مقالات ودراسات

فيلم “جنون” للفاضل الجعايبي : من نكون لولا صرخة الكلمات ؟


المسرح نيوز ـ تونس| إعلام الهيئة العربية للمسرح

ـ

 

ضمن سلسلة عروض فيديو “فاميليا” التي ينظمها مهرجان المسرح العربي ،كان رواد قاعة “الفن الرابع مساء السبت 13 جانفي 2018 على موعد مع عرض الشريط السينمائي “جنون” للفاضل الجعايبي وجليلة بكار.
سبق هذا الفيلم مسرحية حملت نفس العنوان، عُرضت خلال سنة 2001 وحققت نجاحات لا تحصى في تونس وفي عدد من البلدان في العالم.
تقيّد الفيلم بالقصة الأصلية “يوميات خطاب فصامي” للكاتبة ناجية الزمني ، وبالديكورات التي جاءت على شاكلة ما استخدم للطرح الركحي، واعتمد الجعايبي طرحا ممسرحا أعادنا إلى مشاهد من المسرحية وإلى المناخ الأصلي لهذا العمل في أكثر من مناسبة.
ظهر الإشتغال على شخصية “نون” في الفيلم جليا، فكان نقطة مدعّمة لنجاح الفنان محمد علي بن جمعة الذي ازداد أداؤه ذوبانا وإقناعا ، وكأن المسرح والركح هيّأه لالتهام الدور سينمائيا والإقلاع منه إلى قمة العطاء والإبداع ، فلا أحد ينكر أن تجربة وشخصية “نون” كانتا علامة فارقة في مسيرة هذا الفنان حتى وإن عمد إلى إنكار ذلك في بعض المناسبات.
يعجّ فيلم “جنون” بكمّ كبير من الهموم الوجودية، ويتضمّن طرحا جليّا لمسألة علاقة الفرد بمجتمعه الذي قد يقتل فيه كل الحلم، نحن هنا أمام منظومة فاسدة يهان فيها المريض في المستشفى ويخدّر كلما صرخ وعبّر عن عبء الوجع الذي يسكنه.
جاءت حليلة بكار (الدكتورة ) لتغيّر مفاهيم ومعطيات جامدة داخل هذا المستشفى ولكنها فصلت عن وظيفتها في آخر المطاف.
نُبذت أيضا لانها كانت تعالج “نون” بطريقة مختلفة إيمانا منها بدور الصرخة والكلمات ، “نون” أيضا كان مولعا بالكلمات وردّد أبياتا من قصيدة شهيرة لمنور صمادح ”
الفيلم هو عبارة عن رحلة علاجية ووجودية خارجة عن المعتاد تدفع بحياتين عاديتين الى مصير تراجيدي الإخراج ظل ممسرحا كما هو الشأن بالنسبة للديكور ومع ذلك فان فيلم ” جنون” هو أكثر من مسرحية وقع تحويلها الى فيلم حيث توفق الثنائي جليلة بكار والفاضل الجعايبي الى استغلال التأثير القوى للسينما من اجل تصوير حالة “الفرد” تحت وطأة التأثيرات الاجتماعية المتنوعة.
وقد اختار المخرج الفاضل الجعايبي العمل مع فريقه المعتاد على غرار الممثلين جليلة بكار ومحمد على بن جمعة وفاطمة بن سعيدان الى جانب صالحة النصراوى وعواطف الجندوبي وبسمة العشي وقيس العويديدي وكريم الكافي فضلا عن مشاركة رؤوف بن عمر ومحمد كوكة وصلاح مصدق.
يذكر أن هذا الفيلم وقع عرضه لأول مرة خلال أيام قرطاج السينمائية سنة 2006 ولاحقا في فرنسا وألمانيا سنة 2007.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock