الجبتانا AL- GIPTANA أسفار التكوين المصرية .. لمناضل عنتر وفرسان الشرق.. عندما تعود الحياة على خشبة مسرح الجمهورية
المسرح نيوز ـ القاهرة|كتب : صلاح صادق
ـ
أيقونة من أيقونات التراث المصري الخفي
الجبتانا متن فرعوني مقدس حفظه مانيتون السمنودي عن الكهنة الذي تناقلوه عبر الزمن عن أسلافهم وورثوه، من أقدم النصوص الراوية لقصة الحياة والحضارة المصرية القديمة، الأقدم على وجه الأرض، مصر هي فجر الضمير الإنساني، معبر التواصل والالتقاء الفكري والحضاري، معلمة العالم والإنسانية ..
أعاد صياغته وتصميمه وتقديمه مناضل عنتر لتحمل حركاته وبصماته السحرية الحياة لأجساد رقدت منذ القدم، لتعود الأرواح وتلتبس الأجساد من جديد في عرض راقص جمع كل سمات النضج والتلون الفني ..
ساعة ونصف هي مدة عرض طويل نسبياً دون فواصل وبديكور شبه ثابت (وان شوت) تحتار بين كونه تشيد معماري وكونه ستائر لدقة التداخل وجمال التنفيذ، ساهمت الإضاءة – وتمنيت منها أكثر من ذلك – في إضفاء حالة من الإبهار البصري لصورته بنقوشة المحفورة الخشبية والتفريغات في جنباته لترسم آلهة المصرين وطقوسهم الحياتية ومعتقدهم الراسخ والخالد عبر الزمن ..
قدمت العرض فرقت فرسان الشرق للتراث والتي تأسست عام 2009 لإستلهام التراث المصري في سياق درامي راقص
انضمت للأوبرا المصرية عام 2012 ولها العديد من العروض وشاركت في كتير من المهرجانات ..
ولمناضل سجل فني منذ أن كان راقص وصولاً لمدير فني ومخرج لفرقة الرقص المسرحي الحديث وهو أكاديمي موهوب، محترف بقلب وروح هاو، قدم العديد من العروض الراقصة والمسرحية ..
في الحبتانا نوع من التشكيلات الحركية، وزاد من صعوبة الحركات، ووضحت تأثيراته الفنية على الفرقة سريعاً،
والتي هي بالفعل عناصر فنية جيدة، تأقلمت مع فكره الممنوح بحب وذكاء، جرعة من التشويق والمتعة في الأداء
سواء كان فردي أو ثنائي وجمعي لعناصر الرقص، والتي يمتاز بها المصمم المخرج في الأداجوهات المتنوعة أو استخدامه (الكورد باليه) المجموع من الراقصين، لتشغل جميع فضاءات المسرح متناغمة مع الموسيقى التي أحسن اختيارها لتحديث حالة من السيولة في فكرة كون الحضارة إنسانية لكن الأم هي مصر لنجد موسيقانا الشرقية التراثية بجانب البنجالية والهندية والمصرية النوبية وغيرها لتمتزج في حالة روحية وإيقاعية زادت من ثراء العمل جمالاً وبهاء، حالة من الصراع الأزلي النفسي الداخلي والخارجي المتمثل في المجموع،
حالة التنافر التي ينتج عنها النسق الجمعي والدور الأنثوي العميق عمق الحضارة والتاريخ، كل المشاعر الإنسانية تجسدت في الجبتانا من حب وكره، قبول ورفض، صدق وزيف، غدر وخيانة، كل أطياف الخير والشر، مضي وقت العرض بين متابعة كل تفاصيله ومحاولة فهم تفاصيله الحركية والربط بين عناصره الفنية وسينوغرفياه الرائعة
بملابسه المناسبة للحالة والتي تمنيت لو كانت رسومه ونقوشه مجرد رسوم وطلاسمه على أجساد عراه ..
حالة من النضج الفني تدفع مبدعه الأول للإبتكار كل مرة
ليلهب فكر ووجدان جمهوره ومتابعة، وصار صنيعه يحمل
سمة مبدعة لعاشق لفنه ولخشبة المسرح كراهب يتنسك في محرابه في رقصة روح ..
فنان واع يدرك إرثه ، قارىء لتاريخه، يزهو بمجد أجداده
يسعى لنقش اسمه في سجل الفن والخلود ..
تمنيت لو شرفت وزيرة الثقافة الفنانة إيناس عبد الدايم
الحفل وصحبت معها الفرقة ليقدم في ملتقى الشباب العربي الإفريقي ليكون خير سفير لفننا وتراثنا الزاخر في منبعه الجنوب أسوان مهد الحضارات وعروس النيل الجميلة ..
تحية تقدير لكل من ساهم في العمل وظهوره بهذا الشكل الجيد ..
الجبتانا ..
تصميم إضاءة : رضا إبراهيم
تصميم ديكور : أحمد زايد
تصميم وإخراج
مناضل عنتر