مقالات ودراسات

الأكاديمي العراقي د. “جبار خماط ” يكتب حصريا لـ “المسرح نيوز” .. قانون الجذب المسرحي


المسرح نيوز ـ العراق | د. جبار خماط*

*أكاديمي عراقي

ـ

 

كثيرا ما أردد حول ضرورة مجأورة الفن بالعلم، لأنه يتطلب اتقان تجربته ، وإبعاد الزائد عنه ، لتكتمل الصورة ، وتظهر محاسنها ،وينساب الإمتاع في جدول إلافهام ، كانه ماء رقراق يتفاعل مع الراغبين بالارتواء بعد عطش جمالي .

لقد حاول الفلاسفة والمفكرون والفنانون المبدعون انتاج لحظات جمالية فارقة من عمر الوجود ، فكانت على نحو نظربات علمية أو مقارلات فلسفية أو اعمال فنية ، كلها سعت إلى الوصل إلى نوع من التواصل والجذب ما بين إلانسان والوجود . واذا نقول للجذب قوانين وحالات وصور ، فإن النفوس والاجسام تنجذب نحو  علاقة حميمية ، لا انفصام فيها ، تلك الجاذبية التي نسعى اليها جميعا ، منذ نرسيس أو نرجس بروايتنا ، ننجذب إلى صورتنا ، نؤمن بها حد التطابق ، حتى قال العلماء ان نرجس يعاني عقدة التواصل مع إلاخر ، فانجذب إلى نفسه وعشقها ، ولذلك اطلقوا على إلانانية بانها مرض نرجسي ، لان صاحبها لا يحب إلا نفسه أو مصلحته، حتى لو انتهى ذلك إلى اشعال الحرائق في المدن العظيمة مثل ما فعل نيرون بروما !

إن مفهوم الجاذبية ، سلوكي وفيزيائي؛ معروف ومتداول ، نستريح في محطات ايامنا المحبطة بالعادي والمالوف ، لياتي ما يحرك انزيم الدوبا مبن في الدماغ ، فنروح في رحلة ممتعة وانيقة بعيدا عن محطتنا الرتيبة .

لقد نجح العالم (( اسحاق نيوتن )) في تفسير العالم بانه جاذب ومجذوب ، في علاقة من الفعل وردة الفعل ، تتناسب مع كمية الجاذبية الرابطة بين الطرفين . ولا فرق بين هذا وذاك أو تلك ، إلا بقدر من تحمل من بذور لها القدرة على النمو إلاتصالي مع إلاخر أو الشيء ، فالتفاحة تسقط من الشجرة إلى إلارص في انجذاب!!

هل اشتاقت التفاحة إلى بذرتها الأولى التي نزلت لأول مرة في إلارض وتعايشت معها فكانت الشجرة وكانت التفاحة ، هذه الكلمات دارس في رأس نيوتن ، وأي عالم فيزيائي ، عمد إلى تحويل إلادبي إلى علمي ، فانت نظريته في الجاذبية إلارضية التي تتساقط الاجسام نحوها ! لقد أنتج نيوتن قانون قانون الجذب العام لني(بإلانجليزية: Newton’s law of universal gravitation)، أو كما يعرف اختصارًا بـقانون الجذب العام هو قانون فيزيائي استنباطي ينص على أنه “توجد قوة تجاذب بين أي جسمين في الكون، تتناسب طرديًا مع حاصل ضرب كتلتيهما، وعكسيًا مع مربع المسافة بين مركزيهما”.  ومن هنا كانت الجاذبية وتعرف أيضاً باسم الثقالة (بإلانكليزية: Gravity) هي ميل الكتل وإلاجسام للإنجذاب والتحرك نحو بعضها البعض كما في الجاذبية بين الشمس وإلارض .

لقد تعود المسرح العربي على معادلة ” شبيه الشيء منجذب إلبه ” أو ” الطيور على اشكالها تقع ” هذا التراكم من الوعي الساكن الذي يعتمد التماثل وليس الجدل القائم على ال لشيء ونقيضه، افرز لنا تفكيرا احاديا يتبنى المتسابه ، وينكر النقيض، وهذا جعل مغهوم إلايقاع وتطوره الداخلي ناقصا وغير مكتمل لانه لا يعتمد التحليل والتركيب ما بين العناصر، بل يميل المسرح المسرح العربي ، إلى التركيب الجاهز لوحدات المشهدية ، مما يجعل هذه الوحدات متشابهة الصنع ، لان عناصر انتاجها واحدة ةليست متناقضة !

ينبغي لنا في المسرح العربي ان نتبنى قانوناً للجذب المسرحي ، قائم على فرصية ” نقيض الشيء منجذب إلبه “لان  المتناقصات في الفن ، تعطي فرصة عملية لانتاج حركة داخل الشكل، تسمح للمتلقي بتشكيلها وتوليدها في ذهنه ، فالمألوف لدى المتلقي من الخبرات السمعية والبصرية والحركية ، ينبغي أن تواجه بخبرة مسرحية تناقض وتكسر توقع الجمهور ، من أجل الحصول على ضمانية التلقي الجمالي الذي يحقق فرحاً نفسياً ، لا تنفد خزائنه في وعي الجمهور ، الذي وجد في العرض ما كان يفتقده في الحياة من تناغم وايقاع وخطاب يجمع ولا يقطع . وهذه الضمانية هي   ناتج قانون الجذب المسرحي الذي وحدة قياسه ” التفاعل ”  الممتد في خبرة استقبال  العرض المسرحي.  ، لأن الجمهور هو حاصل انجذاب للعناصر  الشكل المسرحي المناقضة في لحظة الحاذبية المسرحية ، التي تصنعها المعالجة الفنية متقنة الضبط وإلاتصال  داخل الصورة المسرحية .


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock