إصدارات
مفارقات التجريب المسرحي والوعي بفعل القراءة للدكتور عبد العالي السراج.. تقديم د. عبد الرحمن بن زيدان
المسرح نيوز ـ القاهرة| إصدارات
ـ
عزيز ريان ـ المغرب
مفارقات التجريب المسرحي والوعي بفعل القراءة
للدكتور عبد العالي السراج
تقديم :الأستاذ الدكتور عبد الرحمان بن زيدان
صورة الغلاف مشهد من مسرحية “نايضة” لفرقة تراس للفنون إعداد و إخراج أمين ناسور، الصورة بعدسة منير المحيمدات
نقرأ من التقديم الذي كتبه الدكتور عبد الرحمان بن زيدان :”يعود الباحث عبد العالي السراج إلى المنظومات الفكرية والفينة لأعلام التجريب المسرحي في الغرب دون أن ينسى استعراض نظرياتهم، والوقوف على مصادر المخرجين والنقاد أصحاب
الفضل في نقل المسرح الغربي من حالة إلى حالة، ومن نموذج سائد إلى نموذج كل أزمنته محسوبة بجرأة وحب التغيير. بمعنى أن التغيير هو فعل إجرائي تكمن نتائجه في كل ما حققته القفزة المعرفية في شكل اشتغال هذا التجريب المتعدد الاشتغالات حسب اختيار كل مخرج حقق ثورته بالشكل الذي يناسب اختياراته.
تركز كل طروحات هذا المصنف على تعدد الأسئلة المتعلقة بأصول هذا التجريب، وعلاقته بالورش والمعامل التي خاض فيها
المخرجون تجريب الثورة على الأنماط السائدة في الإنتاج المسرحي، وتحريك كل الإجابات بعرض مفاهيم التجريب بعد الوقوف على الطبيعة الإشكالية لدلالات ومعاني هذا التجريب في المسرح الغربي وهو يسعى إلى تحقيق تشكلات جديدة للعرض المسرحي الجديد دون الإخلال بكل الجماليات التي تجعل المنتوج البصري منسجما مع الفنون التي تدخل في تشكيل العرض.
هناك تحفظ في الخطاب الذي تبناه الباحث عبد العالي السراج يتعلق بالتصريح الواضح، والموقف الجلي وهو يتحدث عمن يتحدثون عن التجريب المسرحي بسطحية ملحوظة حيث لا يبذلون أي جهد في القيام بعملية حفر معرفي بحثا عن أصول هذا التجريب، وتاريخه، وتحولات المفاهيم حول شكل وجوده وتطوره، وهذا مبرر موضوعي كان وراء صياغة الأسئلة حول إشكالات هذا التجريب الذي ظل مسكونا بإعادة النظر في مكونات الفعل المسرحي الذي أراده أن يكون مرتبطا بالمختبر وبالمعمل وبالفلسفة، وبعملية التجاوز التي على أساسها يتم بناء النظريات بمفاهيم تساعد على تحديد عناصر التجريب في المسرح.
لقد كانت كل الإجابات التي قدمها الباحث عبد العالي السراج في هذا المصنف منطلقة من المفاهيم التي ارتبطت بأعلام التجريب في الغرب، من بينهم بيتر بروك، برتولد بريخت، ستانيسلافسكي، غروتوفسكي، أنطونان أرطو، ومارتن إسلن، كلهم أعادوا النظر في فراغ الركح لتأثيثه بحيوية العلامات الجديدة للعرض بدء بالاشتغال على الجسد في علاقاته بكل الوسائط المختلفة التي تضفي على العرض جمالية مدهشة تؤسس ثقافة الصورة التي لا تحيل إلا على حياتها رفقة علامات أخرى تكمل معناها…”