مقالات ودراسات
الناقد د. سعد عزيز عبد الصاحب يكتب: الجسد عندما يصبح شاهدا
مقاربات نقدية للدورة السادسة من مهرجان بلد الصمود الدولي بالعراق 2020
المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات
ـ
الناقد د. سعد عزيز عبد الصاحب
يقول النفري :(اذا كان بمقدورك ان تختصر ما يسكنك فلا تطير سوى مع جسدك ) الجسد حين يصبح علامة تراجيدية وتاريخية وسجلا وثائقيا وشاهدا لما حصل ويحصل وهو في كثير من الاحيان ابلغ من الكلمة تجسيدا وغورا في الاعماق … وهكذا طار (محمد مؤيد) مخرجا وكيروغرافا بارعا مع جسده مع موضوعته التي ارقته طوال هذه السنوات… القتل ومجانيته وسهولته .. هدم بنيان الله الملعون من هدمه الملعون من اهانه بلا ادنى خجل او ندم ..
انها ثيمته الاخراجية منذ تلون نهري دجلة والفرات بالدم العبيط القان .. سليفون هي جزء من انطولوجيا لتيار حفر في اخاديد المسرح العراقي منذ سنوات .. تيار ميتافيزيقي فضائحي .. يعيد انتاج سلطة الموت ولكن في العالم الاخر … عالم البرزخ .. يفتح سليفون الجريمة على عوالم من الاعترافات والبوح بلا اسيجة ولامواربات او تابوات ..البوح بكل ما حصل على الارض من فضائع والجسد هو الشاهد ..فالحركة والايقاع البصري والسمعي التكراري بكل تجلياته التعبيرية هو تابين لشهداء سبايكر والحرب الطائفية … هو سؤال وجودي عن معنى الحياة في ظل ترادف الجرائم والخطوب بثكل الامهات والايامى هل نحن امام انسداد في العلاقة مع المتعالي ام هل نحن امام اله سادر لا يعيرنا انتباها .. اي معنى للحياة وطعم ومذاق والجميع مطاطاي الرؤوس امام الة القتل .. مطاطاي الرؤس كالخراف للذبح بالجملة من اجل ديمومة السلطة ودمويتها …
يرى مؤيد ان وازع القتل هو ميراث يتوارث وليس يعلم انما هو في الجذر في الرس انها القراءة الاكثر حداثة لموضوع الجريمة كشفت عنه سليفون والتي كشفت ايضا عن اعماق عري كامل للوجدان الجمعي .. كشفت عن ثقل الموت وغرائبيته وسهولة تداوليته وبانه لم يعد ماساة كبرى انما اصبح فعل صوفي متسام عبرت عنه الحركة بتجلياتها البصرية وان بامكاننا من شدة اعتيادية الموت ان نلتقيه في عرس او احتفال بتخرج جامعي او ولادة طفل وهنا تجمع المتناقضات باقصى دلالاتها الفكرية .. ان من اجمل المشاهد هو رقص الرجل المعاق وكانه يرقص على الجمر .. يرقص على الامه وكانه هو الباق الوحيد والشاهد على المجزرة . لا يفوتني هنا ان احيي الاستخدامات والتوظيفات الدقيقة للمؤثر الصوتي من اصوات فحيح هامسة او نعيب بوم اوغراب اضافة للتوظيفات الميلودية الناجحة للموسيقى المصاحبة للحركة الايقاعية وانتهى العرض بما ابتدا به من صعود التماثيل المسلفنة بعد نزولها .