الكاتبة صفاء البيلي عضو لجنة تحكيم الدورة السابعة بقنا: المهرجان حوّل الجنوب إلى قلب المركز وحارب التطرف!
المسرح نيوز ـ القاهرة| حوارات
ـ
حاورتها: نور مطاوع
الكاتبة والناقدة صفاء البيلى كاتبة مسرحية من طراز رفيع، فهى شاعرة وناقدة، كتابتها تتميز بأسلوب شاعرى وضعها فى مصاف المبدعات الكبار، فهى دائمًا فى حالة من الجدال حول ما ستقدمه، ودائمًا تبحث وتنقب عن الجديد فى الكتابة المسرحية، كتبت المسرح الشعري والمونودراما ومسرح الطفل.. وهى مؤلفة بدرجة باحثة، ودائمًا تفاجئ المسرحيين بطرق أبواب موضوعات إنسانية شائكة مؤثرة فى العقول والنفوس.حصلت على العديد من الجوائز المحلية والدولية، شاركت في عمل ورشات تدريبية على الكتابة الدرامية في مصر وعدد من الدول العربية، كما شاركت في لجان تحكيم مصرية وعربية، وهى إعلامي متخصصة في الإعلام المسرحي وباحثة دكتوراة، كان لمهرجان الجنوب معها هذا الحوار بوصفها عضوا بلجنة تحكيم الدورة السابعة والمقامة في قنا من 7 إلى 12 من مارس الحالي.. وإلى نص الحوار:
في رأيك هل الخدمة الثقافية المسرحية التي تقدم لشباب الجنوب كافية؟
الحقيقة لم يكن هناك اهتمام كبير بالمدن الحدودية والجنوب مقارنة بالمركز أو القاهرة و الاسكندرية والمحافظات الكبرى لكنه ومنذ مدة صار الاهتمام بمعظم المناطق النائية سواء كانت في صعيد مصر بمحافظاته المختلفة أو في سيناء أو مرسى مطروح والمحافظات الحدودية، فأقيمت هناك العديد من الفاعليات الثقافية والفنية التي من شأنها تحويل ذلك الهامش المهمل والمحروم من الخدمات التكوينية والتواصل وتبادل الخبرات إلى بؤرة المركز فتجد المدربون المتميزون يذهبون إليها يقدمون العديد من الخدمات الثقافيه للشباب ومواطني هذه المناطق.
ومن هنا لم تعد هذه المحافظات مستبعدة من خريطة التنمية البشرية كما كانت من قبل ، فاصبح الاهتمام بتنمية الشباب و تنميتة مداركهم بشكل كبير وهذا ما تسعى إليه الدولة.
وهذه التنمية لم تكن فقط تنمية مجتمعية، بل نفسية وروحية عن طريق تدريب الشباب على أسس وجماليات الفنون المختلفة وتقديم ورشات تدريبية متنوعة إيمانا من الفاعلين في المجال بضرورة الاحتمام والسعي لبناء الإنسان و ثقافته و صقل معارفه ومواهبه. ولأن هذه التدريبات والورشات التكوينية تؤسس لمزيد من المعارف وتدعم القيم الإنسانية، وإعلاء روح الانتماء للوطن لمحاربة التطرف و الارهاب و هو ما تحتاجه مصر حاليا !
ــ هل أتيحت لك فرصة متابعة الفاعليات المقدمة بالتزامن مع عروض المسابقة؟وهل ترين أنها تجدي نفعاً؟
بالتأكيد هناك عروض كتيرة مهمة ولكنها عروض حارج المسابقة، فقد قدمت عروضها لجماهير الجنوب وتفاعلوا معها، فهناك عشرة عروض من عروض المهرجان فقط داخل المسابقة الرسمية والتي تتنافس على عدة جوائز. ولن اتحدث عنهم بوصفي عضوا في لجنة التحكيم أما بقية العروض فهى كثيرة ولكنها تعرض للجمهور علي هامش المهرجان، وهي عروض تتسم بالاختلاف و التنوع. كما أنها عروض ليست من مصر فقط و لكن عربية و أوربية .خارج المسابقة ومن الجميل أنها من جنسيات عالمية مختلفة مثل كردستان و السودان و الجزائر وغيرها.كما أنها تشمل عروض مسرح الشارع والقاعة والمونودراما، وعلاوة على تلك العروض التي أقيمت لجماهير القرى والنجوع والمستشفيات ومراكز الشباب وهذا ما أعتبره نجاحا حقيقيا. وهنا يتجسد الدور التنموي الحقيقي للمهرجان.
وماذا عن الورشات المصاحبة؟
أرى أن الورشات المُقامه حالياً علي هامش الدورة ورشات عديدة و متنوعة ، تستفيد منها قاعدة كبيرة من الشباب وسعيدة بوجود الشابات بشكل كبير، وهذه الورشات في عدة مجالات منها: السنوغرافيا للدكتورة عايدة علام و التمثيل للفنان أحمد السيد ، والكتابة لبكري عبد الحميد، والماكياج وصناعة العرائس و منها ورشات لتعليم الصغار الرسم. وهذه الفاعليات أثرت المهرجان بشكل كبير.
كما إنني أثمن الالتفاف الرسمي والشعبي حول المهرجان ليس فقط من المسؤلين وعلى رأسهم السيد محافظ قنا والقيادات الثقافية والشعبية والمجتمع المدني ووزارة الثقافة،
وقد بدا جليا واضحا، اهتمام الجمهور بالمهرجان لأن أهل قنا ومحافظات الجنوب عامةً يشعرون بإحتياج لمثل هذه الفاعليات و الخدمات الثقافية ، لأنها بمثابة النور الذي يدخل حياتهم وتعني لهم الكثير.
هل تعتقدين أن هذه الفاعليات مؤثرة مجتمعيا؟
طبعا، بالتأكيد هي مؤثره جدا
ـ بأي نسبة؟
لن نسطيع أن نحددها بنسب مئوية محددة ، ونتائجها ليست آنية بمعنى أنها لن تظهر حالا في التو و اللحظة لان ما يحدث الآن هو استثمار في الإنسان، فنحن نستثمر في الإنسان الجنوبي ، استثمار سيؤتي أكله على مهل وعلى المدى البعيد عبر السنوات القادمة.. كما أنني متأكدة أن المستقبل سوف يحمل تغييراً في بناء الشخصية الجنوبية، فهي بذره نقوم نحن بزراعتها ثم ريها، وتعهدها بالرعاية حتى تكبر وتثمر.
ـ من خلال حضورك لأكثر من مهرجان مصري و عربي كلجنة تحكيم او كضيف مشارك.. ما هي تطلعاتك لمهرجان الجنوب للشباب ؟
حقيقة كلما شهدت نجاحا لتظاهرة مسرحية خارج حدود الوطن تمنيت استنساخها في وطني، لكنني والحق أقول، أن مصر كانت دوما في المقدمة وهى تستطيع أن تحافظ على مكانتها بدعم الفنون والثقافة في كل ربوعها، والاهتمام بحراك الشباب واستقابلهم الدائم في بيوت الثقافة وقصورها.
ودوما أتمني كل الازدهار و التوفيق لكل مهرجانات مصر ،سواء في الصعيد أو غيره عموما لأنه مثلما قلت إن هذه المهرجانات تسعي الي حد كبير لمواجة العديد من الأفكار المقيتة و المتطرفة مثل الإرهاب كما تعالج بالفن الأفكار المغلوطة وتعمل على ترسيخ قيم الوعي والمجتمع المنتج.
فنحن لا نحارب فقط ما ترسخ من أفكار خاطئة، و لكننا نبني الإنسان و وننمي قدراته ونحببه في الحياة، وهذا لا يحدث سوى باندماجه في بوتقة الفن. لأن ما يغيره الفن في يوم ربما يغيره غيره في سنوات.
فالفن وبخاصة المسرح له لمسته الساحرة وقيمته المستدامة في قدرته على بناء أجيال جديده متماسكة بعيدا ع أي نوع من انواع التعصب. ودائما ما أتمني الاهتمام بالأطراف والحدود وأن تقام فيها مزيد من المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية مثل حلايب و شلاتين والمدن المصرية الجديدة والمناطق العشوائية.