مسرح طفل

“الديك الأحمق” مسرحية للأطفال.. المرحلة العمرية الثانية.. تأليف: الكاتب السوري أحمد إسماعيل اسماعيل


المسرح نيوز ـ القاهرة: مسرح طفل

ـ

 تأليف:  الكاتب السوري أحمد إسماعيل اسماعيل

 

                الديك الأحمق

مسرحية للأطفال

المرحلة العمرية الثانية

أحمد إسماعيل اسماعيل

الشخصيات

1-الديك (صوته غليظ وغيور)

2-دجاجة 1 (مرحة ومتفائلة)

3-دجاجة 2 (حالمة)

4-دجاجة 3 (خائفة)

5- دجاجة 4( يائسة)

6_ دجاجة 5( متعاونة مع الديك)

7-صوت الراوي (يحكي ويدخل أحياناً في الحوار)

 

                                          المشهد الأول

(المكان: بيت صغير للدجاج (قن)، مظلم من الداخل، فيه ثقب صغير في الباب يدخل منه ضوء خافت. نسمع صوت الديك وهو يشخر (ينام بصوت عالٍ) والدجاجات منتشرات في الداخل)

صوت الراوي: (بهدوء) كان يا مكان، في قديم الزمان، بيت صغير تسكن فيه دجاجات

كثيرة وديك واحد كبير. وكان هذا البيت مظلماً، ليس فيه نافذة ولا نور. وفي ليلة من الليالي، شعرت الدجاجات بشيء غريب…لم يكن الجوع يُبقيهن مستيقظات، بل كان الفرح… نعم، الفرح!

(تظهر دجاجة 1 وهي تنظر من ثقب الباب وتهمس بسعادة)

دجاجة 1 :(بسعادة وهدوء) يااااه! هناك ضوء في الخارج! إنه الفجر.

دجاجة2: (باستغراب) الفجر؟!

دجاجة2: نعم، إني أرى خيوطه تشع من بعيد.

دجاجة3: (في ضيق) كفى ثرثرة، ستوقظن الديك.

دجاجة1: أظن أن العيد سيأتي غداً!

دجاجة 2 :(بدهشة) عيد؟! هل قلتِ غداً هو العيد؟

دجاجة 1: (وهي تدندن) نعم نعم! العيد قادم، وأنا سعيدة جداً!

دجاجة 3 :(بقلق) وكيف يجيء العيد إذا لم يطلع الصباح؟! ولن يطلع مالم يستيقظ

الديك ويصيح!

دجاجة 1: سيطلع الصباح قريباً… وستدخل خيوط النور من الباب قريباً!

دجاجة 2 : (تقفز بحماس) يا سلام ! يعني سيخرج الأطفال ويلعبون؟

دجاجة1: نعم.  وسيصبغون بيوضنا بألوان جميلة! الأحمر… والأخضر… والأصفر!

دجاجة2: حقاً؟ يا له من حلم جميل!

دجاجة 1 :(تحلم) وسنخرج إلى الفناء، ونشم الهواء، ونرى السماء الواسعة…

دجاجة 2: وقد نتناول الحلوى! ونسمع الموسيقى!

(ترقص دجاجة 1 و2 بسعادة، تدوران معاً بمرح)

دجاجة 3 :(بصوت متردد) لكن الديك ما زال نائماً… إنه يشخر.

(تتوقف الدجاجتان عن الرقص، وتسود لحظة صمت قصيرة)

دجاجة 2: صحيح! من الذي سيوقظ الشمس غير صوت الديك؟!

دجاجة 1: لا أعرف… لكنني رأيت النور، رأيته بعينيّ!

دجاجة 4 :(بصوت حزين) هذا ليس صحيحاً… أنتِ تحلمين!

دجاجة 5: نعم، لا تصدقوها… الديك نائم، والصباح لا يجيء إلا بصياحه!

دجاجة 1 :(بهمس) تعالوا وانظروا من الثقب، وسترون ما رأيت.

(تتدافع الدجاجات واحدة تلو الأخرى للنظر من الثقب)

دجاجة 2: إنها خيوط الفجر حقاً!

دجاجة 3: لا… هذه نجوم فقط!

دجاجة 5: إنك واهمة.

دجاجة 4: بل مجنونة.

(تعلو الأصوات وتتشاجر الدجاجات همساً ، فيستيقظ الديك فجأة)

الديك : (بغضب) كفى! كفى أيها الدجاج! لماذا تنظرن من ثقب الباب؟! من سمح لكُنَّ

بذلك؟

(تصمت الدجاجات ويظهر عليهن الخوف ويتراجعن إلى الخلف داخل القن)

صوت الراوي :(بصوت هادئ) خافت الدجاجات وسكتن، اختبأن في الزاوية، وهمسن

بينهن بخوف…

دجاجة 3 :(بهمس مرتجف) الديك غاضب، ربما لن يصيح اليوم…

دجاجة 2: (بحزن) إذا لم يصح، فلن يطلع الصباح.

دجاجة 4 :(بصوت حزين) ولن نخرج إلى الحديقة، ولن نلعب.

الديك :(بصوت عال) لن أصيح حتى أعرف الحقيقة! من التي قالت إن الصباح قد أتى؟!

(تنظر الدجاجات إلى دجاجة 1 وهي تنكمش على نفسها بخجل)

دجاجة 1 : (بصوت خافت) أنا، أنا رأيت نور الصباح من الثقب، صدقوني.

الديك :(بصوت ساخر) ما هذا الهراء؟! وهل أنتِ من يقرّر متى يأتي الصباح؟!

أنا فقط مَن يوقظ الفجر ويأذن بقدوم الشمس.

أصوات دجاجات: (بصوت واهم ومن داخل الظلمة) هذا صحيح، نعم، الديك يقول

الحقيقة. هذا صحيح تماماً.

( يتقدّم إلى باب القن ويغلق الثقب بجسمه وهو ينظر بغضب)

صوت الراوي: وهكذا، وقف الديك أمام الضوء ليمنعه من الدخول…والدجاجات خافت

كثيراً وراحت كل واحدة منهن تسأل نفسه: هل سيأتي الصباح؟ هل سيُفتح الباب؟

(إظلام تدريجي، وصوت موسيقي ناعم يرافق خروج الراوي)

                   المشهد الثاني

(المكان: داخل القن. الدجاجات متجمّعات في الزاوية، خائفات، والضوء لا يدخل لأن الديك يسدّ ثقب الباب بجسمه. الجوّ كئيب وصامت، تُسمع أصوات همس بين الدجاجات)

دجاجة 3 :(بقلق وخوف) لن يطلع الصباح! سنبقى في هذا الظلام إلى الأبد!

دجاجة 2 :(بحزن) العيد ضاع، والأطفال لن يأتوا.

دجاجة 4 :(بصوت خافت) الديك غاضب لأننا نظرنا من الثقب.

دجاجة 5 :(بصوت جاف) بل لأن دجاجة ذات العنق الطويل كذبت علينا!

الديك :(يتقدّم بخطوات بطيئة، ينفخ صدره بفخر) أيتها الدجاجات الحمقاوات!

كيف تجرؤ واحدة منكن أن تقول إن الصباح جاء وأنا ما زلت نائماً؟!

(تتبادل الدجاجات النظرات، ثم يشير البعض منهن إلى دجاجة 1)

دجاجة 4: هي التي قالت! تلك الحمراء! هي التي قالت لقد رأيت الضوء!

دجاجة 5: وقالت إن العيد سيكون غداً! وهذا كذب!

دجاجة 1 :(بصوت شجاع رغم خوفها) أنا لم أكذب، لقد رأيت ضوء الصباح يدخل من

الثقب.

دجاجة 3 :(بعصبية) كاذبة!

دجاجة 5: نعم، كاذبة ومخادعة!

دجاجة 1 :(بتوسل) لا، لا! اسألن أنفسكن! أنتن رأيتن الضوء أيضاً!

    (تتحرك بعض الدجاجات نحو الباب، تحاول النظر من الثقب)

الديك: (يصرخ فجأة ويقفز أمام الباب) توقّفن! ممنوع الاقتراب! لن ينظر أحد إلى

الخارج!

(تتجمّد الدجاجات في مكانها، ثم ينظر إليهن بغضب، ويتحدث بصوت مخيف)

من يخرق القواعد، يجب أن يُعاقَب!

اضربوها… اضربوا هذه الكاذبة!

(تتردّد الدجاجات، وحين ينظرن إلى الديك الغاضب ، تهاجمن الدجاجة 1 وتبدأن بنقرها)

دجاجة :1 (تتألم وتبكي) توقّفن! أنا لم أكذب! لقد رأيت الضوء، رأيته حقاً! إنكن تؤذينني!

الديك :(بصوت قاسٍ) هل ستفعلين هذا مرّة أخرى؟ هل ستنشرين الكذب؟

دجاجة 1: (بألم) لا… لا… أعدك بعدم تكرار ذلك! لن أفعل!

الديك: (يرفع جناحه) توقّفن الآن. هذا يكفي.

(تتوقف الدجاجات وتبتعد عنها. دجاجة 1 تسقط على الأرض منهكة)

والآن… من منكنّ صدقت هذه الكاذبة؟

(تنظر العيون نحو دجاجة 2 التي ترتجف)

دجاجة 2 :(بخوف) أنا فقط.. حلمت، حلمت أننا نلعب ونضحك مع الأطفال.

الديك :(بغضب) من يصدّق الكذب، يكون كاذباً أيضاً! عاقبن هذه الحالمة!

(تهاجم بعض الدجاجات دجاجة 2 وتنقرها أيضاً)

دجاجة 2 :(تبكي)  لقد كان مجرّد حلم! أعتذر. إنني أعتذر.

الديك: الحلم في القن بدون أذن مني ممنوع.

دجاجة2: أنا آسفة، لن أحلم مرة أخرى.

الديك: كاذبة.

دجاجة2: ساعدوني! النجدة!

الديك (ينظر حوله بقلق، ثم يسرع إلى الثقب ويتفقده بخوف) هس، اخفضي صوتك.

دجاجة2: إني أتألم.

الديك: تألمي بدون صياح وصوت.

دجاجة2: النجدة.. النجدة.

(يتسلل خيط من الضوء الخافت إلى داخل القن من فتحة صغيرة بجانب الباب)

الديك: ما هذا؟! هل،  هل هذا… نور؟! أنت السبب. صياحك وطلبك النجدة هو

السبب في ما يحدث.

دجاجة2: النجدة ..النجدة.

الديك: (بغضب) اصمتي ..اصمتي..

(ينتقل بين الباب والنظر من خلال الثقب والدوران في القن) اصمتي، اصمتي.

صوت الراوي :(بصوت مدهوش) وفجأة… بدأ نور الصباح الحقيقي يدخل القن…لكن

الديك لم يصحُ! فكيف جاء الفجر؟!

(تنبعث موسيقى ناعمة مع ازدياد الإضاءة )

الديك: (يرتجف، يحاول حجب الضوء بجناحه) لا، هذا لا يمكن، هذا وهم، لا

تصدقن ذلك! إنه ليس فجراً حقيقياً!

(الدجاجات تنظر إليه بدهشة وصمت)

صوت الراوي: ترى، هل سيصدّقن أعينهن؟ أم سيبقين في الظلام خوفاً من صياح الديك؟

المشهد الثالث

(المكان: داخل القن. يزداد الضوء أكثر فأكثر. تظهر لمحات من ألوان الصباح على الجدران. تُسمع أصوات ضحك الأطفال من الخارج، بعيدة في البداية ثم أقرب، تجلس الدجاجات مذهولات مرتعبات، دجاجة 1 تفتح عينيها بدهشة، ثم تضحك بصوت واضح)

دجاجة 1 : (بفرح) انظرن! إنه الصباح! لقد جاء! جاء دون أن يصيح الديك!

دجاجة 2 :(بدهشة وفرح) نعم! أنا أرى ضوء الشمس! إنه حقيقي… إنه ليس حلماً!

دجاجة 3: (تتلفت حولها) كيف ذلك؟ الديك لم يصحُ بعد! لم نسمع صياحه!

دجاجة 1 :(تضحك) يبدو أن الشمس لا تنتظر الديك!

دجاجة 4: هل يعقل أن يكون الديك مخطئاً؟

دجاجة 5 :(بتردد وخوف) لا، لا، الديك دائماً على حق، أليس كذلك؟

دجاجة 2: الديك واهم، ليس هو من يصنع الضوء!

الديك :(يرتجف، يحاول أن يصرخ لكن صوته لا يخرج) كو… كوو… كوكو؟!

لا، هذا غير ممكن… لم أصح بعد! كيف تجرّأ الصباح أن يأتي بدوني؟!

دجاجة 1 :(تتجه نحو الباب) هيا، افتحن الباب! هناك نور في الخارج! هناك عيد

ينتظرنا!

دجاجة 2: نعم! أسمعن أصوات الأطفال! إنهم يضحكون وينادوننا!

دجاجة 4 : (بحماس) فلنخرج إليهم! فلنلعب معهم!

الديك : (يصرخ، يحاول الوقوف أمام الباب) لاااا! توقّفن! هذا الضوء كاذب! لا تخرجن!

أنا لم آمر بقدوم الصباح!

دجاجة 1 :(بثقة) الفجر لا ينتظر الأوامر. هو يأتي متى يشاء!

دجاجة 2: والعيد لا يحتاج إذنك. نحن نريد أن نفرح!

(تحاول الدجاجات فتح الباب، تدفع الديك جانباً. فيصاب بالحيرة والارتباك)

 

الديك: (بصوت خافت) كو… كوكو… لا… لا تفتحوا الباب… لا تخرجوا…

(يفتح الباب، يدخل الضوء الكامل، وتهرع الدجاجات إلى الخارج واحدة تلو الأخرى. دجاجة 5 تتوقف وتتردد)

دجاجة 5: (تنظر إلى الديك ثم إلى الخارج) لكن… ماذا لو كان على حق؟ ماذا لو كان النور

كذبة؟

الديك: (ينظر إلى الأرض) أنا… أنا الديك… أنا لا أريد أن أرى هذا.

(تبقى دجاجة 5 في الداخل، تجلس إلى جانب الديك بصمت. الديك لا يتكلم.         يظلّان في العتمة بينما يزداد الضوء بالخارج)

صوت الراوي :(بدفء) وهكذا خرجت الدجاجات إلى النور…بينما بقيّ الديك في الظلمة،

مع دجاجة واحدة فقط… دجاجة فضّلت الخوف على الحرية.

(ينخفض الضوء على القن وينزاح، ويرتفع تدريجياَ خارج القن مع أصوات وضحك الأطفال، موسيقى مرحة، وتغريد طيور)

 

المشهد الرابع

(المكان: خارج القن. ساحة مشرقة، مليئة بالزهور والأنوار. نسمع ضحكات الأطفال، وقد تظهر دمى تمثلهم أو تُستخدم أصواتهم فقط. الدجاجات تركض وتغني بفرح، تخرج الدجاجات إلى الساحة وتبدأ بالرقص بخفة مع الأطفال الذين يحيطون بهنّ بسعادة)

دجاجة 1 :(بفرح) أخيراً رأيت السماء! إنها زرقاء وجميلة!

دجاجة 2: والزهور… كم هي ملوّنة! كم اشتقنا للفرح!

دجاجة 4: لقد كنّا محبوسات في الظلام… والآن نلعب في النور!

(تضحك الدجاجات وتدور على المسرح برفقة الأطفال)

( يُضاء  داخل القن قليلاً. يُسمع صوت الديك وحده، حزيناً، كأنّه يتحدث لنفسه)

الديك :(بصوت ضعيف) أنا… أنا الديك…لماذا ذهبن؟! هذا عصيان… هذا خطأ…

كو… كوكو… كوكو… لا أحد يسمعني…

(تردّ دجاجة 5 من داخل القن، تقف في الزاوية، تنظر إلى الباب المغلق)

دجاجة 5: (بهمس) لقد كان النور هناك…ولم تعترف بذلك، لقد كنت خائفاً…

الديك :(بصوت مكسور) أنا لم أكن خائفاً، كنت فقط، أريد أن أكون القائد.

(تُسمع أصوات الدجاجات من الخارج تغني، وصوت الراوي يعود بهدوء)

صوت الراوي :(بهدوء) وهكذا يا أحبّائي…خرجت الدجاجات من الظلمة إلى النور،

ومن الخوف إلى الفرح، واكتشفن أن الصباح لا ينتظر أحداً…وأن من يرى النور، لا

يجب أن يسكت! أما الديك… فقد بقيّ وحده، ومعه دجاجة صدقته وكذبت صاحباتها وعينيها ..بقيا ينتظران صباحاً لن يأتي… لأن الديك لا يريد أن يراه.

(تُطفأ الأنوار على القن، وتُسلّط الإضاءة على الساحة حيث ترقص الدجاجات وتلعب مع الأطفال. تصدح أصواتهن بالغناء)

طلع الصباح وجاء النور

هيا نلعب، هيا نمرح

نضحكْ نفرح في النهارْ

والحرية أحلى قرار

والحرية أحلى قرار

 

النهاية

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock