“التاريخ يقول” ( معالجة مسرحية لمنهج التاريخ للصف الثالث الإعدادي والثانوي والسادس الابتدائي)للكاتب: محمد أبو العلا السلاموني
محمد أبو العلا السلاموني
ـ
”التاريخ يقول”
( معالجة مسرحية لمنهج التاريخ للصف الثالث الإعدادي والثانوي والسادس الابتدائي )
( المنظر )
” بانورما تعبر عن التاريخ المصري الحديث – خريطة القطر المصري والعلم المصري – لوحة تعبير حركي غنائي راقص بالأزياء التاريخية المعبرة عن تاريخ مصر الحديث- يدخل الراوي والراوية من جانبي المسرح “
الراوي : الليلة نتحدث عن تاريخ نضال الشعب المصري.. والتاريخ المصري بحق هو أقدم تاريخ في العالم.. المصريون هم أصحاب أهم وأعظم وأجل حضارات الدنيا..
الراوية : تاريخ المصريين .. هو تاريخ الوطنية.. تاريخ العزة والأخلاق القومية .. تاريخ المجد المصري.. والفكر المصري .. والفن المصري
الراوي : تاريخ ثقافتنا الوطنية.. تاريخ الطهطاوي ومحمد عبده وعلي عبد الرازق والعقاد وطه حسين ونجيب محفوظ.. بل هو تاريخ الفكر الإنساني وحضارة سبعة آلاف سنة من تاريخ الدنيا..
الراوية : ولذلك أسمينا مصر المحروسة أم الدنيا.. وستبقي دوماً أم الدنيا .. كل الدنيا.. ولذلك.. فلتنتبهوا معنا..
الراوي : أم الدنيا .. كانت دوماً مطمع أعداء الدنيا.. حاول أن يغزوها الهمجيون.. من ليس لديهم أي حضارة.. أو مدنية كالهكسوس أو البدو أو العبرانيين يهود بني إسرائيل..
الراوية : أو يغزوها من كان لديهم أطماع استعمارية كالفرس أو الإغريق أو الرومان.. لكن ظلت مصر كما كانت شامخة كالدهر..تعطي لا تأخذ .. تبني لا تهدم .. تمهل لا تهمل..
الراوي : ذلك أن التاريخ يقول .. والحق نقول..مصر ستبقي صامدة.. كصمود أبي الهول، وصمود الأهرامات .. وبناة الأهرامات
( يسمع نشيد مصر تتحدث عن نفسها – وقف الخلق )
الراوي : هذا ما كان من سالف العصر والأوان.. أما الآن فلندخل في أحداث تاريخ الشعب المصري لنؤكد للعالم عظمة هذا الشعب من صنع التاريخ قديماً وسيصنعه الآن .. وبعد الآن
الراوية : فتري ماذا يقول التاريخ ؟
التاريخ يقول .. والحق نقول..هذا الشعب المصري يحتفظ بسر أبدي..
الراوي : هذا السر ..هو الوطنية المصرية..
نعني حب الوطن المصري والتضحية بكل نفيس وثمين.. هذا هو حب المصريين..
(تنطلق أغنية عبد الوهاب ” حب الوطن فرض عليه ” بأداء حركي وغناء جماعي )
الراوية : والآن فلنتتبع هذا السر المكنون في تاريخ المصريين لنعرف ماذا يقول التاريخ .. وماذا نحن نقول.. ولنبدأ هذا التاريخ بتمهيد من مصر الأيوبية والمملوكية..
الراوي : التاريخ يقول في هذا العصر.. هزمت مصر الغزو الهمجي التتري القادم من آسيا (يظهر مشهد من فيلم واإسلاماه) (وكذلك هزمت كل جيوش الغزو الإفرنجي القادم من أوروبا( (مشهد للناصر صلاح الدين )
الراوية : أسرت منهم قواداً وملوكاً مثل لويس التاسع ملك فرنسا.. لم تقتله ولم تمثل بجثته كما فعل البعض بنا.. ذلك أن الشعب المصري شعب متحضر ليس بهمجي أو تتري أو إفرنجي..
الراوي : حقاً الشعب المصري شعب متحضر .. يعرف قيم الدنيا والدين.. عكس جماعات أو دول متطرفه تتحدث باسم الدين.. تقتل .. تذبح .. وتمثل بالقتلي وتقطع أيدي ورؤوسا باسم الدين..
الراوية : فتعالوا لتروا ماذا حدث لمصر علي أيدي أولئك من جاءوا باسم الدين.. نعني غزو العثمانيين .. أسوأ حكم في تاريخ المصريين.. جاءوا ليغزونا باسم الدين .. والدين بريء منهم حتي يوم الدين..
الراوي : السلطان المصري المدعو قنصوة الغوري ( تظهر صوره السلطان الغوري ) دافع عن مصر وقاتلهم واستشهد.. قتلوه وداسوه بحقد أسود..
الراوية : هزموه بسبب خيانة خاير بك .. أحد العملاء الخونة في الشام..
السلطان المصري طومان باي.. قاتلهم وبكل شجاعة حتي أسروه كان من الممكن ألا يقتل مثل لويس التاسع .. لو كان لديهم حكم متحضر..
الراوي : إذ إن الأسر له قانون .. ولايدعو الدين إلي قتل الأسري؟
فلنشهد معكم ماذا فعل العثمانيون بطومان باي بعد الأسر.. )يظهر طومان باي مأسوراً أمام السلطان سليم الأول العثماني)
طومان باي : أو تقتلني يا سلطان العثمانيين ؟ تقتلني وأنا سلطان المصريين..
سليم الأول : ولماذا لا أقتلك يا طومان باي وأنت المهزوم ؟
طومان باي : أنا أسير حرب .. والأسير لا يقتل يا سلطان ..
سليم الأول: بل أقتلك لأنك حاربتني..
طومان باي : كنت أدافع عن وطني مصر..
سليم الأول : مصر ليست وطنك .. أنت مجرد مملوك..
طومان باي : ولكني عشت في مصر .. أكلت من خيراتها وشربت من نيلها ولفحتني شمسها وأعرف فضلها ..
سليم الأول : مع ذلك سأقتلك..
طومان باي : إذن فأنتم همجيون .. وحكمكم حكم همجي ظالم .. لا يعرف حقاً من باطل..
سليم الأول : بل نحن ظل الله في الأرض .. نمثل الخلافة الإسلامية .. نحكم باسم الدين
طومان باي : كذابون ومخادعون لأن الدين لا يدعو إلي قتل المأسورين..
سليم الأول : أنا الخليفة .. وحكمي هو حكم الدين.. ونتهمك بالكفر وبالعصيان.. أشنقوه علي باب زويله..
طومان باي : الدين بريء منكم ومن خلافتكم يا عثمانيون (يأخذونه ويعلقون المشنقة حول رقبته لشنقه علي باب زويلة) في لوحه تعبيرية “
الراوية : أرأيتم ظلم العثمانيين ؟ شنقوه علي باب زويلة باسم الدين.. أو هذا هو الدين ؟ يا خلفاء بني عثمان.. يا من ترفع رايتكم باسم الإسلام.. لكن الإسلام بريء منكم حتي يوم الدين..
الراوي : شنقوا طومان باي ..وقتلوا كل الجند المصريين المأسورين.. هذا ليس فقط .. بل حكمونا باسم نظام عثماني متخلف.. أسوأ حكم في التاريخ..
الراوية : وضعوا الخائن خاير بك .. أو خاين بك ليحكمنا باسم العثمانيين.. ويظل الحكم العثماني ثلاثمائة عام .. يحكم بالفقر وبالجهل وبالأمراض حتي يأتي بطل مصري لكن من أصل مملوكي.. هو علي بك الكبير .
الراوي : كان لديه شعور بالعزة والوطنية (تظهر صورة علي بك الكبير ) آمن بالشعب المصري وبالمصرية.. إذ إن الوطنية إحساس ومشاعر خلقية..
الراوية : إيمان بالوطن وبالروح القومية .. بغض النظر عن العنصر والدين أو الجنس أو العصبية.. ولهذا .. وبنزعته المصرية قام علي بك بحركته الوطنية لاستنقاذ المصريين من الغزو العثماني المتخلف..
الراوي : حرر مصر المحروسة والشام واليمن والأرض الحجازيه.. كون في أربع سنوات إمبراطورية مصرية ليعيد إلي مصر الدور القومي لها في المنطقة العربية .. وعادت مصر قوية وعفية..
الراوية : آمن بالوحدة العربية ولذلك وضع يده بيد الشيخ ضاهر العمر في فلسطين لمقاومة العثمانيين تجار الدنيا والدين.. وتحالف هذان البطلان العربيان ضد الحكم المتخلف.. حكم الطغيان..
الراوي: هذا البطل المملوكي علي بك الكبير كان بروفة البطل الألباني محمد علي باشا قبل ثلاثين سنة.. الاثنان أحبا مصر وعشقا الوطنية وأقاما إمبراطورية مصرية وأعادا الدور القومي لمصر ولأمتها العربية.
الراوية: لكن خيانة قائده المدعو أبو الدهب أدت لنهايته الدموية.. ونهاية إمبراطوريته المصرية..
فوا أسفاه (يظهر أبو الدهب وبيده خنجر يطعن به علي بك الكبيبر من الخلف)
علي بك : ( وهو يتماسك ) تخونني يا أبا الدهب وتطعنني من الخلف.. تخونني وتخون وطنك مصر.. تخون شعبك المصري صاحب الفضل عليك..
أبو الدهب : هذا ليس وطني وليس شعبي .. أنا مملوك إلا أنتمي ألا لنفسي
علي بك : إذن فأنت ملعون ..مصر هي من آوتك وجعلت منك القائد لتحميها لا لتخونها.. أو تنكر فضل مصر عليك وعلينا نحن المماليك؟
أبو الذهب: لكن العثمانيين وعدوني أن أكون الوالي علي مصر بدلا منك..
علي بك : بل لتكون خادماً لهم تعمل لصالحهم وليس لصالح مصر
أبو الدهب : أنا لا يهمني سوي مصلحتي وأن أحكم مصر وحدي.
علي بك : مصر تلعنك والتاريخ يلعنك لأنك خنت مصر وسلمتها لأعدائها من الغزاة العثمانيين
أبو الدهب : سأحكمها باسم الدين وباسم سلطان العثمانيين وخليفة المسلمين..
علي بك : كذاب وحقير والدين بريء منكم إلي يوم الدين (يسقط علي بك قتيلاً مع لوحه غنائية معبرة)
الراوي : أرأيتم نهاية هذا البطل الوطني علي بك الكبير .. مات شهيداً كالأبطال ومن سبقوه كالسلطان الغوري والسلطان طومان باي .. أما المدعو أبو الدهب والأنسب أن ندعوه أبو الخيانة..
الراويه: التاريخ يقول كان أبو الدهب بداية حكام من المماليك العملاء الخونة.. كمراد بك وإبراهيم بك ..ومن وضعوا أيديهم في أيدي الغزاة العثمانيين كخاير بك.. وتسبب موقفهم وخيانتهم في قتل الروح الوطنية عند المصريين..
الراوي : لكن التاريخ يقول .. والحق يقول.. الوطنية في مصر لا يمكن أن تقتل وتموت.. كلا.. الوطنية تسكن قلب الشعب المصري وتنمو كالجبروت..
الراوية : ومهما كان الطاغوت.. لا يمكن روح المصريين تموت.. وتولد دوماً وتعود.. هذا ما أثبته التاريخ المصري.. حين أتت حملة نابليون إلي الشرق.. نابليون البطل المغوار جاء بأسطورته المنتصرة في أوروبا (تظهر صورة نابليون )
الراوي : ظن بأن المصريين سيأتون إليه ركوعاً وسجوداً ليخلصهم من حكم العثمانيين وأمراء المماليك الخونة..لكن المصريين بكل ذكاء عرفوا أن العثمانيين وأمراء المماليك من العملاء الخونة وكذلك نابليون وحملته.. الكل غزاة.. لا فرق هناك.. الكل غزاة وطغاة.
الراوية : فتري ماذا فعل ولاة الأمر من العثمانيين أو المماليك الخونة ضد الحملة؟
أو بالتحديد ماذا فعل الوالي العثماني ومراد بك وإبراهيم بك المملوكان المنتميان لسيدهما الخائن أبو الدهب وسيدهم الخائن الأول خاير بك؟
(يظهر الوالي العثماني ومراد بك وإبراهيم بك)
الوالي : (وهو يولول) أرأيتم يا بكوات .. أرأيتم تلك الكارثة الكبري يا حضرات..
إبراهيم بك: ( ببرود ) هديء من روعك يا باشا ..روق دمك..
مراد بك : لا تحمل هما يا باشا .. رقبتنا سدادة..
الــوالي : وإذن ماذا تنتظرون وحملة نابليون علي الأبواب؟
إبراهيم بك : نتدبر أمر الخطة يا باشا..
الــوالي : خطة .. أية خطة يا بك؟
(يفتح إبراهيم بك خريطة مصر)
إبراهيم بك : شوف يا باشا .. سيقود مراد المعركة علي الضفة غرب النيل في إمبابة عند الأهرامات ..ماشي .. وأنا سأقود المعركة هنا في شرق النيل في المحروسة .. ما رأيك ؟
الـوالي : كارثة كبري يا بكوات .. كارثة عظمي يا حضرات..
مراد بك : لم يا باشا كفي الله الشر..
الــوالي : ولماذا لا تتحد جيوشكما في جيش واحد .. مش ده أحسن ؟
إبراهيم بك : أنا لا مانع عندي يا باشا .. لكن مراد يرفض
مراد بك : (بعنجهية) كلا.. برقبتي وحدي يا باشا.. أمال ..مماليكي يمكنهم إحراز النصر من دون مماليكك ياسي إبراهيم بك .. طبعاً .. أنا وحدي
إبراهيم بك : وحدك .. ابقي قابلني إن شاء الله
مراد بك: سيبك منه يا باشا وصدقني ..ولسوف تري جيش مماليكي كيف يدمر جيش المدعو نابليون .. ماهي إلا ساعات ثم أعود بكل رءوس عساكره وأعلقها في أسوار المحروسة كالفوانيس..
إبراهيم بك : ابقي قابلنيا بك..
الــوالي : حسناً .. ماذا تنتظر إذن يا مراد بك ؟
مراد بك : إني ذاهب .. نعم ..ذاهب ولسوف أعود لكم بالنصر..
( يجرد سيفه ويلوح به بطريقة مسرحية ) بالنصر (يخرج متعاجباً )
إبراهيم بك : ( ضاحكاً مستهزئاً ) مجنون.
الــوالي : ماذا؟ أولا تلحق به يا بك؟
إبراهيم بك : أأنا مجنون..
الــوالي : ماذا تعني ؟
إبراهيم بك : أعني أني هنا في مأمن..
الــوالي : مأمن ..؟
إبراهيم بك : طبعاً.. إن تم له النصر فإذن ما دخلك يادار الشر.. أما إن قدر أن يهزم وسيهزم بالطبع .. فلسوف يكون لدينا متسع للتفكير وللتدبير ..
الــوالي : ماذا تنوي بالله عليك ..؟
إبراهيم بك : ( ضاحكاً ) سأولي الأدبار يا باشا أو لست تفكر مثلي في هذا..؟
الـــوالي : بالطبع أفكر يا بك..
إبراهيم بك : وإذن هيا يا باشا نعد الخطة للزوغان.. نحمل ما خف من الأوزان..وما قد غلا من الأثمان..
الـــوالي : عفارم يا بك .. عفارم عليك..
إبراهيم بك : هيا يا باشا .. (يحملان الأمتعة ويسرعان بالهروب )
الاثنان: زوغان زوغان كل حي في مكان.. (مشهد لحرب نابليون في موقعة الأهرامات )
الراوي : أرأيتم ماذا فعل ولاة الأمر من العثمانيين أو المماليك الخونة؟
تركوا مصر غنيمة حرب في أيدي نابليون وولوا الأدبار..فتري ماذا فعل المصريون العزل في وجه الحملة؟
الراوية : الحق نقول .. والتاريخ يقول..
في تلك اللحظه ظهرت عظمة هذا الشعب المصري ومعدنه الوطني .. حين انفجرت ثورته الأولي في القاهرة المحروسة من قلب الأزهر (تسمع الهتافات)
الراوي : ثم تلتها ثورته الثانية الكبري حتي انهارت أحلام الحملة في مصر وعاد القائد نابليون يأساً من هذا الشعب.. وكان زعيم الثورة في هذا الوقت السيد عمر مكرم نقيب الأشراف (يظهر السيد عمر مكرم حاملاً البيرق النبوي ومن خلفه المصريون حاملين الرايات والنبابيت يهتفون)
عمر مكرم : فلتنتبهوا يا كل المصريين .. في زمن يتغلب فيه الشر .. ويعربد فيه الظلم ويغتر.. نتقدم نحن رجال الأزهر ركب الثورة والثوار..نأتي كالغيث بأرض القفر.. نأتي كالظل بحر الظهر..
أحد الثوار : نأتي كمنائر في ليل الظلمات ، كمآذن تعلن عن وقت صلاة الثورات
عمر مكرم : نحمل فوق أعنتنا الكلمات القدسية في قاموس الإنسان.. ليرددها الناس جميعا ً في كل مكان.. نأتي لنقول علي مجري الأزمان..
الجـــميع : الله العدل .. الله الحق .. الله النور ..الله الخير..
آخـــــر : الله الباعث للثورة ضد الظلم وضد الشر وضد الأوثان الشريرة في زمن القهر
عمر مكرم : أيضاً نأتي بالقوة نخرجها من أعماق الضعف.. نأتي بالعظمة من بين البسطاء.. كي نخرج من طين الأرض المصرية كل عطاء.. حتي يأتي الفرج المعهود بلا إبطاء.. هذا هو ما نعهده دوماً في مصر المحروسة مصر البسطاء .. مصر العظماء..
( أغنية مصر التي في خاطري مع تعبير حركي )
الراوية : هذي هي روح الثورة في الشعب المصري .. الروح القومية في الشعب المصري انطلقت لتعبر عن قوتها وأصالتها..وتمثلت الروح القومية في بطل مصري من أعماق الأرض المصرية
الراوي : وهو السيد مكرم قائد ثورات القاهرة المحروسة ضد الحملة ..هذا السيد مكرم جاء يؤكد عودة روح المصريين القومية.. وليعلن أن بداية عصر النهضة في مصر سيأتي لا ريب..
الراوية : وأن النهضة لا تأتي إلا بالأيدي المصرية وإرادتها الحرة.. كانت رؤيته ثاقبة وقوية.. تستشرف عظمة مستقبل مصر.. ورأي أن الحل يكون بإسقاط نظام الحكم العثماني الفاسد.. والمتمثل في الوالي العثماني الظالم خورشيد باشا..
الراوي : جمع السيد عمر مكرم كل فئات الشعب المصري .. من الحارات والميادين ..دعاهم لمظاهرة عارمة حول مقر الوالي خورشيد باشا بالقلعة ( تظهر صورة للقلعة مع هتافات الجماهير )
هتافات : يسقط يسقط خورشيد باشا .. يسقط يسقط خورشيد باشا ..
الشعب يريد إسقاط خورشيد باشا..
الراوية : ظلت ثورتهم تشتعل لمدة تسعين يوماً في ميدان القلعة.. ظلوا معتصمين هنالك ليلاً ونهاراً في الميدان وحول القلعة.. ومطالبهم كانت إسقاط نظام الحكم الفاسد والوالي خورشيد باشا..
الراوي : الآن دعونا نتأمل ونفكر فيما كان ..
أوليست تلك بروفة ما حدث بثورة 25 يناير في ميدان التحرير ؟
أوليس عجيباً وغريباً ان تتشابه هاتان الثورتان.. والميدانان.. القلعة والتحرير .. ( يظهر تمثال عمر مكرم في ميدان التحرير )
الراوية : بل إن وجود التمثال الرائع للسيد عمر مكرم في ميدان التحرير.. هو بمثابة إلهام لشباب الثورة .. حتي سقط نظام مبارك في عدة أيام ..
(يظهر عمر مكرم أمام خورشيد باشا علي عرشه )
خورشيد : ماذا تريد مني يا سيد عمر مكرم؟
عمر مكرم : أنا لا أريد منك شيئاً يا باشا.. الشعب المصري هو الذي يريد..
خورشيد : وماذا يريد الشعب المصري ؟
عمر مكرم: يريد إسقاط النظام وعزلك وخروجك من مصر..
خورشيد : تعزلونني .. وقد ولاني السلطان عليكم .. أنسيتم قول الله تعالي ” يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم “..
عمر مكرم : الطاعه لولي الأمر العادل يا باشا .. أما الظالم فلا طاعة له.. بل إن السلطان والخليفة نفسه نعزله إذا كان ظالماً..
خورشيد : بل هذا كفر وعصيان..
عمر مكرم : أنسيت يا باشا ماذا قال أبو بكر رضي الله عنه حين تولي الخلافة ” لقد وليت عليكم ولست بخيركم .. فإن أحسنت فأعينوني .. وإن أسأت فقوموني “
وها نحن الآن نقومك يا باشا ونعزلك ونخلعك ونطردك ..
خورشيد : هراء.. لن تستطيعوا أن تعزلوني إلا بأمر السلطان العثماني..
عمر مكرم : بل نعزلك بأمر الشعب .. لا بأمر الخليفة أو السلطان..
خورشيد : هذا تجديف في حق السلطان خليفة المسلمين فاحذر يا سيد مكرم أن يحكم عليك الخليفة بالكفر والعصيان..
عمر مكرم : لا تخيفنا بتهمة التكفير أو العصيان يا باشا فنحن لا نخشي إلا الله..
خورشيد : وأنا أرفض أن أتنازل عن الحكم يا سيد مكرم..
عمر مكرم : سوف نرغمك علي التنازل يا باشا
خورشيد : إذن سأعلن عليكم الحرب..
عمر مكرم : ونحن سنعلن عليك الثورة .. (تسمع هتافات )
هتافات : يسقط يسقط خورشيد باشا.. يسقط يسقط خورشيد باشا..
الشعب.. يريد.. إسقاط خورشيد باشا
الراوي : خورشيد باشا كان عنيداً قاوم ثورة مصر المحروسة بغباء وبحمق..ولهذا اجتمع الزعماء بدار المحكمة الكبري لمناقشة الأمر..
( دار الحكمة الكبري بوجود القاضي والسيد عمر مكرم وبعض زعماء الشعب )
القاضي : ما رأي السادة في خلع الوالي خورشيد باشا؟
هل من معترض ضد الخلع.. ( صمت ) حسنا.. قد قرر وكلاء وزعماء المحروسة في الجلسة بالإجماع.. قراراً تاريخياً يقضي بخلع الوالي خورشيد باشا والطرد بعيداً عن مصر ..
أحد الزعماء : فلنكتب للباب العالي كي يصدر فرماناً بالخلع وفرماناً لينصب واليًا آخر..
عمر مكرم : كلا يا شيخ ..هذا حق المجلس ليس الباب العالي.. حق الخلع وحق التنصيب هما كل لا يتجزأ .. وهما من حق الشعب ولذلك أقترح بأن نختار الوالي الآن..
القاضي : ما رأي السادة أعضاء المجلس ؟
الجمـيع : يا سيد مكرم نحن جميعاً نثق برأيك .. قد فوضنا أمر الترشيح إليك..
القاضي : هل من معترض في أن يختار السيد مكرم هذا الوالي بدلاً من خورشيد باشا المخلوع ( فترة صمت ) وإذن فلتعرض رأيك يا سيد مكرم ..
عمر مكرم : فليسمح لي مجلسكم أن أعرض شخصاً نتداول فيه الرأي ، أعني محمد علي باشا قائد جند الألبان.. هذا رجل لم نعهد فيه سوي التأييد لنا ضد المماليك وضد الترك وضد تدخل بريطانيا ..وإذن هو رجل وقف بجانبنا وقت المحنة..
حقاً هو الباني الأصل .. لكن ولاء الرجل لنا ولمصر ولهذا يحسب له لا شك سمعتم عن موقفه حين تخلي عن تأييد الوالي خورشيد باشا ضد الشعب هذا رجل مصري النزعة.. ونقدره حق التقدير .. هذا هو رأيي يا حضرات..
القاضي : ما رأي السادة أعضاء المجلس .. (صمت ) وإذن قد وافق أعضاء المجلس
بالإجماع علي تعيين محمد علي باشا ليكون الوالي بدلاً من خورشيد باشا الظالم بشروط الشعب.. ( لوحه معبرة عن انتصار الشعب واختيار محمد علي )
الراوية :أرأيتم كيف اجتمعت رغبة وإرادة شعب المحروسة.. كي تختار البطل المختار ليحكم مصر.. اختاروا وبذكاء فطري وبحدس وبإلهام رجلاً وجدوا ضالتهم فيه..
الراوي : اختاروا رجل العصر وبطل المرحلة الصعبة .. رجل الأقدار..إذ وجدوا فيه البطل المنقذ من حكم عثماني متخلف.. كي ينطلق بهم نحو النهضة وبناء الوطن.. وعودة مصر إلي الدور القومي..
الراوية : محمد علي ألباني الأصل .. لكن مصري النزعة..
الراوي : الظاهر بيبرس مملوكي الأصل ..لكن مصري النزعة..
الراوية : صلاح الدين كردي الأصل .. لكن مصري النزعة..
الاثنان : الغوري وطومان باي وعلي بك الكبير.. مماليك الأصل ..لكن التاريخ يقول هم مصريون.. عاشوا في مصر وحاربوا أعداء مصر .. ودفنوا في مصر .. كأبطال عظماء..
الراوي :وكما قلنا .. العبرة بالوطنية وبنزعتها المصرية.. بغض النظر عن العنصر والدين أو الجنس أو العصبية .. يكفي أن محمد علي باشا هو باني مصر ومخرجها من عصر الظلمات العثماني .. إلي عصر النور المدني ( يظهر محمد علي وهو يستقبل السيد عمر مكرم والزعماء.. لتنصيب محمد علي والياً علي مصر )
محمد علي : أهلاً بالسيد عمر مكرم والزعماء..
عمر مكرم : ( وهو يمد يده ) ضع كفك في كفي يا محمد علي باشا.. لنهنيء أنفسنا بك.. الليلة نغلق بك صفحات كانت أحلك ما قد مر بمصر من الظلمات.. كي نبدأ معك وبك صفحات نحو النور ونحو العدل ونحو الحريات
هتافات : تحيا مصر .. ( ترتفع أصوات المصريين بالهتاف والغناء ) هل تسمع صوت المصريين يا باشا .. المصريون أولئك هم من خلعوا الليلة خورشيد باشا الظالم .. خلعوه ليختاروك لأنك تؤمن بالمصريين وتعشق مصر.. فهل تعشقها حقاً ؟
محمد علي : أقسم يا سيد مكرم أني لم أحبب وطنا أو أعشقه مثل المحروسة مصر.. مصر الممتدة في الآفاق كجنه عدن.. لا أحد يعرف مثلي قدر بلاد يجري فيها نهر النيل كمصر.. لا يعرف أحد قدر العظمة في هذا الوادي الأخضر مثلي يا سيد مكرم .. مصر المحروسة في قلبي .. في عقلي .. في وجداني .. في كل كياني.. وسأصنع منها الدرة في مفرق هذا الشرق
عمر مكرم : وإذن دعنا لننصبك علينا واليًا تحكمنا بالحب وبالعدل وبالحق (السيد مكرم والزعماء ينصبون محمد علي والياً علي مصر بارتداء الكرك والقفطان وهما من شارات الحكم بينما ترتفع دقات الدفوف وموسيقي الأبواق احتفالاً بالتنصيب )
الراوية : ويقول التاريخ .. إن اختيار الشعب لمحمد علي كان هو التوفيق من الله.. إذ إن محمد علي كان وبالفعل.. قد أنقذ مصر وأدخلها عصر النهضة.. هو أول من أنشأ جيشاً وطنياَ.. وأعاد الدور القومي لمصر.. هو أول من حقق إنجازات في كل مجالات حياة المصريين..(مشاهد لآثار محمد علي )
الراوي : لكن.. هل تتركه الدول الاستعمارية ليحقق نهضة مصر؟ كلا.. الدول الاستعمارية.. بريطانيا وفرنسا وروسيا وبروسيا والنمسا والسلطان العثماني .. الكل تآمر ضد محمد علي باشا حتي لا تنهض مصر.. وبالتالي لا تنهض أمتها العربية..
الراوية : حقاً لا نهضة للشرق من دون المحروسة مصر.. وفقاً لمقولة شاعرنا المصري .. حافظ إبراهيم:
أنا إن قدر الإله مماتي لا تري الشرق يرفع الرأس بعدي
( يدخل القنصل البريطاني بصحبة سكرتير محمد علي حيث يجلس محمد علي علي العرش )
السكرتير : هذا قنصل بريطانيا العظمي يا مولاي..
محمد علي : ماذا لديك أيها القنصل ؟
القنصل : باسم الدول الأوروبية أحمل لجنابك اتفاقية لندن..
محمد علي : الدول الأوروبية.. ما شأن أوروبا بهذا الأمر..
القنـــصل : مولاي الباشا يعلم أن المسألة الشرقية تعني أوروبا بالتأكيد..
محمد علي : تعني أطماع أوروبا في الشرق
القنـــصل : هل تسمح لي أن أقرأ نص الاتفاقية ؟
محمد علي : حسنا اقرأ يا قنصل
القنـــصل : (وهو يقرأ من الورقة) اتفقت دول أوروبا المجتمعة في لندن أن تسحب كل جيوشك من كل ولايات السلطان مقابل أن تحكم مصر وعكا..
محمد علي : ماذا .. مصر وعكا؟
القنصل : إكسكيوز مي .. هذا هو أول بند
محمد علي : مجنون أنت ..هل أترك أرض حجاز العرب واليمن وأرض الشام وجزر كريت وإقليم الأناضول وجيوشي علي أبواب الآستانة .. أتركها كي أحكم مصر وعكا؟
القنصل : هل أقرا بنداً آخر يا باشا..
محمد علي : بل اغرب عن وجهي..
السكرتير : مولاي.. فلتسمع باقي بنود الاتفاقية ثم تقرر ماذا تفعل..
محمد علي : أتريد بأن استمع لسخف أكثر من هذا ؟
السكرتير : لا بأس .. أكمل يا قنصل بريطانيا فالباشا يسمع لك..
القنصل : حسنا .. تمهلك الدول الأروبية يا باشا عشرة أيام كي تقبل أن تحكم مصر وعكا.. وألا تحرم من حكمهما ولا تبقي لك غير ولاية مصر..
محمد علي : مرحي.. أهناك هراء أكثر من هذا ؟
السكرتير : فلندع القنصل بكمل يا باشا..
محمد علي : أو مجنون أنت .. يكمل ماذا هل أكمل لك ما سوف يقول .. اسمع سيقول بأني إن لم أقبل حكم ولاية مصر خلال العشرة أيام الأخري أحرم من حكم ولاية مصر ولا يبقي لي شيء .. أو ليس كذلك ؟
القنصل : حقاً وكأنك تقرأ نص الاتفاقية يا باشا..
محمد علي : أرأيت .. أرأيت هراء أوروبا؟
السكرتير : مهلاً يا مولاي.. هل ما زال هناك بنود أخري يا قنصل بريطانيا؟
القنصل : أرجو الباشا أن يصبح رحب الصدر ليسمع آخر بند..
محمد علي : لن أسمع شيئاً بعد.. أنا أرفض ما قيل وما سوف يقال..
القنصل : لاشك جنابك يطلب رداً من أوروبا في حالة هذا الرفض..
محمد علي : ماذا تعني بالرد ؟
القنصل : يقول البند ( يقرأ ) إن رفض محمد علي باشا التنفيذ تتعهد دول أوروبا المتحالفة مع السلطان بتنفيذ الاتفاقية بالقوة والعنف..
محمد علي : ويحك.. أتهددني ؟
القنصل : إكسكيوزمي .. لا شك جنابك يعلم أني رسول أوروبا لا أكثر..
محمد علي : حسنا.. أحمل هذا الرد .. فلتعلم أوروبا أني لن أترك شبراً من أرضي الخاضعة لحكمــي مهما كان .. وإذا كانت أوروبا تزمع حــربي سأحــاربها في أي مكان (أصوات حرب وقتال)
الراوي : وتحالفت الدول الأوروبية جمعاء.. وبتأييد من سلطان العثمانيين .. العثمانيون الخونة من حكمونا باسم الدين.. وضعوا أيديهم في أيدي الدول الاستعمارية ضد المصريين.. ليعيدوا مصر إلي عصر الظلمات..
الراوية : يا ويلتنا .. النكسة حدثت لمحمد علي باشا .. نزعوا منه الأرض ولم يبق له إلا مصر ..
الراوي : كان من الممكن أن يصمد للنكسة مثل جمال عبد الناصر – في 56، 67 لكن لم يفعل..
الراوية : كان من الممكن أن يبني الجيش ثانية مثل جمال عبد الناصر بعد النكسة.. لكن لم يفعل..
الراوي : كان من الممكن أن يقوم بحرب الاستنزاف مثل جمال عبد الناصر.. لكن لم يفعل..
الراوية : بل كان من الممكن أن يعبر بالجيش إلي النصر مثل السادات.. لكن لم يفعل
الراوي : هل يعرف أحد منكم .. لم لم يفعل ذلك ؟
سنقول لكم.. ذلك أن الشعب المصري .. كان وراء جمال عبد الناصر
الراوية : لكن محمد علي باشا وا أسفاه تخلص من زعماء الشعب ليحكم وحده.. ونفي السيد عمر مكرم والزعماء.. لو كان السيد عمر مكرم معه والزعماء .. لكان له شأن آخر
الراوي : ولكان انتصر بهم .. كما انتصروا من قبل علي نابليون فرنسا وفريزر بريطانيا.. لكن وا أسفاه .. لم يقدر أن يفعل شيئاً دون مساعدة الزعماء
الراوية : وبذلك عادت مصر المنتكسة تحكم بولاة ضعفاء وجهلاء .. ليس لديهم ثقه أو حب للشعب أو الزعماء .. كعباس الأول.. (تظهر صورة عباس الأول )
الراوي : عباس الأول هذا كان يري الشعب الجاهل أساس حكما من شعب متعلم.. ولهذا ألغي التعليم وأغلق كل مدارسه .. من انشأها والده محمد علي باشا وا اسفاه..
الراوية : وجاء الوالي سعيد .. (تظهر صورة سعيد) ولم يصلح شيئاً مما أفسده عباس الأول .. لكن أصدر لائحة سمحت للفلاحين المصريين بتملك الأرض الزراعية .. تلك الأرض التي احتكرها نظام الحكم العثماني الفاسد..
الراوي : وكذلك وافق أن تحفر في مصر قناة كبري تربط بين البحرين الأبيض والأحمر.. بل تربط بين الشرق وبين الغرب .. في أعظم مشروع كان علي وجه الأرض.. وهو المشروع القومي الأول في مصر.. مشروع قناة السويس ( مشهد لحفر القناة )
الراوية : وافتتح المشروع إسماعيل خديوي مصر بحفل أوبرالي اسطوري.. أذهل كل العالم.. (مشهد لأوبرا عايده وموسيقي فيردي )
الراوي : وأتي إسماعيل بإصلاحات أكثر.. كان لديه حلم أن يجعل من مصر المحروسة دولة مدنية حديثة يجعلها مثل الدول الأوروبية .. (تظهر صورة اسماعيل )
الراوية : أنشأ أول مجلس شوري النواب ، فتح أعالي نهرالنيل ليحفظ حق الشعب المصري في نهر النيل، أنشأ دار الكتب المصرية ومتحف مصر الفرعونية وبني كوبري قصر النيل..
الراوي : لكن هل يتركه الاستعمار الأوروبي ليبني مصر ؟
كلا بالطبع ..كان الاستعمار له بالمرصاد .. كما فعلوا مع جده محمد علي باشا.. عزلوه من الحكم ووضعوا بدلاً منه الخائن توفيق.. (تظهر صورة توفيق )
الراوية : حقاً هو خائن حين تحالف مع بريطانيا ضد الشعب المصري.. وثورته الشعبية.. نعني الثورة العرابية .. كان عرابي أول جندي مصري يصبح من قواد الجيش المصري، والجيش المصري هو عنوان الوطنية والحافظ للأمن القومي الوطني..
الراوي : الجيش المصري .. مدرسة الوطنية والأخلاق القومية وعماد الدولة وكيان الأمة.. والحافظ لحدود الوطن المصري.. منذ العصر الفرعوني وحتي الآن..
الراوية : كان عرابي حزيناً من أجل الجيش المصري ولم يعجبه حال الوطن المصري.. فقام بثورته المعروفه باسم الثورة العرابية.. ذهب إلي توفيق الخائن ليطالبه بمطالب شعب المحروسة (عرابي وجنوده أمام الخديوي توفيق والقنصل البريطاني )
توفيق : ( بلكنة تركية ) ليه عرابي جيت هنا بالجيش سراية عابدين ؟
عرابي : جينا يا مولاي نقدم لك مطالب شعب مصر..
توفيق :( بتكبر ) إيه مطالب فلاحين ؟
عرابي : أولاً لابد من عزل الوزارة المستبدة .. ثانياً لا بد من مجلس نيابي .. ثالثاً إصلاح نواحي الجيش وحالات الجنود..
توفيق : أمان ربي أمان.. فلاحين تطلب مطالب.. انتوا فاكرين إيه عرابي؟
عرابي : شوف يا مولاي .. دي مطالب شعب مصر .. ما فيش تنازل..
توفيق : (جانباً للقنصل الإنجليزي) قوللي مستر .. إيش أقول ؟
القنصل : (بلكنة أجنبية) كله مرفوض أفندينا خديوي .. كله مرفوض .. الخديوي موش يخاف..
توفيق : عفارم .. الخديوي موش يخاف (متشجعاً) مستحيل أحمد عرابي .. مستحيل نقبل مطالب فلاحين .. احنا نملك بر مصر .. دي وراثة عن جدودنا من زمان وانتوا إيه أحمد عرابي .. فلاحين .. فلاحين .. يعني عبيد..
الجنود : ( يصيحون ) موش عبيد .. موش عبيد ..شعبنا حر ومجيد..
توفيق : ( متراجعاً ) أمان ربي أمان..
أحمد عرابي : يا خديوي.. شعب مصر اللي أنت سامعه شعب حر .. شعبنا موش ورث أو سلعة تبيعوا وتشتروا فيها .. شعبنا اليوم مستحيل يقبل وصاية .. شعبنا اليوم شعب ثائر..شعب رافض كل أغلال المستغلين والطغاة.. يا خديوي .. الهدوء في شعبنا عمره ما كان يعني الهوان .. شعبنا جمرة مسيرها تشتعل لما يئون ليها الأوان .. مهما كانت رحلة التاريخ وأبعاد الزمان .. برضه حايئون الأوان .. ثورته تصبح طوفان ..
القنصل : شوف عرابي .. دي مطالب مدنية .. وأنت راجل عسكري .. يعني إسقاط الوزارة.. ده تدخل وانقلاب..
عرابي : لا يا قنصل..موش تدخل وانقلاب.. دول جنود مصر الشباب ..احنا بنعبر عن الشعب اللي جيشنا أصله منه .. أصل جيشنا من ولاد الفلاحين.. أصل جيشنا من نجوع مصر العتيقة .. من كفور قبلي وبحري .. من شباب زرعوا بأيديهم أرض وادي النيل لآلاف السنين ..موش من الشركس أو الترك أو المماليك .. هو ده جيشنا اللي أصله فلاحين..
توفيق : يعني إيه رأيك عرابي ؟
عرابي : ( بحزم ) الرضوخ للشعب كله ولمطالبه ولإرادة جند مصر الفلاحين..
القنصل : ( محذراً ) وأن رفضنا؟
عرابي : من يعارض رأي أمة.. مين يعارض رأي شعب.. مين يقاوم زحف جيش الفلاحين.. مين يقف في وجه طوفان شعب مصر..شعبنا يا قنصل بريطانيا موجه عالي .. لما يعلي يبقي طوفان .. يبقي نيران ..يبقي ثورة .. يبقي بركان ( ترتفع هتافات الجنود رافعين البنادق في رقصة تعبيرية تعبر عن الانتصار )
هتافات : تحيا مصر .. تحيا مصر .. ربنا معاك يا عرابي ..مصر وياك يا زعيم
الراوي : وانتصر الجيش المصري وحقق كل مطالب مصر المحروسة..الوزارة تشكلت .. كونوا مجلس نيابي .. أصلحوا حال الجنود..
الراوية : لكن خديو مصر الخائن كان علي صلة بالأسطول البريطاني في البحر المتوسط..
ذهب اليه ليستعديه ويحميه من غضب الشعب.. لكن الجيش المصري الباسل هزم الغزو البريطاني في كفر الدوار .. (أصوات الحرب )
الراوي : وهنا يأتي دور الخائن توفيق وبعض العملاء من الشركس والأتراك.. أبناء الخونة.. خاير بك وأبو الدهب ومراد بك وإبراهيم بك.. وبسبب خيانتهم هزم عرابي والجيش في موقعه التل الكبير..
الراوية : وبذلك وقعت مصر في أيدي الخونة تحت المحتل البريطاني لمدة سبعين سنة.. وأقاموا محكمة لعرابي بطل الثورة .. واتهموه بأمر السلطان العثماني.. بالكفر و بالعصيان..حكموا عليه بالإعدام.. أرادوا أن يشنق مثل طومان باي..
الراوي : لكن خوفاً من غضب المصريين استبدل حكم الإعدام بحكم النفي إلي سيلان.. لكن ظلت ثورته في قلب المصريين.. ولم تخفت أبداً.. ذلك أن عرابي هو نبض الشعب
(يظهر عرابي من وراء القضبان وحوله الحراس )
عرابي : مصر يا حبي ويا عشقي الكبير .. أنتي عارفه قد إيه حبك في قلبي يا جميله..
قد إيه عشقك في روحي يا أصيله .. قد إيه عارفة عرابي طفلك اللي أتربي فوق صدرك يا مصر.. صدرك الحاني علينا فوق ضفاف نيلك يا مصر .. مصر يا وطني العظيم..مهما كانت نكسه التل ونهايتها الأليمة.. انتي أكبر .. مهما كانت رحلة التاريخ عسيرة .. أنتي أكبر .. مهما كان دور الخيانة والخديعة .. أنتي أكبر.. مصر أكبر من الشراكسة والتراكوة والديابة والكلاب.. مصر اكبر م الطغاه .. مصر أكبر م الغزاه.. مصر أكبر .. مصر أكبر..
هتافات : مصر أكبر .. مصر أكبر
عرابي : يا شراكسه .. يا تراكوه.. يا فرنجه.. يا تتر .. كلكم أغراب غجر .. الحريق ليكم نهاية.. الحريق ليكم قدر..
هتافات : يا شراكسه .. ياتركوه ..يا فرنجه .. يا تتر .. كلكم أغراب غجر .. الحريق لكم نهاية .. الحريق لكم قدر
الراوية : أرأيتم .. الروح الوطنية لم تخفت.. بل قامت وانطلقت بعد عرابي.. حمل الشعلة أبطال مصريون.. مصطفي كامل كان يقول: (مشهد من فيلم مصطفي كامل )
مصطفي كامل : لا يأس مع الحياة .. ولا حياه مع اليأس
الراوي : وكان يقول مصطفي كامل: لو لم أكن مصرياً .. لوددت أن أكون مصرياً..
