المسرح نيوز ـ القاهرة: مقالات
ـ
د. بشار عليوي : العراق
تأتي المُشاركة العراقية في فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي 32 الذي أسدلَ ستائرهُ منذُ يومينِ خَلَّتا, كنافذة تُشرع على أُفق مسرحي يتجدد في كُل دورة, وهُنا ثمة ما يستدعي المُراجعة لهذهِ المُشاركة بعيداً عن أية توصيفات كلائيشية, بل بوصفها ضوء كاشف لما تُخفيهِ هذهِ المُشاركة من إشارات وأسئلة فأقول :
• الحضور الرسمي والنقابي :
والذي مثلهُ الفنان د. جبار جودي العُبودي مدير عام دائرة السينما والمسرح, نقيب الفنانين العراقيين الذي تعاملَ كعادتهِ بكُل مسؤولية وحرص وقُرب مُتجاوزاً تبديات الشخصية الحكومية الرسمية, مع جميع المسرحيين العراقيين المُشاركين ومُنذُ لحظة وصولنا مطار القاهرة الدولي وحتى بعد انتهاء الفعاليات ومغادرتنا مقر سُكن المسرحيين العراقيين جميعاً, مُطمئناً على الجميع فرداً فرداً, فيما كانتْ لمُشاركتهِ الفاعلة عضواً في لجنة التحكيم, الأثر البارز في الحضور العراقي داخل المهرجان, فلهُ كُل الحُب والإعتزاز والتقدير أخاً وفناناً ونقيباً وإدارياً ناجحاً.
• “سيرك” العراق الصاخب :
عَمِدَ “جواد الأسدي” الى إجراء تغييرات طفيفية على جسد العرض تواكب وتتعاطى مع البيئة الجديدة (مسرح ميامي) والمُناسبة (الفعل المهرجاني التسابقي) وكانَ لهُ ما أراد. لقد أحدثَ تقديم العرض العراقي ” سيرك” في المهرجان نقطة أستقطاب لجميع مُرتادي المهرجان والمُشاركين وضيوفهِ, حينما قَدمَ الوجه المُشرق لمسرحنا العراقي المؤثر في الساحة المسرحية العربية,
فكان صانعو “سيرك” في الموعد فاستحقوا كُل الإشادات والحفاوات المُستحقة من قبل جميع من حضر العرض, لتتوج سيدة المسرح العراقي الفنانة القديرة “د. شذى سالم” بجائزة أفضل مُمثلة في المهرجان, والمُتجدد والمُجتهد دوماً “د. علاء قحطان” بجائزة أفضل ممثل “مُناصفة”, والفنان الكبير “د. جواد الاسدي” بجائزة أفضل نص, فيما ترشح العرض لعدد آخر من الجوائز, فمُبارك لهم ولنا هذا الحضور الفاعل, وقد شهد العرض حضور نوعي للجالية العراقية في مصر يتقدمهم سفيرنا لدى مصر د. قحطان طه خلف.
• المحور الفكري:
شاركَ المسرحيون العراقيون بصفاتهم وذواتهم الإبداعية, في المحور الفكري من خلال مُشاركة الباحثين د. عبد الكريم عبود ود. منتهى طارق المهناوي في ندوة (المسرح والذكاء الاصطناعي) ود. يوسف هاشم في ندوة (المسرح والتنمية المستدامة) وعلي ماجد في ندوة (المسرح والمابعديات) عبرَ أوراقهم البحثية, فيما أثرى الفنان والباحث د. محمد سيف المهرجان من خلال صدور ترجمتين لهُ (مسارح الطبيعة) و (الميتاتياتر والتناص) ضمن إصدارات المهرجان.
• رد الجميل للمُعلم المسرحي سامي عبد الحميد:
في لفتة معرفية صادقة, بادرت إدارة المهرجان الى تخصيص ندوة خاصة باسم رد الجميل, كُرستْ لإستذكار والإحتفاء بالتجربة الثَرّة للمُعلم المسرحي العراقي الراحل “د. سامي عبد الحميد” بوصفهِ واحداً من أحد أبرز رجالات المسرح العراقي والعربي, وقد شاركَ فيها عبرَ أوراق بحثية كُلاً من الفنان د. ميمون الخالدي والفنان د. عبد الكريم عبود والفنان د. بشار عليوي, فكانتْ هذهِ الندوة واحداً من أبرز إشراقات المهرجان حينما شهدت مُشاركات مُهمة لعدد من المسرحيين العراقيين والعرب في استذكار مناقب المُعلم وخصالهِ منهم, فيما حضرها العديد من أبناء الجالية العراقية في القاهرة.
• تكريم الفنانة الراحلة د. أقبال نعيم :
ضمن باقة الفنانين من مُكرمي الدورة الـ32 من المهرجان, حضرَ تكريم مُتميز للفنانة المسرحية الراحلة د. أقبال نعيم, تقديراً لمسيرتها المسرحية الزاخرة, وقد تسلمتْ شقيقتها د. أقبال نعيم التكريم من وزير الثقافة المصري د. أحمد هنّو ورئيس المهرجان د. سامح مهران خلال حفل الافتتاح بدار الأوبرا المصرية.
• الاعلام العراقي في المهرجان :
واكبَ الإعلام العراقي فعاليات المهرجان بشكل عام والمُشاركة العراقية بشكل خاص, من خلال مواكبة مكتب فضائية العراقية في القاهرة بإدارة الإعلامي د. ياسر رعد العلي, عبرَ تغطية حفلي افتتاح واختتام المهرجان وعرض “سيرك” وندوة تكريم د. سامي عبد الحميد, وكذلك مواكبة موقع ” مجلة المشهد” بإدارة الإعلامي د. عبد الحسين علوان, وموقع “مجلة سفن أرت” للاعلامي ماجد لفتة العابد الذي قام ببث مباشر لجميع الفعاليات.
ولكن في ندوة تكريم د. سامي عبد الحميد وبعد انتهاء مُشاركة د. ميمون الخالدي ومُشاركة د. عبد الكريم عبود, قامَ بقطع البث المُباشر عن ثالث المُتحدثين (كاتب السطور) في تصرف غير مهني وغير مفهوم وبعيد عن أبجديات العمل الإعلامي وحياديتهِ !
• ضيوف المهرجان :
حضرَ عدد من المسرحيين العراقيين وبدعوة رسمية من إدارة المهرجان, في جميع الفعاليات وهُم كُلاً من الفنانة د. عواطف نعيم , ود. سهى سالم ود. عبد الحسين علوان.
