الأكاديمي العراقي د. جبار خماط يكتب حصريا لـ “المسرح نيوز” .. العيادة المسرحية بين بغداد والقاهرة مشروع جديد مع مرضى السرطان
المسرح نيوز ـ بغداد | د. جبار خماط
أكاديمي عراقي
ـ
العيادة المسرحية بين بغداد والقاهرة مشروع جديد للعيادة المسرحية ، مع مرصى السرطان ، وكيف يمكن التواصل معهم ، بقصد التمسك بالحياة ، وتقبل فكرة التواصل مع الحياة بايجابية ، التي توفرها لذة الابداع ، يكتشفون ذاتهم ، بالتمثيل المسرحي .
العيادة المسرحية ستكون في مستشفى الأمل للاورام ، ولقاء مثمر ونوعي مع د. تحسين الربيعي مدير مستشفى الامل للاورام ، تبادلنا حواراً علمياً حول هدف مشروع العيادة المسرحية مع مرضى السرطان، وقد تفاعل بشكل رائع وطرح افكار تفيدنا في مشروعنا الذي سيكون متميزاً مع مرضى السرطان.
ومن علامات تميز مشروع العيادة المسرحية ، التنسيق العالي مع د. سامح مهران الذي رحب بفكرة تقديم مشروع العيادة المسرحية في مستشقى الاورام في القاهرة ، يقدمه محموعة من المشاركين قي ورشة العيادة التي قدمتها في مهرجان القاهرة الدولي للميرح المعاصر والتجريبي ، يُذكر ان العيادة المسرحية ، بثلاثة مشاريع ، الأول كان في سجن الأحداث ، تعاملت مع فرضية حل مشكلات السجناء الأحداث وكيفية معالجتها وتحويلهم من السلبي إلى الإيجابي؛ والتي تعيد خارطة طريق حياتهم نحو الاندماج الاجتماعي ، التي يفقده أغلب السجناء ؛ وإذ تواصلت معهم العيادة ، تغيرت مزاجهم وافكارهم ، لأنهم دخلوا بيئة الإبداع ، واكتشفوا قدرات إدائية جديدة ، كانت مفقودة لديهم .
والغريب أن مساحة الارتجال لديهم كانت واسعة ، واقتراحات الشخصيات التي قاموا بتمثيلها كلها إيجابية؛ لأنه يشعر ان هذه الشخصيات التي قام بتمثيلها هي بديل موضوعي ، يعوض اضطراب شخصياتهم والظروف المحيطة بها ، والتي دفعتهم للجريمة ، لقد وجدوا ذاتهم الضائعة داخل العيادة .
ومثل ما حصل في سجن الأحداث ، كان مع متعاطي الكحول والمخدرات ، هؤلاء المدمنين دخلوا العيادة المسرحية ، تدربوا على مهارات مسرحية ، وتدريبات صوتية وجسمانية مكثفة ، واتخذوا طريق التحدي ، بقصد التخلص من الإدمان ، لقد مثلوا شخصيات إيجابية ، بالتكرار اليومي داخل العيادة المسرحية ، تحولت إلى مخزن الذاكرة طويلة الأمد ، وهذا يعني إيمانهم بسلوك جديد ، يعتمد بنية قيمية تتقاطع مع الإدمان الكحولي والدوائي ،الأمر الذي دفعهم إلى ترك الإدمان وسط دهشة الأطباء في مستشفى ابن رشد التدريبي للطب النفسي ، والذي كان مكان تقديم العرض المسرحي ، يوميات مواطن منسي ، تأليف وتمثيل مجموعة من المدمنين .
اما التجربة الثالثة ، فكانت مع مصابي السلاح الكيمياوي ، هؤلاء الذين يشعروا بالعزلة والاحباط وصعوبات في التنفس ، دخلوا العيادة ، تدربوا وابدعوا نصا مسرحيا ، مثلوه باتقان في قاعة مديرية صحة حلبجة ، ومن لا يعرف حلبجة ، هي مدينة تعرضت للقصف الكيماوي أثناء الحرب العراقية الإيرانية.