن اليباب” مثالاً ساطعاً عن رغبة كل من مؤلف العرض ومخرجه لاكتشاف معادل موضوعي للعبة المسرحية والخروج كما في الشعر من تمركز الحوار الدرامي حول ذات الكاتب، والتعويض عنها بصراع مع الغيب والأحداث والأشياء التي تجسد فكرة الديمومة ورفض فكرة “الموت الذي لا يموت.
مسرحية (كارمن) من مصر
تأليف / عن كارمن لجورج بيزيه
دراماتورجيا /محمد علي إبراهيم
إخراج/ ناصر عبد المنعم
تمثل / ريم أحمد، ميدو عبد القادر، محمد حسيب، عبد الرحمن جميل، ميار يحيى، لمياء الخولي، أحمد علاء، عصام شرف الدين واحمد بدالي
اعداد موسيقى/ حازم الكفراوى
استعراضات/ سالى احمد
ديكور وملابس / احمد شربي
اضاءة / ابو بكر الشريف
قدمت / على مسرح الطليعة
الموضوع / وتتناول حياة كارمن الفتاة الغجرية المتمرّدة التي تمثل ثقافة الغجر في مواجهة ثقافة المدنية الإسبانية القائمة على النظام والقانون تحولت شخصية كارمن، تلك الغجرية الإسبانية إلى مثير إبداعي لكثير من المخرجين والمؤلفين، فعلى رغم رفض المجتمع المحافظ هذه الرواية وقت نشرها عام 1845، وكذلك رفضه لها عند تحويلها إلى أوبرا، يقال إن بيزيه مات متأثراً بفشلها، فقد أصبحت هذه الرواية وبطلتها كارمن محل اهتمام واسع، سواء من صناع الدراما أو من المشاهدين والقراء.
قصة كارمن تدور، كما هو معروف، حول فتاة غجرية، كانت تعمل في مصنع للتبغ، أحبها الضابط خوسيه لازارا، وبسبب حبه لها، وبدلاً من أن يقودها إلى السجن لتشويهها وجه زميلة لها، أتاح لها فرصة الهرب، فأُنزلت رتبته إلى جندي، ثم تتحول كارمن من عاملة في المصنع إلى فتاة ليل تعمل في إحدى الحانات، وبسببها أيضاً تحول خوسيه إلى لص ثم إلى قاتل، وينتهي به الأمر إلى قتلها، والحكم عليه بالإعدام بعد اكتشافه تلاعبها به وبغيره من الرجال
مسرحية (كيما اليوم) من تونس
تأليف وإخراج ليلى طوبال
تقديم / المسرح الوطني والفن مقاومة
انتاج / المسرح الوطني التونسي بالشراكة مع شركة فن المقاومة
قدمت / في مهرجان الحمامات الدولي
مدة العرض دقيقة 90
الفريق التقني
مساعد مخرج / أمان نصيري
كوريغرافيا / عمار لطفي
مهندس إضاءة / صبري العتروس
مهندس صوت / محمد هادي بلخير
مهندس تقنية المابينق / محمد بدر بن علي
مكلفة بالانتاج / فاتن جوادي
توضيب الانتاج / رضوان بوليفة
ملابس / مروى منصوري
توضيب الركح / لطفي الجبالي
مصمم جرافيك/ سيف هللا قاسم
مكلف بالإعلام / لسعد المحمودي
تمثيل / مايا سعيدان, أصالة نجار, دينا الوسلاتي, فاتن شرودي,خديجة المحجوب, أمان الله التوكابري
الموضوع/ دنيا، طفلة صغيرة نادتها أمها الأرض لتعود إلى أحشائها، بعد أن عاشت خمس سنوات مع البشر، وذاقت أبشع الفظائع كيما اليوم” لوحة مسرحية تختلط فيها الواقعية بالخيال لتعري ما آلت إليه إنسانيتنا نجحت الفنانة ليلى طوبال في نقل جمهورها من الحيرة الفردية إلى تساؤلات إنسانية كبرى عبر عمل فني يعيد طرح السؤال الجوهري كيف نحافظ على جوهر إنسانيتنا وسط عالم تطغى عليه القيم المشوهة؟
إذ ولجت طوبال بأسلوب يمزج بين التخييل المسرحي والتأمل الفلسفي في “كيما اليوم” إلى أعماق النفس البشرية، مستعرضة تناقضاتها وأوجاعها في عالم يعج بالأسئلة الوجودية والقضايا الإنسانية.
وتستهل المسرحية من لحظة غياب الطفلة “دنيا” بعد احتفالها بعيد ميلادها، اختفاء غامض سرعان ما يتحول إلى استعارة مكثفة عن براءة مفقودة وإنسانية ضائعة. وتمثل شخصية “دنيا” محور الحكاية ورمزا للجوهر الإنساني المغيب.
وتختتم مسرحية “كيما اليوم” برسالة مفعمة بالأمل رغم القسوة والضياع، حيث تذكر الإنسان بأن العودة إلى الإنسانية ممكنة وأن الطريق إلى الخير والسلام يبدأ من داخل كل فرد.
ابتعدت طوبال عن السرد الكلاسيكي لتقدم بنية درامية تتقاطع فيها الأصوات والذوات ويتداخل فيها الزمن والمكان حيث تتناوب حالات التأمل الفردي والتجلي الرمزي.
مسرحية (مأتم السيد الوالد) من العراق
تأليف وإخراج /مهند الهادي
وتمثيل /مرتضى حبيب، باسم الطيب، ريهام البياتي، إسراء رفعت مع ضيف الشرف طارق هاشم.
تقديم / الفرقة الوطنية للتمثيل
قدمت/ في مهرجان بغداد الدولي السادس للمسرح 2025
الموضوع / العرض برغم رمزيته الكبيرة جداً إلا أنه في النهاية أوضح حقيقة المضمون من العرض المسرحي المسرحية راوحت ما بين التراجيديا القوية والكوميديا المفرطة.
اسئلة عديدة يطرحها مهند هادي في ‘مأتم السيد الوالد” هل نعرف ذواتنا؟ هل ما نبرزه هو الحقيقة؟ وهل هناك حقيقة واحدة؟ أم لكل وجهة نظر لما بسمى حقيقة أو تاريخ؟ من يكتب تاريخنا هل نحن أم هناك يكتب عوضاً عنا؟؟
تعيش الشخصيات على المتناقضات النفسية والحركية، هي لينة، طيبة امام الوالد وشرسة في غيابه، أبطال الحكاية خمس شخصيات، عائلة متكونة من ابنتين أختين متزوجات من اخويين واب ميت جسدا ولكنه حاضر روحا وغيابه كان السبيل للبحث عن الحقيقة، في المسرحية حاولت الاختين ايجاد حقيقة الاب المتوفي فاكتشوا حقيقتهن الموجعة فهن ايضا اوراق دون جذور.
مأتم السيد الوالد” تجربة بصرية ومسرحية جديدة لمهند هادي، نص ينتفض على الواقع ويدعو الى تغييره، يحطم الاصنام الفكرية والقدسية الزائفة للسلطة، لكاتبي التاريخ ويدعو عبر شخصياته لمراجعة ما وصلنا من قصص الماضي فبعضها زائف تماما زيف انتماء البنتين لاب يقدسونه فاتضح انهن ليسوا بناته، تاريخ بعضه زائف يكتب حسب رغبة الوالد، القائد ايا كانت صفته الدينية أو الاجتماعية والسياسية.
مسرحية “مأتم السيد الوالد” فيها الكثير من الاسقاطات السياسة والاجتماعية، تجربة تشرع للسؤال وتدعوا لتحطيم الاصنام الفكرية والانتفاض عليها وكتابة تاريخ جديد.
مسرحية (مرسل إلى) من مصر
تأليف/ طه زغلول
إخراج /محمد فرج
تمثيل/ محمود الحسين، شموع وائل، طلعت حسين، محمد صبح، عاصم الجوهري، أحمد علاء، طارق المصري، محمد سليمان، محمد هاشم، آية أشرف، ياسمين عبد العزيز، نيرة أشرف، محمد عوض، إسلام عادل، حسين وحيد، چون رؤوف، كيرلس هاني، عمرو رضا سيد. نعمان، محمد الحارث، وعبد الله الحارث.
مصمم الديكور/ محمد طلعت
الإضاءة / عزي حلمي
تقديم/ فرقة السنبلاوين المسرحية
قدمت / على مسرح السامر بالعجوزة، وذلك ضمن مشاركة الهيئة العامة لقصور الثقافة
الموضوع/ وتدور أحداثه في الحربين العالميتين الأولى المفضلة، مسلط الضوء على الصراع بين فرنسا وألمانيا، من وجهة خاصة لشخصية فرنسية، يسترجع معاناته وأسباب اندلاع الحربين، وشهد حضور الناقد أحمد عبد الرزاق أبو العلا، والمخرج حسن الوزير، ولفيف من البداية والعرضيين
إن العرض يناقش فكرة الحرب العالمية الثانية من خلال تناول إنساني لشاعر الفقد، حيث أصيب “سيدة” والده في الحرب العالمية الأولى، ثم شارك ابنها لاحقاً في الحرب العالمية الثانية، فتبدأ رحلة بحثها عنه، ليقدمه بشتى الدراجة.
أن فكرة العرض تؤكد على أن “لا مكسب في الحرب” كان المنتصر أو المهزومو أن هذه الفكرة يجب أن تترسخ لدى الدول قبل اتخاذ قرار بخوض الحرب.
إنه يعتمد على قطع متعددة سهلة التركيب بما في ذلك خدمة العرض، خاصة في مشاهد الحروب والموت.
مسرحية (من زاوية أخرى) من الكويت
تأليف/ مصعب السالم
إخراج/ محمد جمال الشطي
مساعد مخرج / أنوار سعود
تقديم/ فرقة المسرح الكويتي
تمثيل/ أحمد العوضي وسالي فراج وناصر الدوب وحسن إبراهيم وغدير حسن وماجد البلوشي
قدمت / في مهرجان الكويت المسرحي
الموضوع / تدور القصة داخل عائلة تتعرض لجريمة قتل، وما يليه من تحقيق يقوده محقق يستخدم تقنية الفلاش باك ليُحل خيوط الجريمة، ويواجه العديد من التعقيدات والألغاز.
مسرحية (مواطن اقتصادي) من المغرب
تأليف / أحمد السبياع
إخراج / محمود الشاهدي
تمثيل / جليلة التلمسي
تقديم / محترف الفدان للمسرح
قدمت / على خشبة تطوان
الموضوع/ تجربة مسرحية استثنائية وعرض مسرحي جديد يلامس الوجدان بأسلوب مسرحي متميز مع ثلة من المبدعين. يقدم العرض تجربة فنية متكاملة، تجمع بين متعة الأداء العميق ورسالة توعوية هادفة، إذ تتناول المسرحية واقع الانتخابات وأهمية التزام المواطنين بالقيم والمسؤولية، في قالب يلامس وجدان الجمهور ويطرح القضايا بأسلوب درامي مشوق.
للمسار الثاني مسرحية (الجريمة والعقاب) من مصر
تقديم / نقابة المهن التمثيلية
إعداد وإخراج محمود الحسيني عن رواية دستوفسكي
الديكور/ روماني جرجس
قدمت / على مسرح الشباب والرياضة بالقاهرة
الموضوع / استبعد المخرج المصري زياد محمد، الكثير من شخصيات واحداث النص الاصلي، مركزاً على شخصية البطل راسكولينكوف، ومغيراً في مصيره، فبدلاً من إرساله إلى سيبريا لتنفيذ حكم السجن الذي صدر بحقه، كما في الرواية، جعله ينتحر، بإطلاق الرصاص على نفسه، بعد أن ترك رسالة لصديقته سيمونا طالباً منها قراءتها في حضور أمه وشقيقته وكذلك المحقق، يسرد فيها طرفاً من سيرته قبل ارتكاب الجريمة، ودوافعه لارتكابها.
ابدى العرض تعاطفاً مع البطل، إذ اختار له هذه النهاية التراجيدية، والتي تشي بتطهره من آثامه، وإدراكه أن تحقيق العدل لا يتم عبر إزهاق أرواح الآخرين، مهما كانت مفاسدهم.
أياً كان المصير الذي آلت إليه حياة راسكولينكوف، والمغزى الذي أراده المخرج، فقد حافظ المعد على جوهر النص وأسئلته، وصاغ المخرج فضاءه المسرحي بطريقة تحمل وجهة نظر وتثير الأسئلة هي الأخرى، وهو ما يبدو بشكل واضح في مجموعة من التوابيت التي تشغل أغلب الفضاء، مرة يتم استخدامها كتوابيت للدفن، وأخرى كأبواب للبيوت، وثالثة كأسرة يستخدمها البطل للنوم، وهكذا، نخرج من تابوت لندخل إلى آخر، وكأننا في عالم يغلفه الموت ويحيط به من كل جانب، أو كأن هؤلاء الذين أمامنا أحياء موتى
لعل سيطرة دال الموت هنا تشير إلى نوع من الاحتجاج على هذا العصر، فهذا التوحش المالي الذي يسحق الفرد ويفقده كرامته، واحتج عليه دوستويفسكي في روايته، هو نفسه الذي يسود زمننا هذا، فإذا كان راسكولينكوف ضحية عصره والتغيرات التي طاولته، والتي لم يستطع الصمود أمامها، فإننا أيضاً مثله، حيث لم يتغير شيء، ما زال العالم على توحشه ولا إنسانيته. هكذا يطرح العرض رسالته.
لم تسر الدراما في العرض على نحو تقليدي، اتبع المخرج فكرة المونتاج السينمائي، من تقطيع، وتقديم وتأخير، متخذاً من سرد الرسالة وسيلة لسرد الأحداث على نحو أكثر إثارة وتشويقاً.
إن راسكولينكوف (الاسم بالروسية يعني المنفصم) ما هو إلا تجسيد لمعاناة الشباب، في أي زمان ومكان، هؤلاء الشباب الذين يطمحون في العثور على موطئ قدم لهم في هذا العالم المصاب بالجنون، جنون الصراعات والرغبات المحمومة في الاستحواذ على كل شيء وأي شيء، وعندما تتكسر أحلامهم على صخور واقعهم، فإنهم إما يهيمون على وجوههم في عدمية قاتلة، وإما ينتحرون، وإما يرتكبون الجرائم، وكلها موت في النهاية.