الراوي : ثم جاء محمد فريد ليرفع الراية بعد مصطفي كامل ويطالب بالجلاء ( يظهر محمد فريد )
محمد فريد : نحن لا نطلب غير الجلاء .. فالجلاء هو الدواء الوحيد للاحتلال ثم بعد ذلك إقرار دستور تحكم البلاد بمقتضاه .. وفي محاربة العملاء حتي لو كان الخديو نفسه..
الراوية : ثم أتت أعظم ثورات الشعب المصري في القرن العشرين ( يظهر سعد زغلول وزميلاه علي شعراوي وعبد العزيز فهمي أمام المعتمد البريطاني )
المعتمد : ( بلكنة أجنبية ) جود ..ممكن أعرف سبب الزيارة سعد باشا..
سعد : السبب معروف يا جناب المندوب السامي ..احنا طالبين تصريح بالسفر للوفد المصري للمطالبه باستقلال مصر الاستقلال التام..
المعتمد : استقلال إيه يا باشا .. لسه بدري .. مصر طفل رضيع يحتاج رعاية وحماية من حكومة صاحبة الجلالة..
سعد : لا يا جناب المندوب السامي .. أنت عارف كويس أن مصر اقدم من مملكه صاحبة الجلالة .. مصر هي اللي علمت البشرية الحضارة والمدنية
المعتمد : حكومة صاحبة الجلاله رأيها أن مصر موش مؤهلة للاستقلال ياحضرات
عبد العزيز : لكن حكومة صاحبة الجلالة هي اللي وعدت باستقلال مصر بعد انتهاء الحرب
المعتمد : ماتنسوش أن مصر لسه فيها نسبة كبيرة من الأمية ..
علي : دي مسأله احنا نقدر نعالجها لما نحصل علي الاستقلال..احنا نقدر نعالج كل مشاكلنا يا جناب المندوب السامي..
المعتمد : إكسكيوز مي..أنتوا مين يا حضرات ؟ وفد زيكم من ثلاثة يطالبوا باستقلال مصر .. بأي صفه ؟ أقدر أعرف؟
سعد : جنابك يعرف أن أنا الوكيل المنتخب للجمعيه التشريعية وهي الهيئة اللي بتمثل الأمة المصرية .. ومعايا عضوين بنفس الهيئة علي شعراوي باشا وعبد العزيز فهمي باشا
المعتمد : عموماً يا باشوات ..أنا ما أقدرش أوافق من غير رأي حكومتي في لندن حكومة صاحبة الجلاله.. انتهت الزيارة..
الراوي : هذا موقف بريطانيا من طلبات الوفد المصري لكن الشعب المصري وزعيم الشعب سعد زغلول .. لم يرضخ للأمر الواقع
الراوية : وتفتق ذهن الشعب المصري عن الحل الأمثل..وهو التفويض بتوقيعات لزعيم الشعب سعد زغلول حتي يتفاوض باسم الأمة.
الراوي : نزل الشعب بكل فئاته ليوقع ويفوض سعد زغلول ..في كل قري مصر في المدن وفي الحارات وفي كل مكان (مشهد تعبيري عن حركة التوقيعات )
الراوية : وذهب زعيم الشعب الي المعتمد البريطاني يحمل توقيعات وتوكيلات الشعب ليطالب بالسفر إلي مؤتمر الصلح بباريس ويطالب بالاستقلال ( يظهر سعد زغلول وعلي شعراوي وعبد العزيز فهمي والشعب يحمل صناديق التوكيلات ويضعها امام المعتمد البريطاني الذي يبدو وفد هولا )
المعتمد : ( منزعجاً ) إيه ده يا باشوات؟
سعد : موش ده اللي جنابك طلبته..
المعتمد : يعني إيه ؟
سعد : ده رأي الأمة المصرية يا جناب المندوب السامي.. دي توقيعات الشعب المصري..
علي : صعيد مصر ووجه بحري .. ريف وحضر..
عبد العزيز: مثقفين واميين.. مسلمين ومسيحيين .. (يظهر علم مصر بالهلال والصليب )
سعد : الكل بيفوضنا كوفد مصري للمطالبة بالاستقلال التام..
المعتمد : أيام سوري.. أسف سعد باشا .. مافيش وفد .. ملفيش سفر.. ما فيش استقلال.. ده قرار نهائي
سعد : اسمح لي يا جناب المعتمد .. دي إهانة .. واستهانة بإرادة الأمة المصرية.. وتأكد جنابك أن الامة المصرية مش حاتقبل هذه الإهانة .. وأكيد موش حاتسكت..
الراوي : فلتنتبهوا يا كل المصريين.. هذا التفويض هو ما حدث في ثورة ثلاثين يونيو .. نزل الشعب جميعاً ليوقع علي استمارة تمرد.. كي يسقط حكم نظام الإخوان.. أيضاً ليفوض جيش المحروسة لمواجهه الإرهاب.
الراوية : لكن بريطانيا رفضت تفويض الشعب وقام المعتمد البريطاني بنفي الزعماء إلي مالطة..
الراوي : فإذا بالثورة تشتعل بكل مكان كالبركان .. وهنا يأتي دور الفن لأذكاء الروح الثورية في الشعب.. يأتي سيد درويش فنان الشعب يغني.. بلادي بلادي.. لك حبي وفؤادي ويصير نشيداً قومياً للمصريين وللثورة حتي الآن. (يسمع نشيد بلادي بلادي في لوحه تعبيرية )
الراوية : أيضاً يأتي سيد درويش يغني.. قوم يا مصري .. مصر دايماً بتناديك
(تسمع أغنية قوم يا مصري في لوحة أخري )
الراوي : أيضاً يأتي دور المسرح في الثورة.. (مشهد لنشيد احسن جيوش في الأمم جيوشنا )
الراوية : أيضا يأتي دور الشعر في تدعيم الثورة (نماذج من أشعار أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وبيرم التونسي)
الراوي : الثورة ظلت قائمة .. حتي حصلت مصر علي الاستقلال.. كدولة ذات سيادة.. لكن المستعمر كان لها بالمرصاد .. كالعادة.. أدخلها في حرب لا تتوقف ضد كيان الصهيونية في أرض فلسطين..
الراوية : زرعوا إسرائيل لتستنزف كل موارد مصر.. وثروة أمتها العربية.. في حرب دائمة تتكرر.. بمعدل عشرة أعوام تقريباً (48 ،56 ،67 ، (73
الراوي : هذا غير العمليات العداونية.. في لبنان وفي القدس وغزة والضفة والجولان.. في حرب دائمة لا تتوقف .. والهدف هو استنزاف القدرات العربية ولصالح أمريكا.. صاحبة المصلحة الكبري في المنطقة العربية والبترول العربي..
الراوية: لكن التاريخ يقول .. مصر المحروسة لن ترضخ ابداً.. أو ترضخ للعدوان.. التاريخ يقول .. الجيش المصري الباسل لم يقبل أن يهزم في حرب فلسطين.. ولذلك قام بثورته في 23 يوليو كي يسقط من كانوا سبب النكبة في تلك الحرب
(تظهر صورة جمال عبد الناصر في زي عسكري)
قال جمال عبد الناصر إن فلسطين لن تتحرر إلا بتحرير القاهرة..
الراوي : قام جمال عبد الناصر قائد تلك الثورة .. طرد الملك الفاسد .. ألغي الملكية .. أعلنها جمهورية.. وكان أول رئيس للجمهورية اللواء محمد نجيب بالتعيين.. (تظهر صورة محمد نجيب )
الراوية : وكان جمال عبد الناصر أول رئيس للجمهورية بالاستفتاء .. (تظهر صورة عبد الناصر في زي مدني) حقق عبد الناصر إنجازات كبري للشعب المصري كانت كالأحلام.. قانون الإصلاح الزراعي .. اتفاقية الجلاء.. تمصير الشركات..
الراوي : لكن الإنجاز الأكبر هو تأميم قناة السويس وبناء السد العالي ( مشهد جمال عبد الناصر وهو يعلن تأميم القناة )
الراوية : هذا الإنجاز لم يعجب إسرائيل أو الاستعمار القديم ” بريطانيا ، وفرنسا “.. ولذلك قاموا بالعدوان الثلاثي سنه 56
)نشيد الله أكبر) وانتصر الجيش وشعب المحروسة ضد العدوان
الراوي : لكن هذا أيضاً لم يعجب إسرائيل أو الاستعمار الجديد الأمريكان .. فشنوا حرباً غادرة في يونيو 67 كي يقضوا علي زعامة عبد الناصر بطل الإنجازات.. وزعيم الوطن العربي .. ورمز سياسة الحياد الإيجابي.. وعدم الانحياز وملهم الحركات التحريرية في العالم أجمع ضد الاستعمار..
الراوية : لكن الشعب المصري لم يرضخ للعدوان أو النكسة.. وتمسك بالبطل التاريخي لمصر وللوطن العربي وللعالم الثالث.. تمسك بجمال عبد الناصر ليقود مسيرته لإزالة آثار العدوان وإدارة حرب الاستنزاف .. ويمهد للحرب وتحرير الأرض..
