“موزة المزروعي، مريم سلطان، رزيقة طارش، وسميرة أحمد” 4 فنانات ساهمن في تأسيس ونهضة المسرح الإماراتي
المسرح نيوز ـ القاهرة ـ متابعات
ـ
ساهمت 4 فنانات إماراتيات في تأسيس ونهضة المسرح المحلي، وكان لهن محطات شديدة الخصوصية في عالم “أبو الفنون”، وهن موزة المزروعي، مريم سلطان، رزيقة طارش، وسميرة أحمد.
وتنفرد الفنانة موزة المزروعي بلقب أول فنانة مسرح إماراتية، ولاتزال تذكر مصاعب وتحديات البدايات، وكيف أنها كانت تضطر للتخفي أحيانًا في طريقها إلى المسرح، من أجل إنقاذ جهود زملائها من الفنانين الذين كانوا حتى ذلك الوقت يضطرون للقيام بأدوار نسائية، في ظل غياب أي وجه نسائي يقبل مواجهة التحدي الرافض لصعود المرأة على خشبة المسرح.
ولا تترد المزروعي في الإشارة بفخر إلى تلك المرحلة المبكرة في تاريخ المسرح المحلي، بما شابها من مواقف سببت لها ضغوطًا اجتماعية واقتصادية، إلى الحد الذي وصلت معه الضغوط إلى تهديد سلامتها وحياتها من أجل التراجع عن الصعود إلى الخشبة، لتضرب المزروعي مثالًا نادرًا في الوفاء لفن الخشبة، دون أن يعوقها ذلك عن أداء واجباتها كأم، فضلًا عن المهام الوظيفية التي أثبتت أيضًا كفاءة وقدرة ملحوظتين فيهما.
وإذا كانت المزروعي جديرة بشهادات الفنانين المعاصرين لها أنفسهم، بلقب الفنانة المسرحية الأولى، بمعيار تاريخي، فإن معيار الوفاء والعطاء لمختلف الفنانين، خصوصًا الشباب والناشئين، ومن هم في مراحلهم الإبداعية الأولى، احتفظ للفنانة مريم سلطان بلقب “أم المسرحيين”، بعد مسيرة وفاء للخشبة وصلت الآن إلى نحو 40 عامًا، بحسب صحيفة “الإمارات اليوم”.
سلطان التي لاتزال تحافظ على عطائها للمسرح، كانت بمثابة أم حقيقية للفنانين، ليس من خلال النصائح الفنية، وأيضًا القيمية فقط، بل أيضًا من خلال الدور الاحتوائي؛ إذ كانت تأخذ على عاتقها دومًا تجهيز الطعام في منزلها، لتحمله إلى زملائها وأبنائها أثناء انشغالهم بتجويد أدوارهم في كواليس مسرح دبي الشعبي، الذي كان بمثابة بيتها الثاني.
وعبر مسرح دبي الشعبي أيضًا نسجت الفنانة سميرة أحمد حكايتها الأولى مع المسرح، بعد أن جذبها ألقه، وهي التي تجاوره في ذات الفريج تقريبًا؛ إذ ظلت أحمد تحافظ على بروفات أول مسرحياتها سرًا، قبل أن يصل الأمر إلى الأسرة التي قابلت ذلك بمعارضة، لم يثنها سوى تغيير الفكرة السائدة عن مشاركة الفتاة في الأعمال الفنية عمومًا.
وتتذكر أحمد أول أيام عرض مسرحيتها الأولى، الذي كان بمثابة يوم إعلان أنها أصبحت ممثلة، في وقت لم يكن أهلها يعلمون أنها أقدمت على خطوة كهذه، لتجابه بتعنيف شديد من الأسرة، منعها من التواصل مع المسرح عامين متتاليين، قبل أن يتمكن بعض من أعلام المسرح في ذلك الوقت من إقناع الأهل بالفكرة، ومنهم خالد سرور المعصم، وعبداللطيف القرقاوي، وأيضًا موزة المزروعي التي مارست دورًا كبيرًا في ذلك، بفضل انتمائها لذات الفريج، لتصبح بمثابة الدليلة لها في عالم التمثيل، لدرجة أنها كان يسمح لها باصطحابها من أجل تصوير المسلسل التلفزيوني “عائلة بوناصر”، في خطوة جعلت انتماءها للوسط الفني أمرًا واقعًا.
ولاتزال أحمد التي خاضت تجربة إنتاج فني ثرية، عبر تأسيس شركتها الخاصة بعد كل هذه السنوات، ترى أن المسرح منحها الكثير، وعلى رأسه تعزيز دورها كامرأة، وكيف أنها عبره وجدت صوتها مسموعًا أكثر من أي مكان آخر.
الوقوف عند محطة رزيقة طارش يعني محطة شديدة الثراء والتنوع، سواء في أدوارها المسرحية أم التلفزيونية، وعلى الرغم من أن طارش التي بدأت كأصغر مذيعة إماراتية وقت إطلالتها عبر إذاعة أبوظبي، تكاد تكون انقطعت عن الأعمال المسرحية منذ عرض مسرحية “عجيب غريب”، بعد نجاح عرضه مسلسلًا متعدد الأجزاء، إلا أنها لاتزال ترى المسرح بوابتها الأكثر رحابة، وأحد أسرار إمدادها الدائم بألق لا يغيب عنها، تستشعره في أعماقها ليمدها بحالة من الثبات والرضا والرؤية المختلفة للحقائق حولها.
ــــــــــــــــ
العين