العرض العراقي “مكاشفات”يتألق في ختام مهرجان بجاية الدولي الثامن للمسرح ويضيء خشبة المسرح الوطني بالعاصمة الجزائر
المسرح نيوز ـ بجاية ـ الجزائر – عبد العليم البناء
ـ
شهد المسرح البلدي في بجاية الجزائرية عرضا ناجحا ومميزا للعرض المسرحي العراقي الكبير (مكاشفات) للفرقة الوطنية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح بوزارة الثقافة والاثار والسياحة والذي كان بحق ليلة للابداع المسرحي العراقي حيث كان مسك ختام مهرجان بجاية الدولي الثامن للمسرح الذي أقيم مساء الجمعة الرابع من تشرين الثاني الحالي وكان حصيلة جهد متواصل لفريق (مكاشفات) الذي بذل مجهودات كبيرة ومتنوعة من اجل تقديم عرض مكتمل شكلا ومضمونا وبما يعكس مكانة ورسالة المسرح العراقي .
لقد تبارى فريق العرض بقيادة المخرج المثير للجدل المبدع غانم حميد في تقديم عرض رائع وجميل وممتع يرتقي بالخطاب المسرحي العراقي ويجسد الابعاد والقيم الجمالية والفكرية والابداعية لهذا العرض الذي حظي بإعجاب وتقدير وثناء المعنيين بالمسرح فنانين ونقادا والفرق المشاركة فضلا عن الجمهور الجزائري الذي تابع العرض بشغف كبير ومتابعة دقيقة لحيثياته لاسيما أن المخرج عمل على إدخال بعض المفردات والحوارات باللهجة الجزائرية مما خلق تناغما وتواصلا غير مسبوق قياسا للعروض العربية الاخرى حيث وقف الجمهور لمدة طويلة وهو يصفق لفريق العرض الذي تقاطر عليه ممثلو وسائل الاعلام المرئية والمسوعة والمقرؤة لاجراء الحوارات واللقاءات التي التي أضاءت جوانب مختلفة منه .
لقد قدم ابطال العرض الفنانة القديرة الدكتورة شذى سالم والفنان القدير عزيز خيون والفنان المثابر فاضل عباس أفضل ما لديهم من أداء مبهر ومدهش عكس القدرات والطاقات الابداعية والاحترافية العالية لدى كل واحد منهم بتناغم تام مع الخطة والمعالجة الاخراجية للفنان المبدع غانم حميد الذي صاغ سيناريو العرض والاخراج وفق رؤية ومعالجة إخراجية محسوبة بدقة متناهية وهو الذي عرف بتجاربه الابداعية المهمة التي كانت ومازالت من العلامات الفارقة في تأريخ المسرح العراقي لاسيما أن هذا العرض قدم في إطار مهرجان إنطو على تجارب مختلفة من حيث الشكل والمضمون وشهد منافسة ابداعية لمسارح قادمة من دول عربية واجنبية بلغ عددها سبعة عشر بلدا وعروض جاوزت أكثر من سبعة وثلاثين عرضا
وكان عرض (مكاشفات) يكرس الوجه الاكثر إشراقا للمسرح العراقي العريق عامة وللفرقة الام الفرقة الوطنية للتمثيل خاصة . وفي إطار لوجستيات العرض فإن إدارة المهرجان وفرت جميع احتياجات العرض على صعيد الديكور والاكسوارات والاضاءة والصوت أسهمت جميعها في تذليل الكثير من الصعوبات والمعوقات وسهلت على المخرج وفريق عمله الذي عمل بروح الفريق الواحد المنسجم والمتناغم الذي ضم الفنانين المبدعين: مساعد المخرج ومدير المسرح إحسان هاني ومدير الانتاج زياد الهلالي والموسيقى والصوت أمير فاضل والكرافيك والداتشو هشام كاظم والاضاءة سنان محسن العزاوي والازياء والاكسسوار سنان كامل ومن خلال حيويتهم واحترافيتهم العالية في تجاوز أية مفاجآت أو نواقص وتذليل أية معوقات أو صعوبات تحصل هنا أو هناك الامور لاسيما أن المسرح قد تم استلامه قبل ليلة العرض التي تواصلت فيها التحضيرات والتدريبات الى صباح اليوم التالي وحتى آخر لحظة قبل بداية العرض
ولذلك كله كانت مسرحية مكاشفات فعلا مسك ختام المهرجان الذي شهد توزيع دروع المهرجان على الفرق المشاركة وسط حضور مميز لمسؤولي ولاية بجاية وقد قام محافظ المهرجان الفنان عمر فطموش بتقديم درع المهرجان لرئيس الوفد المسرحي العراقي الفنان غانم حميد ولمخرج مسرحية (توبيخ ) رئيس فرقة المسرح المستحيل المخرج أنس عبد الصمد . والجدير بالذكر أن مسرحية (توبيخ) قد حققت أيضا حضورها المتألق في المهرجان بشكل واضح ومؤثر وبردود أفعال ايجابية وإضافة لعرضها المهم في بجاية قدمت عرضا ناجحا آخر في مدينة جيجل الجزائرية شهد اهتمام كبيرا من لدن جمهورها وحقق حضورا مهما للمسرح العراقي في هذه المدينة الساحلية الجميلة .
عرض خاص في المسرح الوطني الجزائري وفي إطار نصر ابداعي مسرحي عراقي جديد لفريق مسرحية ( مكاشفات) وبدعوة خاصة من المجلس الوطني للثقافة الجزائري تقدم عرضا خاصا للمسرحية في أهم وأبرز مسارح العاصمة الجزائرية (المسرح الوطني) الساعة السادسة مساء الاحد السادس من الشهر الحالي بعد انتهاء مشاركتها في مهرجان بجاية الدولي الثامن للمسرح حيث تم اختيارها من بين سبعة وعشرين عرضا عربيا واجنبيا مشاركا في المهرجان لكي تقدم عرضها الخاص هذا الذي يمثل العرض العربي الثالث ل(مكاشفات) بعد مشاركتها وعروضها الناجحة في كل من مهرجان المسرح الاردني ومهرجان المسرح العربي في الكويت ومهرجان بجاية الدولي الثامن للمسرح في الجزائر فضلا عن عرضها في المسرح الوطني في بغداد . ويجيء هذا العرض الخاص والاستثنائي ل( مكاشفات)في الجزائر العاصمة بجهود حثيثة ومشكورة من لدن سعادة السفير العراقي السيد عبد الرحمن حامد الحسيني الذي واكب حركة الوفد العراقي وسعى بشكل جاد ومثمر من أجل تحقيق هذا النصر الابداعي الجديد الذي يتعاضد مع دعم واسناد السيد وزير الثقافة فرياد رواندزي المتزامن مع الانتصارات المتواصلة لقواتنا المسلحة والامنية بمختلف صنوفها وتشكيلاتها من جيش وشرطة وحشد شعبي وعشائري ضد الارهاب الداعشي الاسود حيث ستكون النخبة المثقفة فضلا عن المسؤولين الجزائريين رفيعي المستوى والهيئات الدبلوماسية على موعد مع هذا العرض العراقي المهم والكبير بدلالته الفكرية والجمالية والابداعية .