الراوي : لكن لم تمهله الأقدار .. لتحقيق النصر علي العدوان الصهيوني.. وأكمله السادات رفيق كفاحهما حتي حقق نصراً تاريخياً في السادس من أكتوبر.. ويحطم اسطورة جيش إسرائيل الذي لا يقهر في ست ساعات..
الراوية : ويحرر سيناء ويعبر بالجيش في الثالث والسبعين من القرن العشرين ويحقق للشعب المصري سلاماً بعد حروب طاحنة عبر عقود..
الراوي : لكن التاريخ يقول .. ونحن نقول..
إن الخونة والطابور الخامس والطرف الثالث.. مازال يمارس نفس الدور.. من خانوا الغوري وطومان باي وعلي بك الكبير وعرابي.. وقتلوهم غدراً.. هم أيضاً من قتلوا السادات..
الراوية : هم أبناء الخونة .. خاير بك وسليم الأول وأبو الذهب ومراد بك وإبراهيم بك وتوفيق.. من خانوا الشعب المصري وباعوا الأوطان..
الراوي : التاريخ يقول.. ثورة يوليو كان لها اعداء ثلاثة العدوان الصهيوني ..والاستعمار الأمريكي .. والخونه من تنظيم الإخوان..
الراوية : العدوان الصهيوني والاستعمار الإمريكي .. عدوان معروفان ومكشوفان ، أما الخونة من تنظيم الإخوان .. ظلوا في طي الكتمان.. في جحور كالثعبان.. رفعوا رايات الدين ليخفوا اطماعهم الشريرة وخيانتهم للأوطان..
الراوي : هم لا يعترفون بوطن أو وطنية .. بل يعترفون بتنظيم يعمل تحت الأرض وفي سرية.. وفي الكتمان .. فنري ماذا يقول التاريخ عن الإخوان؟
والتاريخ هو الصدق .. وهو الحق .. فلنستمع إلي التاريخ وماذا يقول عن الإخوان
الراوية : التاريخ يقول بحق ..هو تنظيم إرهابي .. وهذا هو البرهان:
هم من قتلوا أحمد ماهر باشا رئيس الوزراء بمصر ( تظهر صورة أحمد ماهر )
هم من قتلوا النقراشي باشا رئيس الوزراء بمصر ( تظهر صورة للنقراشي )
الراوي : هم من قتلوا الخازندار القاضي بمحاكم مصر ( تظهر صورة للخازندار )
هم من قتلوا سليم زكي الحكمدار بشرطة مصر( تظهر صورة الحكمدار )
هذا في الأربعينات من القرن العشرين..
الراوية : أما في الخمسينات .. قاموا بمحاولة الغدر لقتل جمال عبد الناصر في المنشية..
(مشهد جمال عبد الناصر لحظة محاولة الاغتيال )
الراوي : في الستينيات .. اتهم كتاب سيد قطب المجتمع المصري بالجاهلية.. (تظهر صورة سيد قطب) وتكفير المصريين ونظرية استحلال دماء الشعب وأمواله..
الراوية : في السبعينيات .. أفرج عنهم السادات ليعطيهم فرصة أن يندمجوا ويتوبوا.. لكن كانوا مثل يهود بني إسرائيل.. انعزلوا في جيتو التنظيم الإخواني السري.. لا يعترفون سوي بالتنظيم وأعضاء التنظيم.. بالقسم وبالطاعة والسمع..
الراوي : خرجوا ليعيثوا في الأرض فساداً وبلاءً .. خرجت منهم كل جماعات الفكر المتطرف والعنف.. بلا استثناء.. من أول تنظيم التكفير والهجرة .. والجهاد.. حتي تنظيم القاعدة وداعش في هذي الأيام الكل تخرج في مدرسة الإخوان .. و فكر الإخوان ..
الراوية : منهم من قتلوا الشيخ الذهبي وزير الأوقاف ..
( تظهر صورة الشيخ الذهبي )
منهم من قتل السادات من أفرج عنهم وأتاح لهم كل الحريات ..
هم مثل العقرب يقتل حتي من يسدي إليه المعروف ..
الراوي : وأتي حسني مبارك وا أسفاه .. أتاح لهم فرصة أن تتوحش قوتهم في كل الأنحاء .. أعطاهم فرصة إنشاء الشركات المشبوهة .. توظيف الأموال حتي سرقوا أموال الفقراء ..أعطاهم فرصة أن يغزوا مجلس نواب الشعب من غير ولاء ..
الراوية : أعطاهم فرصة أن يدعو لبرامجهم ولأفكارهم السوداء .. حتي صاروا مثل وباء .. ينخر في جسد الأمة كالسرطان بلا إبطاء .. انتهزوا فرصة عصر مبارك .. عصر ممتلئ بفساد الحكم والاستبداد .. ليعيثوا في مصر فسادا وخرابا ودماء .. وبغير حياء ..
الراوي : هذا في الثمانينات .. وفي التسعينيات في عصر مبارك أيضاً .. منهم من قتلوا المحجوب رئيس مجلس الشعب ..
( صورة للمحجوب )
منهم من قتلوا المفكر فرج فودة .. والطفلة شيماء ..
( صورة لفرج فودة وشيماء )
الراوية : منهم من ذبحوا العشرات من السياح في مذبحة الأقصر ..
( صورة للمذبحة )
منهم من حاول ذبح نجيب محفوظ .. رمز ثقافة مصر وقوتها الناعمة الكبري ..
( صورة لنجيب محفوظ )
الراوية : وأخيراً نأتي للكاشفة الكبري .. من كشفتهم عن كل حقيقتهم .. حين أرادوا سرقة ثورة 25 يناير ..
( مشهد لمظاهرات الثورة في ميدان التحرير – مع أغنية يا بلادي )
هتافات : الشعب يريد إسقاط النظام .. الشعب يريد اسقاط النظام ..
الراوي : حقاً الشعب المصري الثائر كان يريد سقوط نظام مبارك الاستبدادي الفاسد .. أما تنظيم الإخوان .. فقد كان يريد سقوط الدولة وكيان الدولة .. وهنالك فرق بين الاثنين .. فلتنتبهوا يا كل المصريين ..
الراوية : إسقاط نظام لا يعني إسقاط الدولة .. لكن الإخوان .. فلعبتهم خلط الأوراق .. خلطوا بين الاثنين .. لتتم الخطة .. فلتنتبهوا لمؤامرة الإخوان لخطف الثورة وسقوط الدولة..
الراوي : فتري ماذا فعلوا .. ليكون دليل خيانتهم وتآمرهم ؟ ابقوا معنا .. لتروا البرهان .. أول بند فعلوه لإسقاط الدولة .. هو نشر الفوضي في كل مكان .. والفوضي الخلاقة هي نظرية أمريكا لينفذها الإخوان ..
الراوية : والفوضي تعني أن تقتحم سجون الدولة ليعم الإجرام وتنتشر البلطجة بكل مكان .. هذا ما فعل الإخوان ..
الراوي : الفوضي تعني مهاجمة وحرق جهاز الأمن وأقسام الشرطة حتي لا يبقي أمن وأمان .. وهذا ما فعل الإخوان ..
الرواية : الفوضي تعني قتل الثوار السلميين بميدان التحرير وماسبيرو ومحمد محمود والبالون .. وبأسلوب مجهول المصدر .. وبالقنص وبالغدر وبالعدوان .. ويقولون الطرف الثالث حتي تختلط الأوراق و ينتشر العنف بلا عنوان .. هذا ما فعل ونفذه الإخوان ..
الراوي : الفوضي تعني محاصرة مدينة إعلام الدولة .. والمحكمة الدستورية .. تعني إسقاط السلطة القضائية .. وإسقاط هيبة القضاء والقضاة .. هذا ما فعل وخططه الإخوان ..
الرواية : الفوضي تعني مهاجمة الجيش وقوتنا الحربية حامية الأمن القومي حتي يعطوا الفرصة للمليشيات الإخوانية وجماعات العنف الإرهابية .. لتحل محل الشرطة .. ومحل الجيش .. وهو ما فعل ودبره الإخوان ..
الراوي : الفوضي تعني ما يحدث من قتل ودمار في المنطقة العربية .. في سورية والعراق وليبيا واليمن وغزة والصومال والسودان .. ويقولون ربيع الثورات العربية .. وهو الفوضي الخلاقة لنظرية أمريكا وينفذها العملاء الإخوان .. هذا هو ما نعنيه بإسقاط الدولة في مصر .. وفي كل الأقطار العربية ..
الراوية : ولتنتبهوا أيضاً .. لا تنسوا التنظيم الدولي للإخوان .. من يضع الخطط ويتآمر في أمريكا وبلاد بني عثمان .. لتقسيم الشرق الأوسط لإمارات أسلامية إرهابية ..
الراوي : لنعود إلي حكم خلافتهم العثمانية باسم الإسلام .. أسوأ حكم في التاريخ .. تحت رعاية تنظيم الإخوان هنا وهناك .. في سيناء والصومال ومناطق بوكوحرام والحوثيين وداعش والنصرة .. حتي القاعدة وطالبان في أفغانستان وباكستان ..
( مشاهد من عنف هذه الجماعات )
الراوية : أما أبشع ما حدث لنا من تلك الفوضي الهدامة .. هو ماحدث لأخلاق المصريين من سلبيات وسلوكيات منفلتة .. واأسفاه ..
الراوي : كضياع القيم وأخلاق الأسرة والقرية ومبادئ الحسني والموعظة الحسنة .. وشيوع خراب الذمم وألفاظ السوقية .. والفوضي في الشارع والأسواق .. والاستهزاء بكل قيادات المجتمع والاستهتار وإهمال الإنتاج ..
الراوية : لا حرمة لنظام أو قانون أو أخلاق حتي انتشرت كل ظواهر سلبيات المجتمع العشوائي علانية وبدون حياء .. وظن الناس بأن الثورة سبب الفوضي وضياع المثل العليا والأخلاق ..
الراوي : ونسوا أن الثورة بدأت بيضاء ولا ذنب لها بل ذنب الإخوان دعاة الفوضي والعنف .. من سرقوها وركبوها .. حتي وصلوا للسلطة باسم الإسلام وباسم الدين .. جاءونا مثل العثمانيين .. وحكمونا عاما أسود .. باسم الدين .. وكانوا ينوون لنا حكما حتي العام الخمسين ..
الراوية : تلك مؤامرة الإخوان .. وبكل وضوح وبيان ..
لكن الله حمانا من هذا الطوفان .. وأنقذنا من هذا السرطان .. ابقوا معنا لتروا كيف انتصرت مصر علي كيد الإخوان ..
( يظهر مجموعة من الشباب والشابات مجتمعين وهم يوقعون علي بعض الأوراق .. فتي وفتاة يقتربان من المجموعة )
الفتي : ( للفتاة ) بقولك إيه .. انتي شايفة الجماعة دول ملمومين علي إيه ؟
الفتاة : موش عارفة .. ماتيجي نشوف إيه اللي بيحصل ؟
الفتي : يالا بينا .. ( يقتربان من المجموعة ) إيه يا جماعة .. فيه إيه ؟
أحدهم : بنوقع علي استمارة تمرد ..
الفتاة : استمارة تمرد .. يعني إيه ؟ فهمونا ؟
آخر : أقروها وأنتوا تعرفوا ..
( يعطي كلاً منهما استمارة )
الفتي : (وهو يبحث في جيبه) من فضلك اقري الاستمارة لأحسن موش معايا نضارة القراية..
الفتاة : ( وهي تقرأ ) شوف يا سيدي .. الاستمارة عنوانها كلمة تمرد .. ريبل REBL بعدها حملة تمرد .. سحب الثقة من محمد مرسي العياط ..
الفتي : معقول ؟.. سحب الثقة من رئيس الجمهورية .. يا قوة الله ..
الفتاة : وإيه المانع .. عمر مكرم قبل كده بمتين سنة سحب الثقة من خورشيد باشا وأسقطه .. وعين بداله محمد علي باشا .. وإلا أنت نسيت ؟
الفتي : علي رأيك .. ماإحنا أسقطنا من سنتين حسني مبارك .. اقري مكتوب إيه كمان ..
الفتاة : اسمع ياسيدي .. عشان الأمن لسه مارجعش للشارع .. موش عاوزينك ..
الفتي : تمام
الفتاة : عشان لسه بنشحت من بره .. موش عايزينك ..
الفتي : ( مكملاً ) عشان حق الشهدا ما جاش .. موش عايزينك
الفتاة : ( بدهشة ) هو أنت لقيت النضارة ؟
الفتي : لا .. ليه ؟
الفتاة : أمال بتقرا إزاي ؟
الفتي : من غير ما أقرا .. الجواب باين من عنوانه .. أقولك مكتوب إيه كمان ؟
الفتاة : لا يا سيدي .. أنا أقرا سطر وأنت تكمل .. ماشي ؟
الفتي : ماشي .. اقري ..
الفتاة : عشان مفيش كرامة ليا ولبلدي .. موش عايزينك ..
الفتي : عشان الاقتصاد أنهار وقايم علي الشحاتة .. موش عايزينك ..
الفتاة : عشان أنت تابع للأمريكان .. موش عايزينك ..
الفتاة : عشان ..
الفتاة : كفاية كده ..لوحبينا نعد من هنا لبكرة موش حانخلص..اسمع الكام سطر دول..منذ وصول محمد مرسي العياط إلي السلطة يشعر المواطن البسيط بأنه لم يتحقق أي هدف من أهداف الثورة..التي كانت العيش الحرية والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني ..
الفتي : استني من فضلك .. ( يتحسس جيبه ) لقيت النضارة ..
( يضع النظارة علي عينيه )
أكمل أنا .. ( يقرأ ) وفشل مرسي في تحقيق هذه الاهداف جميعها .. فلم يحقق لا الأمن ولا العدالة الاجتماعية .. وأثبت أنه فاشل بمعني الكلمة ولا يصلح لإدارة بلد بحجم مصر ..
الفتاة : سبيني أنا أكمل الباقي .. لذلك ..
الفتي : لا .. دي بقي بالذات نقراها مع بعض ..
الفتاة : ماشي كلامك .. نقراها مع بعض ..
الاثنان : لذلك .. أعلن أنا الموقع أدناه بكامل إرادتي , وبصفتي عضواً في الجمعية العمومية للشعب المصري .. سحب الثقة من رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي عيسي العياط .. وأدعوا إلي انتخابات رئاسية مبكرة ، وأتعهد بالتمسك بأهداف الثورة والعمل علي تحقيقها ونشر حملة تمرد بين صفوف الجماهير حتي نستطيع معاً تحقيق مجتمع الكرامة والعدل والحرية ..
الفتاة : الاسم .. اكتب اسمك وأنا اكتب اسمي ..
( يكتبان اسميهما كل في استمارته )
الفتي : الرقم القومي .. أكتبي رقمك وأنا اكتب رقمي .. ( يكتبان )
الفتاة : المحافظة .. اكتب محافظتك وأنا اكتب محافظتي .. ( يكتبان )
الفتي : التوقيع .. وقعي علي استمارتك وأنا أوقع علي استمارتي .. ( يوقعان )
الفتاة : ودي الوقت نسلمهم الاستمارتين ..
( يتجهان إلي المجموعة )
الفتي : اتفضلوا يا جماعة .. الاستمارات ..
أحدهم :( يأخذ منهما الاستمارتين) عشتوا يا شباب .. ودي استمارات لأهاليكوا وأصحابكوا ..
الفتاة : ( تأخذ منه مجموعة استمارات) أوكي يا بطل .. وتحيا مصر ..
( يخرجان وهما يلوحان لهم بعلامة النصر )
الراوي : وجاءت ثورة يونيو كالبركان .. من باطن تلك الأوراق .. خرج الشعب المصري وبالملايين .. وكالفيضان .. ينساب بكل شارع أو ميدان .. كي ينقذنا من أعداء الوطن وإخوان الشيطان ..
( مشاهد متعددة لثورة 30 يونيو في الشوارع والميادين والقري والنجوع وخصوصاً ميدان التحرير بالأعلام المصرية مع شعارات سقوط حكم الإخوان والهتافات الهادرة )
هتافات : يسقط يسقط حكم المرشد ..
عبد الناصر قالها زمان ..
الإخوان مالهمش أمان ..
الإخوان حزب الشيطان ..
الراوية : كانت تلك شعارات الثورة .. أن يسقط حكم المرشد والإخوان .. كانوا يسعون لإسقاط الدولة .. فإذا هم من سقطوا في كيد الشيطان..
(بسم الله الرحمن الرحيم “ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون ” صدق الله العظيم) كان هذا جزاء النكران .. وبذلك أنقذنا الله من آخر حكم لبقايا العثمانيين .. من حكمونا ظلما باسم الدين ..
الراوي : سبحان الله .. مصر المحروسة دوماً يحرسها الرحمان .. ولديها خيرة أجناد الأرض الشجعان ..
( أغنية تسلم الأيادي )
الراوية : ولديها شعب فنان .. يؤمن بالخير وبالحق .. وبكل جمال فتان ..
تلكم هي مصر المحروسة .. حسناء الدنيا .. فاتنة الأزمان ..
أم الدنيا .. جوهرة الأكوان ..
الاثنان : قولوا معنا .. فلتحيا مصر .. في كل زمان .. وبكل مكان ..
الجميع : تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر ..
( لوحة تعبيرية غنائية راقصة بالإعلام المصرية مع شعار تحيا مصر )
ســــــــــــتار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النص المسرحي:”التاريخ يقول”
تأليف:محمد ابو العلا السلاموني
منشور في جريدة مسرحنا العدد رقم :٣٨١