“أمس التقينا غداً”.. مسرحية للكبار .. تأليف: عمار سيف
المسرح نيوزـ القاهرة| نصوص مسرحية
ـ
امس التقينا غداً
مسرحية للكبار
تأليف
عمار سيف
الناصرية / 16/ 8 / 2022
جوال : ٠٧٨٠٠٦٩٦٠٣٦
ملاحظة : لا أسمح بتقديم المسرحية على خشبات المسارح دون علم المؤلف .
الشخصيات
هو – حارس العمارة ( رجل في اواخر الاربعين)
هي (امرأة في اواخر الثلاثين )
صوت
الرؤيا للنص
يقسم المسرح الى قسمين:
القسم اليمين من المسرح :
من يمين المسرح غرفة لحارس في عمارة مازالت تحت المنشأ والعمل مستمر بها ، تحتوي الغرفة على مصطبة عليها بعض الصحف ، والمجلات ، وغلاية شاي ، وسرير بسيط ، وبعض الملابس مع منشفة معلقات على الحائط .
القسم اليسار :
يسار المسرح غرفة تحتوي على سرير وطاولة ( ميز تواليت) لتسريحة الشعر، يحتوي على عدة مجرات ، يوضع فوق طاولته مستلزمات التجميل مبعثرة ، وغيرها من الأمور التي تعنى بجمال الشخص وأناقته ، وايضا تعلق صور على الحائط لمشاهير نجوم السينما وتكون مبعثرة.
المسرح بالكامل :
يرسم على أرض المسرح لعبة اللودو ، اي غرفتين للعبة تربطها مربعات متصلة ببعض ، داخل كل غرفة مكان للاتصال عن طريق المايك او المسجات وايضاً رموز كارتونية (سمايلات) حسب تصميم اللعبة الودو الحقيقية.
#_ تفتح الستار على الرجل والمرأة يلعبان للودو، كل منهم من موقعة او غرفته، كلاهما يقف على مربعات اللعبة كأنها بولات ، اللعبة نسمع من خارج المسرح أو نرى من خلال داتا شو معلق وسط خلف المسرح رمي النرد لعدّة مرات وتقلبه لعدة أرقام حتى يستقر عند رقم معين ليس بالتحديد رقما ما ، يبدا الرجل باستخدام مسج اللعبة.
هو : ( يكتب مسج هو ينقل بين مربعات اللعبة ) مرحبا.
هي : ( تكتب مسج وهي تتنقل بين مربعات اللعبة ) مرحبا.
هو : انتِ لاعبة ماهرة
هي : وأنت محظوظ
هو : حرام عليك أين هذا الحظ
هي : رمية نردكَ دائما ارقامها مميزة
هو : الحظ الوحيد الذي أملك هو اللعب معك
هي : ( بخجل ) هذا من ذوقك ، صحيح نلعب حرب أم سباق
هو : ماذا تحبين أنت
هي : لنلعب سباق لأني اكره الحروب
هو : فعلا مللنا هذه المفردة، وما جنيناه منها
هي : اصبحت كل حياتنا، جحيمنا، جوعنا، موتنا، خسائرنا لكل من نحب بسبب بتلك الحروب
اللعينة
هو: ( بحزن ) فعلا لعينة ( يغيّر الموضوع ) تعلمين لأول مرة اتحدث مع امرأة لا اعرفها
هي : وأنا مثلك، لا احب الحديث مع اناس لا اعرفهم لأنهم يجعلونك حذرا باستخدام
المفردات، وانا لا احب القيود، طبيعتي حرة دائما
هو : الحرية ميزة الواثق بنفسه،
هي : ( تبتسم ) واثق الخطوة يمشي ملكاً.
هو : فعلا، وانت هكذا كما احسك من خلال حديثك
هي : أيعقل ان تراني فعلا هكذا بهذه الفترة القصيرة، مازلنا لم نتعرف على بعض
هو : لنتعرف اذن .؟ ( يحاول التحدث عن نفسه ) أنا..
هي : ( تقاطعه ) انت متسرع.!
هو : نوعا ما، احيانا تجد نفسك تعرف شخصاً لم تحدث سابقا
هي : كلامك صحيح ، إذن قل لي وكيف تراني.؟
هو : ( يتغزل هو يتحرك على مربعات اللعبة ) اراك تبحثين عن الجمال الخالي من
الرياء، عن الهدوء المطلق ، عن الحب خارج الزنزانة ، اي انك مثل عصفور هاربةٌ
من قفص الصياد، تتنقلين بين الاشجار مغردة للحياة.
هي : فعلا احاول الهروب ، واقتل الحزن ( تتحدث وهي تتنقل على مربعات اللعبة) لذلك تراني
هنا في هذه اللعبة
هو : ( هو ايضا يتحرك على مربعات اللعبة ) ربما انا مثلك اهرب من واقعي بهذه اللعبة
هي : اذن لنتجاهل حزننا.
هو : فعلا لننسى ( يعود للغزل ) حديثي معك احالني الى عالم غريب ، عالم فضاءات ساحر،
مثل قطرات المطر حين تسقط على بحيرة تحيطها الاشجار والطيور.
هي : تعلم أن حديثك يخجلني.
هو : هذه صفة جيدة
هي : وهي . ؟
هو : الخجل
هي : ما به .!
هو : الخجل عند النساء أنوثة
هي : اراك تفهم النساء جيدا
هو : ليس كثيرا، لكن انت واضحة مثل وضوح الندى المتساقط على اوراق الزهور .
هي : لكن الندى سرعان ما يتبخر بطلوع الشمس.
هو : ربما.. لكن الورد يغسل روحه بهذا الندى .
هي : ممممممم كلامك رومانسي جدا، هل انت هكذا دائما.؟
هو : ( يواصل الغزل ) لا تلومي الندى حين استعار منك معاشرة الورد
هي : وهل تستوعب لغة الورد.؟
هو : طبعا.. لأنك تتقنين جميع اللغات
هي : جميعها.!
هو : اكيد
هي : وكيف عرفت. ؟
هو : احسك
هي : تحسني.!
هو : واحس عيونك
هي : وعيوني ايضا.!
هو : اكيد
هي : ماذا تقول عيوني.؟
هو : عيونك كأنها عيون الفراشات
هي : ( تبتسم )
هو : تحلق حول الفضاء
هي : ما أجمل حديثك
هو : ( يستمر بالغزل ) احرقي الفراشات بضيائك ، رغم اني اعلم انك عاشقة لهن ، وهن
حبيباتكِ
هي : ممممممم .. أكثر مما تتصور
هو : اعذريني ان تصورت غير ذلك
هي : كلامك يثيرني
هو : وانت تحرقيني بنعومة فمك وابتسامته
هي : ( بغرور) لا تخف، اطفئك بالندى اليس انا جلال الندى
هو : نعم .. ولا أراك غير ذلك
هي: ممممممم .. كلامك يغمرني ويحسسني باني مازلت انثى.
هو : وانت اجمل الاناث
هي : انك تحيلني للغرور
هو : الغرور أيضا من صفات الانوثة
هي : لم اسمع هذا الكلام من قبل .
(المرأة وهي ترمي النرد نرى ذلك الداتاشو، وكل رمية للنرد نراه بشاشة الداتاشو،
تتنقل المرأة على المربعات بغنج )
هو : ربما لان زوجك يجهل عذوبتك
هي : زوجي ( تتحسر) بل كان مثلك يجيد الشعرغزلاً
هو : هل هو شاعر.؟
هي : يحب الشعر
هو : وانتِ .
هي : انا .. بعد تخرجي و زواجي أصبحت أمور البيت الغسل والمسح والطبخ كل طموحاتي
هو : لماذا لم تواصلي دراستك العليا.؟
هي : أي دراسات ” كل شيء ذهب مع اهله”
هو : لماذا.؟
هي : كل شيء نسيته حتى اسمي بعد الزواج
هو : صحيح.. ما اسمك.؟
هي : ضروري. ؟
هو : ضروري.
هي : لماذا.؟
هو : الم نصبح اصدقاء.؟
هي : نعم
هو : وهل يوجد صديق لا يعرف اسم صديقته .؟
هي : نعم يوجد
هو : من هم .؟
هي : ( ضاحكة) انا وانت
هو : ربما العكس
هي : كيف .؟
هو : نحن تعارفنا هنا في هذا اللعبة ، ومن اللحظة الاولى أصحابنا نتحدث بكل خصوصياتنا
هي : صحيح لكني ما زلت قلقة
هو : القلق سمة جيدة ولكن ليس دائما
هي : صحيح
هو : اذن اخبريني باسمك
هي : ( تفكر)
هو : لا تفكري الامر لا يستوجب ذلك
هي : امرك عجيب.! كيف عرفت اني افكر.
هو : قلتها لك سابقا احسك
هي : آه من احساسك الى اين سيأخذنا
هو : الى بر الامان لا تقلقي
هي : وهذا ما اتمناه
هو : تخبريني باسمك لا اريد ان اكون فضوليا
هي : دعني اخبرك بشيء
هو : (مقاطعا ) اعطيني اسماً اناديك به
هي : ( بغنج ودلال ) اسمي.. اسمي
هو : ما هو .؟
هي : اسمي
هو : يا الله
هي : ندى
هو : اعلم ان سيكون مستعار، لكنه اسمُ جميل
هي : انت من أطلقه علي
هو : وانت هو فعلا، واحسست بانك ستقولين اسم مستعار
هي : يعجبني تفهمك
هو : واحترم حرصك
هي : ويعجبني ذكاءك، وانت..
هو : ماذا. ؟
هي : ما اسمك. ؟
هو 🙁 مبتسماً ) المستعار أم الحقيقي
هي : هل تحتاج الاستعارة مثلنا
هو : ربما احياناً
هي : قل أي اسم يحلو لك
هو : اسمي واهب السعادة
هي : اسم مستعار جميل ، هل انت كذلك .؟
هو : بل نَقيضه.
هي : كيف .؟
هو : السعادة اهبها للغير واعيش نَقيضها
هي : هل تعلم
هو : ماذا.؟
هي : احسك مهموماً متوجعاً
هو : واخيرا .
هي : خير.
هو : واخيرا احسستني
هي : من الوهلة الأولى
هو: هل بإمكانك تفسيري وتغيري ما احسستِ به لنفسي
هي : ليس بإمكاني تفسيره لك
هو: ( مستغربا) لماذا .؟
هي : لان الهموم دمرتنا ، والوجع رفيقنا جميعا ، وحين نتذكره عيوننا تمطر دما.
هو : ( بحزن) انت تشكين أيضا .
هي : ومن منا لا يشكو، لنغير الموضوع، رمية النرد لك ( وهي تضحك) واتمنى أن لا تكون
ارقامك عالية.
هو : ( ضاحكا) لماذا.؟
هي : لأنك تلاحقني كلما اتقدم عليك تكون خلفي
هو : (بمكر) وجودي خلفك يبعث بنفسي السرور
هي : كيف؟
هو : ( يتحايل) اقصد احرسك
هي : ( بذكاء) ارمِ النرد ارمِ
هو : اه صحيح ( يرمي النرد يتقلب حتى يقف أيضا على رقم معين ) أحببت هذه اللعبة لأنك
فيها .
هي : وانا بدأت احبها ايضا
هو : لأنني فيها
هي : انك تخجلني
هو : قولي شيئاً تغمريني به
هي : ( بخجل وابتسامة ) نعم لأنني العبها معك
هو : احسه خجلك واحس حتى ارتجافات شفتيكِ
هي :رغم كلامك جريء لكنه يبث بنفسي السرور
هو : وحديثي معك يفتح كل شفرات قلبي
هي : لندع القلب قليلاً، كلمني عنك.
هو : عن أي شيء تحب.؟
هي : كل ما تريد أن تقوله.
هو : ( وهو يتحرك بحرية ) بدأت اعرف الحياة حين بدأت بقراءة أول كتاب أدبي في حياتي،
وتوالت بعدها القراءات ، وانا في سنّ مبكرة، وحين نضجت قليلاً وجدت نفسي في
غمار الحروب، أحارب ولا اعلم لماذا أحارب ، ولمن احارب ، بصراحة لي وطن
يتجاهل أنا له.. لي وطن عرف انتهاء الطريق .. فانتهى .
هي : كلام الحروب لا ينتهي ، جميع الرجال مهووسون بنفس الجمل ، ابي وعمي ، وحتى
زوجي ، مصاب بنقمة الحرب ، كرهت الحروب ، ومن صنعها ومن يتحدث بها .
هو : انا اسف.. انتِ طلبت الحديث عن حياتي ، ومعظمها كانت في مواضع القتال.
هي : اعتذر منك جدا ، خسرنا اعمارنا واهلنا بسبب تلك الحروب اللعينة،( تترك حديثها
وتغير الموضوع ) اكمل ياغالي
هو : غالي .؟
هي : ( بخجل ) اكمل
هو : المهم .. عدت من الحرب الاولى منكسرا، ومن الثانية ضجيج المدافع والقنابل اصواتها
نخرت اذني ، حتى صور الجثث اصدقائي تتقاتل في راسي ، وحين انتهت الحرب
الاخيرة فكرت اربط عنقي في حبل..
هي : ( بخوف ) الحمد لله لم تفعلها .
( هو يحاول الاستمرار بالحديث نسمع صوت من الخارج )
صوت : ايها الحارس.. أيها الحارس الأسمنت فيه نقص كبير
هو : وما علاقتي بذلك
الصوت : ومن له علاقة اليس انت حارس هذا العمارة
هو : تقصد اطنان الأسمنت فيهما نقص .؟
الصوت : وهل يوجد غيره.؟
هو : ألم يخبرك صاحب العمارة بأنه أخذ طنين منه لحاجته لهن
الصوت : كل مرة يفعل ذلك دون علمي ، “هذي مو حالة”
( يعود الرجل لاسترخائه محدث الفتاة )
هو : اسف مطب اعتراضي
هي : ( مبتسمة ) لا عليك، ماذا تعمل
هو : حارس.
هي : حارس.!
هو : لعمارة مازالت تحت التشطيب
هي : أعتقدكَ غير ذلك
هو : ماذا اعتقدتِ.؟
هي: ( تغير الموضوع ) لا عليك ،اكمل حديثك
هو: الى اين وصلنا
هي : بعد أن حاولت الانتحـ….
هو : أجبرت من قبل المقدسة ان اتزوج
هي : المقدسة.؟
هو : ( مبتسما متداركا ) آها اسف. الوالدة
هي: وتزوجت . ؟
هو : كان لعنة أخرى هذا المشروع
هي : زواجك لعنة.!
هو : ولعنة كبيرة
هي : المشكلة عندك ام عندها
هو : كلانا يعتقد الخلل في الآخر، لكن الحقيقة كل منا يعيش صومعة بمفرده ، ويعتقد أنه نبي
لا يخطئ
هي : يعني تريد أن تقول كلاكما مخطئ.
هو : ربما.. ( بغضب) لكني متأكد أنها كانت تهملني وتهمل رجولتي ، لا يشغل تفكيرها سوى
عائلتها ، ولا تعرف شيء الا الطبخ ،امرأة مستفزة
هي : “أهدأ.. أهدأ”
هو : كل النساء مستفزات.
هي : (مبتسمة) حتى انا.؟
هو : انتِ ..؟انتِ مختلفة جدا ، انتِ كاللؤلؤ المرصوص، اما هي كانت نقمة
هي : قلنا اهدأ.
هو : ( يأخذ نفس عميق حتى يهدأ قليلا ) المهم العب لك الان ، والنرد بانتظارك
هي : حديثك اوجعني وشدني، لذلك لم انتبه للعب.
( ترمي النرد ايضا يتقلب حتى يقف عند رقم ما)
هو : انت متزوجة.؟
هي : بس بالاسم .
هو : يعني.؟
هي : زواجي كان بسبب الجوع القاتل.
هو : هم الجوع
هي : حاصرنا حتى في مخابئنا الخاصة
هو : كيف.؟
هي : ( تتحرك بتلقائية ) كان تنور امي الطيني لا يحتوي سوى الحطب ، توهم به اخواتي
السبعة ، حين توقده تفتح زيجها ورأسها مرفوعة للسماء تدعو طالبة يملأ خبزاً،
من ناحية أخرى اي شخص يطرق بابنا للزواج توافق دون تفكير، طلبني للزواج
رجل قبيح الملامح ، أناني الطباع ، كئيب مزاجي لا يحب الا نفسه (تتجه المرآة ) لا
يفقه معنى الانثى، ( تتحسس جسدها) اخمد شمعتي المتوقدة حبا احرقها ببطء امامي
عيني، لكنها أبت أن تحترق ، فانتفضت وبدأت تمطر الرغبة بين عمق جبالِ
تضاريس ودياني
هو : ايعقل ذلك ايوجد رجالٌ هكذا .!
هي : بل اكثر من ذلك ، لذلك كانت براكيني الأنثوية ، في حالةِ جوعِ دائم ( تنتبه الى نفسها )
ربما جميع النساء هكذا.
هو : ( يرمي النرد بلهفة مستغلة رغبتها ) أجدني أخطو نحوك بضع خطوات .. حين اقترب
من باب صمتك سأطرقه لعله يُفتح.
هي : ربما خيوط الشمس تحرقكَ قبل طرق الباب .
هو : بل خيوط شمسك تضيء لي عتمتي الطويلة ، ها أنا أخطو خطوتين.. ثلاثة.. أربعة..
هي : توقف.. انك تحاصرني .
هو : ( يستمر) أرفع يدي لتحسس الباب.
هي : ارجوك توقف.. كركرات أقدامك تداعب عتبات بأبي
هو : آه .. ليتني قربك .
هي : قربي..!
هو : بين أحضا…
هي : ( تتنهد مقاطعة ) كفى .
هو : ( يستمر) أغني أغنية طويلة هناك.. على حمرة شفاهكِ ، حتى انتشي ذلك الحزن من
عينيكِ.
هي : احس بكل جبروتك .
( في هذا الاثناء ينقطع التيار الكهرباء)
هو : ( يصرخ من موقعه ) يا لحظي العاثر! “خرب” ليس وقتها هذه الكهرباء اللعينة ، لمَ لم
تتأخري قليلاً ، لم يبقَ الّا القليل حتى أعلن اني امبراطور هذا الكون ، واقتل هذا الشبق
قبل ان يقتلني.
هي : ( من موقعها بهدوء محزن ) الرحلة كالعادة لم تكتمل، وها انذا اعود مثل طائر المقنع
من يقترب مني يصاب بحرقة الجسد.
( يعود التيار الكهربائي يتصل، اتصاله بدون رد )
هو : ( معه نفسه ) اتمنى انها ماتزال هنا ( يستمر الاتصال حتى ينقطع يأخذ نفس عميق ) انا
خيبات متتالية ، الاماني تستغرق وقتا طويلا لتحقيقها او ربما لن تتحقق ، منذ متى
ودنيا تفتح ذراعيها لي، منذ متى حين أقبل على أمر لا أتعثر الخطى حتى أسقط (يجلس
يسترخي قليلا يتخيل أنها تقرع جرس الباب يقوم ويفتح الباب)
هو : انتِ
هي : مرحبا
هو : فاتنتي
هي : اسفه النت قطع
هو : بل التيار الكهربائي قطع ” طفت الكهرباء كالعادة”
هي : تحصل في جميع العوائل ( يضحكون)
هو : ايعقل انت معي.!
هي : ولما لا .
هو : (يقترب قليلا منها يشمها ) عطركِ يثيرني
هي : كلامك يجعلني أرتجف
هو: ( يمسك يديها وهما ترتعشان خجلا ) اقتربي اكثر، ضميني بعمق ، ونعمي خشونة اناملي
من سحر شعرك الأسود ( يداعب شعرها ) شعركِ كهدوء الليل وسكونه.
هي : ( تبتعد عنه قليلا ) ارجوك..
هو : ( يبتعد عنها يشغل اغنية عاطفية هادئة ويقترب منها ) فاتنتي راقصيني حتى ينتهي
المغني من عذوبته( يرقصان )أعلم أنك الآن تحلمين، ليس بالورد طبعا، ليس بالمطر
يقينا، تحلمين بوجهي حين يكتمل القمر( يقبل يديها ) بين يديك ابتكر زقزقة للعصافير،
وأرسم ُ عصفورا ينقر حبَّاً على شفتيك ( وهما مستمران بالرقص يستركها الى كواليس
المسرح فقط ظهره للجمهور وكانه في حالة ممارسة الحب )شفاهي تنعمت من قرص
حلمتيك اتسلق تضاريسك بكل عنفوان فاسقط لاهثاً على غصنيك ( نسمع نفس الصوت
السابق)
الصوت : ايها الحارس، معقوله انت بس نايم
هو : ( يرتبك ويبدأ بتنظيم سرواله) ” شبيك، شتريد”
الصوت : لماذا الخزانات بلا ماء .؟
هو : وما ذنبي هل انا مدير الماء بكل بساطة حكومتك لم تضخ الماء لنا ليلة البارحة
الصوت : والحل . ؟
هو : اتصل بمالك العمارة يوفر لك سيارة ماء” تنكر ماء” هل تعرفه ( في هذا الاثناء اتصال
ببدأ اللعبة من جديد) أنها هي اكيد، ( بعد ان يتأكد من انها هي من تتصل) اين كنت
هي : ( بتحايل ) كنت أصلي
هو : انا اسف هذا واجب
هي : ومن ثم اتصلت بزوجي اسأله ماذا يريد على الغداء
هو : احسده..
هي : الم تفعل زوجتك معك ذلك
هو : زوجتي اخبرتك اهتمامها، بالإضافة إلى ما اخبرتك به، منشغلة بالنظر لنفسها بالمرآة
هي : وزوجي كل ما يفعله اصمتوا اريد ان انام فانا متعب
هو : ماذا يعمل زوجك .؟
هي : ( بتحايل ايضا ) مقاول
هو : ( بفضول مازح ) لعمارات تحت تشطيب
هي : نعم، ولديه عمارة الآن على وشك أن تكتمل
هو 🙁 مبتسما ) وهل اعمل عنده انا .؟
هي : ( ايضا مبتسمة ) كل شيء جائز
هو : جائز
هي : هل خفت .؟
هو : ولما اخاف.!
هي : ربما انك تعمل عنده .
هو : لا اخاف لأنني اعرف جيدا انك لم تفصحي بكل أسرارك العائلية معي
هي : ذكاؤك يعجبني ، إذن العب.. العب فالدور لك
هو : هذه المرة سأرمي نرد واطلب طلباً
هي : مني ؟
هو : قابل مني ( يضحكان )
هي : لك ذلك ولكن اتمنى ان لا يكون صعبا
هو: ليس صعباً ان كنت تريده يكون سهلاً
هي : اذن اطلب ودع الخيار لي
هو : ( بعد أن يرمي النرد) ممكن أن نلتقي
هي : ( مستغربة ) انا وانت .!
هو :(مازحا) قابل انا وزوجك
هي : ( وهي تضحك ) ربما
هو : متى نلتقي
هي : صعب .
هو : ما الصعوبة بذلك
هي : ما زلت لا اعرفك.
هو : ستعرفينني حين نلتقي.
هي : بصراحة انا خائفة .
هو : لمَ الخوف، تعالي الى حيث لا تتعبين
هي : هل فعلا لن اتعب
هو : اقتربي اكثر واكثر قريبا
هي : “يا ويلي من كلامك”
هو : متى يكون لقائنا الرومانسي
هي : قبل المتى قل لي أين
هو : سؤال منطقي، بما ان كلانا وضعنا صعب بسبب وضعنا الاجتماعي تعالي عندي
هي : ( باستغراب) للبيت
هو : بالطبع لا
هي : اين اذن
هو : هنا في مكان العمل
هي : بالعمل
هو : افضل مكان مؤمن
هي : أمان فعلا
هو : جدا لاني بمفردي دائما
هي : متأكد من ذلك
هو: كل التأكيد
هي : لكني خائفة
هو : تعالي ولن تندمي
هي : لكني خائفة
هو : لا تخافي وكوني ظلي لاني لا ظل لي.. إلا حين تلتصقين بأنفاسي
هي : اخاف من هذه الحكاية الجديدة
هو : لتكن اخر محطتنا “فانوس” يضيء شيئاً من هواجسنا المتبقية
هي : اريدك ان تقتل ألف فَتنةٍ وفتنة بداخلي
هو : حين يكون قطب حياتي امرأة فلا يسعني الا ان اختار مدار العاشق الابدي
هي : اه انت تثير كل خلجاتي
هو : سياط الشبق تمزق جراحاتي، قولي هل نلتقي
هي : نلتقي
هو : اذن سجلي رقم جوالي
هي : ارسله بمسج هنا مع عنوانك بالتفصيل
هو : حاضر يا حلوتي ( يبدا وكانه يكتب لها العنوان في مسج، تنطفئ الإضاءة، يظهر لنا
وهو يرتب مكان اللقاء بغرفته التي يعمل بها بالعمارة، يسمع صوت يناديه)
الصوت : ايها الحارس نحن ذاهبون أغلق باب العمارة ، وكن حريصا
هو : ( بفرح ) لا توصي حريصاً ( يخرج من المسرح للتأكد كل من في بالعمارة رحل يعود
وهو يدندن ويغني بفرح يتأمل المكان جدا ) المكان اصبح جاهزاً، ( ينظر الى ساعة
يده) أعتقد أن انتظاري قد طال أراوحُ في مكاني مثل جندي ينتظر من طبول الحرب أن
تقرع، انا حائر لان مثل مراهق يريد أن يثبت رجولته بممارسة الاستمناء خلسة عن
الآخرين( يضحك) أجدني الان مثل ثور هائج يريد أن ينطح سيقان الاشجار
الجميلات أووه ماذا اصابني (يضرب خديه) اهدأ.. اهدأ ربما لم تستدل على المكان أو
زوجها اللعين دخل عليها فجأة وهي تعد نفسها للخروج وربما انتظرت حتى يخرج
لتحضير الى هنا، او.. ، أو..، او.. لن تأتي وحينها اصبح مثل فحل النخيل شامخا
بلا نفع، ( في هذا الاثناء وهو يحدث نفسه والقلق واضح عليه، وظهر
للباب يقلب الصحف والمجلات تدخل المرأة)
هي : ( تنظر له ولقلقه قائلة) مرحبا
هو : ( يستدر لها ببطئ شديد قائلا) مرحـ..
هي : ( تتفاجئ به والخوف والغدر ظاهران على وجهها ) انت
هو : ( يفاجئ بها ايضا وملامح الغدر والغضب في وجهه) انتِ
( تطفئ الإضاءة تدريجياً ويغلق الستار)
انتهى العرض
الناصرية : ١٦/ ٨ / ٢٠٢٢