حوارات
الكاتب العراقي الكبير د. مثال غازي للمسرح نيوز: المسرح يمثل مجموعة سُلُطات.. وقداسة النص لم يعد لها معنى!
المسرح نيوز ـ القاهرة| حوارات
ـ
حاوره: محمد سامي ـ العراق
ـ
إنه مثال غازي.. كاتب مسرحي عراقي كبير ومتفرد، ولد في بغداد 1967 وحاصل على درجة الدكتوراة في الفنون المسرحية وله العديد من المؤلفات المطبوعة مسرحية ( ما لا ياتي ) دار شؤون الثقافية بغداد 1990 مسرحية ( عبد الله بن الزبير ) الإمارات الشارقة 2001 ومسرحية ( التخمة) الهيئة المصرية العامة للكتاب مصر العربية 2003 مسرحية ( اظلام ) دار شؤون الثقافية بغداد 2011 مسرحية ( دم يوسف ) دار شؤون الثقافية بغداد 2016
كما تحصل على العديد من الجوائز العربية منها:.. جائزة الشارقة للإبداع العربي المركز الأول مسرح الدورة الرابعة 2000.. جائزة ( محمد تيمور ) مصر المركز الثاني 2001.. الجوائز المحلية.. جائزة أدب الشباب المركز الأول مسرح 1992 بغداد دار شؤون الثقافية.. جائزة أفضل تأليف عن مسرحية ( الممسوخون ) منتدى المسرح 1996 بغداد.. جائزة أفضل تأليف عن مسرحية ( مكانك أيها السيد ) البصرة 2001 جائزة الإبداع 2010 وزارة الثقافة عن مسرحية ( بانتظار المطر )
إضافة لذلك فقد تولى العديد من المناصب الإدارية.. منها: مدير منتدى المسرح من 2006 إلى 2009.. ومدير الفرقة الوطنية للتمثيل من 2012 إلى 2016
في هذا الحوار الذي اختص به “المسرح نيوز” يستجلي معه المسرح نيوز علاقة الكاتب بالمخرج وعلاقته بالجمهور والخشبة، كما يتناول واقع الحال المسرحي الآني.
إلى نص الحوار:
هناك من المخرجين من تكون له رؤيه عند معالجة النص المسرحي البعض ينسف النص والبعض ينقله كيف يتم التعامل مع نصوصك ؟
بالتاكيد كل رؤية تمثل وجهة نظر وزاوية من زوايا عديده يمكن فيها معالجة اي قضيه فكريه فالنص الادبي يمثل مقترحا اوليا للعرض وحال ان يدخل النص المشغل التشاركي لصناعة العرض يرتفع سقف المقترحات الجماليه من قبل المخرج والممثل والسينوغراف ليكون للعرض اكثر من وجهات نظر على اعتبار ان المسرح ليس فنا فرديا بل هو فنا تشاركيا قائما على مجموعه من الجهود يمثلها المخرج والمؤلف والممثل والسيوغراف ففكرة قداسة النص ماعاد لها اي وجود على ضوء النظريات الحديثه اذ اصبح للقارئ وجوده القار كمفسر ومؤول جمالي للعرض فالمسرح يمثل مجموعة سلطات وليست هناك سلطه متفرده على حساب سلطه اخرى ولا وجود لمفردة نسف النص اذ للنص مهيمناته الواضحه اسوة بمهيمنات الاخراج والا ماكان على المخرج ان يختار نص سئ ليقوم ببناءه من جديد وهذا جهد غير مقبول للمخرج فاساس نجاح كل مسرحيه هو اختيار النص الملائم لذلك هذا الاجراء يحيلنا الى مقدمات صحيحه من اجل الوصول الى نتائج صحيحه ايضا فالنص العتبه للنجاح وكل مخرج عليه ان يختار النصوص التي تناسب وعيه وثقافته لاان يدخل نفسه في متاهات وطلاسم لايمكن حل شفراتها فالمخرج الجيد هو من يستطيع ان يطرح رؤى جديده للفكره تضيف للنص جمالية وابداعا فاذا كانت جمالية النص تكمن في المضمونات الفكريه الدقيقه فمن الاصح ان يكون للمضمون شكلا يناسب جمالية الحكايه داخل النص وهذه مسوؤلية الاخراج
فانا انتمي لعقلية المعالجه الاخراجيه الواعيه والمبتكره وهذه اضافه نوعيه للمضمون النصي تقع في صالح التاليف فانا ضد النقل الحرفي للنص دون تصرف عال يضيف للنص بريقا اخر فمهمة المسرح ان يعيد انتاج المثل والمبادئ والحكايا بطريقه جذابه تضمن اثارة انتباهة المتلقي من اجل توصيل رساله معينه وهذه الرساله قد تكون ذات مضامين اجتماعيه ا وسياسيه او جماليه وهذا لايتحقق الا بجهود جماعيه يتكاتف من اجلها الجميع داخل المسرحيه ومن اجل ان يتحقق كل هذا لا بد ان يتحقق عنصر الايمان بالاخر اذ يجب على المؤلف ان يثق بمقدرات المخرج الابداعيه كما يثق بقدرات الممثل على توصيل الرساله كما يثق بالسينوغراف الذي عليه تضطلع مهام كثيره املتها عليه اشتراطات الحداثه المسرحيه في الوقت الحاضر
هل تناقش مع المخرج رؤيته ؟
بالتاكيد يتم مابين المخرج والمؤلف حوارات ونقاشات طويله بينهما من اجل الوصول الى معالجه متطوره فعلى المخرج تضطلع عليه مسوولية تحويل ماهو ادبي الى ماهو فني وهي مهمه ليست بالسهله اطلاقا اي تحويل ماهو فكري غير محسوس الى ماهو بصري محسوس بالامكان مشاهدته وتقديمه امام جمهور النظاره فالنقاش حاله صحيه لاخلاف عليها بين المؤلف والمخرج وانا شخصيا عملت مع مخرجين مهمين تجمعني واياهم كيمياء الثقافه والوعي فانا لست كاتبا اكتفي بدفع نصوصي للعرض وعلي ان اتفاجا في نهاية العرض بتدخلات المخرج وقد اختلف او اتفق معه بالنهايه فانا اجتهد ان اكون جزء من الورشه المسرحيه قبل تقديم العرض فانا اعمل كدراماتوج واحاول ان اسمع من الجميع من اجل موائمة النص للعرض واحيانا استشعر احاسيس الممثل في تقبله للافكار بل وحتى في صياغة الجمل كي تكون اقرب الى الممثل كي اضمن مصداقية الاداء بل احيانا نتحاور طويلا ان وزملائي من المخرجين للوصول الى حلول ابداعيه جديده
هل تفرض شروط معينه مع المخرج لصالح نصك ؟
ليست هناك شروط مسبقه لدى المؤلف فكل شئ يتم بالاتفاق والجدل والمحاوره فالمسرح يسمو بحريه وديمقراطيه قل نظيرها في باقي الفنون ولاشئ يتم الا برضا ومحبة الاخر فاذا فقد هذا الشئ فلاقيمة للعمل الفني بعد ذلك فللمسرح رسالته الساميه التي يجب على الجميع ان ينصهر معها جماليا وفكريا واذا حدثت هناك اشتراطات مسبقه فهذا يعني ان هنالك خللا قد ينعكس على العمليه الابداعيه فالمقدمات الصحيحه لا تقود الا لمخرجات صحيحه والعكس صحيح
من وجهة نظرك هل ترى أن ضعف المسرح ناتج من ازمة النصوص وضعفها ؟
لاتوجد هناك ازمة نصوص بالمره بل هناك ازمة وعي ورؤى فربما البعض من المخرجين يعانون من ازمة عدم البحث والتنقيب عن نصوص ملائمه كما ان هناك البعض من المخرجين يبحثون عن نصوص تشابه تجاربهم ولايملك قدرة تطويع النصوص ومعالجتها لذلك يقع في صعوبة الاختيار كما ان في العراق يمتلك على المستوى المحلي اجيال كثيره من كتاب المسرح الذي يمتلكون المقدرة التاليفيه التي تضاحي العالميه رغم ايماني بعدم وجود ماهو عالمي بوجود المحلي فلدينا الثقه بانفسنا ككتاب مسرح بعيدا عن المقارنات الجغرافيه او الاقليميه فالجوده والاحترافيه والتمكن من صياغة الحكايا هي الاهم بالتصنيف ولدينا نصوص جيده لايتسع لذكرها كما لدينا كتاب رائعين لايتسع ذكرهم على عجاله دون الوقوف عند تجاربهم الابداعيه الثره
المسرح العراقي يميل الى الهموم الحياتيه اليوميه كيف تنظر لمسار المسرح العراقي اليوم ؟
يشخص الروائيين بان ادب اليوميات ليس ادبا وهذا ماتم الاتفاق عليه مؤخرا فما جدوى ان تنقل الحادثه اليوميه على المسرح بكل تفاصيلها الواقعيه مادام مايجري في الشارع اهم بكثير من مايجري تقديمه على الخشبه فالمسرح معني بالخيال معني بالتصرف والاضافه والحذف من اجل تقديم الواقعه التي يقف عندها المتلقي طويلا وكانها واقعه جديده ومبتكره لا ان نكرر مايراه في الحياة فهذه ليست بوظيفة الفن بالمره والا كان بالجمهور ان يراها ويسمعها من نشرات الاخبار لا ان يبذل عناء الخروج من المنزل ليرى ويسمع اشياء مكروره ومتاحه له في الواقع الفن رؤى وابتكار وتجديد يجعل المتلقي يفكر كثيرا حين يواجه الحقيقه المطروحه على الخشبه فالمسرح العراقي مسرح عريق وزاخر بالاتجاهات والرؤى وزاخر بمخرجيه ومؤلفيه وهذا ماجعله مسرحا رصينا
هل تجد الحركه المسرحية الدعم الحكومي ؟ماهي اهم متطلبات الدعم ؟
من المناسب في المسرح على مستوى الفرق المسرحيه خلق بيئه تنافسيه حقيقيه اذ فقط الان في العراق هناك الفرقه القوميه للتمثيل التي تعمل بشكل احترافي مدعومه انتاجيا من قبل الدولة إذ يجب ان يكون هناك دعم حقيقي للفرق الاهليه من اجل خلق بيئه زاخره بالاختلاف والمغايره والتنوع تعمل جنبا الى جنب الفرقه الحكوميه الوحيده بعيدا عن ادلجة الدوله السياسيه وتوجهاتها وهذا يتطلب جهدا بسيطا لما يمتلكه العراق من مقدرات ماليه واسعه اذ يجب دعم فرقه عريقه مثل فرقة الفن الحديث كذلك فرقة مسرح اليوم وفرق اخرى كما يجب على اكاديمية الفنون والمعهد ان يكون هناك عمل جاد وحقيقي من اجل تطوير المسرح الاكاديمي الذي اسسه حقي الشبلي وابراهيم جلال وعوني كرومي واخرين.
هل السينوغرافيا مفرده من مفردات النص المسرحي ام نص مختلف يولد من خلال التمرين ؟
عادة هذه المفردة تعنى برسم الفراغ او الفضاء المسرحي وبالاصل السينوغراف عليه رسم مكان وزمان الحدث عليه ان يعمل بكل ممكناته التشكيليه من اجل ايصال فكرة زمكانية الحدث والسينوغراف مفردة تشمل الديكور والملابس والمكياج وما الى ذلك من مكملات والمفردة لاتعني الاضاءه بالمره وهذا قصور بالفهم لدى البعض فهناك مصمم سينوغراف عليه تضطلع مهام الرسم في الفراغ وهذه عمليه ليست بالسهله فمزاج العمل وبيئة الحدث مسوولية السينوغراف والنص الذي يولد داخل الورشه هو نص بالتاكيد سيكون ابن الخشبه بامتياز وهذا نوع اخر من الكتابه ان يكون النص وليد افكار الجماعه وليس الفرد ياخذ بنظر الاعتبار ممكنات السينوغرافيا وهذا يعد نصا حداثويا بامتياز فهو نص تشاركي يعي كاتبه قيمة الاخرين من العاملين داخل الورشة المسرحية