المسرح نيوز ـ القاهرة ـ نصوص مسرحية
ـ
اغم 2: صديقنا أصبح فيلسوفا
اغم 1: الموت سياحه في اللامرئي ، نمشي في محطاته ، تنوع امكنته تجعله مثيرا ، وبنفس الوقت موحشا ، ولأنه غير مسموع ، نكاد لا نفهمه جيدا ، لا نتودد له ، اذا مرت عجلته قريبا منا ، نتوقف خشبة ان تنحرف فتسحق وجودنا ، لكنه سائق ماهر لا تنام عينه ابدا ، لا ينحرف عن طريقه المرسوم ، يذهب إلى مقصده بعزم ، ينفذه برشاقة ، يرحل عنا بعد تنفيذ عمله باتقان ، تاركا بحيرة من المفاجأة التي تثير الحزن والبكاء ، على من فقدناه أو على ما سوف تفقده قريبا ، ربما صديق أو اخا أو اختا أو أما أو أبا ، او، تكثر العناوين والمكانة ، لكنه لا يتوقف أمامها كثيرا ، ولا تنكسر همته ، بل شعاره العدالة في تنفيذ مهمته ، لا فساد ولا علاقات مشبوهة مع الموت ، كل نفس ذائقة الموت ، قد يكون طعمه مرا ، أو طيبا ، بحسب استعداد مشاريع الموتى ، في التواصل معه واللقاء به ، بعد طول تردد وخوف ، لكن تأتي ساعة الاحتضار التي هي الجولة الاخيرة في مشوار الحياة . بانتظار الضربة القاضية بعد انتهاء جولاته التي قد تكون الجولة الأولى. او السابعة أو الخامسة عشرة ، لا فرق المهم اننا سنذهب الى عالم لامرئي ، هناك يكرم المرء ولا يهان ، لانه عالم تجاوز الحد والوزن واللون .
اغم 3: ما هذا الكلان الكبير ولك ؟
اغم 1: أنه تراكم المعرفة بالحياة والموت
اغم 3: يعني تريد تمول انت اكثر فهما للحياة والموت منا ؟
اغم1: نعم
اغم 3: سنقتلك الان ! أخبرنا ما هي طريقة قتلك ؟ أخبرنا الان
اغم 2( يتمتم بأغنية )
اغم 3: اصمت .. لا تغني
صمت يعم المكان
#الغمان
#الغمان
((تدخل امراة باذخة الأنوثة ، تتمايل أمامهم ، الغمان الثلاثة ، ينظرون مندهشين ، ))
اغم 1: منذ فترة طويلة لم أر امرأة ؟
اغم 3: حقا . .أنها امرأة وليس دمية ؟!
اغم 1: طبعا ..هي امرأة ، من لحم ودم ، انظر الى اهتزاز جسدها ؟!
اغم 3: نعم .. الاهتزاز واضح .
(( تتحرك المرأة بغنج ذهابا وايابا ))
(( يندفع أغم 1نحوها ، اغم 3يصيح به ))
اغم 3: اثكل
(( المرأة مازالت تمشي متبخترة، تضحك بصوت عال ))
اغم 2: اسكتي ..انا افكر .. لا تعكرين مزاج التفكير
المرأة : شدعوة عيني ، اربكت تفكيرك ، شنو تفكيرك شارع عام وسديته.. ياه .. شوف الازدحام , السيارات تختنق من الوقوف ، اسكت لك ابو التفكير ..
(( اغم 2يردد ))
عجائز على ابواب مراكز التجميل
“ليت الشباب يعود يوما ”
أصبح واقعا
نحقق امنيتك في نصف يوم
شعار ينتشر في مواقع التواصل
السحب والنفخ والشفط
الشيخوخة احساس بأن التجاعيد شبكة عنكبوتية في العقل والجسد
لا يمكن أن يعود احساسك الى الوراء
كوني شابة تنعمين بالحيوية بعد العملية
بشرط أن لا تضحكين بفرح
ولا تبكين بصراخ
ولا تسحبين راسك الى الوراء في قاعة الرياضة
خوفا من الانفجار
(( الغمان الثلاثة يضحكون بهستيريا ))
(( تتوقف المرأة عن المشي ، على وجهها الغضب ، تمشي بخطوات سريعة نحو اغم 2 تصفعه صفعة قوية ، يسكن الجميع , صمت متوتر ))
المرأة : عيد هذه الكلمات وشوف شلون امددكم تنزع حذائها ، بالكعب على روسكم الفارغة ))
(( اغم 2يزحف نحوها مثل كلب مطيع ، يتكور تحتها يمسكب بالحذاء ))
اغم 2 ،: اعتذر
المرأة : كوم لك .. ما بيك خير
(( الى اغم 3))
المرأة : تعال لك
اغم 3: انا ؟!
المرأة : تخرج مقص الاظافر ))
تعال قص اظافري ، واياك أن تقترب من اللحم ، لان يشعرني بالألم
(( يجلس اغم 3، يقص اظافرها ))
المرأة : اخخ.. ما بك ، اثول ، منين اجيب الي يريحني
اغم 1 : انا اريحك!
المرأة : تعال، (( تدفع يقدمها اغم 3))
((بعد سيطرة المرأة على المكان وضم مجموعة الغمان لها ، تابعين صاغرين ، أرادت الترفيه عن نفسها قليلا , صاحت بصوتها العذب ))
المرأة : من منكم يرفه عني قليلا
اغم 2،: طوع بناتك يا مولاتي
المرأة : احجي عدل لك
( الى اغم 1) قم .. ارقص
اغم 1: يرقص بطريقة مضحكة
المرأة : لك هذا رقص ، هسة اعلمك الرقص على أصوله
الغمان يصفقون ويصفرون
( ترقص المرأة ) بإحترافية عالية
احدهم ينهض للرقص معها ، توقفه بصفعة ، صمت اغم 30يعود الى مكانه
المرأة : اشعر بالملل
اغم 1: ما رايك نمثل ؟
المرأة : تمثلون علي ؟!
اغم 1: لا نمثل مسرحية كتبتها ، وقرأتها لاصدقائي اكثر من مرة ، حتى حفظوها ، ما رايك تمثلها امامك ؟
( المرأة تحرك راسها بالموافقة )
اغم 1لنوزع الأدوار …انت ( الى اغم 3) دور الطاغية ، وانت ( اغم 2) دور الراوي ، وانا الحاجب
هيا لنبدأ ، كيف الحفظ وفهمكم للشخصية ؟ اريد استرخاء وانت تمثل ، تمام ؟
اغم 3و اغم 2: بصوت واحد … تمام
اغم 1: هيا … لنبدا
اغم 2: استيقظ طاغية فوجد الشوارع خالية ، تعود يوميا على مشهد التهليل والتصفيف والانبطاح امام قدميه !!صاح منزعجا )
الطاغية : اين الشعب ؟
الحاجب ؛ ماكو شعب يا مولاي
الطاغية : وين راح ؟ وما معنى غيابه عني و الترحيب بي ؟
الحاجب : ببساطة لا أحد في هذا البلد ..فقط انا وانت يا سيدي !!
الطاغية . اين ذهب الشعب ؟
الحاجب : والله يا سيدي تعرف الجود من الموجود .. شعبك منهم من قتل ومنهم من شرد خارج الحدود !!
الطاغية ؛ هؤلاء اعرفهم ، سؤالي وبالتحديد ، أين شعبي المنافق؟
الحاجب : ((ضاحكا )) وجدوا طاغية جديد حار ومكسب ويدفع اكثر !!
( ضحك جماعي من برنامج تسلية كان يبث في التلفاز )
الطاغية : يضحكون علي ؟
الحاجب : سيدي هذا برنامج بغير مملكة ، ما وراء البحر ، ليش تأخذها على نفسك ؟!
الطاغية: لا هذه برامج هدفها تلويث عقول شعبي والتمرد علي
الحاجب : سيدي خيالك واسع ، وتدبيرك عالي ، ربطك بين هذا البرنامج الصباحي الموجه للاطفال ، وحال دولتك ، مثير للاعجاب.، انحني لك إعجابا بدلا من شعبك
الطاغية : اسكت ، أو في رواية أخرى اصمت ،
الحاجب : مثقف
الطاغية : طبعا اقرا شعر كثيرا
الحاجب : تحفظ شعر ؟ فد بيت رحمه لوالديك ؟
الطاغية : لك ما تشبع ، خلصت الاراضي بس قضم وخمط ، كم بيت عندك ؟ غير الي ما اعرفها . جاوب !
الحاجب : انت وين رحت ، اسالك حافظ بيت شعر يا مولاي ، وخلي ذاك الموضوع ؟ عين الحسود فيها عود
الطاغية : لك نسيتني الموضوع الأهم
الحاجب : ما هو ؟
الطاغية : هذا الإعلام المعادي دمر مملكتي ، ولازم أوقفه عند حده ..
نادي وزير الإعلام حالا ؟
( يتصل الحاجب بالموبايل ) شلون
قلت ..وين ؟ الى ما وراء البحار
افه.. كبرناه وشبعناه وتالي تركنا أو في رواية أخرى باعنا
الطاغية : اني عرفت ، هذا الإعلام بي رائحة وزيرنا الهارب ، شوف اجمع لي لجنة استشارية لدراسة وضع استراتيحية إعلامية بنيوية لمواجهة هذا الزحف الاعلامي المضاد الذي يربك البناء الفوقي والتحتي للدولة ( تصعد عنده الحماسة ) ولأننا دولة مترامية الأطراف ، شعبها ينعم بالرخاء والرفاهية ، طيرها ودوابها
يشعرون بالأمان ، قررنا ( يتعب ) للحاجب اعطني ماء يخليك ربي
الحاجب ( يركض ) هاي شنو لا يوجد ماء
الطاغية : شوف بالثلاجة
الحاجب : (يفتح الثلاجة ) تصوصي !!
الطاغية : تصوصي ؟!
الحاجب : يعني فارغة يا مولاي
الطاغية : شوف كبير الطباخين ، خلي يجهز الفطور
( الحاجب يتصل ) عفوا مولاي .. تلفونه مغلق
الطاغية : وامصيبتاه . . شلون راح نفطر
الحاجب :سهلة اني اسوي فطور عالي المقام
يالله روح
الطاغية : ( وحده ) قتلني الجوع ، شعبي تركني وحيدا ، حتى وزيري فلت بعيدا ، هذا الخائن يستحق اعدام مبرمج بمهنية عالية ، تجعل أنفاسه تفر منه رويدا رويدا ، حتى يزرق وجهه ، وتنتفخ رقبته مثل حمار تخنقه لبوة جائعة ، انا حزين لاني وحدي في هذه المكان القفر ، الكل تركني ، فقط هذا الحاجب الوفي
(يدخل الحاجب)
الحاجب : لا استطيع تحضير الطعام
الطاغية : لا تستطيع
الحاجب : نعم .. لان ببساطة لا يوجد اي شي في القصر ، فقط الأرضية والجدران ، وغرفتك هذه !!
يبدو أن القصر تعرض للسرقة
الحاجب : كيف ؟ اين حراسي ، وكاميرات المراقبة ؟
الحاجب : كل شي معطل ، الحراس هربوا بكل شي ، لم يبق في هذا المكان سوى انا وانت وسريرك البارد ، وهذه الستائر الذابلة !!
#الغمان
الجزء الاخير
( الغمان الثلاثة يزحفون باتجاه المرأة ، يريدون احتلالها ، تنتبه لهم )
المرأة : صعب جدا الاقتراب أكثر ، ستاكلكم نيراني !!
اغم 3: لا احتراق ، المهم أن تكوني معي ، لي وحدي..
اغم 2: انت لا تفهم بالنساء ، أنهن يردن رجلا قويا ، سندا يحتمين به ، يوم الشدائد
اغم 1: لا .. هي تريد رومانسية ، اضواء هادئة ، وطبق مكسرات ، لتكون مشاهدة فلم السهرة مجدية ، قبل الاندماج في ماساة البطل
المرأة : ماذا تريدون ؟
(الثلاثة ينظرون لبعضهم )
اغم 3: ها .. نعم ..ماذا نربدك منك؟
اه .. تذكرت ..نريدك ايتها القطة الشرسة
مخالبك عيد مصفى ، اجرحي وجهي ليسيل دمي شوقا ..
( المرأة تضحك )
اغم 2: افرشي جانحيك ، لنطير ، في سماوات لا يعرفها البشر ولا الجن ، لأنك كون باكمله ، يتيه الناس ولا يصلون إلى مقامك العلوي !!
( المرأة تضحك )
اغم 1:( صمت )
المرأة : (باستغراب ) الا تتودد لي ؟ قل شيئا
اغم1: لا شي
المرأة : لا شي ..يأتي من لا شي !!!
اغم 🙁 يضحك ) هاي الجملة ليست لك
انها للملك لير
المرأة : نعم ..هو ابي ..
اغم 1: ( يضحك حد القهقهة ) ، ابوك ، لا بالله
المرأة : افهم يا غبي ، هو ابي في المسرحية ، انا كورديليا ، طبعا في التمثيل !
اغم 1: انت ممثلة ؟
المرأة : نعم .. ممثلة ، خرجت من المسرح غاضبة ،. ابكي ،
اغم 1: على ابيك. ؟!.
المرأة : لك يا. ابي ، تبقى اثول ،!!
(( اغم 3و اغم 2، يضحكان ))
المرأة تلتفت نحوهما ، يقطعان الضحك )
االمخرج المتصابي ، فضل علي ممثلة أخرى ، ليست لانها افضل مني في تمثيل الشخصية ، يعني موهوبة ، بل لأنها فاتنة اكثر مني ، وساخنة اكثر مني ، وشرسة اكثر مني
( تبكي بصوت عالي )
( تضع راسها على. كتف اغم 1)
( اغم 3واغم 2) بصوت واحد
العب
( اغم 1 ) يمسد شعرها بأصابعه
ارجوك لا تبكي ، ليست هذه الفرصة الاخيرة. في حياتك , كلنا ممثلون ، نتفاوت في مهارة التجسيد والاقناع، عندي مقترح ؟
( المرأة وهي تبكي ) ما هو ؟
اغم 1: مثلي معنا الأميرة المغرورة .. ما رايك
المرأة : اين المسرح ؟ اين الاضواء ، اين الخشبة
؟
اغم : نحن قوم غادرنا هذه المسميات ، نمثل حيث نكون ، حتى لو كنا في الحمام !!
اغم 3: نعم … المسرح الحمامي
اغم 2: قرات بيانه الاول الذي أطلقه هذا الاغم .. ( يشير بأصبعه الى اغم 1)
اغم 1: اصمتا
المهم الان ، ان هذه الحسناء يتوقف بكائها ، وتكون سعيدة معنا ، نحن الغمان ، في مسرحيتنا التي تمتاز بالغمامية ، ستكونين يا سيدتي بدور الأميرة الغمة ))
المرأة : تصفق وتصبح ، واوووو
(الكل يردد ) واووو
