مسرحيون سعوديون يفتحون النار: “الرياض” بلا مسرح وطني… و “جمعية الثقافة والفنون”في تخبط
المسرح نيوز ـ القاهرة ـ متابعات
ـ
عرفت الرياض المسرح منذ بدايات التعليم في المملكة في الستينات الميلادية، إذ كانت المدرسة التذكارية بالرياض تقدم المسرحيات التاريخية والاجتماعية في حفلاتها، كذلك مدرسة أنجال الملك سعود (معهد العاصمة النموذجي) منذ أواخر الستينات من القرن الهجري الماضي إضافة إلى معهد سعود الصناعي (المعهد الملكي الفني) والكثير من المدارس الابتدائية والمتوسطة وثانوية اليمامة، كذلك المعهد العلمي ثم جامعة الرياض (الملك سعود حالياً).
والرياض العاصمة الآن تخلو من مسرح وطني مجهز بتقنيات عالية بكواليسه وإضاءاته، كل ما في الرياض قاعات للعروض المسرحية مثل مسرح إدارة التعليم القديم الذي يقع خلف مبنى الأحوال المدنية حالياً ومسرح الجامعة الذي يقع في مبنى كلية العلوم في تقاطع شارع الجامعة وشارع الستين. وأيضاً أنشأت وزارة المعارف قاعة المحاضرات الكبرى في حوالى عام 1392 هـ، وهي القاعة الشهيرة التي احتضنت أهم الاحتفالات والعروض المسرح بمدينة الرياض إلى أن تمت إزالتها عام 1418هـ لإنشاء مركز الملك عبدالعزيز التاريخي.
بحسب “الحياة” يؤكد مدير فرع جمعية الثقافة والفنون السابق المسرحي رجا العتيبي يقول لـ«الحياة» إن المسرح «أبو الفنون وليس أبو الفلوس»، مبيناً أن المسرحيين «يعانون في عرض مسرحياتهم». وقال: «الرياض مدينة كبيرة وعاصمة للمملكة لا يوجد فيها مسرح أسس من أجل المسرح، لأن المسرح يعتبر منطقة فقيرة لا يدخله رأس المال ولا المسؤول، ولا يوجد من ورائه عائد مادي». في حين أوضح المسرحي علي السعيد أنه في عام 1990 افتتحت في كلية الآداب بجامعة الملك سعود شعبة للفنون المسرحية تابعة لقسم الإعلام، «وقد تخرج في هذا القسم عدد من الدارسين، إلا أنّ هذا القسم أغلق بعد تخرج دفعتين من طلابه لأسباب غير معروفة». وقال السعيد: «الغريب والعجيب أن جمعية الثقافة والفنون لا تملك أي قاعة من تلك الموجودة في الرياض، على رغم مرور حوالى 45 عاماً على إنشائها. وهذا يعكس حال التخبط التي كانت ولا تزال تعيشها الجمعية»، مشيراً إلى عدم وجود خطة استراتيجية للتنمية الثقافية بالمملكة، «فمدينة بحجم الرياض لا يكفي مركز الملك فهد الثقافي لسد حاجاتها. فهي بحاجة إلى أربعة أو خمسة مثله على أقل تقدير توزع على جهات الرياض الأربع».
وذكر المسرحي فهد الحوشاني أنه كان هناك «بث مسرحي مكثف جعل للمسرح والحفلات المدرسية حضوراً كبيراً وتقبلاً كبيراً بين الناس، مشيراً إلى الاسهامات الكبيرة للمعلمين غير السعوديين في مسرحة المناهج وتنفيذ المسرحيات التي كانت غالبها تاريخية أو تتناول القضية الفلسطينية.
ويلفت الحوشاني إلى أن العاصمة الرياض «شهدت أول عرض مسرحي رسمي تحت عنوان «ثمن الحرية» عن نص مترجم أخرجه العراقي محسن العزاوي، وكان من بطولة الممثل الراحل عبدالعزيز الحماد في نهاية الستينات الميلادية». وقال: «العاصمة الرياض كما أعتقد تضم عدداً من المسارح الجيدة، تتبع جهات مختلفة والحصول عليها يكتنفه أحياناً بعض الصعوبة لارتباطات تلك الجهات بنشاطاتها»، لافتاً إلى أن جمعية الثقافة والفنون وعلى رغم أن مركزها الرئيس في الرياض، «إلا أنها حتى الآن لا تمتلك مقراً ولا مسرحاً ونشاطها المسرحي أقل كثيراً من نشاط الأمانة على سبيل المثال».
ويرى أن الإشكالية ليست في المكان، «لأن المسرح كائن يمكن له أن يتقولب بحسب الظروف. المشكلة في أن العروض المسرحية تخضع لعوامل مختلفة من بينها المكان الذي يحتاج الى إجراءات لكي يكون متاحاً للمسرحيين ولو أن الجمعية امتلكت مسرحاً لكن هذا إنجاز مهم لها، وهذا من وجهة نظري من أهم مسؤولياتها التي لم تستطع الوفاء بها للمسرح والمسرحيين».