الكاتب الجزائري “محمد بويش” يكتب: مسرح الدهشة.. اللغة الشاعرية أنموذجا
المسرح نيوز ـ الجزائر ـ مقالات ودراسات| محمد بويش*
ـ
*كاتب ودراماتورج جزائري
محاولة في النص المسرحي
العنوان…مسرح الدهشة اللغة الشاعرية أنموذجا….
الدهشةÉtonnement في معاقلها الفلسفية هي اعادة تمركز العقل مع مايحدث امامه…
هل تكون اللغة بشاعريتها النصية سبيلا لتوريط المتلقي مع العرض المسرحي وشريكا لكل وسائط العرض الاخرى….وهل تخلق العامية نفس الدهشة في المتلقي ونفس التاويل للعرض..؟ وقد كان ظهور التفكير الفلسفي مقترنا بالدهشة فهذا أرسطو يقول « إن ما دفع الناس في الأصل وما يدفعهم اليوم الى البحوث الفلسفية الأولى هو الدهشة» ومن هنا كانت « الدهشة هي أم الفلسفة ومنبعها الخصب!»
وذلك كما قال آرتور شوبنهاور (1788-1860) « لأن الإنسان حيوان ميتافيزيقي، ومما لا شك فيه أنه عند بداية يقظة وعيه، يتصور فهم ذاته أمرا لا يحتاج الى عناء، غير أن ذلك لا يدوم طويلا: فمع اول تفكير يقوم به، تتولد لديه تلك الدهشة التي كانت على نحو ما، أصل الميتافيزيقيا».
والمراد بالدهشة هنا ليس فقط الحيرة والتعجب بل هي حالة توتر ذهني ونفسي ممزوجة بالقلق ومفعمة بالاهتمام وأحيانا بالألم والمعاناة. وللدهشة علاقة بأكثر من مفهوم مثل: العزلة والغربة والانفصال والانفصام والذهول بل وحتى القطيعة. إلا أن الدهشة الفلسفية غير الدهشة العلمية أو العامية ذلك لأن العالم والعامي معا لا يندهشان إلا أمام الظواهر الغريبة النادرة بغية فهمها ومعرفة أسبابها كما قالت العرب«إذا عرف السبب زال العجب»، أما الفيلسوف فيتجاوزهما ليندهش أمام كل الظواهر بل وحتى أمام أكثر الأشياء والوقائع ألفة واعتيادا مستهدفا تأمل ذاته وعالمه لتكوين صورة واضحة المعالم عنهما
من هذا المنطلق الفلسفي لتميز الدهشة عند المتلقي الحداثي يمكن الولوج الى العرض المسرحي الحديث الذي اصبح يحتاج عندنا الى اثارة المتلقي أكثر وفق شد انتباهه الى العرض المسرحي بفبرغم السينوغرافيا السينمائية للعرض ورغم الاجتهاد الجسدي في الايماءة مازلنا نعاني من نفور كبير للجمهور في الكثير من العروض المسرحية..والاعتماد على اللغة في التنظير الجديد الذي قدمت انا شخصيا ندوات لاجله يطرح البديل اللفظي للعامية او اللغة الثالثة في العرض الى لغة عربية فصحي شاعرية تعمل على مخارج خروف متزنة وتتعدى القافية اي انها تخرج من المسرح الشعري الى المسرح الشاعري وتعتمد على خلخلة عقل المتلقي ومحاولة ربطه مع تأويل الجمل والكلمات المقدمة في العرض وصياغته للمعنى اللفظي وفق رؤية نظر