وجوه مسرحية

في ذكرى وفاته.. سعد أردش.. رحلة إبداع من السكة الحديد إلي مسرح الجيب!


المسرح نيوز ـ القاهرة | مصطفى عبدالله 

ـ

استخدم مخازن السكك الحديد في تقديم عروض مسرحية “للهواة، ثم التحق فيما بعد بمعهد التمثيل ليحصل على دبلوم المعهد بالقاهرة، إنه العبقري سعد أردش. الذي تحل، غدًا، الذكرى التاسعة على وفاته.

ولد سعد عبد الرحمن أردش في فارسكور بدمياط عام 1924 لأسرة متواضعة الدخل، بدء حياته كموظف بالسكك الحديد، ولكن لم يحب الوظيفة يوما، فقد كان محبًا للمسرح، وكان يصنع مسرحا في مخازن القطارات بمشاركة أصدقائه متمردا على سبل الحياة القاسية.

«أردش وطليمات»:
ذهب أردش ومجموعة من زملائه خريجى المعهد إلى زكي طليمات، الذي كان وقتها عميدًا للمعهد ومديرًا للفرقة القومية للتمثيل، وطلبوا منه الالتحاق بالفرقة، لكنه اعتذر لقلة ميزانية الفرقة وقتها، والتي كانت لا تزيد عن 7000 جنيها، ولا تكفى لدفع رواتبًا للمعينين الجدد.

«أردش».. وأول فرقة مسرحية:
لم يخنع أردش للظروف فذهب لتكوين فرقته المسرحية “الفرقة الحرة”، متعاونًا فيها مع الكاتب نعمان عاشور بمشاركة سناء جميل وإبراهيم سكر وعبد المنعم مدبولي. وقدموا من خلال هذه الفرقة عرضهم الأشهر “الناس اللى تحت”.

لم تدم هذه الفرقة طويلا فقد أوفد أردش، أواخر الخمسينات، لبعثة دراسية بإيطالية، وتفرقت سبل أبناء هذه الفرقة، وعاد أردش من بعثته أوائل الستينات محملا بأفكار المسرحي الألماني برتولت بريخت ونظريته في كسر “الإيهام”، ليقرر تقديم عددًا من مسرحياته، أولها “دائرة الطباشير القوقازية”، وقد ظل أردش مخلصا لبريخت طيلة حياته حتى أن آخر مسرحية قدمها للمسرح القومى كانت “الشبكة” عام 2007، وهي عن نص بريخت “قيام وسقوط مدينة ماهوجنى”.

تأسيس أردش لـ«مسرح الجيب»:
أسس أردش، في الستينات، مسرح الجيب، والذي كان بمثابة وضع حجر الأساس في مصر للمسرح التجريبي، واضطلع بمسؤلية تقديم العروض التجريبية والطليعية وعمل مديرا له.

رؤية أردش المسرحية:
حلم الفنان سعد أردش أن يعود المسرح لعصره الإغريقي، حيث كانت تلزم فيه الحكومات مواطنيها ليشاهدوا ما يقدم بالمسارح؛ فأهتم هؤلاء الناس بالمسرح كمؤسسة تنويرية تثقيفية تنشر الوعي الثقافي مثل المدرسة والجامعة ودور العبادة؛ فقد كان واجب وطني على كل مواطن أن يشاهد المسرح، فللمسرح دور كبير في إصلاح الحالة الاجتماعية.

«هالو شالبي»..سقطة أردش:
اعتبرت السقطة الكبيرة لأردش هي إخراجه لمسرحية “هالو شلبي” للقطاع الخاص، حسب ما يراه النقاد وقتها، فهو عمل تجاري بحت، كما قيل.

– جوائز ومناصب وتقديرات:
عمل الفنان الراحل أستاذًا ورئيسًا لقسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتدرج في عدة مناصب حتى أصبح رئيسًا للبيت الفنى، كما كان عضوا في لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة.

نال الفنان الراحل العديد من الجوائز والأوسمة منها وسام العلوم والفنون عام 1967، وجائزة الدولة التقديرية من المجلس الأعلى للثقافة، وشملت رحلته الفنية التي استمرت لقرابة 40 عاما أعمالا متميزة سواء في التمثيل أو الإخراج ومن أشهر أعماله “سكة السلامة، المال والبنون، عطوة أبو مطوة، الأسطي حسن، وشباب امرأة” وغيرها من الأعمال التي تعد علامات في مسيرة المسرح والسينما المصرية.

للراحل العديد من المؤلفات الفنية والدراسات والأبحاث والترجمات أهمها “المخرج في المسرح المعاصر”، “خادم سيد درويش”، “ثلاثية المصيف”، “جريمة في جزيرة الماعز”، ” انحراف في مقر العدالة”، “أجوينى”، “بياتريس”، و”كارلو جولدوني” وهي سلسلة مسرحيات عالمية.

كما قدم الفنان الراحل العديد من الدراسات لدوريات فنية وثقافية متخصصة في مصر والعالم العربي مثل “مجلة المسرح”، “فصول الإبداع الفنى”، و”أعلام العراق”.

رحل أردش عن عالمنا، مساء الجمعة 13 يونيو 2008، في الولايات المتحدة الأمريكية، عن عمر ناهز 84 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.

الدستور


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock