افتتاج الدورة الثالثة للمهرجان الوطني لفنون الشارع على نغمات موسيقية متنوعة
المسرح نيوز ـ المغرب |عزيز ريان
ـ
احتفت الدورة الثالثة من المهرجان الوطني لفنون الشارع بفاس المنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وتنظمه وزارة الثقافة والاتصال، بشراكة مع مجلس جهة فاس مكناس وجماعة فاس، التي انطلقت مساء يوم الجمعة 16 يونيو، بعلمين فنانين كبيرين ويتعلق الأمر ب الفنان ‘ابراهيم الدمناتي’ من مواليد سنة 1941 بمدينة فاس، وقد اشتغل في المسرح ممثلا ومؤلفا ومخرجا ومشرفا فنيا إلى جانب مجموعة من الرواد خصوصا المؤسسين لمرحلة الهواة، وعلى رأسهم محمد تيمد وزكي علوي ومحمد الكغاط، وفي الاحتراف اشتغل مع المخرج حسن مراني علوي في مسرحية “بغداديات”، ومع المخرج محسن مهتدي في مسرحيتي “شاري الهم” و “بويديدا”.
كما اشتغل الفنان ابراهيم الدمناتي في الإذاعة من خلال انتاجه لبرنامج “الحقيبة” و”نهاية الأسبوع” من سنة 1997 إلى 2003، وكذا تأليفه وإخراجه لثلاثون حلقة من السلسلة الإذاعية ذات الطابع الدرامي” الناس و الناس” سنة 2003، وخمس عشرة حلقة من مسلسل “سيد الفاطمي الترمضينة” سنة 2004، وفي التلفزيون اشتغل في أفلام تلفزيونية عرضت بالقناتين المغربيتين الأولى والثانية نذكر منها فيلم “الكنز” لمحمد القرطبي سنة 2003، و”خيال الديب” لمحمد عهد بنسودة سنة 2006، و”جل حليمة” لسعيد تاشفين سنة 2011، والطريق إلى طنجة لعبد الكريم الدرقاوي سنة 2012، والسيتكوم الكوميدي “ميستر سنسور” لمحمد عهد بنسودة والذي عرض في رمضان سنة 2016، أما في السينما فقد لعب أدورا متنوعة بمجموعة من الأشرطة الطويلة والقصيرة، نذكر منها فيلم “جارات أبي موسى” لمحمد عبد الرحمان التازي سنة 2003، و فيلم موسم المشاوشة لمحمد عهد بنسودة سنة 2009.
وكرّم المهرجان الفنان ‘أحمد الشيكي’ أستاذ مادة الآلة الأندلسية المغربية في التكوين النظري والتطبيقي وذلك على يد عدة رواد الطرب الأندلسي ومنهم الحاج عبد الكريم الرايس، الأستاذ محمد التازي مصانو، الحاج محمد التويزي والحاج محمد بوزبع منذ سنة 1979 إلى سنة 1991 بالمعهد الموسيقي بفاس، وهو حاصل على الشهادة الشرفية في الموسيقى الأندلسية سنة 1991، وباحث في آلة عود الرمل الرباعي في طرب الآلة و كذا أصولها و طبوعها، وحاصل على شهادة مؤطر ممتاز لمهرجان فاس الحادي عشر للموسيقى الأندلسية سنة 2006، كما شارك في عدة تظاهرات ثقافية و فنية داخل و خارج الوطن.
وقدم المدير الجهوي لوزارة الثقافة فاس مكناس السيد “جواد المستاري” هدية رمزية للفنان ‘ابراهيم الدمناني’ اعتبارا لما قدمه في مجال المسرح وباقي الفنون الأخرى، راكم من خلالها العديد من الأعمال الفنية واشتغل إلى جانب كبار المسرحيين، ومن جهة أخرى قدم للفنان أحمد الشيكي تذكار رمزي اعترافا بإسهاماته الكبيرة في مجال الفني ولتأطيره للعديد من الأجيال.
ومباشرة بعد حفل التكريم الذي عرف مشاركة مجموعة “هيّاثة” للفن الشعبي، انطلق من أمام دار الثقافة كرنفال المهرجان وعبر شارع الحين الثاني ذهابا وإيابا بمشاركة فرق مسرحية وفنية موسيقية وأخرى استعراضية وفلكلورية، في شكل احتفالي بهيج أثار جمهور مدينة فاس الذي حلّق حول الكرنفال من بدايته إلى نهايته مقتنصا فرصا من أجل التقاط صور مع مجموعة من الفنانين.
وتستضيف هذه الدورة(من 16 إلى 18 يونيو 2017) التي تروم إلى التعريف بالأشكال التعبيرية لمختلف فنون الشارع، على تمايزها وتنوعها وتعدد روافدها، وتثمين الثقافة المغربية المعاصرة وتقريبها من جمهور مدينة فاس وزوارها، ودعم الطاقات الشابة، (تستضيف) باقة متنوعة من الفرق الفنية من مختلف أنحاء الوطن، جديرة بخلق فسحات من المتعة والفرجة المتاحة لعشاق فنون الشارع، وتعزيز أجواء البهجة خلال شهر رمضان المبارك في فضاءات مختلفة من العاصمة الروحية للملكة.
وتولدت فكرة تنظيم المهرجان الوطني لفنون الشارع بمدينة فاس،انطلاقا من التبلور الواضح لأشكال تعبيرية حديثة وسط صفوف الشباب بمختلف المدن المغربية. وهي استجابة تلقائية لضرورة فتح المجال لهذه الأنماط من أجل ضمان استمراريتها وتطورها، خاصة أنها تعكس مستويات راقية من الحس الفني والجمالي يجمعها قاسم مشترك.
وقد وقع الاختيار على مدينة فاس العاصمة العلمية والروحية للمملكة لاحتضان هذا المهرجان، من أجل خلق نوع من التوازن بين الاهتمام اللافت والمحمود فيها بالفنون التراثية، وبين التطلع المشروع لانبثاق أشكال تعبيريه معاصرة، كما أن الفضاءات التاريخية والساحات العمومية بالمدينة مؤهلة بامتياز لاستقطاب مثل هذه الأنشطة.