الباحث والناقد عبد العليم البنّاء يكتب: الهيئة العربية للمسرح وعملها الاستراتيجي
المسرح نيوز ـ القاهرة | متابعات
ـ
منذ الاعلان عن تأسيسها في القاهرة في العاشر من ايلول – سبتمبر 2007 ، بمبادرة ورعاية كريمة من لدن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لدولة الامارات العربية المتحدة حاكم الشارقة،
والهيئة العربية للمسرح التي جاءت على غرار الهيئة الدولية للمسرح، كانت وما زالت كيانا مسرحيا عربيا ذا أبعاد استراتيجية، تقوم بتجميع المؤتلف والمختلف للارتقاء بالانتاج المسرحي العربي، حيث ضمت رموز المسرح العربي ليكونوا أعضاء في لجنتها التأسيسية، فضلا عن اختيار عدد من فناني ومبدعي المسرح العربي لعضوية اللجنة الاستشارية، لتتواصل منذ ذلك التأريخ في إنجاز الهدف الرئيسي بتشجيع العلاقات وتبادل المعارف والتجارب المسرحية، بين أهل المسرح العربي وأهله في أنحاء العالم، وتعميق التفاهم المشترك وترسيخ التعاون والصداقة بين الشعوب في مجالات المسرح، من خلال دعم وتشجيع العروض المسرحية العربية، وإقامة المهرجانات المسرحية العربية، وقد تبلورت هذه الاستراتيجية الاصيلة عبر عديد الفعاليات والبرامج والانشطة الفاعلة، التي شملت كل نواحي وشؤون المسرح وتفعيله وتنميته في أرجاء الوطن العربي بلا استثناء، على أسس علمية صحيحة خالية من الارتجال والبيروقراطية التي تتقاطع وروحية وجوهر رسالة المسرح .
وبالفعل وبفضل الدعم اللامحدود لرئيس الهيئة العربية للمسرح وراعيها الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، تنوعت وتجذرت هذه الهيئة لتصبح مؤسسة مسرحية شاملة لكل المسرحيين العرب، وملبية لكل طموحاتهم نحو مسرح عربي جديد ومتجدد شكلا ومضمونا، لاسيما عبر الدورات المتعاقبة لمهرجان المسرح العربي الذي يحط الرحال سنويا في أحد البلدان العربية ،فضلا عن جائزة القاسمي السنوية لافضل عمل عربي والتي باتت أرفع جائزة مسرحية عربيا وتبلغ قيمتها (100 ألف درهم إماراتي)، ناهيك عن مجموعة المسابقات الهادفة لاثراء العطاء المسرحي على صعيد النص المسرحي للكبار وللصغار والبحث العلمي المسرحي والاصدارات المسرحية المتنوعة وغير ذلك الكثير، الامر الذي جعل استراتيجتها في التنمية المسرحية هذه محط إهتمام وعناية الدورة العشرين لوزراء الثقافة العرب التي انعقدت في تونس مؤخرا.
حيث كانت” الهيئة العربية للمسرح ، ممثلة بأمينها العام الكاتب اسماعيل عبد الله، حاضرة ومؤثرة في هذه الدورة التي اتخذت العديد من القرارات والتوصيات، وكان للهيئة ومشاريعها في المشهد الثقافي العربي الأثر الطيب، الذي جعل هذه القرارات والتوصيات تورد مجموعة من التوصيات تحت عنوان (الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية) تمثلت: بدعوة المنظمة (أليكسو) إلى التنسيق مع الدول العربية للتعاون مع الهيئة العربية للمسرح في تنفيذ مضامين الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية، مع شكر المملكة المغربية على تضييفها مهرجان الهيئة العربية للمسرح عام 2015 ،ودولة الكويت على اضييفها مهرجان الهيئة العربية للمسرح عام 2016، ومباركة التعاون بين المنظمة والهيئة من أجل تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي، لبناء أجيال تبني الغد بمعارف خلاقة ومنفتحة وإحياء اليوم العربي للمسرح”.
ولعل هذا غيض من فيض ما قدمته الهيئة العربية للمسرح، من أجل تنمية وتفعيل وتطوير المسرح العربي لكي تحقق الخطوات الراسخة الواثقة والتي تعمل بكل جدية لرفعة المسرح العربي، كل هذا الحضور وهذا الاعتراف والتقدير والتثمين من كل المؤسسات المعنية بالثقافة رسمية و شعبية، إذ صار تضييف مهرجان المسرح العربي من الدول العربية منجزاً يستحق الشكر، كذلك الاهتمام باليوم العربي للمسرح الذي يصادف العاشر من يناير / كانون ثاني كل عام كمناسبة وجدت التقدير، وباتت مناسبة ثقافية عربية معترفاً بها لتشكل نقطة تأمل في الشأن المسرحي العربي من خلال رؤية قامة من قاماته يكتب رسالة في كل عام. حيث كتبها للعام 2017 الفنان الأردني حاتم السيد،ومن قبله الفنان الفلسطيني زيناتي قدسية 2016 ، والأكاديمي السوداني يوسف عايدابي 2015، والشيخ د.سلطان القاسمي 2014 ، والفنانة المغربية ثريا جبران 2013 (ولمرضها القتها نيابة عنها الفنانة اللبنانية رندا ابيض )، والفنانة الكويتية سعاد العبدالله 2012 ،والفنان القدير الراحل يوسف العاني 2011، والفنان التونسي عزالدين المدني ،2010والفنانة المصرية سميحة أيوب 2009 ،والفنان اللبناني يعقوب الشدراوي 2008،فكرست الهيئة العربية للمسرح بذلك ما بات تقليدا مسرحيا عربيا راسخا ،والمتمثل في اختيار شخصية مسرحية فاعلة ومؤثرة لكتابة وقراءة رسالة في يوم الإحتفال باليوم العربي للمسرح (العاشر من يناير/كانون الثاني) ،والذي يصادف يوم افتتاح كل دورة من دورات المهرجان المسرح العربي ليكون بمثابة آلية تنشيط مسرحي، تمكن المسرحيين العرب من تتويج جهودهم في البحث والعمل والاجتهاد والتجريب والنتاج، وتكون مناسبة للاحتفاء بهم والاحتفال بإبداعاتهم وعرضها على الجمهور هنا وهناك على امتداد الخارطة العربية ، فتنقلت دوراته بين عواصم عربية عدة، كالقاهرة والدوحة والشارقة وعمان وبيروت والرباط والكويت وقريبا الجزائر… فمرحى لكل هذه النجاحات الاصيلة التي باتت صنو ودليل الهيئة العربية للمسرح وعملها الستراتيجي..